اتَّهمت السلطة بـ«التلكؤ» في الردِّ على مرئيَّاتها… وستُخاطِبُ الأطراف الدَّولية لتوضيح موقفها
الجمعيات السياسية تتمسك بـ«المجلس التأسيسي» المنتخب للتحاور وإنهاء الأزمة
مدينة عيسى – هاني الفردان
اتفقت الجمعيات السياسية (وعد، الوفاق، المنبر التقدمي، الإخاء، التجمع القومي، التجمع الوطني) على تمسكها قبل الدخول في حوار وطني بانتخاب مجلس تأسيسي يمثل كافة أبناء الشعب البحريني يتم من خلالها الحوار على كافة القضايا المطروحة.
واتهمت الجمعيات السياسية السلطة بالتلكؤ في الرد على مرئياتها التي رفعتها لهم الأسبوع الماضي، مشيرة في ذات الوقت إلى أنها ستخاطب السلك الدبلوماسي والجهات الدولية لتشرح لهم مواقفها من مسألة الحوار المعروض من قبل السلطة حالياً.
ورد الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته الجمعيات السياسية ظهر أمس الخميس (10 مارس/ آذار 2011) على سؤال بخصوص تصريح ولي العهد بشأن رفضه الحوار المشروط، مؤكداً أنَّ الجمعيات السياسية لا تحتاج لشروط من أجل الحوار، بل هي تطالب بمجلس تأسيسي.
وقال: «لا نريد طاولة ليس لها أوَّل ولا آخر ولا حوار لا نعرف من هم فيه، وكيفية الإحتكام للقرار، بل نريد مجلساً تأسيسياً مشكَّلاً من شعب البحرين عن طريق صناديق الاقتراع يمثلون كلَّ الشعب»، موضحاً أنَّ الجمعيات السياسية لا تضع شروطاً للحوار بل «صيغة منتجة للحوار» على حد قوله.
كما عقب الشيخ علي سلمان على إعلان ثلاث قوى سياسية (حق، الوفاء، أحرار البحرين) تشكيل «التحالف من أجل الجمهورية»، مبيِّناً أن هذا الطرح لا يتعارض مع الإعلان العالمي لحرية التعبير، مشيراً إلى أنَّه من حق أيِّ إنسان أن يطرح أراءه وينشرها ويدعو لها بشكل سلمي، وهو حق لايمكن التدخل فيه.
وبيَّن أنّ الجمعيات السياسية لا تعترض أيضاً على «تجمع الوحدة الوطنية» في استعراض مطالبه الخدماتية أو التعديلات الدستورية.
وقال الأمين العام لجمعية الوفاق: «عندما تقف الملكية مع شعبها، فإنَّ شعبها لن يتخلَّى عنها وسيتمسك بها، مستعرضاً أنموذج الملكيات الأوروبية التي تمسكت بها الشعوب رغم وجود أصوات لتحوُّلها لجمهوريات»، موعزاً ذلك للخطوات التي قامت بها تلك الملكيات في إعطاء شعوبها حقوقها الكاملة.
وأشادت الجمعيات السياسية بخطوة ملك المغرب الذي أعلن أمس استجابته للمطالب الشعبية، بعد مسيرة شعبية واحدة، مؤكدة أن هذه الاستجابة ستحفظ الملكية في المغرب، وسيقدر الشعب المغربي لها ذلك.
وقد تحدث الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي الديمقراطي حسن مدن في بداية المؤتمر الصحفي مؤكداً عدم صحة أن الجمعيات السياسية تتلكأ في عملية المبادرة للحوار، مؤكداً أن الجمعيات رفعت مرئياتها قبل أسبوع ولم تحصل على الرد حتى الآن.
وقال: «لا نريد الذهاب لحوار دون توافر شروط نجاحه، وعدم نجاحه سينتج عنها عواقب سلبية كبيرة».
فيما تحدث الأمين العام لجمعية الوفاق عن أن مطالب المعارضة مطالب سياسية ليست وليدة اللحظة، إلا أنها تأثرت من حيث الوقت بما حدث في تونس ومصر، موضحاً أنَّ المطالب موجودة منذ مِئة عام.
