من أحداث البحرين : الخميس 17 مارس 2011م
تسلمت قوة دفاع البحرين ادارة مجمع السلمانية الطبي، وتم اعتقال عدد غير معلوم ممن كان في المستشفى، تأكد ان احدهم اخصائي جراحة العظام الدكتور عي العكري، الذي كان يمضي يومه الثالث داخل المستشفى يجري العمليات وسط تحديات كبيرة. وتم تعيين العقيد طبيب عبدالرحمن صالح بوعلي مديراً لمجمع السلمانية الطبي. هذا واستقال رئيس قسم الاذن والانف والحنجرة نبيل تمام من منصبه على ماحدث في المستشفى خلال الايام الماضي.
وكان المئات من المرضى والأطباء والمسعفين والمساعدين قد حوصروا داخل مجمع السلمانية الطبي على مدى يومين متتالين، وقدم وزير الصحة نزار البحارنة استقالته أمس الأول بعد ان رفضت القوات فك الحصار، وبعد ان شاهد بأم عينيه الكثير من المآسي. وكانت القوات قد فرضت الحصار يوم أمس الأول (الأربعاء)، مما حدى بمن بداخله الى توجيه نداء استغاثة مطالبين بتأمين الحماية لهم. ووفق شهود عيان في السلمانية وصفوا لـ «الوسط» يوم أمس الخميس (17 مارس/ آذار 2011) الوضع في المستشفى بالمأساوي والمؤلم. ونددت كلا من المفوضية السامية لحقوق الانسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر بطريقة تعامل السلطات مع المستشفيات والمراكز الصحية، معتبرة ان ذلك يخرق القانون الانساني الدولي.
أطباء وممرضون ومسعفون ومرضى تعرضوا للضرب والإهانة
محاصرة المئات في «السلمانية» ثلاثة أيام … وقوة الدفاع تدير المستشفى
الوسط – محرر الشئون المحلية
حوصر المئات من المرضى والأطباء والمسعفين والمساعدين داخل مجمع السلمانية الطبي على مدىيومين متتالين، وقدم وزير الصحة نزار البحارنة استقالته أمس الأول بعد رفضت القوات فك الحصار، وبعد ان شاهد بأم عينيه الكثير من المآسي. وكانت القوات قد فرضت الحصار يوم أمس الأول (الأربعاء)، مما حدى بمن بداخله الى توجيه نداء استغاثة مطالبين بتأمين الحماية لهم. ووفق شهود عيان في السلمانية وصفوا لـ «الوسط» يوم أمس الخميس (17 مارس/ آذار 2011) الوضع في المستشفى بالمأساوي والمؤلم بعد تعرض عدد من الأطباء والمسعفين والممرضين والمرضى للضرب والإهانة، فضلاً عن نقص المستلزمات الطبية والمؤن الغذائية والطاقم الطبي. وتم اعتقال الدكتور علي العكري أمس واقتياده الى مكان مجهول، فيما اخبر عدد من الجرحى ان من الأفضل لهم ان يذهبوا الى منازلهم.
وقال بعض الجرحى "كان بعضنا ينتظر عملية اليو (أمس) ولكن لاحظنا ان الطاقم الطبي تبدل، وقيل لنا ان هناك اطباء آخرون سيقررون وضعهم"، مضيفين الى انهم شلهدوا حركة استعداد لتصوير بعد القيام بتغييرات. كما قال احد الجرحى "زارنا كلثمون ودخلوا كل جناح وكل غرفة". وقال شهود عيان ان بعض موظفي "المغسلة" في السلمانية استطاعوا الخروج من المستشفى مساء أمس وهم في حال يرثى لها ويروون فصولاً من المعاناة عاشوها خلال اليومين الماضيين تحت الحصار، ويتحدثون عن سماع أصوات بكاء النساء داخل المستشفى من دون أن يستطيعوا فعل شيء. كما دخل عليهم رجال ملثمون داخل المغسلة ووجهوا لهم سيلاً من الشتائم والإهانات وطلبوا منهم شتم عدد من الرموز في المجتمع ، وجلبوا قماشاً مكتوب عليه "أنا الشهيد التالي" وطلبوا من أحدهم أن يلبسه وقام مصور التلفزيون يصوره… وبعد ذلك أخذوا بطاقاتهم الشخصية وتركوهم يخرجون.
