ما قيمة ان نستبدل الشيطان بابليس ؟
أستنتاج ثمرة تجربة منذ قابيل وهابيل وحتى كوندي
مقدمة تمهيدية: البيان الاول لابليس
لمصدر الشر الاول وصانعه اسمان مختلفان في لغتنا العربية وهما الشيطان وابليس ونحن نستخدمهما كلاهما، ولعل اعظم العاب وخدع ابليس الشيطانية
او خدع الشيطان الابليسية هي قدرته الفائقة على التحول من حال الى اخر يبدو ظاهريا مختلفا عن سلفه لكنه في الواقع نسخة محسنة وممكيجة منه، فكلما احرج وهزم ابليس تحول الى شيطان يرتدي وجها مختلفة وجذابا لا اثر ظاهري فيه لابليس. وكلما فضح ابليس وكشفت الاعيبه نزع قناعه وارتدى قناع وجه الشيطان، وهكذا يواصل مخلوق الشر الاول والواحد منذ بدء الخليقة لعبة تبادل الادوار والوجوه بين شيطان وابليس. واهم ما يعتمد عليه في انجاح هذه اللعبة القديمة قدم الخلق منذ قابيل وهايبل الى يومنا هذا، والتي تعد بحق اقدم لعبة مخابراتية، هو تكتيك لعن سلفه وتحميله كل الاثام وتقديم وعود بعمل كل ما هو جيد وصالح مع انه هو نفس المخلوق، وبهذا الرفض وادانة لسلفه يقوم بسرقة الوقت فقط لمواصلة ابلسة البشر او شيطنتهم ونشر قيمه ومبادئه.
نحن بأزاء نفس المخلوق بتركيبته ونهجه وواجبه يواصل الفساد والافساد ولكن بوجه جديد مختلف عن وجه سلفة، وابليس او الشيطان يتمتع بقابلية تغيير شكله بسهولة بحيث قد يخدع أكثر الناس خبرة واشدهم ذكاء بانه ليس هو، الى ان يكشف مرة اخرى بعد زمن قد يطول وهو الزمن الذي يحتاجه لتنفيذ خطته الجديدة بنجاح فيعزل ويلعن من الناس لذلك يعود الى ممارسة نفس اللعبة وهي استبدال الشيطان بابليس والعكس صحيح مادام هذان الاسمان لمخلوق واحد تمرد على خالقة فاصبحت وظيفته الاساسية هي الافساد والتضليل لبني البشر.
والخدج والسذج وحدهم من لم يفهموا بعد ان ابليس ووجهه الاخر الشيطان لا يمكن ان يتغير مهما تلون وتبدل شكله ولذلك لم يفهموا هذه اللعبة لنقص الوعي والتجربة او ( لانهم يعرفون لكنهم يحرفون ) بدافع اندلاق الغيرة او كره الاخر من عيونهم والتي تجعلهم تارة من حزب ابليس وتارة ثانية من حزب الشيطان، رغم ان الكثير منهم يتبرقع باسم ( الرحمن ) بكل ما تعنيه هذه الكلمة من سمو وعظمة وطهر مطلق ! والان نشهد تطبيق اوضح واخطر لعبة لابليس العصر ( امريكا ) وهي لعبة تعد بحق الاكثر ذكاء وتطورا في اساليب الخداع والتضليل في الاقطار العربية والعالم بحيث اصبحنا نشاهده وقد نزع وجه ابليس المكروه وشتمه، بل وبصق عليه، ولبس وجه شيطان جميل جدا اختار ملامح رجل وسيم ولطيف ومحب للثورة والتغيير ولذلك يدعم بحماس لا نظير له عمليات اسقاط انظمة نصبها هو ودعمها هو وادامها هو حينما كان يرتدي وجه ابليس، هذا ما نلاحظه منذ بدات انتفاضة تونس بشكل خاص لانه قبلها كان يعد نفسه لعهد جديد للشيطان بعد تحميل ابليس كل اثام وجرائم ارتكبها هو في العقود الماضية، فكيف تمارس لعبة استبدال الشيطان بابليس او العكس ؟ ومن يمارسها ؟ ومن يقف خلفها دعما وتوجيها وادارة لمعركة التحول الدورية هذه ؟
وهنا لابد من الاشارة الى ان هذه الدراسة التحليلية موجهة للمناضلين ضد ابليس العصر في المقام الاول ـ خصوصا في الاقطار التي تحدث فيها انتفاضات وطنية شعبية كتونس ومصر، لانه من الضروري ان نقف جميعا على ارضية فهم مشترك ان لم يكن فهم واحد في مواجهة ابليس، وقفاه الشيطان، لضمان ان لا يقف كل واحد منا على ارضية بعيدة عن الاخر وهذا ما يريده ابليس العصر ( لاحتواءنا) واحدا بعد الاخر من جهة، ولتحقيق اهم اهداف امتنا العربية وهو دعم المقاومة المسلحة في العراق وفلسطين والاحواز وكل ارض عربية محتلة بصفتها الطريق الرئيس للنصر الحقيقي على ابليس وحلفاءه ومن يلتقي معه رغم اختلافه عنه من جهة ثانية. انها رؤية مناضل من المقاومة الوطنية العراقية التي تقاتل امريكا منذ عام 1991 وحتى الان وبلا انقطاع، مرسلة لمناضلين عرب يناضلون لانهاء انظمة ديكتاتورية وفاسدة ومستبدة.
