لطفاً من أجل البحرين: لا لعبارة “حزب الله البحرين
سهيل القصيبي ابن الوزير السعودي السابق غازي القصيبي
توقعت – وربما بشيء من السذاجة – بعد صدور تقرير البسيوني، وكلمة جلالة الملك التي حثت على المصالحة، أن تتوقف التهم و الشتائم التي يوجهها بعض الإعلامين إلى المعارضة، وبطريقة غير مباشرة ، إلى طائفة أهل البيت الكريمة. توقعت أن تبدأ الصحف بتغيير نهجها و أن تحث على المصالحة والمسامحة، كما عودنا على ذلك جلالته عبر السنين. ولكن خاب أملي، وللآسف وجدت أن الهجوم المباشر و غير المباشر زاد شراسةً. وكلما أرى الشتائم و التهم تتزايد، أسأل نفسي هل ينفع هذا التصرف مملكتنا الحبيبة؟ و ماالهدف من كل هذا الكره و العدوانية؟ و متى سينتهي هذا الإستقطاب الذي اقتحم مملكتنا الصغيرة؟
و تؤلمني بالذات عبارة ” حزب الله البحرين” ، التي يستخدمها البعض عند الحديث عن جمعية ” الوفاق” . و لا أتآلم حباً في “الوفاق” – فأنا من أول منتقديهم – ولكن إحتراماً لأفراد الشعب البحريني الذين اختاروا جمعية “الوفاق” ممثلاً لهم. ويجدر بنا أن نتذكر أن للوفاق مابين خمسين إلى ستين ألف عضواً، وعندما نخوّن “الوفاق” نخوّن شريحة كبيرة من المجتمع البحريني، مما يؤجج الطائفية المقيتة التي نعاني منها جميعاً هذه الأيام. و أعلم تمام العلم، أن من يستخدم هذه العبارة يفعل ذلك حباً لوطنه، و غيرةً على شعبه، و خوفاً من أعدائه، و ولاءاً لقيادته، ولكني مع ذلك أرى أن مساوئ هذه العبارة تفوق فوائدها بمراحل.
و لماذا التركيز على أخطاء المعارضة و إغفال ما جاء في تقرير البسيوني عندما يذكر أن أخطاء وتجاوزات الحكومة – أو بالأصح أفراد من الحكومة – أكثر وأفضع بكثير من أخطاء المعارضة؟ ألم يكن الهدف من التقرير هو تقصي الحقائق وبدأ المصالحة؟ إن أردنا من المعتقلين والمفصولين و ضحايا التعذيب و أهالي القتلى أن يغفروا للحكومة أخطاءها أفلا يجدر بنا – نحن الموالون- أن نغفر للمعارضة أخطاءها؟
نعم ارتكبت “الوفاق” أخطاءاً أثناء الأزمة، و أهمها رفض مبادرة سمو ولي العهد مما آدى الى تصعيد الأزمة، ولكن ألا يجدر بنا التركيز على المستقبل فضلاً عن الماضى المؤلم؟ أليس قدوتنا جميعاً الرسول الأعظم عليه الصلاة و السلام الذي قال لأعدائه “إذهبوا فأنتم الطلقاء”؟ أين ذاك التسامح الذي نفتخر به كمسلمين و بحرينيين؟
أثبت تقرير البسيوني أنه لا توجد صلة بين أزمة البحرين و إيران وحتى حزب الله، لذلك آمل أن يكف الإعلام عن إستعمال العبارات المسمومة. فالحل الوحيد لتضميد الجروح المؤلمة و الخروج من الأزمة الطائفية الكريهة هو الخوض في مبادرات المصالحة الوطنية، و مد كف التصالح و التسامح، ليس من أجل “الوفاق” و لا من أجل الحكومة، ولكن من أجل هذه الجزيرة الغالية و أجيالها القادمة ، و أسأل الله تعالى ألاّ تمر البحرين مجدداً بتجربة مريرة و مؤلمة كما مرَّ بها جيلنا.