في الذكرى الحادية والعشرين لمناسبة رحيله، تنهال الذكريات عن القائد المؤسس لحزب البعث العربي ألأشتراكي رحمه ألله، ومن بين أهم ما أذكره عنه، قوله لي، ذات ليلة في بغداد : في العام 1974 ما يلي:
في العام 1937، قرأت كتاباً للآستاذ الدكتور محمد حسين هيكل بعنوان" محمد"، فكان البعث. ذلك أن ألأستاذ رحمه ألله، كان في تلك المرحلة يبحث عن شيءٍ جديد، يسد به الفراغ ألذي كان يسود الحياة العربية في ظل ألأوضاع ألتي كانت سائدة حينذاك في سورية. كان هناك الشيوعيون، وأفكارهم غريبة عن الجو العربي، وكان هناك القوميون السوريون وأفكارهم مستوحاة من النازية والفاشية. وكان هناك ألأخوان المسلمون وهم يعيشون في الماضي دون أن يستوعبوا الحاضر، وكان هناك الكتلة الوطنية التي يعشش قيها الفساد. وكانت هناك عصبة العمل القومي الخالية من المضامين ألأجتماعية. فكان عليه أن يأتي بجديد. فلم يجد إلاَ إستلهام الرسالة ألآسلامية، في روحها وجوهرها، وليس في شكلها.
لقد كان ألقائد المؤسس رحمه ألله، من أكثر الناس إعجاباً بشخص الرسول الكربم، وأكثرهم حباً له. وعليه فالبعث ليس نقيضاً للأسلام، بل هو مجددٌ له، باستلهام روحه، ومعانيه السامية وثورته القومية القابلة للتجدد دوماً.