خسر مرشحو جمعية المنبر التقدمي الثلاثة الذين مثّلوا قائمة «البديل الوطني» خلال الانتخابات النيابية الحالية، بعد أن نافسوا جمعيتي «الوفاق» الوطني في دائرتين، و»المنبر الإسلامي» في دائرةٍ ثالثة، فيما لم يوفق كذلك المرشح الوحيد عن جمعية التجمع القومي في الانتخابات ذاتها.
ويسجل المراقبون للجمعيتين أنهما خاضتا الانتخابات أمام خياراتٍ صعبة، غير أنهما حققتا نتائج جيدة نسبياً مقارنة بوضع الدوائر التي خاضوا فيها الانتخابات والظروف والأجواء التي مرت بها، إذ استطاع الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي حسن مدن الذي يخوض الانتخابات للمرة الأولى أن يحصد 44 في المئة من مجموع أصوات المقترعين في الدائرة الثامنة بالمحافظة الشمالية، وهي نسبةٌ لافتة حظي بها قبال نائب الدائرة القيادي في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية جواد فيروز الذي فاز بـ 54.99 في المئة من الأصوات.
كذلك، فإن المرشح عن الجمعية نفسها فاضل الحليبي الذي ترشح للمرة الأولى أيضاً، حل ثانياً في الدائرة الثانية بالعاصمة حاصداً أكثر من 800 صوت فيها، مقابل القيادي البارز في كتلة الوفاق النائب خليل المرزوق الذي حصد مقعد الدائرة بأكثر من ألفي صوت.
أما المرشح غازي الحمر، فحصل على قرابة 13 في المئة من أصوات الدائرة الثالثة، وستكون هذه النسبة مرجحة لطرفي المنافسة المقبلة في الجولة الثانية المرشحين عدنان المالكي وإبراهيم الحادي.
وفي الإطار نفسه، حقق الأمين العام لجمعية التجمع القومي الاقتصادي حسن العالي، الذي يخوض غمار الانتخابات النيابية للمرة الأولى كذلك، نتيجةً لا بأس بها أيضاً في الدائرة السابعة في المحافظة الشمالية، على رغم خسارته أمام النائب الوفاقي جاسم حسين الذي حقق 59.03 في المئة من أصوات المقترعين في الدائرة. يشار إلى أن الجمعيتين، أبدتا دعمهما لبعضهما بعضاً خلال الانتخابات الحالية، ووجه كلاهما أنصارهما إلى التصويت في دوائر الآخر.
وكانت الجمعيتان تعولان في ترشحهما على ما اعتبرتاه بديلاً وطنياً عن الحالة الطائفية السائدة في البلاد، ونجحتا على رغم خسارتهما في لملمة جزءٍ من التيار الوطني في البلاد عبر تحالفهما المذكور.
ويترقب المشهد السياسي، ما ستؤول إليه الأمور في التحالف «السداسي» الذي يضم إلى جنب الجمعيتين المذكورتين أربع جمعيات أخرى هي (الوفاق، وعد، أمل، الإخاء)، إذ يخفف مراقبون من تأثير نتائج الانتخابات على مصير التحالف المذكور الذي تحول خلال السنتين الماضيتين إلى تنسيقٍ بالحد الأدنى في القضايا المشتركة بين الجمعيات الست التي تمثل السواد الأكبر في القوى السياسية المعارضة في البلاد.
وعلى رغم ذلك، لا تخفي بعض الجهات في التحالف هواجسها من انسحاب المشهد الانتخابي على العلاقات بين القوى السياسية التي عاشت أجواء ساخنة خلال الأسابيع الماضية، وستظهر الأيام القليلة المقبلة الطريق الذي سيسير عليه هذا التحالف الوطني الذي بدأ مع العام 2006.