بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لقد سبق ونشرنا مقالين متعلقين بقضية المفاعلات الإيرانية (الدكتور عبدالإله الراوي: لماذا تم تدمير المفاعل النووي العراقي ولم تقصف المفاعلات الإيرانية؟ شبكة البصرة. 30/4/10 والدكتور عبدالإله الراوي: لماذا لم يتم ضرب المفاعلات النووية الإيرانية؟ قصة المفاعلات النووية الإيرانية. شبكة البصرة. 24/6/10)
وعندما بدأنا بكتابة بحثنا حول هذا الموضوع لم نكن نفكر بمناقشة قضية فنية تتعلق بموضوع اليورانيوم، ولكن المفاوضات الطويلة والمملة بين المنظمات الدولية وبين إيران، وبالأخص طلب هذه المنظمات من إيران تحويل 70% من اليورانيو ضعيف التخصيب إلى دول أخرى لتقوم بعملية التخصيب المركز للحصول على يورانيوم عالي التخصيب، كان الدافع وراء كتابتنا هذا المقال.
لكوننا متأكدون، وكما سنوضح في مقالنا هذا، بأن تلك المنظمات تجهل كليا الكمية التي لدى إيران من اليورانيوم ضعيف التخصيب، أو ذات التخصيب العالي.
علما بأن بحثنا سيهتم فقط باليورانيم دون مناقشة المكونات الأخرى التي تدخل في تصنيع القنبلة الذرية.
وقبل أن نقوم بتقديم بحثنا، ورغم كوننا غير متخصصين في هذا المجال، نود أن نوضح وبصورة مبسطة أنواع اليورانيوم، فنقوم بتقسيمها إلى :
1- اليورانيو م الخام : وهذا النوع موجود في المناجم وهو غير صالح للعملية التجارية إلا بعد تحويله إلى النوع الذي سنذكره في الفقرة الثانية، ولكن من الممكن أن تتفق دولة متقدمة تقنيا مع دولة لديها كميات كبيرة من اليورانيوم الخام لتقوم الأولى بعملية التحويل في الدولة الثانية ليتم بعدها نقله. وهذا ما تم بين إيران وزمباوي مثلا كما سنرى لاحقا. وفي حالات نادرة يتم نقل اليورانيوم الخام وذلك عندما قامت الطائرات العراقية بنقل 200 طن من اليورانيوم الخام من النيجر عام 1981. (مقالنا : لماذاتم تدمير المفاعل العراقي.. مشار له) ولا نعلم هل أن اليورانيوم الذي تم نقله هو خام فعلا أو مشع.
2- اليورانيوم المشع : وهو ما يطلق عليه أيضا (العجينة الصفراء) أو (الكعكة الصفراء) حيث يتم استخراجه من اليورانيوم الخام، علما بأننا نحتاج إلى 1000 كيلوغرام من اليورانيوم الخام لغرض الحصول على نحو 500 غرام من اليورانيوم المشع. وهذا النوع هو الذي من الممكن بيعه وتسويقه.
3- اليورانيوم ضعيف التخصيب أو " يورانيوم -235 " : لغرص الحصول على هذا النوع نحتاج لعمليا ت تخصيب. وتكون نسبة التخصيب هذه 3.5% وأكثر.
4- اليورانيوم عالي التخصيب : ويتم الحصول على هذا النوع من خلال عمليات تخصيب مركزة لتصل نسبته إلى 20% أو أكثر.
(انظر مثلا : امتلاك تكنولوجيا متطورة قضية قومية في إيران. لوموند ديبلوماتيك. ترجمة : دلال إبراهيم.. الثورة. سوريا. 28/11/2005 واللواء الركن مهند العزاوي : المافيا في العراق تستهدف البنية التحتية للمجتمع العراقي. نبذه تاريخية – نشأتها – تنظيمها – قانونها – مافيا اليورانيوم – مافيا العراق. مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والاستراتيجية. المنصور. شبكة البصرة. 6/1/2009 واستراتيجية البرنامج النووي في العراق في إطار سياسات العلم والتكنولوجيا. د. همام عبدالخلق عبدالغفور ود. عبدالحليم ابراهيم الحجاج. مركز دراسات الوحدة العربية. بيروت. 2009. ص 123 وما بعدها)
بعد هذه المقدمة البسيطة سنقوم بدراسة :
الفصل الأول : كميات اليورانيوم التي حصلت عليها إيران.
الفصل الثاني : ما هي الكمية التي لدى إيران من اليورانيوم المخصب؟
الفصل الأول : كميات اليورانيوم التي حصلت عليها إيران.
لقد حصلت إيران على اليورانيوم من عدة مناشئ وبطرق مختلفة. ولذا سنقوم بعرض :
أولا : الكميات من اليورانيوم المشع أو المخصب التي قامت إيران بشرائها.
ثانيا : اليورانيوم الذي حصلت عليه إيران من العراق.
ثالثا : الكميات التي استطاعت إيران الحصول عليا من مناشئ أخرى.
رابعا : الكمية التي قامت بتخصيبها إيران من اليورانيوم الموجود في أراضيها.
أولا : : الكميات من اليورانيوم المشع أو المخصب التي قامت إيران بشرائها.