الثورة والانتفاضة لماذا؟
قبل كل شيء لابد من التذكير ببديهيات الفكر بشكل عام وببديهيات الفكر الثوري بشكل خاص لان ذلك يساعد على كشف وجه ابيلس والشيطان ومنعهما من التلاعب بنا وبمصير امتنا العربية. فالفكر السياسي التقدمي منذ القرن التاسع عشر ميز بدقة بين الانتفاضة وبين الثورة وعرفهما كلاهما بدقة ايضا، فالانتفاضة هي عملية رفض للنظام قد تكون مسلحة، مثل ما سمي خطأ ب( الثورة الفرنسية ) التي انهت الملكية بالعنف، وقد تكون سلمية وبفضل قوتها الهائلة تجبر النظام على الرحيل والسقوط ولكن تبقى سمتها الاساسية هي تغيير النظام دون وجود بديل واضح ومتفق عليه بين المنتفضين انفسهم فيتفقون على اسقاط النظام لكن كل طرف منهم لديه مشروعا مختلفا عن الاخر الى جانب من ليس لديه اي مشروع ماعدا اسقاط النظام، كما ان مختلف الاطراف المشاركة في الانتفاضة لا تملك القوة المنظمة عسكريا او شعبيا القادرة على الامساك بالوضع واقامة نظام بديل، وهذا ينطبق على ما سمي بالثورة الفرنسية خطأ لانها لم تكن تملك نظاما بديلا ولم يكن لديها تنظيم شعبي موحد ومتماسك ولا قوة عسكرية، وينطبق هذا المفهوم الان على انتفاضتي تونس ومصر مؤخرا.
اما الثورة فانها الانتفاضة وقد تحولت الى برنامج يطبق لاجل تحقيق اهداف ما بعد اسقاط النظام وهي اهداف يجب ان تتسم بانها النقيض الكامل والناقض الشامل للنظام السابق وليس امتدادا محسنا له. ولدينا الثورات الروسية في 1917 والثورة الصينية بقيادة ماو تسي تونغ والثورة الكوبية بقيادة فيدل كاسترو، والثورة الوطنية المصرية بقيادة القائد جمال عبدالناصر في عام 1952، والثورة العراقية بقيادة البعث في عام 1968 حيث قامت هذه الثورات ليس فقط باسقاط النظام الفاسد بل ايضا باشرت بعد ذلك الى بناء دولة ومجتمع مختلفين جذريا عن النظام السابق.
