عشية إحتلال العراق ظهر كتيب صغير في الولايات المتحدة يصنف أعداء بلد الحرية (أميركا) بأنهم :
· الذين يعارضون إدارة بوش.
· الذين ليسوا وطنيين حقيقيين، ولا يعيشوا الحلم الأميركي.
· الذين يظهرون العطف على شعب العراق.
· المؤمنين بنظرية المؤامرة.
هؤلاء هم أعداء الحرية أذا.. الكتيب ذاك موجه أساسا لمخاطبة الأميركيين الذين تلمسوا مخاطر إقدام قيادتهم من إحتلال العراق، لكن وصايا ذلك الكتيب تحولت إلى منهج عمل لبعض المثقفين العرب بالرغم من كون تلك الخطابات وفرت للغشاشين مهارات فائقة في إثارة الجمهور، وتجار الأسلحة، ودهاقنة النفط وشركاتهم النهمة، هؤلاء الذين تعلموا بدقة متى يظهرون في الجوقة ويبدأون عزف أناشيدهم السوداء.. هؤلاء يعرفون متى يتراجعون، أخذين معهم أرباح الحفلة، منسحبين خلف الكواليس للتمتع بالأرباح التي جنوها بينما يدفن جيل من البشر موتاهم..
هذا المشهد تكرر مئات المرات في سياق الجشع الغربي في نهب الأخر، حيث الشرق هو الأخر دائما..
هنا نطرح السؤال، لماذا غابت ذاكرة بعض المثقفين من الذين ساهموا وحرضوا ثم رقصوا طربا بالتنكيل بالعراق.. هل غابت الذاكرة بفعل تأثير خطابات جوقة التزييف الغربي تلك، أم أنها مارست الغيبة عمدا ولسان حالها يقول (يارب لا تبقي فيها حجرا على حجر).. البعض منهم يتراجع اليوم عما كان قد مارسه وقال به، رغم أنهم خذلوا بلدهم وتأمروا عليه وخانوه أبشع خيانة..
ليس هناك مواطن عربي في شرق وغرب الوطن الكبير لا يعاني من عبث نظامه السياسي، فالعرب إينما وجدوا متوحدين بالمصيبة في حكامهم، من الذين أجمعوا على ان يعملوا كل شيء بأستثناء المصلحة الوطنية العربية..
اليوم الشارع يغلي ويقدم الدم الغالي رخيصا في هبة شعبية عارمة لم تصنعها أو تقودها المعارضة العاجزة والمخترقة.. فهذه المعارضة ولدت قزما معزولا عن بيئتها وجماهيرها، لكنها مثل أي أنتهازي تسارع لتستغل الدم دون ان تساهم في رفده.. أنها تستغل الدم المسفوح لتتوظأ فيه في صلاة باطلة وتصطبغ من لونه فقط..
ليس غريبا في مظهرية عودة الذاكرة لبعض المثقفين، أنها صفيقة مثلما يفعل محمد البرادعي عندما يعود من فينا وضفاف الدانوب حيث يعيش هانئا بما كسبه من مال حرام بمساهمته في التمهيد للحرب على العراق، أنه يعود بعد أن صنعت جماهير مصر المسحوقة ثورتها المعمدة بالدم ليركب الموجة ويصنع من نفسه البطل بأنتظار قطف ثمار تعب وعرق كادحين مصر..
هكذا هم، الأنتهازيون يتشابهون في كل مكان وزمان، في العراق كما هو الحال في مصرنا الثائرة اليوم.. أنهم القراد يعيش على الدم، نماذجهم تتشابه في السلوك وأن أختلفت السحنة والملامح، مثلهم علاوي والعلوي في العراق وفي تونس غنوشي ومصر البرادعي إلى أخر طوابير الحبل الذي ينوء بالغسيل الوسخ، نماذح تنتظر لتحل محل الحذاء القديم بوجه لامع خادع حتى يهترىء وهكذا تغتال الثورة..
أنكم لا تستحقون الشتيمة.. أنكم تستحقون الذبح.