أ- اليورانيوم التي حصلت عليه مع عقود إنشاء مفاعلات نووية
ب – كميات اليورانيوم التي قامت بشرائها من مناشئ خارجية
1- من المؤكد بأن كافة الدول التي قامت ببناء مفاعلات نووية في إيران منذ زمن الشاه إلى يومنا قامت بتزويد إيران بكميات من اليورانيوم سواء المشع أو المخصب – ضعيف التخصيب أو عالي التخصيب – كما ذكرنا في مقالينا السابقين. ولذا من الصعوبة معرفة الكميات من اليورانيوم التي حصلت عليها إيران من الدول التي تم التعاقد معها لبناء مفاعلات على أراضيها.
ولكننا رغم ذلك نستطيع أن نوضح :
– أن أمريكا، ومنذ توقيع اتفاقية التعاون النووي مع إيران عام 1957، زودت إيران بيورانيوم مخصب للأغراض البحثية، حيث تم تزويد إيران ب 5،5 كغم من اليورانيوم المخصب عام 1967 لتكون وقودا اتشغيل المفاعل البحثي الإيراني. ثم قامت بعد ذلك بتزويدها بشحنة أكبر، تقدر ب 104 كغم من اليورانيوم، ليكون مصدرا للوقود للمفاعل المذكور.
كما قامت الولايات المتحدة في آيار 1976 بتزويد إيران ب 226 كلغ من اليورانيوم المستنفد إلى إيران.
وفي عام 1974 تم الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران على أن تقوم أمريكا بتزويد إيران ب8 مفاعلات نووية مع وقود مخصب
– في تشرين الثاني عام 1974 وقعت إيران عقدا مع ألمانياالغربية على أن تقوم الأخيرة بإنشاء مفاعلين للماء الثقيل في منطقة بوشهر جنوب إيران، طاقة كل منهما 1200 ميغاوات، وفي نفس الوقت وقعت إيران اتفاقية مع فرنسا لإنشاء مفاعلين آخرين في منطقة بندر عباس، طاقة كل منهما 900 ميغاوات.
وبوجب هذين العقدين، فإن ألمانيا وفرنسا التزمتا بتزويد إيران باليورانيوم المخصب اللازم لتشغيل المفاعلات النووية محل التعاقد لمدة عشر سنوات.
– وعلينا أن نشير أخيرا بأن روسيا تعترف بأنها زودت إيران بيورانيوم مخصب، لأنها قدمت ضمانات بأن الوقود النووي المستنفد من المفاعل الإيراني سيعاد إلى روسيا ولن يستخدم في برامج التسلح الإيرانية.
ولكن في الحقيقة فإن إيران سوف لا تعيد هذه الكميات من الوقود، لأنها ترى بأن المطالبة بإعادة هذا الوقود يعتبر مسألة مهينة للكرامة الوطنية. ((معمر فوزي الخليل : حقيقة القدرة الإيرانية على امتلاك السلاح النووي. المسلم.نت.14/7/2003 و إيران.. التاريخ والثورة. المبحث الثامن : أبعاد الأزمة النووية وتطورها 2002- 2009. على الرابط
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/ThawraIran/sec12.doc_cvt.htm
والمبحث السابع : تحولات البرنامج النووي، في ظل الثورة الإيرانية..
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/ThawraIran/sec11.doc_cvt.htm)
ب- كميات اليورانيوم التي قامت بشرائها من مناشئ خارجية.
1- عام 1976 وافقت جنوب أفريقيا على تزويد إيران بما قيمته 700 مليون دولار من الكعكة الصفراء مقابل قيام إيران بتمويل عملية بناء محطة اتخصيب اليورانيوم في جنوب أفريقيا. ورغم أن المصادر الإيرانية الرسمية نفت هذه الصفقة، فإنه طبقا لما ذكرته وزارة الخارجية الأمريكية، فإن مسؤولا من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أكد أن إيران وقعت اتفاقا سريا للحصول على الكعكة الصفراء، والتي تقوم جنوب أفريقيا باستخراجها من ناميبيا التي كانت كانت خاضعة لوصاية جنوب أفريقيا.
كما أشارت تقارير أجهزة الاستخبارات الغربية إلى أن جنوب أفريقيا سلمت إيران كميات كبيرة من اليورانيوم، خلال عامي 1988 و 1989.
– كما حصلت إيران في منتصف السبعينيات من القرن العشرين على نحو 10كلغ من اليورانيوم عالي التخصيب و 25 كلغ من اليورانيوم الطبيعي من الدانمارك، ليكونا وقودا لمفاعل الابحاث.
(إيران التاريخ والثورة..المبحث السادس : البرنامج النووي الإيراني قبل الثورة الإسلامية. المقاتل.كم.
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/ThawraIran/sec10.doc_cvt.htm
والمبحث السابع : تحولات البرنامج النووي.. مشار له)
وأكد مصدر آخر بأن إيران حصلت إيران، التي أكدت مراراً تمسكها بحق امتلاك تقنية نووية لأغراض سلمية، على آلاف الأطنان من الكيك الأصفر من جنوب أفريقيا في منتصف السبعينيات إبان حكم الشاه.. (تقرير: مخزون إيران من اليورانيوم على وشك النفاد.. سي.ن.ن.24/2/09)
2- في عام 1984 أوردت الإذاعة الإيرانية خبرا بأن المباحثات مع النيجر من أجل شراء اليورانيوم على وشك الانتهاء. (امتلاك تكنولوجيا متطورة قضية قومية في إيران. لوموند ديبلوماتيك.. مشار له) فهل قامت إيران بشراء اليورانيوم من النيجر وما هي الكمية؟
3- لقد ذكرنا في مقالنا السابق (قصة المفاعلات.. مشار له)
– في عام 1987 قامت إيران بشراء كمية من اليورانيوم من الارجنتين بقيمة 5.5 مليون دولار. ووفق قناعتنا فبهذا المبلغ، من المؤكد، بأن إيران حصلت على عدة أطنان من اليورانيوم المشع وربما يورانيوم مخصب. لأنه ليس من المعقول أن تبيع الارجنتين يورانيوم خام.