وبهذا المعنى فان الانتفاضة لا تتحول الى ثورة الا عندما تغير المجتمع والدولة جذريا وليس تغيير النظام فقط. وهذا التمييز لم يكن موضع خلاف بين القوى الوطنية العربية والانتلجنسيا الثورية حتى الثمانينيات عندما كان المثقف ثوريا وكانت الثقافة عميقة ومنتشرة في الاوساط السياسية العربية قبل ان يبدأ تنفيذ خطة افقار الثقافة من قبل المخابرات الاجنبية والعربية، ولهذا كان من الصعب على مثقف الخلط بين ثلاثة انماط من الانتفاضة : نمط اول هو انتفاضة وطنية حقيقية لا تتواصل بعد اسقاط النظام لتصبح ثورة بتغيير الوضع بصورة كاملة ولذلك فهي في الواقع انتفاضة محبطة او احبطت ولا يمكن ان تكون ثورة باي شكل من الاشكال، ونمط ثان هو انتفاضة تحدث وتسقط النظام لكنها لا تغير طبيعته بل تعيد انتاجه بشكل مختلف شكليا او تحسنه لضرورات المحافظة على جوهره وهي لذلك ليست انتفاضة بل عمل مخابراتي متعمد، ونمط ثالث هو انتفاضة تتوالى خطواتها لتغيير المجتمع والدولة وتنهي النظام السابق وتقتلعه من الجذور فتصبح ثورة بحق. وهنا نفهم الاستخدام غير الصحيح لوصف الثورة في تسمية كل عمل تغييري فهو اما نتاج تدهور الثقافة او انه يقصد به تشويه معنى الثورة وجعلها مرادفة لاعمال حمقاء او ناقصة او عاطفية او تخريبية او وطنية لكنها تفتقر للخبرة او القدرة فلا تصل الى الهدف المنشود.
والمنطق الصحي المتحكم بهذا التمييز هو المتجسد في التساؤلات التالية : لم نسقط نظاما ما ؟ اليس لاستبداله بنظام مختلف و افضل ؟ اليس لوجود مظالم سياسية وطبقية تلحق الضرر بالاغلبية من الشعب من خلال استغلاله وتوسيع الفجوة بين من يملك ومن لا يملك فيصبح المال والفساد هما السمة الاساسية في الدولة ؟ اليس لرفض سياسات تبعية لعدو او اعداء الامة والشعب وتسليم مقدراتها لهؤلاء الاعداء فيؤدي ذلك الى فقدان السيادة والاستقلال والاضرار بالمصالح الوطنية والقومية للقطر والامة ؟ اليس من اجل استبدال نظام ديكتاتوري مستبد يضطهد الشعب ويعطل قدراته الخلاقة بنظام ديمقراطي شعبي حقيقي بنهي الاستبداد ويجعل الشعب قادرا فعلا على تسيير الدولة والمجتمع ؟
اذن اذا اكتفينا باسقاط النظم وابقينا الوضع الاجتماعي والسياسي كما هو فما معنى التغيير ؟ وما فائدته ؟ وهل يمكن ان يكون التغيير عبارة عن لعبة شيطانية – ابليسية لاحتواء الغضب والرفض الشعبيين والسيطرة عليهما بمعالجة ظاهر الازمات دون وضع حد لها وذلك يضمن بقاء مملكة الشيطان – ابليس قائمة ؟ والاهم والاخطر اذا استبدلنا وجه النظام وواجهته فقط ووعدنا الشعب بالاصلاح والتغيير وتلبية المطالب الا يتطلب ذلك زمنا على الارجح سوف يجعل قصدا وعمدا طويلا وعلى الاقل عقد من الزمن من اجل سرقة الوقت واعادة انتاج نفس النظام مع اصلاحات بسيطة تؤدي بعد سنوات الى اكتشاف الجماهير ان البديل لم يكن سوى استنساخ للنظام السابق او قفاه مع تغيير بعض الوانه ومكياجه ؟
ماذا يحدث ؟ اولا يتغلب الاحباط من امكانية التغيير الحقيقي على امل التغيير في اوساط كثيرة لابد من مشاركتها الفعلية والفعالة لتحقيق التغيير الحقيقي، وثانيا يستنزف غضب الجماهير وينفس من خلال تغيير وجه وواجهة النظام دون تغيير طبيعته التي كانت سبب رفضه، فيتحقق هدف خطير للعدو وهو امتصاص الغضب الشعبي الذي تحتاج اليه الثورة الشعبية الحقيقية والجذرية ويصبح على الثوار اعادة صنع الغضب قبل التفكير بالقيام بالثورة وهذا الشرط مقرون بزمن طويل وبالقدرة على اقناع من يأس من التغيير بالعودة للنضال مجددا ضد الوضع القائم وهو مطلب يبدو احيانا صعبا جدا ان لم يكن من المستحيل تحقيقه. وثالثا يكون العدو موجودا ويمارس العابه الشيطانية لاجل تحويل الانتفاضة الى فشل كامل في التغيير واستغلالها مباشرة لتنصيب اعوان ابليس في السلطة بدل الثوار…الخ.