وأوضحوا بأن القوات عمدت في وقت سابق إلى الانهيال بالضرب على الراغبين في الخروج عند بوابة الطوارئ وهي البوابة الوحيدة المفتوحة ما دفع الجميع إلى البقاء وعدم الخروج. وأضافوا بأن الطاقم الطبي قرر عدم الخروج لا خوفاً من التعرض للضرب فحسب وإنما لوجود مرضى في المستشفى وتخوفهم من عدم السماح لهم بالدخول مجدداً أو عدم قدرة الأطباء والممرضين خارج المستشفى من الدخول وتناوب العمل.
وقالوا بأن في المستشفى زهاء الـ 200 متبرع بالدم قدموا يوم الإثنين الماضي بعد تلقيهم رسائل نصية تعلن عن حاجة المستشفى لمتبرعين وطلب منهم الأطباء عدم الانصراف وذلك كخطوة احترازية تحسباً لأي طارئ وتسجيل أسمائهم في قائمة، مشيرين إلى أنه تم حصار السلمانية فيما بعد ولم يتمكن الجميع من الخروج حتى اليوم.
وتابعوا بأن أروقة السلمانية تشهد حالة من الهلع والذعر بعد أن عمدت قوات الأمن إلى تكسير عدد من السيارات ووضع أسلحة فيها ومن ثم جلب كلاب بوليسية وتصويرها، وأضافوا بأن القوات قامت بإطلاق رصاص حي على إطارات سيارات الإسعاف ومنعت استقبال أو إرسال أي سيارة منها لخارج السلمانية.
وأضافوا بأن الأطباء ينامون على الكراسي وفي الأرض ولم يعودوا لبيوتهم منذ أكثر من 3 أيام وأن المؤن الغذائية لا تكفي لأكثر من يومين، مستدركاً بأنه سمعنا بأن قوات الأمن ستوفر مؤن غذائية للمرضى.
وقال ممرض استطاع الخروج من السلمانية بأنه تم تفتيشه والتعرض له وإهانته، كما تم ضرب حارس أمن وأطباء كانوا ينوون الخروج من بوابة الطوارئ، لافتاً إلى أن القوات تسمح لمن يحمل بطاقة العمل الدخول للمستشفى بعد تفتيشه في الوقت الذي يضع معظم الطاقم الطبي أوراقه الثبوتية وبطاقاته في المستشفى في خزائنهم الشخصية. ولفت إلى أنه ورد المستشفى دفعة واحدة من المصابين بعد حادثة دوار اللؤلؤة ولم يستطع الباقي الوصول للمستشفى بعد محاصرتها.
أما في مركز سترة الصحي فقد، لفت شهود عيان من الأطباء بأن المركز تعرض لضرب مسيلات الدموع والشوزن وقام عدد منهم إلى اللجوء إلى المنازل وعلاج الجرحى فيها.
وقال أحد الأطباء في جزيرة سترة: «الحالات التي تردني معظمها حالات تعرض لشوزن ومسيلات للدموع ولا يمكنني إلا تقديم الإسعافات الأولية نظراً لعدم توافر المستلزمات الطبية في المنازل».