– كما حصلت من الصين عام 2001 على 1000 كغ من غاز هكسافلوريد اليورانيوم، مع 400 كغ من مادة تترافلوريد اليورانيوم فضلا عن 400 كغ من مادة ديوكسيد اليورانيوم من دون ان تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أي 1، 8 طن من العناصر التي تستخدم لاستخلاص عنصر اليورانيوم 235، ولم تعترف إيران بذلك إلا في عام 2003.. (مراحل تطور… مجلس الأمة الكويتي.. مشار له في مقالنا السابق) أي أن إيران لم تعترف بذلك إلا بعد أن اضطرت لذلك، وحسب قناعتنا فإن الصين هي التي صرحت بتلك الصفقة وإلا لما اعترفت إيران بذلك.
4 – بتاريخ 6/6/2003 قدم مدير عام الوكالة محمد البرادعي تقريره الأول عن البرنامج النووي الإيراني (الوثيقة GOV/2003/40) والذي أشار فيه بشراء إيران اليورانيوم الطبيعي عام 1992 دون علم الوكالة. (الدكتور عبد الواحد الجصاني: هل يهدد البرنامج النووي الإيراني الأمن القومي العربي؟ شبكة البصرة 3/7/2006) وللأسف فإن التقرير لم يذكر كمية اليورانيوم المستورد، ووفق قناعتنا من المؤكد فإن الوكالة نفسها تجهل ذلك.
5 – عام 2008 قامت إيران بعقد اتفاق مع فنزويلا متضمنا قيام إيران بتزويد فنزويلا بالتقنية النووية اللازمة لها مقابل يورانيوم فنزويلي، من النوعية الجيدة لتكون كراكاس المصدر الرئيس لليورانيوم الذي تحتاجه طهران بعيدا عن العقوبات الدولية.
ووفق تقرير نشرته " مؤسسة كارنيغي " في كانون الأول من نفس العام، قدر أن فنزويلا تمتلك 50.000 طن من اليورانيوم. وتوقع نفس التقرير بأن تكون فنزويلا بصدد تعدين اليورانيوم لصالح إيران، أي تحويل اليورانيوم الخام إلى يورانيوم مشع. (رياض علم الدين: إيران تسعى لشراء اليورانيوم من فنزويلا. الوطن العربي. 4/11/2009)
6 – ذكرت صحيفة "صاندي تيليغراف" البريطانية يوم الأحد 25/4/2010 أن الحكومة الإيرانية عقدت صفقة سرية مع زيمبابوي لشراء اليورانيوم الخام.
وذكرت الصحيفة أن عقد الصفقة تم الشهر الماضي خلال زيارة ديدموس موتاسا وزير الدولة الزمبابوي لشؤون الرئاسة الى طهران.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحكومة الزمبابوية أن المقصود قيام إيران باستخراج اليورانيوم الخام في الأراضي الزمبابوية مقابل توريد النفط الإيراني.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد زار الأسبوع الماضي زمبابوي حيث التقى مع رئيسها روبرت موغابي الذي أعرب عن تأييده الكامل لإيران، بينما انتقد الرئيس الإيراني "الضغوط الشيطانية" التي تمارسها الدول الغربية على الشعبين الزمبابوي والإيراني.
وأوضح المصدر أن العمل في إعداد الصفقة بدأ في عام 2007، حين زار موغابي طهران بحثا عن النفط، الذي يحتاج اليه اقتصاد بلاده بشكل ملح. ومنذ ذلك الوقت قام خبراء إيرانيون بكافة الأعمال الاستكشافية المطلوبة في زمبابوي. وأضاف المصدر أنه يتوقع بدء استخراج اليورانيوم قريبا.
وتجدر الإشارة الى ان معظم اليورانيوم الذي تملكه إيران جاء من إفريقيا الجنوبية في سبعينات القرن الماضي الا انه بدأ ينفد في الآونة الأخيرة. (إيران تعقد صفقة سرية مع زيمبابوي لشراء اليورانيوم. روسيا اليوم 25/4/10 و طهران تبحث ملفها النووي مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية صحيفة بريطانية: ايران تبرم صفقة سرية مع نظام موغابي حول مناجم اليورانيوم في زيمبابوي لندن ـ 'القدس العربي': 26/4/10.)
ثانيا : اليورانيوم الذي حصلت عليه إيران من العراق.
1- ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين 19/9/2005 إن المعدات والمواد التي يمكن استخدامها لصناعة أسلحة نووية تختفي من العراق دون أن يبدو أن واشنطن أو بغداد تلاحظان ذلك.
