يصادف اليوم الخميس السادس عشر من شهر الفاتح، الذكرى (79) التاسعة والسبعين لاستشهاد أحد رموز المقاومة الشعبية في الكفاح ضد الاستعمار والإرهاب بطل المقاومة الوطنية الليبية شيخ الشهداء “عمر المختار” الذي وهب حياته فداء للوطن والحرية، ففي مثل هذا اليوم عام 1931 قام الإستعمار الإيطالي بإعدامه شنقا، والتي شبهها القائد قائلاً (إن عملية إعدام “عمر المختار” مثل صلب المسيح بالنسبة للمسيحيين، يحملون الصليب لكي يذكروا العالم بما يعتقدون أنه المصير الذي تعرض له المسيح عليه السلام)، وذلك بعد أن سجل بكل فخر واعتزاز ملاحم خالدة من أجل تخليص التراب الليبي من المستعمرين.
وظلت ثورة الفاتح العظيم وقائدها معمر القذافي متمسكاً وبقوة بحق مطالبة إيطاليا بالاعتذار والتعويض عن الحقبة الاستعمارية الإيطالية لليبيا، حتى تحقق ذلك في 30/8/2008، في انتصار تاريخي غير مسبوق باعتذار إيطاليا العلني والرسمي للشعب الليبي أمام العالم، وتعويضها له عن حقبة الإستعمار الإيطالي، وعلى مرأى ومسمع العالم وفي غمرة الاحتفالات الشعبية الكبرى بالعيد التاسع والثلاثين لثورة الفاتح العظيم، قدم رئيس الوزراء الإيطالي “سيلفيو برلسكوني“ أمام الأخ القائد بمدينة البيان الأول بنغازي، اعتذار إيطاليا العلني للشعب الليبي وأسفها وألمها الكبير عن حقبة استعمارها لليبيا.
إن إحياء مثل هذه الذكرى هو تذكير للإنسانية بتاريخها المليء بالبطولات والتضحيات التي قدمتها دفاعا عن حريتها وكرامتها ؛ وذلك من خلال المقاومة الشعبية الباسلة التي خاضتها من أجل تحطيم قيود العسف والاستغلال، وأن تفتح بذلك أمامها طريق خلاصها وانتصارها لشهدائها للعيش بسلام فوق الأرض وتحت الشمس في عالم يسوده الأمن والسلام، وفي سبيل استرداد حقها المغتصب من الدول الاستعمارية ومطالبتها بالاعتذار والتعويض عن تلك الحقبة حتى لا يتكرر الاستعمار مرة أخرى تدشينا لعهد جديد.
إن ما يمر به العالم اليوم من ممارسات يقوم بها الإستعمار الجديد من محاولة جديدة لتخريط العالم بخارطة استعمارية جديدة تستهدف الوجود الإنساني وموروثه الثقافي والحضاري وعقائده الدينية، ومن استهداف للحركة الشعبية العالمية التي شكَلت تطوراً ملحوظاً في آليات مواجهتها للاستعمار والإرهاب في مختلف صوره، ومن ازدواجية في المعايير إلى حروب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وما ترتب عليه من تهديد للسلم والأمن الدوليين، يوجب علينا أن نقف معاً في وجه هذا المخطط الاستعماري وذلك بتشكيل جبهة شعبية عالمية واحدة تعمل على أن تعيش الجماهير بحرية وسعادة، وأن تبني حاضرها ومستقبلها بإرادتها الحرة على أساس من التعاون مبني على قاعدة التكافؤ والمساواة، وأن يتم التخلص من أسلحة الدمار الشامل بكل أنواعها، وأن تستلم الجماهير الشعبية سلطتها حتى تتمكن من الوقوف وبجهد جماعي لمقاومة الاستعمار والإرهاب الجديد.
ولنجعل شعارنا الدائم وكما قال أسد الصحراء عمر المختار هو :
"نحن لا نستسلم أبدا، ننتصر أو نموت"
اللجنة الثورية لمقاومة الإستعمار والإرهاب