ولم يكن حال مركز جدحفص الصحي أفضل كثيراً، إذ ذكرت إحدى الطبيبات بأن الحالات التي وردت المركز ليست بالقليلة وعلاجها يجب أن يكون في مجمع السلمانية الطبي نظراً لحاجتها لاستشارين ومتخصصين
أكدت الجمعيات السياسية السبع (الوفاق، وعد، المنبر التقدمي، العمل الإسلامي، الإخاء، التجمع القومي، التجمع الوطني) في مؤتمرٍ صحافي عقدته مساء أمس الخميس (17 مارس/ آذار 2011) بمقر جمعية الوفاق بالزنج أن الوساطات بينها وبين السلطة متوقفة حالياً بعد إعلان حالة الطوارئ. ورفضت الجمعيات السياسية كذلك تدويل الأزمة البحرينية، وأكدت أن "إجمالي عدد المفقودين على مدى اليومين الماضيين بلغ 85 مفقودا، تبين وجود 20 منهم، وبقي 65 منهم غير معروفي المصير"
«المعارضة» ترفض تدويل الأزمة… و«الوفاق» تجمّد عمل كتلتها البلدية
الجمعيات السياسية: 65 شخصاً مازالوا مفقودين ونطالب بوقف «عسكرة البحرين»
الزنج – حسن المدحوب
أكدت الجمعيات السياسية السبع (الوفاق، وعد، المنبر التقدمي، العمل الإسلامي، الإخاء، التجمع القومي، التجمع الوطني) في مؤتمرٍ صحافي عقدته مساء أمس الخميس (17 مارس/ آذار 2011) بمقر جمعية الوفاق بالزنج أن الوساطات بينها وبين السلطة متوقفة حالياً بعد إعلان حالة الطوارئ.
وشددت على أنها مازالت مصرة على المطالبة السلمية بتشكيل مجلس تأسيسي قبل البدء في الحوار الوطني، "على رغم اليومين الداميين اللذين سيطرت فيهما لغة العسكر والرصاص وشرعية الدبابة والبندقية على لغة العقل والمنطق والحوار".
وذكرت انه كانت هناك عدة وساطات بحرينية وغير بحرينية كانت تتحرك قبل اعلان حالة الطوارئ، لكنها توقفت بعد اقتحام دوار اللؤلؤة في (16 مارس 2011).
ورفضت الجمعيات السياسية كذلك تدويل الأزمة البحرينية، مشددة في هذا الصدد على أنها كانت ومازالت تعمل على أن لا تدول هذه الأزمة، لكن "الإجراءات الغبية التي استوردت على حساب الوطن عملت على تدويل الأزمة".
وأكد نائب الأمين العام لجمعية وعد رضي الموسوي خلال المؤتمر الصحافي أن "إجمالي عدد المفقودين على مدى اليومين الماضيين بلغ 85 مفقوداً، تبين وجود 20 منهم، وبقي 65 منهم غير معروفي المصير"، مبدياً اعتقاده أن "هؤلاء تم اعتقالهم في الطرقات أو المستشفيات عندما كانوا يقومون بنقل الجرحى"، ومشدداً على أن "هذه قائمة أولية، لكن لا نعرف عدد الذين تم اختطافهم وبعضهم من الجرحى".
ومن جهته دعا الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الشيخ علي سلمان إلى "إيقاف عسكرة البحرين… والسماح لجهات محايدة لفتح تحقيق في الأحداث التي جرت منذ 14 فبراير/ شباط 2011، وإطلاق الحريات العامة، والولوج في الحل السياسي الحقيقي الجدي، والاستجابة إلى مطالب شعب البحرين ".
وتساءل سلمان "ما هو المطلوب من هذه الحملة الأمنية التي تعاملت فيها القوات مع المواطنين كأعداء؟"، وأجاب "يراد أن تسكت حناجرنا، وتختفي مطالبنا السلمية، وتتحول الانتفاضة السلمية التي أبهرت العالم إلى مواجهات على نمط التسعينات في القرى، حتى تصور السلطة الأمر على أن هناك انزلاقا امنيا وليس مطالب سياسية ".
وأردف "نحن على استعداد لان نكون على مستوى التحدي، ونعلن هنا مبادئنا الخمسة، أولاً: لن نستسلم للجيش وسنتمسك بسلمية مطالبنا ولن يجرونا إلى قناني المولوتوف، ثانياً: لن ندخل في مواجهة مع الجيش، ثالثاً: سنحافظ على أرواح الجميع، ليس لدينا فلسفة تؤدي لمزيد من الشهداء، نعم إذا قتلونا فنحن نعتبر ذلك أداء لواجبنا الوطني، رابعاً: ندعو للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ولن نحرق مركبة ولا مركزاً للشرطة ولا أية أملاك خاصة أو عامة، خامساً: مبدأ الحرية، فمن يريد مشاركتنا في فعالياتنا فله ذلك، ومن لا يريد فلن نجبره أو نهاجمه".