كل هذا يقع ويحدث لسببين : السبب الاول ان الثوار يفتقرون للخبرة والوعي وامتلاك البديل البشري لمن سيطرد من الحكم ليكونوا حكاما جدد مؤهلين لادارة الدولة، والسبب الثاني انهم لا يستندون الى تنظيم سياسي مجرب ولديه خبرات وامكانيات شعبية مؤطرة تنظيميا ويمكن استخدامها في حسم الصراع ودحر النظام بكافة مكوناته العسكرية والسياسية وثقله المالي والمخابراتي وبصلاته الخارجية التي تشكل المصدر الاهم لقوته وفاشيته، واقامة نظام حكم لا صلة له بالنظام السابق لا من بعيد ولا من قريب، وعندها سوف يعجز هذا المخلوق الشرير بوجهيه المندمجين عضويا في كيان واحد – ابليس والشيطان – عن خداع الثوار وتوريطهم في عمل لا يمكن اكماله وايصاله الى نتيجته المطلوبة فيتقدم الشيطان او توأمه ابليس لفرض الحل الذي يريده، وهكذا تتحول الانتفاضة الى حادلة طريق تزيل العقبات من امام ابليس والشيطان لاعادة السيطرة بوجه اخر وبصورة اكثر احكاما من قبضة النظام السابق.
هل يذكركم هذا بما يحدث في تونس ومصر الان ؟ هل يوجد غموض في ما قلناه وهو بديهيات العمل السياسي التحرري والعقائدي بكافة الوانه واشكاله ؟ الجواب هو كلا لا جدال في ان المهم هو ليس الرغبة في التغيير بل امتلاك شروط النجاح في تحقيقه وايصاله الى نهايته المطلوبة من الشعب وليس التوقف في منتصف الطريق اوالخروج عنه ودخول طريق اخر لن يوصل الا الى ابليس او الشيطان وهما يتناوبان الادوار تارة نرى الوجه وتارة اخرى نرى القفى، اما طريق الرحمن فانه يصبح مغلقا ببوابات عالية وصلبة !
واذا بحثنا عن اسباب الفشل في تحويل الانتفاضة الصادقة والوطنية الى ثورة حقيقية فاننا سنكون بأزاء سلسلة من الظواهر والاسباب التي تتحكم بسياق العمل الثوري سنتناولها تفصيليا، وفي مقدمتها العفوية ونقص التجربة وحداثة المنتفضين في العمل السياسي وافتقارهم للكوادر القادرة على الامساك بالحكم او ايصال الانتفاضة الى سدة الحكم، او غياب التنظيم الشعبي القادر على ضمان ردع المتأمرين على الثورة الحقيقية، او عدم تحقيق الوحدة الوطنية بين القوى الوطنية وبقاء كل منها يعمل بعيدا عن الاخر…الخ. كما ان وجود قدرات مخابراتية متقدمة لدى القوى المعادية لامتنا العربية يلعب دورا خطيرا في التضليل وزرع افكار خاطئة واحيانا مدمرة، من خلال الهيمنة على الاعلام خصوصا الفضائيات والانترنيت، وقدرتها على اختراق قوى وشخصيات بدون علمها، او بعلمها ولكن في اطار صفقات ومساومات على حساب حقوق الامة والشعب. ومن بين اهم اساليب المخابرات واكثرها تمويها وغموضا ومخادعة اسلوب وضع خطط استباقية تقوم على استغلال بؤس الجماهير المادي وقمع الديكتاتورية والخيانات الوطنية من اجل القيام بانتفاضات او انقلابات مسيطر عليها على النظام الفاسد وتسخيرها لخدمة اطراف غير وطنية او وطنية ولكنها عاجزة عن الفهم الصحيح او السيطرة على العمل الجماهيري، وتكون الخطوة الاولى في ذلك هي مبادرتها باطلاق عملية الرفض فتلتحق بها الجماهير الغاضبة، وتكون النتيجة هي استثمار تضحيات الشباب الوطنيين في القيام بانتفاضة وطنية صادقة لكنها تجير لصالح النهج القديم وسياساته.
