بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لاشك أن التصريح الصحفي الذي أدلى به الأستاذ طارق عزيز من داخل معتقله إلى مراسل صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم 2/8/2010، قد أثار الكثير من ردود الأفعال داخل العراق وخارجه:
1. لجرأته ولكون أظهر طارق عزيز كما هو، مبدئياً متماسكاً وفياً لقيادته فاضحاً لأعداءه وأعداء العراق.
2. لكونه أكد مسؤولية الولايات المتحدة كدولة معتدية أن تزيل آثار العدوان وتصحح الأوضاع ولا تتركها للذئاب، وأن أوباما نافق حين وعد منتخبيه بتصحيح أخطاء سلفه ولكنه أخلف الوعد فهو منافق حين يترك العراق للذئاب.
3. أوضح بجلاء أن الخطر الإيراني هو العدو الاكبر للعراق مع عدم إغفال جريمة الغزو، فالأحتلال الامريكي هو المسؤول أيضا عن الاحتلال الآخر وبالتالي تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية إزالة الإحتلالين وتصحيح الأوضاع.
ومن المؤسف أن أطرافا إعلامية وأقلاماً مشبوهة عديدة شوهت أو حاولت تشويه وتحريف تصريحات الأستاذ طارق عزيز، وبالأخص موقفه من سحب أمريكا لقطعاتها من العراق قبل أن تقوم بتصحيح الأوضاع العراقية وتعوض العراقيين عما ألحقته بالعراق من دمار وتخريب، فقد تم تصوير الأمر من قبل بعض الأقلام المشبوهة على أنه (توسل) من قبل طارق عزيز بالرئيس أوباما أن لا يسحب قواته من العراق.. وهذا فيه تجني واضح على الحقيقة يُدركها من يقرأ النص الانكليزي الأصلي من الحوار كما نشرته الغرديان والذي ليس فيه ذرة توسل ولا رجاء من طارق عزيز الى اوباما أو الإدارة الأميركية.
كثير من وسائل الاعلام والأقلام المأجورة زمرت وطبلت الى ان طارق عزيز يتوسل ببقاء الامريكان في العراق وان لا يتركوا العراق للذئاب!!
ولكن قراءة النص الانكليزي كالآتي حرفيا:
"We are all victims of America and Britain، " he told the Guardian from his prison cell in Baghdad. "They killed our country in many ways. When you make a mistake you need to correct a mistake، not leave Iraq to its death. " "For 30 years Saddam built Iraq and now it is destroyed. There are more sick than before، more hungry. The people don't have services. People are being killed every day in the tens، if not hundreds. "I was encouraged when [Obama] was elected president، because I thought he was going to correct some of the mistakes of Bush. But Obama is a hypocrite. He is leaving Iraq to the wolves. "
ومعناه:
((كلنا ضحايا للامريكان والبريطانيين، لقد دمروا بلدنا بعدة وسائل، وعندما يرتكب شخص ما خطأ فعليه أن يصحح الخطأ لا أن يترك العراق ليموت)) ((لقد بنى صدام العراق على مدى ثلاثين عاما، والآن تم تدمير كل شئ في العراق، فهناك اليوم مرضى أكثر من السابق، وجائعون أكثر من السابق، والناس يعيشون بدون خدمات. والناس يُقتلون كل يوم بالعشرات، إن لم يكن بالمئات)). ((لقد تحمست/ تفاءلت حينما تم انتخاب أوباما رئيسا، لأنني إعتقدت أنه سوف يصحح بعض ذنوب/ أخطاء سلفه بوش، ولكن يبدو أن أوباما منافق، فهو يترك العراق للذئاب)).
بمعنى آخر يمكن أن نفهم حقيقة أقوال الأستاذ طارق عزيز كالتالي:
أن أوباما حين كان مرشحا للرئاسة وعد منتخبيه بتصحيح أخطاء سلفه، ولكنه وعد وأخلف، وهذه هي صفات المنافق، فهو – أي أوباما – يهرب من العراق دون أن يصحح أخطاء سلفه المجرم بوش بتصحيح أوضاع العراق والعراقيين واعادة العراق الى ما كان عليه.. فالاحتلال يتحمل وزر كل ما حصل في العراق.. ذلك ما كان يقصده طارق عزيز من كلامه وليس هناك أي توسل أو تشبث ببقاء قوات الغزو الامريكي في العراق..