ومن جانبه قال الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي حسن مدن إنه "على رغم أن اقتحام الدوار كان يجري التلويح به مرات عديدة وخاصة في الأيام الأخيرة، غير أنه في ليلة اقتحام الدوار كانت تصلنا رسائل ايجابية عبر وساطات بحرينية وغير بحرينية، بعد إعلان حالة الطوارئ لمنع الانزلاق نحو المأزق الأمني، وان المعارضة إذا بلورت رؤيتها للحوار يمكن أن يترك الناس في الدوار لمدة 4 أسابيع، لكن هذه الجهود لم تفلح فيما يبدو وتم اقتحام الدوار".
وأكمل "الأمر الثاني الذي أريد أن أتوقف عنده، هو حادثة الاعتقال، نحن ننظر للاعتقالات أنها جزء من المعالجة الأمنية ومن تصعيد الأمور، وكنا نتمنى أن تعطي الحكومة فرصة للعمل السياسي، فالجمعيات كانت تقول إنها مع الجوار لكنها كانت تريد خريطة طريق، وإلا لكان الحوار من أجل الحوار ودون جدوى".
وتابع "نعتقد أن استمرار الأمور ينقل البلد من سيئ إلى أسوأ، وعلى الحكومة أن تتعظ لأن الحل الأمني ليس هو الحل، فالمطالبات تتصل بالإصلاح الدستوري".
وأردف "أية جهود سياسية من الدول الصديقة والشقيقة للخروج من المأزق الذي أوصلتنا إليه السلطة نرحب بها، للانتهاء من القبضة الأمنية والبدء في الحوار".
ومن جهته أوضح الأمين العام لجمعية التجمع الوطني فاضل عباس "تلقت الجمعيات السياسية اشارات واضحة يوم زيارة وفد سمو ولي العهد للجمعيات السياسية بمقر الوفاق (13 مارس 2011)، ومفادها أن البحرين مقبلة على مرحلة مختلفة ما لم تعلن الجمعيات السياسية الدخول في الحوار فوراً وأن المستقبل سيكون مظلماً".
وأردف "بعد ذلك اجتمعنا بتجمع الوحدة الوطنية وكان من الواضح أن هناك تنسيقاً بينه وبين السلطة، وكانت كل محاولاته تتركز على أن نقبل بما عرضه ولي العهد بشأن البدء بالحوار فورا".
أما الأمين العام لجمعية التجمع القومي حسن العالي فقال: "نحن كجمعيات نطالب بإطلاق سراح المعتقلين فوراً، لأن هناك حالات كثيرة من المفقودين، والتهم التي وجهت لهم خطيرة وهي لا تستقيم مع الحراك السياسي الموجود في البلد وخاصة مع وجود التعهدات بالسماح بالتجمعات"
قوات الأمن تقتحم منازل لأفراد «مجموعة ال 25»
داهمت قوات الامن منزل الشيخ محمد حبيب المقداد في منطقة السهلة وتم تفتيشه إلا أن المقداد لم يكن موجودا في المنزل. كما اقتحمت قوات الأمن منزل حسين عمران في بني جمرة، وهو ايضا احد افراد "مجموعة ال 25" الذي افرج عنهم بعد اندلاع احداث الرابع عشر من فبراير، وذلك فجر اليوم حوالي اساعة الواحدة والربع. واشتكى افراد العائلة من المعاملة القاسية التي ادت ارتفاع صراخ النساء والاطفال والتعرض لعدد منهم اثناء عملية الاقتحام. ولم تجد قوات الأمن حسين عمران، وذلك لانه احد الجرحى الذين يرقدون في احد المستشفيات. وعلمت "الوسط" ان منازل اخرى لأفراد من نفس المجموعة تمن مداهمتها ايضا.