وأكد الشيخ علي سلمان أنَّ أجهزة مخابراتية تحاول حرف العملية المطلبية من خلال خلق مطبَّات طائفية، وعبر افتعال الأحداث والصدامات بصور فردية، مبيِّناً أن الجمعيات تشَمُّ تحركات لأيدي الأجهزة الأمنية، ومعوِّلاً على وعي الحركة التي تحول دون نجاح تلك المخططات.
وقال: «الجميع يعلم بأن شعب البحرين شعبُ المحبة والسلام ولا يحمل الكره لأحد»، واصفاً المحرق بمدينة «التلاحم الشعبي».
وأضاف: «رسالتنا رسالة مجتمع متحاب، وفي هذه الأوضاع المتوترة ندعو لعدم وجود أيِّ درجة من الاحتكاك، والدعوة للتسامح، وعدم الرد على الخطأ بمثله».
وجدد دعوته إلى عدم وجود أي فعاليات سياسية في المدارس حتى وإنْ كانت بسيطة، كما بيَّن أنّ الجمعيات السياسية ليست مع مسيرة الرفاع اليوم الجمعة، وأنَّها دعت لمسيراتها المطالبة بإسقاط الدستور والتي ستنطلق من تقاطع السيف إلى دوار اللؤلؤة.
ومن جانبه، رأى الأمين العام للتجمع القومي الديمقراطي حسن العالي أنّ القوى السياسية عندما دخلت في الحوار في العام 2000 لم تضع أيَّ شروط مسبقة ولم تطلب ضمانات، وذلك على خلفية ثقة موجودة، إلا أن المعارضة لم تحصل على شيء بعد ذلك.
وأكد العالي أنه بعد التطورات التي شهدتها البحرين والمجازر التي حدثت، فإنها تتمسك بالضمانات لإنجاح الحوار.
وشدد العالي على أن الجمعيات لن تذهب للحوار دون توافر آليات حسم القرارات، والتنسيق مع الأطراف التي ستشارك فيه، مشيراً إلى أن نتائج فشل الحوار ستكون وخيمة.
أمَّا عضو اللجنة المركزية لجمعية العمل الديمقراطي (وعد) عبدالحميد مراد، فبين أن السلطة في البحرين تعرف وتدرك أبعاد الأزمة السياسية الحالية والمطالب الشعبية، لأنها هي من صنعها وابتكرها، موضحاً أنه يجب على السلطة أن تدرك أنَّ أي حوار لا ينتهي إلى تنازلات حقيقية ومؤلمة ولصالح الشعب سيكون حوار مضيعة للوقت.
وهاجم مراد تلفزيون البحرين الذي يقدم بحسب قوله «وجبات على مدى 24 ساعة عن حبِّ البحرين ولكن بمفهومه هو وبالطريقة التي تعجبهم»، مشدداً على أن حب البحرين مسألة واضحة لا يمكن التنازل عنها، داعياً السلطة للتواضع حتى لا تضيِّع الفرصة التاريخية عليهم.
وبين مراد أنّ اللعب على مسألة الطائفية أصبحت ورقة محروقة، سبق إليها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وكذلك الرئيس المصري، والآن يلعب بها الرئيس الليبي معمر القذافي.
كما دعا مراد لعدم قيام أطراف بالحديث عن النظام وترك النظام يتحدث عن نفسه ليضع الحلول من أجل الخروج من الأزمة السياسية الحالية.
أما الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي فاضل عباس، فتحدث عن ما يحدث في المدارس، موجهاً أصابع الاتهام إلى أطراف مجهولة تعمل على خلق الفتن فيها، متَّهماً أيضاً وزارة التربية والتعليم والجهاز الأمني في عدم تحملهم المسئولية الكاملة في هذا الخصوص.
وقال عباس: «الجمعيات السياسية أدت دورها في هذا المجال وعاد الانتظام إلى المدارس، إلا أن أموراً مفتعلةً تحدث محاولة اللعب والإصرار على مسألة الطائفية».
وبخصوص الحوار، رأى عباس عدم وجود الجديد في الحوار، في ظل استمرار تلفزيون البحرين على تحريض الناس، وغياب أي أخبار عن لجنة التحقيق التي شُكلت من قبل عاهل البلاد، مؤكداً أن كل ذلك لا يعطي مؤشرات على وجود جدية في الحوار.
كما أكد على أن المجلس النيابي الحالي غير شرعي، كما أنه مستمر في عملية التحريض