استرعى انتباهي، وأنا أتصفح إحدى المطويات الصادرة عن الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية عدة أمور وهي بقدر كونها معلومات غريبة وكبيرة كأرقام، فإنها مخيفة وجديرة بإعادة النظر في معانيها وفوائدها على المواطن (المستهلك) للماء، للكهرباء، للقرطاسية وغيرها.
وتعال معي أيها القارئ نستعرض بشكل سريع بعض ما جاء فيها من أفكار ونصائح وأرقام، أولا: البحرين تنتج يوميا 700 طن من النفايات.. ثانيا: أن طنا من الورق يقتضي قطع 17 شجرة من جذورها.. أي الحكم عليها بالإعدام!
ثالثا: إن إعادة تدوير كأس زجاجي واحد يحفظ من الطاقة ما يكفي لإنارة مصباح كهربائي بقوة 15 وات لمدة 24 ساعة.. رابعا: النفايات الإلكترونية تحتوي على 1000 مادة مختلفة، ويحتوي الكثير منها على مواد سامة. خامسا: الاستحمام بالدش يوفر نصف الماء عن الاستحمام بالبانيو.
سادسا: إن إطفاء جهاز التلفزيون بالكامل أفضل من غلقه لكون ذلك يوفر ربع الكهرباء المستخدمة.. سابعا: على المواطن شراء الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة والصديقة للبيئة.. ثامنا: استخدام المواطن لسيارات النقل العام في بعض المشاوير يسهم كثيرا في حماية البيئة.. وتستمر المطوية في تقديم المزيد من النصائح، فتقول، في النقطة التاسعة استخدام كيس نايلون واحد خلال عملية التسوق.. وفي النقطة العاشرة تنصح بشراء المبيدات الحشرية الأقل ضررا.
وسأكتفي بهذه المعلومات والنصائح العشر، وتعليقي عليها انها معلومات يجب على كل مواطن معرفتها، والوعي والعمل بها لننتقل بوطننا من جانب إهمال قضايا البيئة الى جانب الاهتمام بالبيئة، ومن جانب عدم معرفة الكلفة المادية لما نستهلكه من مواد يدخل في تركيبها الزجاج والنايلون والقرطاس الى جانب معرفة الكلفة المادية لهذه المواد وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية على المواطن والأسرة والمجتمع.
تصوروا أن البحرين تنتج 700 طن من النفايات في اليوم، فلو عرف المواطن هذه المأساة ووضعها نصب عينيه، فمن المؤكد المؤكد أنه سيتفاعل مع تقليل هذا الرقم. فالرقم كبير مخيف، ولو ضربنا هذا الرقم في 30 يوما أي النفايات في شهر واحد لتجمع لدينا 21 ألف طن في الشهر، ولو ضربنا هذا الرقم في 12، لنتج 252 ألف طن في السنة أي ما يزيد على ربع مليون طن في السنة.. فأين يذهب هذا الكم الهائل من النفايات؟ هل يحرق؟ أم يرمى في البر؟ أم يلقى في البحر؟
فإذا أحرق، فإن حرقه يحتاج الى كيروسين وكهرباء (طاقة مكلفة)، وشاحنات تنقله، وعمال يعملون ساعات وراء ساعات.. واذا رميناه في البر، حجز مساحة من الأرض في بلد محدود المساحة، ويسبب كلفة مادية لعدم استخدام هذه المساحة لشغل مصنع.
وإذا ألقيت النفايات في البحر فإنه ينتج عنها تلوث بل تدمير للشواطئ والبيئة، هذا عدا الروائح المقيتة، وهروب الأسماك وغيرها، وعدم صلاحية هذا الشاطئ لينعم به المواطنون ويقضوا فيه وقتا مع عائلاتهم.. هذه مشكلة حقيقية تسلب الناس حريتهم في التنقل والتمتع بمناظر الطبيعة التي وهبها الله لنا بالمجان، بينما نحن نقوم بتدميرها! ياجماعة الخير.. انها معلومات مخيفة!