هذا وكانت الجهات الأمنية قد اعتقلت 7 من النشطاء السياسيين فجر أمس وهم الأمين العام لجمعية "وعد" إبراهيم شريف، ورئيس تيار "الوفاء" عبدالوهاب حسين، وأمين عام حركة "حق" حسن مشيمع، والشيخ سعيد النوري، بالإضافة إلى الشيخ عبدالهادي المخوضر، والناشط حسن الحداد، والناشط عبدالجليل السنكيس
«هيومن رايتس ووتش»: القانون العرفي في البحرين لا يُسقِط الحقوق الأساسية
قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الأربعاء (16 مارس/ آذار 2011) إن «إعلان البحرين الأحكام العرفية ونشرها لقوات مسلحة ، لا يعني إسقاط التزاماتها باحترام حقوق الإنسان الأساسية القائمة، وهي الالتزامات المترتبة عليها بموجب القانون الدولي». ورأى نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، جو ستورك في بيان بهذا الصدد أن قرار الأحكام العرفية «لا يمنح السلطات الضوء الأخضر لارتكاب الانتهاكات. العالم يراقب ليرى إن كانت البحرين ستحترم الحقوق الأساسية لمواطنيه جميعاً».
شددت على أن جميع القوات ملزمة بالقوانين الدولية
«هيومن رايتس ووتش»: القانون العرفي في البحرين لا يُسقِط الحقوق الأساسية
الوسط – محرر الشئون المحلية
قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الأربعاء (16 مارس/ آذار 2011) إن «إعلان البحرين الأحكام العرفية ونشرها لقوات مسلحة ، لا يعني إسقاط التزاماتها باحترام حقوق الإنسان الأساسية القائمة، وهي الالتزامات المترتبة عليها بموجب القانون الدولي».
ورأى نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، جو ستورك في بيان بهذا الصدد أن قرار الأحكام العرفية «لا يمنح السلطات الضوء الأخضر لارتكاب الانتهاكات. العالم يراقب ليرى إن كانت البحرين ستحترم الحقوق الأساسية لمواطنيه جميعاً».
وبين أن «العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي صدقت عليه البحرين في 2006، يسمح ببعض القيود على بعض الحقوق أثناء فترات الطوارئ العامة المُعلنة رسمياً التي «تهدد حياة الأمة». طبقاً للجنة حقوق الإنسان – الهيئة الدولية المشكلة من خبراء والمخولة مراقبة التزام الدول بالعهد – فإن أي تنصل من الحقوق أثناء الطوارئ العامة يجب أن يكون استثنائياً ومؤقتاً وأن (يقتصر على الحد المطلوب بناء على جسامة الموقف)». مشدداً على أن «بعض الحقوق الأساسية – مثل الحق في الحياة والحق في أمان المرء من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة – لابد من احترامها، حتى أثناء الطوارئ العامة».
وأضاف «بموجب القانون الدولي، فلا يحق للدول التذرع بالطوارئ كي تسمح بالحرمان التعسفي من الحرية أو الاحتجاز للأفراد دون الإقرار باحتجازهم، أو أن تنحرف عن الالتزام بالمبادئ الأساسية للمحاكمة العادلة، بما في ذلك افتراض البراءة حتى ثبوت الذنب. الأشخاص الذين يُحتجزون حجزاً إدارياً بموجب حالة طوارئ مشروعة يجب أن يتمتعوا في الحد الأدنى بالحق في المثول أمام سلطة قضائية فور القبض عليهم، أو إخطارهم بالأسباب وراء الاحتجاز، وأن يُتاح لهم فوراً مقابلة المحامين وأسرهم. كما يجب أن يُسمح لهم بالطعن في قانونية احتجازهم في جلسات قضاء عادلة، وأن يسعوا لطلب التعويض على المعاملة السيئة والاحتجاز التعسفي». وذكر جو ستورك أنهأنه «لا يمكن للبحرين أن تتخلى عن التزاماتها بموجب القانون الدولي بعد أن استعانت بقوات أجنبية لأغراض حفظ القانون والنظام». وتابع «على القوات السعودية وغيرها أن تلتزم بمعاهدات حقوق الإنسان والمعايير الدولية المنطبقة على القوات البحرينية».
