شهدت البحرين خلال الأيام القليلة الماضية حملة اعتقالات واسعة شملت طلاباً جامعيين ومعلمين، فيما لم تظهر أية حصيلة رسمية بعدد المعتقلين أو أسباب اعتقالهم، وفق ما نقل أهاليهم.
فقد أقدمت قوات الأمن على اعتقال الطالبة بجامعة البحرين آيات القرمزي (20 عاماً) فجر أمس الأربعاء (30 مارس/ آذار 2011) بعد أن داهمت منزلها في قرية صدد. وقالت العائلة إن قوات الأمن كسرت أبواب وأقفال المنزل، ولفتت إلى أن المداهمة تكررت قبل يومين بتكسير وتخريب في المنزل فيما لم يعثروا على آيات في المرة الأولى، وأشارت العائلة إلى أن قوات الأمن بعد أن قبضت على آيات في مكان غير بيت والدها عادت بها إلى المنزل لتوديع والديها. وذكرت العائلة أن آيات كانت تتلقى التهديدات وتم تشويه سمعتها ونشر رقم هاتفها وصورتها من خلال المواقع الإلكترونية، فضلاً عن الاتصالات والرسائل الهاتفية من جهات مجهولة التي تلقي الكلمات النابية وتتوعد بالانتقام منها.
وأضافت العائلة أنهم تقدموا ببلاغ في مركز شرطة مدينة حمد يفيد بوجود مضايقات وتهديدات من جهات مجهولة، بالإضافة إلى مضايقات في مكان دراستها بالجامعة.
وأعربت العائلة عن قلقها لاعتقال آيات، فيما وجهت نداء إلى الجهات المعنية بضرورة الإفصاح عن مصير ابنتهم ومكان احتجازها والتهمة الموجهة لها، وحمّلت الجهات المعنية ضمان سلامتها والمحافظة على حقوقها.
وفي السهلة الشمالية تعرض أحد المنازل فجر أمس لسرقة بعض أغراض المنزل وبعض من المال، وقال رب العائلة عباس أحمد إن المنزل تضرر بشكل كبير بعد أن داهمت قوات الأمن منزله واعتقلت اثنين من أبنائه قبل أن تخلي سبيل الثاني وهو في حالة يرثى لها.
وذكر أحمد أن قوات الأمن كسرت أبواب المنزل واعتقلت مرتضى (24 عاماً) إلى جانب أخيه حسين. كما داهمت قوات الأمن فجر أمس الأول الثلثاء (29 مارس 2011) منزل عبدالهادي المخرق بالجنبية واعتقلت شقيقين وهم، حسن (25 عاماً)، وسلمان (21 عاماً).
وفي بني جمرة، داهمت قوات الأمن منزل جعفر عبدالرضا محمد عبدالرسول فجر أمس وتم تكسير الأبواب وإتلاف الأثاث ومحتويات المنزل، فيما لم تكن العائلة موجودة في المنزل وذلك بسبب قرب منزلهم من المنطقة التي تشهد إطلاق الغازات المسيلة للدموع.
كما اعتقلت القوات الأمنية كلاً من نائبة رئيس خدمات التمريض في مستشفيات الولادة نوال العويناتي خلال مداهمة مكتبها في مجمع السلمانية الطبي، بالإضافة إلى مداهمة منزل عضو كلية المعلمين سناء عبدالرزاق زين الدين بقرية الدراز وتكسير محتويات المنزل.
واعتقلت السلطات الأمنية مجموعة من طلبة كلية البحرين المعلمين وهم السيد محمود الموسوي، حسن حمزة، حسين الكربابادي، جاسم الحليبي، علي نصيف، علي المؤلف، حسن جعفر، أحمد طالب، أحمد وليد، علي الحداد، علي الحايكي، حسين العرادي، أحمد الحايكي، محمد تقي، محمد الفردان، زهير إبراهيم، محمد حبيل، محمد عبدالكريم، عبدالله السعيد.