وأكدت الوكالة في تقرير رفعته إلى مجلس الامن: إن صور الاقمار الصناعية أظهرت أن مباني بأكملها في العراق تم تفكيكها بعد أن كانت يوما تضم معدات دقيقة يمكن أن تساعد حكومة أو جماعة ارهابية في صناعة قنبلة نووية. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إن المواد والمعدات التي تساعد في صناعة القنابل رفعت أيضاً من أماكن التخزين المفتوحة في العراق واختفت دون أن يظهر لها اثر وفقاً لما توضحه صور الاقمار الصناعية.
وأضاف البرادعي إنه في الوقت الذي عادت فيه بعض المعدات العسكرية التي اختفت من العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في آذار 2003 ومن بينها محركات الصواريخ إلى الظهور في وقت لاحق في باحات الخردة في الشرق الاوسط وأوروبا فان اياً من المعدات المعروفة للوكالة بأنها مفيدة في صناعة القنابل النووية لم تظهر بعد.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قامت بترقيم وفرز هذه المعدات منذ سنوات في إطار مساعيها لإغلاق البرنامج النووي العراقي. ومن بين هذه المعدات أجهزة بالغة الدقة للخراطة وتشكيل المعادن وأجهزة لحام متطورة ومواد مثل الالومنيوم عالي المقاومة. وقام مفتشو الاسلحة الدوليون بمراقبة هذه المواقع حتى رحيلهم عن العراق قبيل الحرب.
وقال دبلوماسيون بمجلس الامن: في غياب أي تفسيرات أميركية أو عراقية تعني صور الأقمار الصناعية أن المعدات تم نقلها إلى مواقع جديدة داخل العراق أو سرقتها. وإذا كانت قد سرقت يمكنها أن تصل في نهاية المطاف إلى أيدي حكومة أو جماعة ارهابية تسعى إلى حيازة أسلحة نووية.
وفي آخر تقاريره قال البرادعي: إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تظل قلقة بشأن التفكيك الواسع النطاق والمنتظم للمواقع النووية السابقة التي كانت تراقبها. (وكالة الطاقة الدولية : المواد والمعدات النووية العراقية تختفي. الاتجاه الآخر. العدد 238 في 24/9/2005. وحنيش الملز: من هو ياترى هذا الحرامي الخطير؟. منتدى البريدة. 5/1/2006)
2- لقد أشارت التحقيقات إلى أن المواد التي نهبت من مقر التويثة تحتوي على كميات كبيرة من المواد المشعة، بحيث لم يبق منها سوى حاويتين اثنتين فقط، من مجموع كبير نحو 400 حاوية، وكان يوجد في النويثة قبل الحرب نحو 2طن من اليورانيوم المنخفض التخصيب، ونحو 94طنا من اليورانيوم الطبيعي، وكميات أقل من مادة السيزيوم عالية الإشعاع وأكثر من 500 طن من اليورانيوم الطبيعي 1.8طن من اليورانيوم المنخفض التخصيب والكوبالت والسترونتيوم العالي الإشعاع وكميات أقل من الكاسيوم، والكاسيوم 137 هو مسحوق عالي الإشعاع يتميز بخطورة خاصة إذا استخدم فيما يطلق عليه "القنبلة القذرة" بحسب الخبير النووي العراقي الدكتور حامد الباهلى.
وأكد الدكتور الباهلى أن ما حصل في التويثة حصل في الكوت، وفي أماكن أخرى، حيث تبين أن 10 مواقع نووية عراقية تعرضت للنهب والسلب وفيما بعد ألقى القبض على بعض الأشخاص على منطقة الحدود العراقية السورية، والعراقية الإيرانية بتهمة السطو على مواد خام نووية في المركز النووي العراقي، وكذلك مواد مشعة أخرى.. وتبين بعد طول التحقيق معهم أنهم باعوا هذه المواد لشخصيات مختلفة تمكنوا من نقلها إلى خارج الأراضي العراقية.
ومن بين المواد المسروقة 195طنا من مادة "اتش أم اكس" التي كانت تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية و141 طنا من مادة " ار دي اكس " وستة أطنان من مادة " بي أي تي ان" التي كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤمن الحماية لمستودعاتها، ووفقا لتقرير الوكالة فقد قدمت عصابات المافيا رشوة كبيرة لمسؤولين محليين ونقلتها إلى إحدى الدول المجاورة. (حنيش الملز : من هو ياترى هذا الحرامي.. مشار له)
طبعا إن مسؤولي الوكالة يعرفون جيدا الجهة ولكنهم، ربما تعلموا على استعمال التقية من حلفائهم، ولذا لا يذكروها.
3 – إن أحد الجواسيس الإيرانيين الذي يعمل لصالح الأمريكان يؤكد بأن إيران قامت بنقل اليورانيوم العراقي المخصب من العراق إلى إيران.(اريك لوران. بوش وإيران.. مشار له.ص 158)
4 – يذكر أحد الكتاب بأن إيران سرقت كل ما كان بحوزة العراق من مواد واجهزة ومختبرات تتعلق بالنشاط النووي بعد ان شكلت خلية استخباراتية متخصصة بمتابعة نشاط العراق في هذا المجال يراسها حسين الشهرستاني الذي استطاع التواصل مع بعض العاملين في تلك المشاريع.