إلى ذلك قالت «هيومن رايتس ووتش» إن «قوات البحرين ومجلس التعاون الخليجي، وكذلك قوات الأمن الأخرى المنتشرة في البحرين، «مُلزمة بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، حتى وإن كانت بعض الدول، مثل السعودية، من غير الأطراف في العهد. كما أن عليها الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة الأساسية الخاصة باستخدام القوة والأسلحة النارية لدى اشتباكها مع المتظاهرين». كما لفتت إلى أن «المبادئ الأساسية لا تسمح لقوات إنفاذ القانون باستخدام القوة إلا بشكل متناسب وضروري من أجل حماية الأرواح، والقوة المميتة لا تُستخدم إلا عندما لا يكون لها بديل لحماية الأرواح. المبادئ الأساسية تطالب الحكومات بضمان أن الاستخدام التعسفي أو المسيء للقوة أو الأسلحة النارية من قبل قوات إنفاذ القانون يُعاقب عليه كجريمة».
وكان عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصدر قراراً بإعلان حالة طوارئ تدوم 3 أشهر يوم 15 مارس/ آذار 2011، بعد يوم من وصول قوافل عسكرية من حلفاء البحرين بمجلس التعاون الخليجي، من السعودية والإمارات، قامت بدخول البحرين إثر طلب الحكومة البحرينية للمساعدة العسكرية وسط استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وفي وقت مبكر من 15 مارس قبل قرار الملك، كانت شرطة مكافحة الشغب قد تورطت في أعمال عنف بعدة قرى، خلّفت قتيلين اثنين على الأقل ومئات المصابين، بعضها إصابات جسيمة
أعمال البلطجة تروِّع الأهالي و نقاط تفتيش «مُريبة» يقوم بها مدنيون
الوسط – محرر الشئون المحلية
البلطجية أو البلطجة هو نوع من التنمُّر يفرض فيها البعضُ الرأي بالقوَّة والسيطرة على الآخرين، وإرهابهم والتنكيل بهم. وهي لفظ دارج يعود أصله إلى اللغة التركية، ويتكون من مقطعين: «بلطة» و"جي"؛ أي حامل البلطة، و"البلطة" كما هو معروف أداة للقطع والذبح.
وقد راج استخدام لفظ «البلطجة» أثناء ثورة 25 يناير المصرية ضد نظام حسني مبارك عندما حصلت أعمال سلب ونهب ألقيت تبعتها على مجاميع من البلطجية. ظهور البلطجية على مسرح الأحداث في الثورة المصرية أساء إلى صورة الحزب الحاكم ووصمه بعار تشويه النضال السلمي لشباب مصر الذين رفعوا شعار التغيير.
ويرتبط عمل البلطجة باأجهزة رسمية، من أجل القيام بأعمال شغب ضد المتظاهرين والمعارضة في الساحات العامة وحتى داخل الجامعات مقابل مبالغ مالية.
وقد شهدت البلاد خلال الأيام الماضية أحداثاً مؤسفة انتشرت فيها على نحو مقلق تجمُّعات لمدنيين يحملون الأخشاب وأسلحة بيضاء وأدوات حادة، وقد شوهد تواجد لمدنيين بالقرب من عناصر أمنية تتمركز عند منافذ منافذ بعض المناطق، ويتمركز العشرات من المدنيين يحملون في أيديهم أخشاباً إلى جانب عناصر أمنية.
وقد أوضح المواطن خليل. ع. (27 عاماً) أنَّه تعرَّض ظهر أمس للضَّرب والإذلال أثناء عودته لمنطقة سكنه في منطقة عالي في المنفذ الجنوبي للمنطقة قبالة الإشارة الضوئية عندما أوقفهم ثلاثة من المدنيين وبيدهم أسلحة شوزن وأجبروهم على الترجل من السيارة ومن ثم أمروهم بالجلوس على ركبهم ووجهوا لهم شتائم وكلمات نابية، و اوضح خليل أنه كان هؤلاء المدنيون محميين من قبل قوات من الجيش بمدرعاتهم على بعد بضعة أمتار، وقال لقد كانوا ملثمين وقد تعرضت للضرب بخشبة على رأسي وقد استمرت عملية الضرب والاهانة 15 دقيقة أمام أنظار المارة».
