40 شخصية وطنية تعلن عن تأسيس «ملتقى» لرأب الصدع الطائفي
تسعى لتعزيز الروابط والوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج الاجتماعي
الوسط – محرر الشئون المحلية
أعلنت 40 شخصية وطنية عن تأسيس ملتقى أطلقت عليه اسم «الملتقى الوطني الاجتماعي»، للتحرك من أجل رأب الصدع الطائفي والتغلب على التداعيات التي خلفتها أحداث فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين.
وجاء في بيان صادر عن الملتقى أمس الأربعاء (7 ديسمبر/ كانون الأول 2011) وتلقت «الوسط» نسخة منه «نحن مجموعة من الشخصيات الوطنية التي تمثل خليط البحرين المتنوع مذهبياً وفكرياً وإيديولوجياً. تداعينا في هذا الظرف العصيب الذي تمر به مملكتنا الحبيبة، وقررنا تأسيس تجمع أطلقنا عليه مسمى «الملتقى الوطني الاجتماعي»، من أجل إنقاذ الوطن من تبعات الانقسام الطائفي الذي بدأ يلوح في الأفق بعد أحداث فبراير ومارس الماضيين، مهدداً تكوين المجتمع وترابطه التاريخي التليد».
وأضاف البيان «نسعى من خلال ملتقانا هذا الذي يعبر عن حركة مجتمعية بحتة، إلى تعزيز الروابط والوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج الاجتماعي الذي تأثر كثيراً جراء التجاذبات السياسية التي وصلت إلى كل زاوية من زوايا الوطن، في الشارع والمدرسة والجامعة والبيت والعمل والرياضة والقطاع التجاري، حتى أصبح السكوت عن هذا الواقع جريمة بحق الوطن».
وأكد البيان أنه «جاءت مبادرتنا في ظل الحاجة الماسّة والملحّة إلى تحرك سريع جاد وفاعل من النخب من أبناء البحرين، ليضطلعوا بدور كبير يمليه عليهم الواجب الديني والإنساني والوطني، لوقف نزيف التمزق الذي أوجد شرخاً في المجتمع البحريني الذي عرف عنه التماسك عبر مكونين رئيسيين، يجمعهما المصاهرة والترابط والتكاتف والتآزر».
وأشارت الشخصيات المؤسِّسة للملتقى إلى أن خطوتها «جاءت لانتشال البلد من حالة الطائفية والاحتقان البغيض الذي هو دخيل على الساحة البحرينية ولم تألفه من قبل، على أمل أن تعود الأمور كما كانت من قبل، فالشرخ عميق ولابد من جهود كبيرة تلملم الجراح وتعيد البسمة إلى شفاه المواطنين الذين يأملون في عودة روح الأخوة البحرينية إلى سابق عهدها».
وتابعوا «من هذا المنطلق، سنعمل جاهدين لمنع الاحتقان بصوره المختلفة من خلال تنظيم الفعاليات والأنشطة، والتواصل مع جميع مكونات المجتمع والانفتاح عليهم وعدم إقصاء أي طرف أو جانب، وسيشمل نشاطنا كل محافظات مملكة البحرين، وسنقوم بزيارات منتظمة إلى مختلف قرى والمدن والالتقاء بأهاليها، لتقريب وجهات النظر والتغلب على الآثار السلبية التي خلفتها الأحداث».
وأوضحت الشخصيات أنها حددت مجموعة من مكونات المجتمع البحريني المؤثرة في حركة الشارع، والقادرة على ضبط إيقاع تلك الحركة، وسيجري الكشف عن تلك الجهات، والموضوعات التي ستوضع على طاولات الحوار بعد استكمال الملتقى لبعض عناصر التشكيل التي لايزال بحاجة لها، ومن أهمها زيادة عدد المنتسبين إليه، لضمان تغطية أكبر فئات ممكنة من مكونات المجتمع أولاً، وللوصول إلى الكتلة المجتمعية الحرجة التي توفر لهذا الملتقى الحديث الولادة التي تمكنه من مخاطبة القوى التي هو بصدد التوجه إليها.
