في بيت التجار يوم أمس الثلاثاء 4 أكتوبر /تشرين الأول 2011م
الدولة بدأت تحاسب نفسها وعلى الوفاق والحركات السياسية مراجعة أخطائهم
عل من هذا المكان و في هذه اللحظة نقرر جميعاً ان ننطلق من جديد في بناء مستقبلنا. ماحدث على مملكتنا العزيزة في الفترة الاخيرة شئ مؤسف ومؤلم جداً معلمياً حضارياً ومادياً يمكن البعض منكم يعرف تفاصيل ماحدث ولقاءاته ومحاولاته في تجنب البحرين ماصار ويمكن البعض منكم لايعي… من قديم، مملكة البحرين مبنية على علاقة مفتوحة وتواصل أسري واجتماعي بين القيادة والمواطنين والاسر في القطاع العام ان كان في الحياة المدنية أو العمل العسكري الشريف أو في القطاع الخاص وبدون هذه الثلاث القواعد تختل القاعدة واذا اختلت هذه القاعدة تأثرت الصورة السياسية… في 14 فبراير الماضي، كلكم تعرفون ما حدث ومن 14 فبراير الى 14 مارس. وانا كل يوم، أنا وزملائي نحاول أن نشرح لقيادة الوفاق في ذلك الوقت خطورة ما يحدث وما سينتج عن الاستمرار والإصرار على الموقف الذي تبنوه.
وتدريجياً حدث ما كنا نتحذر منه وهو ان التسلط في الرأي يجعل الطرف الذي نختلف معه في الرأي يفقد الثقة.

وللتاريخ البحرين قدمت مشروعاً فيه تنازلات للطرفين لو قبل احنا مب في هذه الحال… انا جلست على هذا الكرسي مع الامير خليفة عمي الله يطول عمره وسلمه، عطيتوني طلبات يمكن ربع اللي تكلمت عنه لأن في ذلك الوقت كان الاقتصاد في حال افضل بكثير وانا اعرف في القطاع التجاري دائما تحاولون تحصلون أقصى حد فدائما في اخذ وعطى لانكم تحصلون 70 في المئة او 75 في المئة او ثمانين في المئة وهذا الشيء اللي انتم متعودين عليه. اليوم الطلبات اكثر بكثير بسبب ماصار… السبعين او ثقافة السبعين في المئة، او الثمانين في المئة، ثقافة الاتفاق والتنازل والصبر هذا كان مفقود موجود عندكم ولكن لدى العمل السياسي وللاسف في فترة من الفترات سمحتوا للطائفية ان تدخل في البيوت.

انا طلبت منكم موقف في شدة الموقف في عز الموقف وماقدرتوا تتفقون على شيء. و لا ألوم شخصا، أنا ألوم الروح السيئة التي دخلت في بيئتنا.

أنا، سلمان بن حمد، قد أختلف مع بعض الاخوان الموجودين، لكني اعرف اني اجتمع مع كثير من الاخوة على مبدأ العدالة والانصاف والحرية والاستدامة والتنافس وكل القيم التي تبنى عليه الدولة الحديثة المدنية الديمقراطية… المشروع الاصلاحي الذي بناه جلالة الملك وانا ساعدته فيه واهتممت بأهم القضايا التي تخص المواطن والعدالة.

لا احد ينكر العمل الذي قمنا به لمحاولة مكافحة الفقر ولا العمل به لمكافحة الفساد ولا العمل الذي قمنا به في تشجيع التنافس وخلق الفرص ولا العمل الذي قمنا به في تشجيع الانفتاح وحماية الحقوق الفردية، وكلها امور تضع اساساً لمجتمع ومؤسسات تخدم المواطن بصورة افضل وافضل وافضل على مرور السنوات، واحنا في البحرين محظوظين نظامنا السياسي متقدم.

هل هناك مشكلة في المجتمع؟ ان الشرخ في المجتمع عند البعض زاد و لم يقل. اللي يبي يدافع عن حقوق سموها شيعية، سموها سنية، سموها اللى بتسمونه وهذي الكلام… الكلمات تقسم… احنا لله الحمد مسلمين وبحرينيين، وهذي اللى لازم نركز عليه فاذا احنا نريد ان نقوي الهيئة البحرينية، الكيان البحريني، يجب ان نعترف اننا ننضم الى اسرة واحدة، تؤمن في مصلحة الجميع وليس مصلحة الفرد او مصلحة الجماعة او القبيلة او الطائفة… نؤمن في مصلحة هذا البلد، يعني احنا مب عايشين في عزلة.

