عشتار العراقية
في رأيي انك لا تستطيع نسخ الثورات. كل ثورة لها ظروفها الخاصة. وسرعة انهيار النظامين في تونس ومصر، لايعني أن قيام الشعب بقلب نظام الحكم ، هو أمر يمكن تنفيذه بنفس الطريقة في كل مكان، وبهذه السهولة . لابد من دراسة كل حالة على حدة.
الدول العربية القامعة لشعوبها المرشحة للثورات تمتاز بخاصية مشتركة وهي أن أداتها الأمنية القمعية شديدة الإحكام والوطئة ، ولاء هذه القوات للحكام وليس للشعب. وفي هذه الحالة يتحقق نجاح الثورة بانحياز الجيش الى الشعب. وهذه الدول ثلاثة أنواع:1- دول جمهورية يحكمها عملاء للغرب، وعادة تكون جيوشها خاضعة بشكل ما لمعاهدات تسليح وتمويل وتدريب من الغرب (أمريكا على الأخص).
2- دول ملكية وامارات ومشايخ هي أقرب الى مستعمرات للغرب. عادة فيها قواعد وقوات أمريكية . جيشها ضعيف لأن القوات الأمريكية هي التي تدافع عنها.
3- دول جمهورية قد تتعاون جزئيا مع الغرب (أمنيا ومحاربة مايسمى الإرهاب) ولكنها تتمتع باستقلال ما (اقول هذا لأنه لم يعد هناك دول مستقلة تماما في العالم ) وتدريب جيشها وتسليحه من مصادر متنوعة.
في النوع الأول من الدول حين يقوم الشعب بمظاهرات شعبية ضاغطة، يسارع الغرب وخاصة أمريكا الى الضغط على الحكام بكل الوسائل من اجل التنحي ، كما تتفاوض مع الجيش لاستلام الحكم. من أجل تفادي انفلات الثورة ومجيء قوى معادية للمصالح الغربية. ولهذا تبدو هذه الثورات سهلة وسريعة.
في النوع الثاني يقوم الملك الموالي للغرب بإسقاط الوزارة وتبديل الوزراء والوعد بإجراء اصلاحات. كما فعل ملك الأردن، وفي الامارات والمشايخ التي ليس فيها رؤساء وزارات ، فعلى الأرجح أن يحدث (انقلاب قصر)، كما قد يحدث في….
النوع الثالث ومنه ليبيا وسوريا والسودان واليمن (وايران ايضا رغم انها ليست دولة عربية)، فإن الثورات تكون أكثر دموية بسبب شراسة الأنظمة في صدها بواسطة قوات الأمن والجيش، واستخدام كافة انواع الأسلحة، ونجاح الثورة يكون عادة أما بانقسام الجيش وانحياز بعضه الى الشعب، او انقسام الحزب الحاكم والقيام بانقلاب، أو باحتلال أجنبي. ولكن المعركة لن تكون قصيرة وسريعة.
وربما أكون مخطئة في تحليلي هذا لأن الرهان في النهاية على الشعوب.