حيث قامت تلك الخلية بالاستحواذ على تلك المواد وتهريبها في اول يوم للاحتلال، وكان من تلك المواد المسروقة يورانيوم مخصب بمختلف الدرجات استطاع العراق الحصول عليه منذ فترة طويلة، وبمجرد ان حصلت ايران على تلك المواد والاجهزة انطلق المشروع النووي الايراني الذي كان متوقفا طوال سنوات سابقة بسبب العجز التقني، " ولا اشك ان بعض العاملين في المفاعل النووي الايراني الحالي هم عراقيون كانوا يعملون في المشروع العراقي وكانوا على علاقة بالشهرستاني وقد قام بتجنيدهم للعمل في المشروع الايراني "، واما بخصوص اجهزة الطرد المركزي واجهزة التخصيب التي ادعت ايران انها انتجتها فذلك كلام فارغ لان بعض تلك الاجهزة سرقت من العراق، من قبل عناصر ايرانية خالصة، وعناصر من فيلق بدر، وعناصر كردية، كلها شاركت في نقل الاجهزة والمواد النووية الى ايران في عملية سرية لم ينتبه اليها الكثير من العراقيين ولا حتى الامريكان.
(عبد الله الفقير : من سيطالب ايران باعادة المواد والاجهزة النووية التي سرقتها من العراق؟؟؟ احد فصول مسرحية العداء الكاذب بين امريكا وايران. www.muslm.net/vb/showthread.php?t=377864)
5– ما هي الكمية الحقيقية لليورانيوم الذي قامت إيران بسرقته من العراق؟
– بقول الدكتور حامد الباهلي عندما يتكلم عن التويثة فقط :، وهو أحد علماء العراق الذي عمل في منظمة الطاقة الذرية العراقية منذ عام 1968، الغرفة موجودة فيها مخزن كبير للنظائر المشعة والمواد المشعة وموجودة هنا فيها حوالي أكثر من 200 برميل من هذه الأوعية التي فيها الكعكة الصفراء وأكاسيد اليورانيوم. ثم يضيف : البرميل يحتوي على حوالي 400 كيلو جرام أو 300 كيلو جرام من اليورانيوم المشع. (العراق ما بعد الحرب. وضع منظمة الطاقة الذرية العراقية بعد الحرب. الجزيرة. 26/4/2003)
ولذا لو فرضنا أن عدد الحاويات 200 حاوية كل منها تحوي 400 كيلوغرام من اليورانيوم المشع فيكون المجموع 80 طنا. هذا من التويثة فقط
– وتشير مصادر أخرى : من السرقات التي حصلت وكان لها دور بارز في الأوضاع السياسية في العراق بعد 9 نيسان 2003 كان سرقة الاف الأطنان من الذخيرة الحربية من معسكرات الجيش العراقي و سرقة مركز للابحاث النووية في التويثة والتي كانت تحتوي على 100 طن من اليورانيوم حيث قامت شاحنات بنقل محتويات هذا المركز إلى جهات مجهولة. (الحروب الثلاثة. موقع قصة الإسلام.12/12/2007. و
. افاق ستراتيجية: ميزان القوى لعمليات حرب الخليج الثالثة 2003. اعداد ـ الصباح. http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=41290)
وهذا الرقم مقارب جدا لما ذكره الباهلي.
– أما ما ذكر في الفقرة (2) أعلاه فيشير إلى أن عدد الحاويات 400 حاوية وليس 200 كما يذكر تفصيلات أخرى وبالأخص ما تم سرقته من 10 مواقع نووية عراقية.
6 – وقبل أن نغلق موضوع المواد المسروقة من المواقع العراقية يجدر بنا أن نشير إلى :
– قيام القوات المتحالفه بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بنقل 1.8 طن من اليورانيوم ومواد مشعة أخرى إلى الولايات المتحدة معلنة أنها قامت بذلك " بعد موافقة " الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحكومة العراقية، وتبين فيما بعد أنها كذبت، واعترف مسؤول في إدارة شؤون الأمن النووي القومي الأميركية، في 7/7/2004 بعدم طلب الحكومة الأميركية موافقة الأمم المتحدة لنقل المواد، وإنما تم مصادرتها؟. (عبد الله الفقير : من سيطالب ايران… مشار له)
– كما أن الولايات المتحدة قد قامت، بشكل سري، بنقل 550 طناً مترياً من اليورانيوم الطبيعي المركز، من بقايا البرنامج النووي العراقي السابق، من العراق إلى كندا. وفي الحقيقة فهو ليس يورانيوم طبيعيا ولكن يورانيوم مشع كما سنرى.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن اكتمال عملية النقل الأمريكية السرية، التي بدأت في أبريل، وانتهت في يونيو الماضي، تخفف عن السلطات الأمريكية والعراقية عبئاً ثقيلاً مخافة وقوع تلك المخزونات النووية في أيدي " عناصر مسلحة أو تهريبها إلى إيران لمساعدتها في تحقيق طموحها النووي "، على حد قول الوكالة.
وتحدث مسؤول أمريكي بارز للوكالة، عن الإطار العام لعملية النقل السرية التي استغرقت قرابة ثلاثة أشهر قائلا: الجميع مغتبط للغاية لإخراج هذا المخزون النووي بأمان من العراق.
وسيكتمل برنامج إزالة المخلفات النووية من العراق، بتنظيف البقايا النووية في مجمع "التويثة" جنوب بغداد، باستخدام طواقم تتضمن خبراء عراقيين تلقوا تدريبات في أوكرانيا.
