شعب العراق
هل تسمعني أجِـبْ
قصيدة بقلم شاعرها
لا يوجد ُشعبٌ فوق َالأرض ِيصيح ُبصوتٍ مبحوح:
هذا وطن ٌللبيع ِ…! إلاّ نحن ُ
نعرضُه ُبمزادِ تخاذلِنا ونُزاحِم ُبعضا ًكي نتفرَّج َ
كيف َيُقاوم ُذبَّاحِيهِ المذبوح ْ
ويُداسُ بأحذيةِ العُهْر ِالوطني
وطني
بعناك َبلا ثمن ِ
يستوقِفنا دمُك َالمهدورْ
إذ ْننظرُ في أوجهِ بعض ٍثمَّ نُعبيءُ أعينَنا بشهادتِنا الزورْ
ها نحن ُالغدَّارون َكعادتِنا
ها أنت َكعادتِك َالمغـدور ْ
ودمانا تملأ ُبالوعاتِ شوارعِك َالمنخورةِ تحت َكعوبِ بساطيل ِالتحرير ِ
أجلسناك َعلى خازوق ِتشيِّعِنا وتسنِّننا وتكرُّدِنا
وأسأنا فهْم َدموعِك َوهيَ تمدّ ُأصابعَها في أحداق ِالقتله ْ
ساسانيين َ، صليبيين َ، قرامِطة ٍ، وسلاجقةٍ، وبُويهيين َ
كلّ ُشعوبِ الأرض ِتعضّ ُنواجذها فوقَ الأوطان ْ
إلاّنـا نحن ُنترُكها بيدِ السَفله ْ
كرة ًيتلاقفها الغلمان ْ
قد كان َلنا وطن ٌيتنفّسُ مِن رئةِ الله ْ
ألقيناه ْ
في حضن ِسَماسِرةِ الأديـان ْ
فتحوَّل َمِن وطن ٍفي جبهتهِ السمراءِ تضاريسُ الأرض ِالممتدةِ
مِن أقصى التأريخ ِإلى وطن ٍمُلغى
وطن ٍممسوخ ٍيفرشُه ُالأوغاد ُسَريرا ًللمتعةِ
حتى أمسى مَبْغىوكـأنـَّا لسـنا أهلـك َبل ْقد جيءَ بنا بالأجرةِ
يا وطني
لِنُمثل َدورَ الشعبِ على أرضِك ْ
يا ضلع َالله ِلقد ْبالغنا في رَضِّك ْ
عَلَويون َ.. ملأنا قلب َ(عليٍّ) قيحا ًفتبرَّأ َمنا
عُمَريون َ.. أسأنا (لابن ِالخطّابِ) فتفَّ بأوجهنا
ها نحن ُالآن َنُطالبُ بعضا ًأن ْنخرج َللساحاتِ مُظاهَرَة ً
كي نُضحِك َكل َّشعوبِ الأرض ِعلينا
مِن أجل ِرواتبِنا وبطالتِنا والحصَّةِ والماء ْ
مِن أجل ِصفيحةِ نفطٍ أو بنزين ْ
في حين ْ
تفري دبابات ُالمستعمِر ِبالإشلاء ْ
وتدوسُ حكومات ُالمنيفيستِ على الأعناق ِالمحنيِّةِ فينا
ما أتفهَنا
لو كـنّا مِن ظهْرِ أبينا
وعراقيين َوليسَ فقط ْبالأسماء ْ
لتظاهرْنا ورفعنا لافتة ًكُتِبَت ْبدم ِالشهداء ْ:
فلْتخرج ْأمريكا المحتلة ُولْيسقط ْكلّ ُالعملاء ْ
لكنّا يا وطني جبناء ْ
لا دِين َلنا
لا مذهبَ لا مِلَّه ْ
عملاقا ًكنت َفحوَّلناك َإلى قمْلَه ْ
لثماني سنين ٍننظرُ للوَجَع ِالمتراكِم ِفوقَ دمائِك َمِن ثقبِ البابْ
ونطقطِق ُمرتعدين َأصابعَنا
ونلوك ُحناجرَنا الخرساء ْ
جبناءٌ حتى بالنظراتِ إليك ْ
فصلّنا وفق َمقاسِك َتابوتا ًمِن عُتمتِنا
ودفعنا عنّا تهـمـة َأنّـا يا وطني وطنيون َبهزِّ ذيول ِالطاعةِ للأحزابْ
ففقأنا عينيك ْ
بعمائِمِهمْ وسِدَارَاتِ العفن ِالرعناء ْ
