إذ تؤكد جمعيتا المنبر التقدمي والتجمع القومي على ترحيبهما بدعوة جلالة الملك للحوار الوطني، وعزمهما المشاركة فيه بنوايا صادقة وجدية من أجل إنجاحه والخروج بتوافقات وطنية حول الإصلاحات الدستورية والسياسية والاقتصادية التي يتطلع إليها شعبنا، وفي المقدمة منها مجلس منتخب كامل الصلاحيات ودوائر انتخابية عادلة وحكومة تمثل الإرادة الشعبية والحريات السياسية والحقوقية والحياة الكريمة لكافة أبناء الشعب، وهي المبادئ التي أعلن عنها سمو ولي العهد التي نتسمك بها وأعلنا عن ترحيبنا بها في حينه، فإن الجمعيتين تدعوان كافة الأطراف المشاركة في الحوار للدخول فيه بعيداً عن التخندقات الطائفية والمذهبية، وأن يضع الجميع نصب أعينهم مصلحة الوطن، وحاجته الملحة لنقل المشروع الإصلاحي إلى مرحلة جديدة من البناء والتطور.
ومع اقتراب موعد الحوار، فأن الجمعيتين تشعران بقلق بالغ إزاء المعطيات الإنسانية والحقوقية والسياسية والاجتماعية السائدة حالياً، حيث تخلق أجواء غير إيجابية وملائمة للحوار، ومن أبرز مظاهر هذه المعطيات:
1. استمرار اعتقال أعداد كبيرة من الرجال والنساء ومن بينهم عدد من الشخصيات السياسية الذين لم تثبت عليهم أية تهمة جنائية مع توارد تقارير عن تعرضهم للإهانة والتعذيب، كذلك أحكام السجن القاسية التي لا تتناسب مع التهم الموجهة.
2. مواصلة مسلسل الاستدعاء للتحقيق والمضايقات الأمنية للمدرسين والمدرسات والعمال والموظفين والطلبة وإيقافهم عن العمل أو الدراسة.
3. مواصلة تسريح العمال والموظفين الذين زاد عددهم عن ألفين من غير تهم واضحة مع ما يترتب على ذلك من محن اجتماعية وإنسانية قاسية.
4. إعلان وزارة التربية عزمها إعطاء المقابلة الشفوية للمتفوقين وزناً كبيراً غير مقبول بكل المقاييس العلمية والأكاديمية للحصول على بعثات أو منح مما يفتح الباب واسعا أمام حالات الاقصاء على أساس سياسي أو مذهبي.
5. استمرار دعوات التشفي المقيت والتسقيط الصادرة عن أجهزة الإعلام الرسمي وبعض كتاب الصحف المحلية وعبر المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يمثل سبباً رئيسياً في تفاقم الوضع، ويقف بالضد من دعوات جلالة الملك للإعلام لتعزيز الوحدة الوطنية وتكوين رأي عام وطني جامع لكل فئات الشعب.
ونحن على ابواب الحوار الوطني نتوجه بالمناشدة لجلالة الملك حفظه الله للتدخل الفوري لإنهاء هذه المظاهر السلبية، انطلاقا من إيماننا الكبير بحرص جلالته على انجاح الحوار والخروج بالتوافقات الوطنية المنشودة.
المنبر الديمقراطي التقدمي
التجمع القومي الديمقراطي
16 يونيو 2011