وقال المصدر الأمريكي: إن الحكومة العراقية باعت 550 طناً مترياً من "الكيك الأصفر" أو "اليورانيا" – مادة تدخل في تخصيب يوارانيوم عالي الجودة – لشركة "كامكي كورب" الكندية لإنتاج اليورانيوم مقابل "عشرات الملايين من الدولارات". (هيئة علماء المسلمين تستنكر سرقة الاحتلال ليورانيوم العراق. مفكرة الإسلام: 10/7/2008)
وأخيرا من حقنا أن نتساءل : لماذا لم تقم وكالة الطاقة الذرية بالحفاظ أو إلزام القوات الغازية، التي اكتفت بحماية وزارة النفط، من منع سرقة هذه المواد الخطرة من العراق؟ وهل يوجد إتفاق أو تواطؤ بين تلك القوات وإيران ليتم السماح لملالي طهران بسرقة الأجهزة والمواد المذكورة لقاء تعاونهم معها باحتلال العراق؟
ومن حقنا أن نقول لماذا لم يتم الاحتفاظ بهذه المواد لإعادة بناء المفاعل النووي العراقي للأغراض المدنية، أي الطبية بصورة خاصة؟ معذرة نسينا بأن العراق بلد عربي ولذا لا يحق له الوصول إلى أو امتلاك أي تقنية متقدمة وفي أي مجال كان.
ثالثا : الكميات التي استطاعت إيران الحصول عليها من مناشئ أخرى.
1- لقد ذكر تقرير سابق للوكالة الدولية معلومات عن اختفاء مواد نووية من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ثم ظهور بعضها في الجمهورية الإسلامية.!
كما سبق ونشرت تقارير دولية عن تزويد روسيا لإيران بمادة اليورانيوم المخصب التي تمثل دعما لبرامج التسلح النووي التي تنفي طهران وجودها، وذكر دبلوماسيون أوربيون وأميركيون أن عددا من المفتشين الدوليين تأكدوا من نقل كميات من مادة اليورانيوم المخصب بدرجة عالية إلى إيران عن طريق روسيا وأوضح هؤلاء الدبلوماسيون أنه من المحتمل أن تكون إيران قد حصلت على هذه المادة النووية عن طريق السوق السوداء وليس دعما من روسيا. (حنيش الملز : من هو ياترى هذا الحرامي.. مشار له)
2- اعلن مفتشوا الوكالة الدولية للطاقة النووية عن عثورهم على اثار مواد اشعاعية في احد المختبرات النووية الايرانية غير معروفة المصدر، رجح الكثيرون ان تكون هذه المواد قد اشترتها ايران من السوق السوداء الاذربيجانية، خصوصا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، بل رجحوا ان تكون ايران قد اشترت واحدا أو أكثر من الرؤوس الأحد عشر النووية التي فقدت من اذربيجان بعد انفصالها عن الاتحاد السوفيتي.
(عبدالله الفقير : من سيطالب… مشار له)
3- اليورانيوم الذي لدى سوريا : لقد ذكرت صحيفة دير شبيغل الألمانية بأن إيران طالبت سوريا بإعادة كمية اليورانيوم التي تسلمتها من طهران قبل قصف الكيان الصهيوني للموقع السوري. (الدكتور عبدالإله الراوي: الاعتداءات الصهيو-أمريكية: لماذا على سوريا وليس على إيران؟ شيكة البصرة.26/11/2008)
وقالت المصادر أن إيران تريد استعادة المواد المشعة لأنها ظلت غير مستخدمة منذ تدمير المفاعل السوري. (دير شبيغل : طهران تطالب دمشق بإعادة كميات اليورانيوم وتحذرها من ضرب العلاقات بتقربها للغرب. وطن.4/11/2009)
وليس باستطاعتنا معرفة لا كمية اليورانيوم المذكور ولا فيما إذا قامت السلطات السورية بإعادته أم لا.
رابعا : الكمية التي قامت بتخصيبها إيران من اليورانيوم الموجود في أراضيها.
1- في كانون الأول (ديسمبر) 1981، أعلن رضا أمرالله رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية : أن كميات ضخمة من خام اليورانيوم قد اكتشفت في عدة مواقع في إيران، أبرزها في يزد وأصفهان وأذربيجان وخراسان وسستان. واكتشفت كميات من اليورانيوم عالي الجودة في منطقة شاغاند في إقليم يزد، حيث قدرت بنحو 5 آلاف طن. (المبحث السابع : تحولات البرنامج النووي… مشار له)
2- عام 1985 أعلنت إذاعة إيرانية عن اكتشاف مناجم يورانيوم في إيران. (لوموند دبلوماتيك.. مشار له)
3- ومما زاد الطين بلة أنه رغم وجود كميات كبيرة من اليورانيوم في الأراضي الإيرانية، إلا أن الرئيس محمد خاتمي أعلن في شهر شباط (فبراير) العام الماضي عن العثور على كميات كبيرة إضافية من اليورانيوم في مواقع جديدة قريبة من مدينة يزد وسط إيران.
وأكد خاتمي وقتها على أن إيران ستستفيد من اليورانيوم في إنتاج الطاقة النووية، وأنها ستقتصر على الاستخدامات المدنية فقط.
ولذا جاء العثور على اليورانيوم الخام ليقول: إن إيران أصبحت قادرة من الناحية النظرية على توفير ما تحتاج إليه من الوقود النووي دون الحاجة إلى روسيا.
