ربما يكون اعتراف وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي لـ «بي بي سي» عن «وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان ضد المشاركين في الاحتجاجات في وقت سابق من العام الجاري»، هو الأول من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات في البحرين في الرابع عشر من فبراير/ شباط 2011 على صعيد السلطة التنفيذية.
يأتي حديث الوزيرة المعنية بحقوق الإنسان قبل 15 يوماً من إعلان اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق عن تقريرها النهائي وتسليمه لعاهل البلاد، ويأتي هذا الحديث في ظل الجدل القائم بشأن طبيعة التقرير الذي سيرفع، وهل اعتراف الحكومة بالانتهاكات على رغم استدراكها بأن ذلك لم «يكن ممنهجاً» يأتي منسجماً مع تصريحات سابقة لرئيس اللجنة محمود شريف بسيوني، الأمر الذي يسير في الاتجاه ذاته؟
وتزامن مع ذلك جدل أيضاً بشأن تصريحات رئيس لجنة التحقيق محمود شريف بسيوني لإذاعة أميركية، وخصوصاً بعد أن أكد أنه لن يدلي بأي تصريحات تتعلق بالشأن البحريني حتى الانتهاء من إعداد التقرير. جاءت التصريحات لتشير إلى كثير من الأمور الجدلية التي من شأنها أن تعقد الأمور في البلد، لا لتضعه على الطريق الصحيح من جديد.
أسبوعان بالكثير فقط، أمام البحرين لتدخل مرحلة جديدة من أزمتها السياسية، ستكون هذه المرحلة – بفعل تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق – لا يمكن إدارك ما فيها، وما تبعاتها، ونتائجها، وكيف سيكون التعامل معها، ومن قبل الطرفين الرسمي والمعارض.
ليس من مهمة اللجنة أن تطرح حلاً للأزمة البحرينية، وربما ان التقرير لن يرضي الكثيرين من مختلف التوجهات.
هناك من يقول بأن التقرير قد يتجه لمربع «الموازنة»، والبحث عن حلول لأزمة خانقة. ومن الواضح أيضاً أن الحكومة بدأت في تهيئة نفسها لتلقي نتائج التقرير بعد أن استشعرت بحيثياته، فيما لاتزال المعارضة تبحث عن ماذا سيحدث لاحقاً، وكيف ستتعامل معه.
مهما يكن الأمر، فإن تقرير اللجنة مهم جداً، ولكن الأهم منه، هو ماذا سيحدث بعد الإعلان عنه في نهاية الشهر الجاري؟ كيف ستكون الأمور في هذا البلد؟ وهل ستقبل الأطراف بنتائج التقرير وتسلم به، وتتعامل معه على أنه بداية للخروج مما نمر فيه منذ منذ الرابع عشر من فبراير/ شباط الماضي؟
ننتظر حتى تاريخ 30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري لنشهد هذا المنعطف الجديد في تاريخ البحرين، فلربما يساعدنا التقرير للانتقال نحو مساحة مختلفة من العمل الوطني
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3327 – الإثنين 17 أكتوبر 2011م الموافق 19 ذي القعدة 1432هـ