أوقفوا العراك بين الطلبة
بقلم: مكي حسن
سمعت ان عراكا بالأيدي، تطور الى استخدام السكاكين بين طلاب وطالبات بعض مدارس البحرين صباح أمس، وهي مسألة مرفوضة، ويجب وقفها فورا بغض النظر عمن بدأ؟، وكيف بدأ الشجار؟ فالكل (طلاب وطالبات) هم إخوة وأخوات أولا وأخيرا، والكل أبناء وبنات هذا الوطن يجمعهم حب الوطن، وعلم الوطن، ويجمعهم هدف تلقي العلم والمعرفة.
كما ان الكل حضر الى هذه الأمكنة (المدارس) للتعرف على الآخرين من أبناء وطنه، ونسج علاقة تتواصل مع الزمن في الذكرى الطيبة بأن يوما ما كان فلان معي بالمدرسة، أو كان فلان زميلي على مقعد الدراسة، ولا لازلت أنا على سبيل المثال أتذكر العديد ممن هم في عمري، أصدقاء أعزاء، لا أنساهم ولا ينسوني. صحيح ان البلد تمر بأزمة سياسية، وبحاجة ماسة الى حوار، حوار يفعل بإرادة جادة تعي مفهوم الحوار وآليته، ووضع حلول جذرية لقضايا الشباب ومطالب الشعب في البحرين.
ومما لاشك فيه ان أبناء البحرين، رجالا ونساء، طلابا وطالبات، موظفين وموظفات، بحاجة ماسة في هذا الظرف الى التلاقي، والجلوس مع بعض والتفاهم على أجندة الوطن وأمنه واستقراره، وخيراته للجميع تحت مبدأ ان جميع المواطنين متساوون أمام القانون.. لا فرق بين مواطن وآخر. ويبدو لي، أن أمورا كثيرة مما تجري في البحرين، جاءت لوجود حالات من التمييز بين المواطنين، شعر بعض انهم أقل أو فرصتهم غير متساوية مع آخرين سواء في الوظيفة أو المنصب، فتطوأفت الوزارات والمؤسسات، وها نحن نجني ثمار زرع مر ومضر.
والخطوة الأولى في الحوار سواء بين الشباب أو بين المثقفين أو بين المتعاملين بالسياسة أو بين ممثل الأطياف المدنية يبدأ بقطع جذور آفة الطائفية. ومن المعروف أنني كصحفي ضد الطائفية، وباتجاهي القومي، وشتان بين الطائفية والقومية، وعلى الرغم من ذلك اتهمت بالطائفية.. وقلت حينها: "لو نطق لساني بالطائفية، لقطعته".. فنظر الي من قال ذلك متلعثما وجلا.
ختاما، على جميع الطلبة من شباب وشابات العودة الى رحاب الدراسة، ومقاعدها، وتناسي احتقانات الطائفية، والتشبث بالأخوة والعقلانية والعفو، وكأنه لم يحصل شيء.. ولنضع الوطن فوق الطائفة.. والوحدة الوطنية فوق التفرقة، ولنترك خلافاتنا السياسية ومواقفنا من هذه القضية أو تلك لأهل السياسة والرأي السديد.. بهذا الموقف المتسامح سنثبت للعالم أننا شعب قادر على تجاوز محنته.. فهل سنرى ذلك يا ترى اليوم؟.