ولعل اهم تطور في عمل المخابرات الامريكية هو المفهوم الذي طرحته كونداليزا رايس، الملقبة ب ( كوندي ) حينما كانت وزيرة للخارجية الامريكية في عهد بوش الابن وهو مفهوم ( الفوضى الخلاقة ) والذي يعد من اخطر اساليب المخابرات الامريكية واكثرها ذكاء وخداعا وهو خطة تقوم على فهم العوامل النفسية للنخب خصوصا الشباب وتوظيف ذلك الفهم في التاثير على النخب ودعم توجهات عفوية وفوضوية وثورية غير ناضجة من اجل تفجير احداث لا توصل للثورة او التغيير الحقيقي بل تنتج وتنشر الفوضى واطلاق نزعات الثار والعواطف الجياشة غير الملجومة بعقلانية الثوار في بيئة عدم وجود قوة مركزية وطنية تضبط مسار الحدث او انها عزلت بالقوة، وبشرط ان يكون معظم الشباب غير مدركين انهم يتحركون بتأثير امريكي.
وهذه الخطة اعتمدت بعد ان كانت الخطة الاصلية هي اخضاع الاقطار العربية كلها بالهراوة الامريكية اي الغزو المسلح وكان غزو العراق هو البداية لخطة الهراوة في سيطرة امريكا على كافة الاقطار العربية، وكانت الخطوة التالية بعد العراق هي غزو سوريا كما قال في الاسبوع الاول لغزو العراق احد اهم مخططي غزو العراق ولكن المقاومة العراقية الباسلة الحقت هزيمة مدوية بالاحتلال الامريكي واوصلته الى طريق مسدود ونبهته الى ان امريكا عاجزة عن السيطرة على الاقطار العربية بالهرواة وحدها فتم تبني خطة تقوم على جعل العمل المخابراتي الاداة الرئيسة في السيطرة الامريكية على العراق وكل الاقطار العربية، وتم ذلك في عام 2006 عندما اعلنت الادارة الامريكية رسميا ان الحل العسكري في العراق غير كاف وان العمل المخابراتي ضروري جدا لحسم الصراع. ومن البديهي ان الاطار الستراتيجي لخطة الفوضى الخلاقة هو تقسيم كافة الاقطار العربية وبلا اي استثناء، كما ورد في عدة وثائق امريكية مثل ( تقرير القرن الامريكي ) الذي اعده المحافظون الجدد في عام 1998 والذي طالب بتقسيم العراق، او ما كتبه عوديد ينون الاسرائيلي في ( خطة لاسرائيل في الثمانينيات ) والذي اعاد طرح كيفية عمل الصهيونية لتقسيم كافة الاقطار العربية، بما فيها مصر التي اعترفت بالكيان الصهيوني، او ما كرر طرحه الصهيوني البريطاني برنارد لويس وهو مستشرق مخضرم من ضرورة تقسيم الاقطار العربية بصورة اكبر مما خططت له اسرائيل.
من هنا فان الفوضى الخلاقة تعد منذ تبنيها هي التطبيق العملي لتحول الجهد الرئيس في انجاح غزو العراق وتوسيعه بغزو الاقطار العربية كافة من الجهد العسكري الى الجهد المخابراتي بكل ما تعنيه عبارة مخابراتي من معان تبدأ بالخداع وتنتهي باختراق الصفوف الوطنية مارة بانشاء قوة فاعلة ومؤثرة من الشباب تستطيع خلق العواصف ولكنها يجب ان تكون عواصف هوجاء، كما وصفته هيلاري كلنتون تعليقا على احداث تونس ومصر والجزائر واليمن، وان تكون مسيطر عليها من قبل امريكا توجه ريحها الجهة التي تريد فتدمر كل ما ارتفع عن الارض وتمسحه في حين ان النظم العربية والجماهير العربية يجب ان تكون قشة او ريشة تتلاعب بها هذه العواصف وفقا للفوضى الخلاقة.
لننظر لهذا الامر بصورة مباشرة لنرى كم نحن ضحايا تأمر خطير لا يفهمه الكثير من الساسة والشباب والنخب الوطنية. يتبع
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.