اذا طريقة الوصول للحلول بالإصرار وبالصراخ وبالفوضى وبالعنف لا نقبلها، واذا الحلول أتت بالحوار والتآخي والتوافق هذا الذي نريده لان الفوضى لا أحد يريدها وأنتم أول من يتأثر بنتائج الفوضى وتأثرتم بها.

فيا أخوان نحن نستطيع التحرك في اتجاهين، اما الى طريق مجهول لا نعرف نتيجته، او نذهب الى طريق نعمق فيه التعاون فى ظل التحديات الموجودة ونمد اليد لنتعاون ولننجح فيما نصبو اليه، وانتم تعرفون ذلك لأنه بدون عجلة الاقتصاد لصالحكم وفى صالح المواطنين تتأثر بصورة مباشرة.

استراتيجياً لم يكن الهدف بالطريقة التي طرحت من قبل المتظاهرين من الممكن ان يتحقق لا اقتصاديا ولا عسكريا.

اجتماعياً الفوضى التي حدثت قسمت البلد وأضرت مصالح الجميع.

اخلاقياً هذا الامر غريب علينا ويمكن البعض يوم رأوني متأثر ومهتم ظنوا هذا خوف أو ضعف، لكن ولله للتاريخ كان خوفاً عليهم وخوفاً على الابرياء، ولله ولا أنسى الذين خذلوا هذا الوطن وجعلوا مستقبلنا مهددا، ولا أنسى.

نحن نقدر نبني بيد ونخلق بالإنتاجية وبالتنافس وبالهدوء… نحن لدينا تحدي اجتماعي، لدينا طوائف ولدينا قبائل، ولدينا تركة لابد أن نجتازها ونستطيع.

المطلوب من قادة المجتمع، خاصة قادة المجتمع الاقتصادي، ان تكونوا في المقدمة. لاتجعلوا الطائفية تدخل في قلوبكم اتخذوا المواقف التي تخدم الوطن اولا وكل شيء ثانياً.

ثالثا اليوم الدولة بدأت تحاسب نفسها، جلالة الملك طلب الهيئة المستقلة، وستكتب تقرير والله اعلم والله يعين، لاني متاكد ان هذا التقرير يبين عن اخطاء صارت على الدولة والغير، لكن اسئلوا انفسكم هذا الذي يطلع ويزايد ويصارخ ويكابر، اين التقييم الذاتي؟ ولا احد سيترك في مملكة البحرين اي شخص له علاقه بالاحداث اللي صارت ما يقيم نفسه الا اذا نحن سنقيم ذاتنا، الجميع يجب، وهنا اخص الوفاق وغيرها من الحركات السياسية، لازم يشوفون انفسهم وين أخطأوا… وعن القيادات الدينية يجب ان تقوم بالخير يمكن البعض منكم يشوفون صعب لانه في نظام اجتماعي، ورائها وفي نظام اقتصادي، ورائها وفي نظام سيطرة ورائها القيادات الدينية، ليست شخص، هي طريقة حياة، ولكن لازم ننجح جميعا في ان نجعلها فوق السياسة اليومية.

على كل حال اريد، انا اذكركم بكلمة قلتها وهي كلمة اخيرة، غداً اذا طلبت منكم موقف، ليس انا، اذا شفتوا موقف وطني وحسيتوا انتم لازم تأخذون موقف لاتتأخروا لأن ضعفنا وعدم وحدتنا في ذلك الوقت سبب هذا الشيء، ولو كنا متكاتفين في ذلك الوقت بصورة افضل واقوى خفت علينا الازمة وهذا ايضا من باب نقد الذات.

اذا أريد أن أنصح الوفاق في هذه اللحظة أقول لهم اذا لم تستطيعوا ايقاف الفوضى في الشارع، قوموا بذمها ومدوا يدكم لاخوانكم من الطرف السياسي الاخر واتحدوا لخيرالبلد ولن يرفض ذلك أحد وفي تاريخنا لم يحدث ذلك و لكننا سنقف ضد انقسام الجتمع ونقف ضده درعاً منيعاً.

(ملاحظة: كلمة سمو ولي العهد التي ألقاها أمس (الثلثاء 4 أكتوبر / تشرين الأول 2011) في «بيت التجار». وكان أيضاً سموه قد قال «لن نشجع المقاطعة ولا المزايدة و الانفراد في الرأي، الجميع لازم يهدأ ويتعاون ويتواصل»، وذلك رداً على سؤال تطرق الى فكرة المقاطعة في أوساط الأسرة التجارية التي عملت فترة طويلة مع بعضها البعض و ما يمكن أن يؤدي له ذلك من زيادة الطائفية)

صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3315 – الأربعاء 05 أكتوبر 2011م الموافق 07 ذي القعدة 1432هـ