والله ِلم ْيفعل ْما نفعله ُحتى الغرباء ْ
شعب ٌيتدحَّرج ُصوبَ صناديق ِالعُهْر ِالميلشياويِّ
وينتخِب ُالهتليه ْ
كي يغطسَ أربعة ًأخرى في منهول الديمقراطيه ْ
هذا شعبٌ ما عاد َلـه ُقِيمه ْ
لا ينفع ُإلاّ للطم ِوأكل ِالقِيمه ْ
يا شعبا ًحرَّره ُالمستعمِرُ مزهوا ًمِن نخوتهِ وكرامتهِ
كي يرضى بالمقسوم ْ
هل ْتدري أن َّالخازوقَ الديمقراطي َّبإسـتِـك َقد وَصَل َالزردوم ْ
فمتى ستقوم ْ
ومتى ستثورْ
كي تحفظ َماء َالوجهِ ألاَ يكفيـك ْ
لثماني سنين ٍيركبُـك َاللاّهوتيون َوأنت َكما الثور ِالمخصِيِّ
على ناعور ِدمائِـك َ
معصوبَ العينين ِتـدورْ
لا تعرفُ كيفَ، متى، أو أين َستُقتَل ْ
فمتى تخجل ْ
وتضجّ ُالغَيْـرَة ُفيـك ْ
في تونسَ شعبٌ لا يتجاوز ُرُبْع َبنيـك ْ
لا يملك ُغيرَ عِصِيّ ٍيحملُها هي أنحف ُمِن أضلاع ِالأجساد ْ
قد هزّ َبها عرش َالأوغاد ْ
وبنى بأياديه ْ
سُلّم َحُريِّتهِ لمراقيه ْ
والشعبُ المصريّ ُالتحف َالطرقاتِ ليَحرسَ موطنه ُمن مفتريسه ْ
هل ْتدري أنـت َلماذا الشعبُ بتونسَ أو في مِصْرَ
يعضّ ُعلى الأرض ِالموتورةِ بالأسنان ْ
سأقول ُلك َالآن ْ:
لم ْيجلسْ تحت َمنابر ِآياتِ ال….. لم ْيجعل ْمنهم ْآلهة ًدون َالله ْ
لم ْيحفظ ْلطميِّاتِ رواديدِ الدولار ِويجهل ُما في القرآن ْ
لم ْيُؤمن ْأن َّفتاوى الإستعباد ِصكوك ٌللغفران ْ
لم ْيصفن ْمنتظِرا ًإذن َالموَّلى كي يأكل َأو يتنفّسَ أو يغفو
لم ْيمسَح ْمَرْضَاه ْ
بلُعابِ الأفواه ْ
كي يشفوا
لم ْيذبح ْإنسانيته ُقربانا ًتحت َنعال ِجلاوزة ِالدِين ْ
لم ْيُوقِفْ يوما ًما زمنَه ْ
لم يُرخِصْ للمحتلين ْيوما ًثمنَه ْ
في حين ْ
أرخصت َلهمْ ثمنَـك ْ
لم ْيُهدِ موطنَه ُللفرس ِكما أهديت َلهم ْوطنَـك ْ
فمتى تخجل ْ
قد قيل َ: بأنّك َشعبٌ قد سَطع َالضوءُ الأول ُمِن بين ِيديـك ْ
فلماذا تقبَـل ْ
بمخانيث ٍفي المنطقةِ الخضراءِ يَبولون َعليـك ْ
إن ْكان َلديـك ْ
صوت ٌلم ْيُخرسْه ُالإفيونيِّون َخراتيت ُالعَفَن ِالصفويْ
فاثقبْ بصراخِك َجدران َالحُكْم ِالدمويْ
وأضِيءْ عتماتِك َمتشِحا ًبدِما أبنائِـك ْ
واخرج ْما في أمعائِـك ْ
فوقَ الأوغاد ِقواويدِ المحتل ِّكفَاك َتُخاتِـل ْ
هذا زمن ُالمقتول ِلا زمن القاتِل ْ
لثماني سنين ٍموتُـك َمجَّانيّ ٌمِن دون ِمقابِـل ْ
مزّقْ كفنَـك ْ
أخرج ْمِن داخلِك َالسِجن َالدامي وابصقْ في أوجهِ مَن ْسَجَنَـك ْ
وأفِقْ مِن غفوةِ أهل ِالكهْفِ وقاتِل ْ
وأعِد ْمِن بين ِأصابعِهم ْوطنَـك ْ
وأعِد ْمِن بين ِأصابعِهم ْوطنَـك ْ