كما نقلت وكالة رويترز للأنباء وقتها قول حسين افاريده (رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني): " إن اليورانيوم المستخلص قرب يزد سيعالج في منشآت أصفهان وكاشان، ويمكن أن يصبح في نهاية المطاف الوقود المطلوب لمفاعل بوشهر ".
وفي حال حدوث هذا الأمر، فإنه لن يكون على إيران أن تعيد أي وقود مستنفذ إلى روسيا، أو إلى أي دولة أخرى، وسيكون بالإمكان أن يستخدم فعلياً في القدرات العسكرية. (معمر فوزي الخليل : حقيقة القدرة الإيرانية.. مشار له)
وأكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي في منتصف شباط 2003 : أن إيران تمتلك احتياطيا ضخما من خام اليورانيوم، وإنها بدأت بالفعل في عمليات التعدين في منطقة شاغاند على نحو 200 كلم من مدينة يزد بوسط البلاد. كما أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بدء تنفيذ برنامج طموح للطاقة النووية في إيران، يتضمن معالجة اليورانيوم.. (المبحث الثامن : أبعاد الأزمة النووية.. مشار له)
وهذا الموقع في صحراء ساغند في محافظة يزد الإيرانية يُمنع دخوله دون تصريح رسمي من السلطات الإيرانية. (اليورانيوم الأحوازي لصنع السلاح الذري الإيراني شبكة البصرة. 21 حزيران 2010)
ويستخرج اليورانيوم من هذا الموقع من عمق 350 متراً، ويحتوي على 5000 طن من احتياطات اليورانيوم. (هشام منوّر : مأزق البرنامج النووي الإيراني: الانعكاسات الإقليمية وتداعيات الحرب. ايلاف. 3/2/2010)
4- اليورانيوم الأحوازي لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية.
وتقع على بعد أقل من 100 كيلو متر من مناجم ساغاد في وسط البلاد، مناجم فوسفات بافق التي تعمل فيها شركة فوسفات بافق افسوردي لإستخراج الفوسفات لصالح البرنامج الذري الإيراني.
حيث بيّنت تحريات جهاز الأمن المركزي وجود مشروع ضخم ونادر في إيران وهو تطوير خط سكة حديد بافق (مناجم الفوسفات في قلب الصحراء وقريبة من مناجم اليورانيوم) جنوب شرقي مدينة يزد وصولاً إلى ميناء العباس على الخليج العربي وتجهيز الخط بالقطارات الكهربائية (برقي كردن) لتقليص فترات نقل خامات اليورانيوم لمفاعلات الجنوب (أبو شهر – دور خوين) وتسهيل نقل خامات الفوسفات المستوردة إلى مصنع بافق في قلب صحراء بافق لتعدينه واستعادة اليورانيوم الخام منه.
ومفاعل دور خوين القريب من مدينة دور خوين الواقعة ضمن نطاق منطقة الفلاحية على طريق عبادان – الأحواز، يعمل بالمياه الخفيفة المضغوطة بطاقة معلنة تقدر بـ 360 ميغاواط وتعمل إيران على افتتاحه عام 2012.
والسبب وراء تطوير خط السكك المذكور هو كون مدينة ميناء العباس يتم فيها تعدين اليورانيوم وفيها معمل لهذا الغرض، كما يتم التنقيب عنه في مناجم حديثة في مناطق قريبة من المدينة.
ويقول المصدر إن إيران لجأت إلى مناجم الأحواز السريّة أولاً لوجود نسب يورانيوم أكبر في الطن الواحد، ثم إن نشاطها هناك لا يخضع للمساءلة الدولية مقارنة مع نشاطها في استخراج اليورانيوم من مناجم صحراء ساغند المرصد والمراقب دولياً فأضحت الأحواز وثرواتها من الفوسفات ساحة لنشطات والمشاريع النووية الإيرانية لإنقاذ برنامجها العسكري لتخصيب اليورانيوم بعد قرب نفاذ احتياطاتها من هذه المادة.
ولإخفاء النشاطات الإيرانية (استخلاص اليورانيوم بشكل واسع) قامت إيران سراً بالعمل منذ 2003 على استخراج الفوسفات الأحوازي ولأول مرة بكميات ضخمة من جبال بهبهان (الجبل الأبيض أو ما تسميه إيران سفيد).
وضمن التحريات تبيّن أن الدخول إلى مصنع آغاجاري لتعدين الفوسفات شبه مستحيل لغير موظفين الشركة وهم من عناصر البسيج والحرس الثوري ويتم تأمين المياه اللازمة في عمليات تعدين الفوسفات في مصنع آغاجاري الحديث من مياه أنهر الزيدان والجراحي الأحوازين.
هذا وتنقل خامات اليورانيوم المستخلصة إلى معامل أردكان شمال شرقي مدينة يزد لاستخلاص الكعكة الصفراء ومصانع أخرى في كاشان، أصفهان، وميناء العباس لتنقية اليورانيوم ليتم تحويله لوقود نووي عالي التخصيب من خلال عدة منشئات أهمها في أراك وطهران.