وقالوا: «إننا على قناعة تامة بأن البحرينيين يجمعهم دين واحد وهوية ثابتة ومصير مشترك، ونقاط التلاقي بينهم أكثر من الاختلاف، غير أن البعض وللأسف استغل الأحداث من أجل إيغار النفوس وشحنها طائفياً وتحريض أبناء الوطن الواحد ضد بعضهم البعض، الأمر الذي قد ينتهي بصدامات الخاسر منها الجميع بلا استثناء، وبالتالي فإن وحدة الكلمة والتآزر والتكاتف هي السمة المطلوبة في المرحلة المقبلة لنكءِ الجراح وتجاوز السلبيات ليعم الخير والأمان على كل أفراد المجتمع. سائلين المولى العلي القدير أن يحفظ البحرين وقيادتها وشعبها من كل مكروه، وأن يوفقنا ويسدد خطواتنا لما فيه خير وصلاح وطننا العزيز».
محاربة الطائفية هدف مركزي
من جانبه، أكد المنسق العام للملتقى الوطني الاجتماعي يوسف حسين البوري أن «هذا الطيف الواسع المتعدد الألوان من مكونات المجتمع البحريني، يجمعه هدف مركزي واحد، هو محاربة الطائفية وأمراضها ووأدها، إذ قادت حوارات هذه النخبة إلى الاتفاق على تكوين الملتقى الذي سيكون بمثابة المنصة التي تحتضن تلك اللقاءات، وتبلور الفهم المشترك الذي يجمعها، وتنسق فيما بين المنتمين لها في مواقفهم التي يتفقون عليها إزاء الأحداث التي تعيشها البحرين، وفي القلب منها الانشطار الطائفي الذي يهدد وحدة المجتمع، وينذر بنسف مقومات استقراره، وبالتالي تطوره».
وألمح البوري إلى أن «تلك الحاضنة تعمل على صقل أفكار تلك الحركة وبلورة همومها، من خلال تحويلها إلى برامج وطنية مجتمعية شاملة وملموسة، تخاطب بها قوى المجتمع المختلفة، دون أن يعني ذلك تحولها أو تبعيتها لأية جهة رسمية أو مؤسسة حزبية سياسية، بقدر ما هو ملتقى لأطياف المجتمع التي أشرت إليها».
وشدد على أن «الملتقى يستمد رؤاه التي تحكم مسيرته وبرامجه المنظمة لحركته في طريقها لمحاربة الطائفية والأمراض التي تولدها، من تاريخ شعب البحرين العريق»، مبيناً أن الملتقى سينظم زيارات إلى العوائل ذات الثقل الاجتماعي الكبير في مختلف المناطق، وسيشكل مجموعات من أعضاء الملتقى للقيام بهذه المهمة.
وأضاف المنسق العام «في هذا الإطار، سنقوم بزيارات إلى رؤساء الصحف المحلية، والجلوس مع جمعية الصحافيين لترشيد الخطاب الإعلامي، وجميع مؤسسات المجتمع المدني، وسنضع جدولاً لزيارة الرموز العلمائية من الطائفتين، وسنلتقي مع رؤساء إدارتي الأوقاف الجعفرية والسنية لحث الخطباء على توحيد الكلمة ورصّ الصف الوطني».
كما تحدث إلى فكرة تدشين حساب إلكتروني للملتقى الوطني الاجتماعي في «التويتر»، لبث رسائل إيجابية تساهم في توحيد المجتمع ورأب الصدع الطائفي، وابتكار الوسائل المناسبة للتخفيف من حدة التوتر الحاصل، وتنفيذ برامج وأساليب وفعاليات مختلفة، تسهم في تخفيف حدة الاحتقان الطائفي، فضلاً عن استغلال المساهمات الفنية، لتعزيز الترابط وتوحيد الصف ولمّ شمل الناس.
يشار إلى أن الملتقى يضم 40 شخصية وطنية، من بينها: تقي الزيرة، جواد الحواج، سيدحسين العلوي، حمزة محمد، راشد سبت، صادق الجمري، عادل فخرو، عبدالعزيز أبل، عبدالله الحواج، عبيدلي العبيدلي، علي الطويل، عون الخنيزي، غسان الشهابي، فائق منديل، مازن الشهابي، مجيد السيدعلي، مبارك الدوسري، محمد المحفوظ، نورة المرزوقي، يعقوب اللحدان، يوسف البوري، يوسف الصالح، يوسف زينل، عيسى الحمر، جاسم عبدالعال، بسام الذوادي وعلي السلمان