من جهته قال الأمين العام للتجمع القومي حسن العالي «في ظل هذه الأوضاع العربية هناك ثلاث قضايا تفرض نفسها بإلحاح، وهي فشل برامج الإصلاح الاقتصادي في ظل غياب الحقيقي للديمقراطية، وهي ما تدلل عليها الأوضاع في تونس ومصر، فعندما تغيب الديمقراطية تتحول برامج الإصلاح الاقتصادي إلى خدمة الأقلية وتتولد طبقة من الأثرياء، وتتسع طبقة الفقراء، في مصر يعيش اليوم 55% من الشعب تحت خط الفقر، وفي القاهرة فقط هناك 5 ملايين يعيشون في العشوائيات ورواتبهم أقل من 30 دولاراً في الشهر».
وقال: «هناك 20% من الأثرياء يملكون 80% الاقتصاد المصري في الوقت الذي يدخل السوق المصري مليون عاطل عن العمل سنوياً في الوقت الذي يقبل فيه السوق نحو نصف مليون فقط». وأضاف «رغم كل ما يقال عن النمو الاقتصادي لتونس وما تحصل عليه مصر من تدفقات استثمارية على مستوى الشرق الأوسط، كل هذه الأمور إنما تصب في جيوب الأثرياء وبالتالي يستشري الفساد وتخلق طبقة اقتصادية تتكسب من بقاء النظام، وتدافع عنه بأكثر مما يدافع عنه رموز النظام نفسه».
وقال العالي: «الفساد والفقر وتهميش الناس وضياع الفقراء هي عناوين رئيسية للدولة البوليسية وغياب الديمقراطية، وفي هذا درس يجب أن نستفيد منه».
وتحدث العالي عن «دور الايديولوجيات والأحزاب السياسية» وقال: «الأنظمة الدكتاتورية تفرغت بشكل كامل لضرب القوى الوطنية والأحزاب عبر سنوات طويلة ولكن الشباب كان لهم دور كبير في قيادة المرحلة، وبلغ مدى قدرة الوسائل السياسية في خلق تنظيمات بديلة من أجل تحقيق أهداف بعيدة عن الايديولوجيات والأحزاب».
وأشار العالي إلى سلبيات اعترت التجربة التونسية والمصرية وقال: «يفجر الشباب الثورة ولكن لا يوجد من يقودها، وبالتالي يبقى مفهوم الثورة ناقصاً. الثورة كما يقول لينين هي انتقال السلطة من طبقة إلى طبقة أخرى ومن هنا ضرورة أن تكون للجماهير قيادة توحد هذه الجماهير وتطرح برنامجا واضحا للعبور لمرحلة التغيير، ولذلك يتعين على الأحزاب السياسية أن تقترب أكثر من هموم وحياة المواطن والتطورات المتلاحقة لدى الشباب. اليوم الشباب يتطلع لتحقيق ذاته والحرية والمساواة والكرامة وتقرير مصيره بنفسه، دولة القمح لا يمكن أن تقف ضد حرية المجتمع والفرد».
وتحدث العالي عن «الإصلاح ودور الولايات المتحدة» وقال «أفضل نموذج تستطيع الولايات المتحدة تقديمه هو النموذج العراقي فقط، القائم على الاحتلال والتدمير ونهب الثروات، وهو نموذج يدخل في سياق الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الكبير. الولايات المتحدة تربط بين الحريات والعداء إلى الكيان الصهيوني وأن الأحزاب المصرية هي بالضد من المصالحة والنظام المصري يحاول الإبقاء على الصراع العربي الإسرائيلي. الولايات المتحدة تدرك أنها لا تريد ديمقراطية حقيقية في العالم العربي منزوعة الأنياب، فيما يتعلق خصوصا مع إسرائيل والمصالح الأميركية».
وختم العالي «اليوم يجب أن ينطلق الإصلاح من الداخل، ويلبي شروط الوضع السياسي والاجتماعي في البدان العربية لكي يكون هذا الإصلاح متجاوب مع آمال الناس في العيش الكريم» وقال: «يجب أن نعود إلى روح ميثاق العمل الوطني. كثير من المضامين تعطلت في ظل غياب وجوه ديمقراطية حقيقية وبرلمان كامل الصلاحيات، وهي إن توافرت ستعيد الروح للميثاق وخصوصاً أننا سنحتفل بعد أيام بذكرى الميثاق، ويجب أن يكون هذا شعارنا للمرحلة المقبلة».