ويوضح المصدر بأن عملية تعدين الفوسفات تتم لغرض إنتاج حمض الفوسفوريك ليتم استخلاص اليورانيوم الخام والفسفور الأبيض منه وأما عن شركة فسفات كارون ونشاطها المعلن بتحويل حمض الفوسفوريك إلى حامض التري فوسفات وبالتالي إلى تري فوسفات الصوديوم لإنتاج منتجات غذائية وزراعية فهو غطاء لخداع المجتمع الدولي فأغلب مسئولي الشركة وهم من الحرس الثوري يعلمون أن لا علاقة لعملهم بما هو معلن وإن عملهم السرّي هو لصالح وكالة الطاقة الذرّية الإيرانية. وأما بالنسبة للفسفور الأبيض فيتم إنتاجه كمنتج ثانوي في عملية استخلاص اليورانيوم. تم تسليمه لمصانع التصنيع العسكري للحرس الثوري للاستخدامات العسكرية ومنها تصنيع وأصناف القنابل الفسفورية الحارقة، والذخيرة كيميائية الفتاكة.
منعت إيران الإعلان عن احتياطاتها الجديدة من الفوسفات، إلى جانب استنزاف الاحتياطيات المحدودة (600- 800 مليون طن) في الأحواز المحتلة ويزد بشكل ضخم مما يدل على وجود حاجة إيرانية ماسة لهذه الكميات من الفوسفات ووجود قرار سياسي للحصول على أكبر كمية ممكنة من اليورانيوم الذي يتم استخلاصه من الفوسفات في معامل في مدينة ميناء العباس واردكان في يزد لإنتاج الكعكة الصفراء (اليورانيوم النقي). هذا بالتزامن مع عملية إنتاج هذا اليورانيوم من مناجم ساغند في يزد وهي كلها أمور لجأت إليها إيران لتقليل أضرار أي حصار أممي قد يمنعها من الحصول على ما تحتاجه من اليورانيوم لعمل برنامجها النووي العسكري. وقفز الإنتاج إيران السنوي المعلن للفوسفات من 170 الف طن عام 2000 إلى 370 الف طن في عام 2003 ويزيد بنسب 20 بالمائة بشكل سنوي منذ ذلك التأريخ.
وقد أقر المدير التنفيذي للشركة فسفات افسوردي بافق علي رضا بهداد بهذه الحقيقة حين قال في 5 يناير 2008 بأن تكلفة إنتاج الفوسفات في إيران أعلى بكثير من تكلفة البيع. حين أعترف بعدم وجود طلب داخلي على الفوسفات مقارنة بالكميات الكبيرة التي يتم تعدينها. فإيران تخسر اقتصاديا من عمليات الاستخراج هذه ولا تحتاجها لصناعات محلية بينما تصر على زيادة الإنتاج علاوة على الاستيراد الضخم من الخارج ولهذا تكفلت مؤسسة بنياد تعاون للحرس بالتكاليف الباهظة للنشاطات السرية هذه. في حين أعلنت شركة فسفات بافق افسوردي في ديسمبر 2009 إن حجم إنتاجها من الفوسفات الخام ارتفع بنسب 20 بالمائة في ثمانية أشهر فقط ليصل الإنتاج السنوي المعلن إلى 315 ألف طن.
من جانب آخر كشف جهاز الأمن المركزي السرّي الخاص التابع للمنظمة الأحوازية بعد تحريات طويلة استطاع الجهاز اكتشاف مقر سرّي من مقرات وكالة الطاقة الذرية الإيرانية في الأحواز المحتلة. المقر يقع في الأحواز العاصمة في مستوطنة شركة الغاز (نيو سايد) وهي منطقة محمية بشكل جيد جداً من قبل الحرس الثوري تقع على طريق ميدان الخلفاء (الأسود الأربعة) و طريق مستوطنة الكيان الفارسي (كيان بارس). المقر تابع لمجمع مدارس شركة الغاز النموذجية (نمونة)، في قاعات للاجتماعات الثقافية تابعة لوزارة التربية والتعليم للمنطقة الثانية (ناحية دو) للأحواز العاصمة. تم استئجار القاعة لصالح الحرس ثم فصلها كليا من المبنى المنفصل لتصبح بناية خلفية للمجمع الدراسي. تتم التجارب في قاعة خاصة مجهزة في البناية، يعمل فيها عدد من مهندسين وفنيين الوكالة، ولساعات طويلة بشكل يومي وبحماية الحرس وقد بدأ عملهم بداية العام الإيراني الجاري (مارس) 2010.
وفي عملية اختراق معقدة لجهاز الأمن المركزي لحماية المبنى رافقتها مراقبة طويلة، أتضح إن المبنى البعيد عن أعين المجتمع الدولي يعرف لدى وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بك (آزمایش?اه جداسازي ایزوتو?)، ويطلق عليه رمزياً بمبنى (هشتاد) أي 80، وهو موقع يعمل ضمن عشرات المواقع لدعم البرنامج النووي. وهو عبارة عن مختبر كيماوي سّري يقوم بإجراء الكثير من التحاليل لعمليات الاسترداد وفصل وتحديد نسب النظائر الذرية. قامت شركة جهان شیمی بتجهيز الموقع بالأجهزة المختبرية الألمانية، في حين وفر الحرس الثوري بعض الأدوات الأخرى عبر التصنيع المحلي. (اليورانيوم الأحوازي لصنع السلاح الذري الإيراني… مشار له)
وهذا المقال يستحق القراءة لما يتضمنه من تفصيلات كثيرة.
5- قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي اكبر صالحي أمس الأربعاء أن الأولوية لدى منظمته هي اكتشاف واستخراج اليورانيوم داخل ا