وقد أكد خليل أنه وبحدود الساعة الثالثة و 40 دقيقة سمعت أصوات نحو 10 طلقات لأعيرة نارية.
وقبل أيام تعرض المواطن محمد جواد من منطقة النبيه صالح أثناء ذهابه للتبضع بمركز رامز التجاري قبالة دوار ألبا إلى اعتداء وحشي من قبل مجموعة من المدنيين المسلحين بأخشاب وآلات حادة فيما كان بصحبة زوجته، وقد تعرض المواطن محمد إلى ضرب مبرح وتعرضت سيارته للتدمير الكامل مساء أمس في الساعة السابعة والنصف. وقد تم نقله إلى طوارئ السلمانية في حالة صحية حرجة إثر إصابته بكدمات وجروح متفرقة في بدنه، وأفاد مصدر طبي من السلمانية أن حالة المواطن محمد مستقرة وقد أخضِع لكشف الاشعة السينية للاضمئنان على حالته وقد تلقى العلاج اللازم.
وشكا عدد من أهالي عالي من سيارات يقودها مجهولون. وأفاد مواطنون أن مجموعة من الأشخاص بسيارات بعضها لا تحمل لوحات أرقام دأبوا قبل أيام على قيادة سياراتهم بسرعات جنونية وسط الأحياء السكنية، وإطلاق طلقات بواسطة مسدسات صغيرة يحملونها الا أن هذه الأعمال توقفت حالياً.
وبحسب ما أفاد المواطن عبدالنبي (55 سنة) وهو سائق أجرة وفيما كان يقوم بعمله عند منطقة عوالي وأثناء وصوله دوار عوالي اعترضته ثلاث سيارات يقلها نحو سبعة شبان تحمل أسلحة بيضاء، وأضاف «تم اعتراض سيارتي بثلاث سيارات واحدة على يميني وثانية على يساري والثالث سارت خلفي، وأخذ في الترجل والصعود على سقف السيارة الذي تعرض لتخريب كبير وقامو بتكسير نوافذ السيارة بالكامل بأسياخ وأخشاب وأدوات حادة ثم تم اقتيادي إلى مكان تجمعهم وكانوا نحو 250 يحملون الأسلحة والأخشاب وكان معهم عناصر من شرطة المجتمع الذين كانوا لا يقوون على اعتراض أي أمر يقوم به هؤلاء».
وكان المواطنون قد طلبوا من السلطات الأمنية توفير الحماية في المنطقة من هذه الأعمال الطائشة التي ترعب الأهالي وتبث الرعب في نفوسهم
اشهار السلاح على رؤوس الأطباء بمركز الرازي
قال شاهد عيان في مركز الرازي الصحي لـ «الوسط» يوم أمس (الخميس) بأن القوات وبعد أن هاجمت دوار اللؤلؤة لاحقت المتظاهرين الذين قصد عدد منهم مناطق مجاورة وعمدت قوات الأمن إلى كسر أبواب الغرف الخارجية للمركز واقتحامه ودفع جميع المتواجدين فيه من أطباء وممرضات ومرضى للاصطفاف وأشهرت في رأس عدد من الأطباء السلاح مهددة بعدم فتح باب المركز واستقبال أي جريح. وقال: «تعرضنا للضرب والإهانة حينما تحدث أحد الأطباء بأن المركز يقدم خدمات إنسانية ولا علاقة له بالأحداث الأمنية التي تمر بها البلاد، كما وتم ضرب عدد من الجرحى».
وتابع بأن قوات الأمن سجلت جميع أسماء الموجودين في المركز وهددت الطبيب المسئول في حال فتح المركز.
وأضاف في المركز زهاء الـ 60 شخصاً وحوصروا في المركز بلا أكل.
وتابع بأنهم لم يتمكنوا من الخروج إلا في التاسعة صباحاً من يوم أمس (الخميس) بعد أن عمدت قوات الأمن إلى إبقاء عدد من قواتها على مقربة من المركز مهددة بالتعرض لكل من يخرج منه