وسجلت قرية كرزكان حملة اعتقالات ومداهمات واسعة، وتم اعتقال منير أحمد الشيخ، محمد علي جواد، حسين عباس سالم، حسن عيسى عبدالله، طه منصور علي منصور، مرتضى أحمد بوحميد، أحمد الزاير، حسين جاسم، حسين عبدالنبي عباس، كما تم اعتقال كل من محمد وعلي ميرزا (لاعبا المنتخب البحريني لكرة اليد). وفي قرية المعامير، تشير الأنباء إلى اعتقال مجموعة من الشباب، من بينهم حسن جعفر الطيف (23 عاماً)، هاني مسلم الطيف (29 عاماً)، حسين عبدالسجاد (25 عاماً). كما كانت لقرية المالكية الحصة الأكبر في المداهمات والاعتقالات، فقد داهمت قوات الأمن عدداً من منازل القرية واشتكى الأهالي من تكسير الأبواب ومقتنيات المنزل قبل اعتقال الشباب.
وتشير التفاصيل التي حصلت عليها «الوسط» أن مجموعة من الشباب كانوا يجلسون في ديوانية بالمنطقة وتمت مداهمتهم واعتقلت ما لا يقل عن 16 شخصاً، كما كانت هناك مداهمة لأحد المنازل واعتقال 4 شبان مع والدهم.
وفي مدينة حمد (الدوار السابع)، تم اعتقال قاسم عبدالمهدي (16 عاماً) من منزله بعد أن داهمت قوات الأمن المنزل الأحد الماضي (20 مارس/ آذار 2011) في الساعة الثالثة فجراً، وقد كسروا باب الكراج ودخلوا إلى المنزل واقتادوه إلى مكان مجهول.
وأبدت عائلة عبدالمهدي تخوفها من مصير ابنهم، مناشدة الجهات المعنية بضرورة الكشف عن مكان احتجازه للاطمئنان عليه.
ومن جانب آخر، اعتقلت السلطات الأمنية يوم السبت الماضي (26 مارس 2011) الشاب عبدالله علي البناي (في العشرينات من العمر) من أحد المستشفيات الخاصة واقتادته إلى جهة مجهولة، وذلك بعد أن كان يتلقى العلاج إثر إصابته بـ 200 شظية شوزن (سلاح يستخدم لصيد الطيور) في أنحاء مختلفة من جسمه تتركز في منطقة أسفل الظهر، كما اخترقت الشظايا البنكرياس والأمعاء.
ووفقاً لعائلة المصاب، فإن ابنهم أصيب بطلقات الشوزن في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها قرية المعامير يوم الجمعة الماضي، وقال شقيقه لـ «الوسط» إنهم نقلوا شقيقه المصاب إلى المنزل بعد إصابته، وحاولوا معالجته إلا أن إصابته كانت خطيرة، ولفت إلى أن «قوات الأمن عمدوا على إتلاف إطارات السيارات المتوقفة أمام المنزل، وهو ما جعلنا عاجزين عن نقله إلى المستشفى».
وأوضح أن شقيقه كان يتألم بسبب شظايا الشوزن، إذ ظل ليوم كامل في المنزل من دون علاج، وذكر أن العائلة عمدت في يوم السبت إلى نقل المصاب إلى أحد المستشفيات الخاصة لعلاجه على نفقة العائلة في ظل الحصار الأمني على مجمع السلمانية الطبي، وقد تحدث الأطباء في المستشفى الخاص عن حاجة المصاب إلى نقل دم وإلى إجراء عملية عاجلة، وذلك لخطورة إصابته، وفي تلك الأثناء تلقى المستشفى اتصالاً من جهات أمنية تفيد عن عزمهم القدوم إلى المستشفى وأخذ المصاب من أجل إكمال العلاج في المستشفى العسكري