في البداية لا بد من التذكير أن الخيارات القومية لحزب البعث جعلته محل اهتمام كل الأعداء في جميع أنحاء العالم ومن جهة أخرى أصبح بفضلها محل اعتزاز و تقدير من جانب المواطن العربي ، فسقوط نظام البعث في العراق كان بمثابة الكارثة لدى الجماهير العربية لكن في المقابل عودة البعث و انتصاره يبقى التحدى الكبير الذي ينتظره أبناء الأمة بفارغ الصبر لأن في انتصار البعث رد الاعتبار لكرامة المواطن العربي و هو كذلك انتصار للتوجه القومي العربي الذي يؤسس لضمان مستقبل الأمة و يمهد لتحررها و وحدتها. لهذا السبب فإن كل إساءة للبعث تلقى الاستياء من قبل المواطن العربي الذي اكتشف الرابط الوثيق بين انتصار العراق و نهضة الأمة. و بالتالي يحق لكل عربي أن يبدي رأيه حول الهجمة الشرسة التي يتعرض لها البعث المقاوم في العراق.
أسئلة لاستكشاف أغوار خلفيات الهجمة على البعث
استبشرنا خيرا في الأشهر الماضية بالأخبار الواردة من العراق و المؤكدة لتنامي التنسيق بين فصائل المقاومة و الذي يؤشر إلى وجود أجواء ملائمة لوحدة حقيقية بين هذه الفصائل. و بقينا ننتظر خبر الإعلان عن تشكيل قيادة موحدة للمقاومة خاصة بعد أن دعا إلى ذلك المجاهد عزت ابراهيم الدوري قائد جبهة الجهاد و التحرير و الخلاص الوطني ، لكن ما ورد علينا هذه الأيام جاء عكس ما كنا ننتظر. فقد شوّشت حملة الشحن المتنامي ضد حزب البعث أجواء التفاهم بين فصائل المقاومة وبلغت حدا مثيرا للقلق و خاصة حين يصدر عن شخصيات تعتبر نفسها وطنية لتلتحق بحملة اجتثاث البعث التي تشنها منذ سنوات قوات الاحتلال الأمريكية و الإيرانية . كان بإمكاننا أن نغض النظر عن هذه الحملة لو لم تأخذ حدتها وتيرة تصاعدية ، بل المثير للاستغراب هو أن الاتهامات الموجهة ضد البعث لا تنسجم مع حدة هذه الحملة إذ أن محور المؤاخذات على البعث حسب هؤلاء هو" نسب نفسه للمقاومة و الادعاء بأنه الأكثر فاعلية في ميدان المواجهة في حين أنه فعليا لا وزن له على الساحة الجهادية …" و هذا ما يدعو إلى الاستغراب و يثير عديد التساؤلات أهمها: إذا كان حزب البعث لا وزن له فلماذا كل هذه الهستيريا ، لماذا كل هذا التشنج تجاه طرف غير موجود ؟ كيف يعقل أن لا تترفع هذه الشخصيات التي تقول أنها داعمة للمقاومة على تصريحات البعثيين خاصة و أنها مجرد ادعاءات؟ أليست الحملة تعني أن البعث طرف من الوزن الثقيل لا يمكن تحييده بمجرد السكوت عنه؟ ثم ألم تجند قوات الاحتلال الأمريكي و الإيراني جيشا من العسكريين و رجال الشرطة و المخبرين و رجال المخابرات و الصحفيين و المحللين "الاستراتيجيين" لتشن حملة سمتها حملة "اجتثاث البعث"، هل جند كل هذا الجهاز الاستعماري لمحاربة أشباح؟ هل أصبح العدو يعترف بحجم البعث أكثر مما يعترف به ما يسمون أنفسهم أصدقاء المقاومة ؟ ألم تبلغ لمسمع هؤلاء "الأصدقاء" فتوى السيستاني- الذي لا يتكلم إلا نادرا- حول تحريم ترويج و تداول تفاصيل الفضيحة الأخلاقية التي ارتكبها مساعده و ذلك خوفا من استغلالها من طرف البعثيين ؟ هل إن السيستاني الذي لا يتكلم إلا عند الجدّ مرعوب من أشباح لا وزن لها على الساحة الشعبية؟ !!!
كل أسئلتنا هذه تجرنا إلى سؤال لكن من زاوية أخرى . فرضا لو أن البعث ليس فصيلا كبيرا و لا يقود المقاومة مثلما تدعى هذه الأطراف ، أيعدّ ذلك مبررا لشن حملة ضده ؟ ألم يكن من الأجدر الاستفادة من الحجم الصغير الذي يملكه على أرض الواقع و غض الطرف على أقوال البعثيين الذين يريدون تضخيم أنفسهم حسب زعم هؤلاء ؟ أليست المقاومة بحاجة لكل جهد مقاوم مهما صغر حجمه ، ألا يستدعي استكمال مهمة التحرير المزيد من التسامح بين الجبهات الوطنية المناهضة للاحتلال و نشر روح المحبة و التآلف بين أطرافها حتى تتوفر الظروف المعنوية و النفسية الملائمة للدخول في عملية توحيد فعلي للفصائل الجهادية ؟
لماذا في الوقت الذي يحتم على الجميع الاقتراب من بعضهم البعض و التغاضي عن الخلافات الثانوية ، تنهض أصوات شاهرة السيف على البعث تحديدا .
إن من يروج لمثل هذه الادعاءات هو شيطان التفرقة دسته مخابرات العدو داخل صفوف المقاومة لتأخير ساعة الحسم.
للتأكد من طبيعة هذه " الشخصيات الوطنية " نطرح السؤال التالي: هل يمكن اعتبار التهم الموجهة ضد البعث من النوع الذي يوجه عادة من صديق لصديقه ؟ بعبارة أخرى هل يمكن إدراج الاتهامات ضد البعث في خانة ما نسميه بالنقد و النقد الذاتي الذي يحكم العلاقة بين الأطراف الوطنية المكونة للجبهة الوطنية المتحدة المناهضة للاحتلال ؟
السؤال الأخير و هو السؤال المحوري ألا تعتبر الأطراف التي شاركت في الحملة المعادية للبعث سواء كانت وطنية أو لا وطنية أن البعث عدو يجب استبعاده و التخلص منه ؟. وهذا هو بيت القصيد الجديد. القضية تندرج في إطار تجنيد قوات الاحتلال الأمريكي الإيراني لقوى أو شخصيات "وطنية " من أجل إنجاز الصفحة الثانية من اجتثاث البعث و التي تهدف إلى اجتثاث الصورة المضيئة للبعث من أذهان العراقيين و كل العرب.
ملامح الصفحة الثانية من اجتثاث البعث
لقد استطاع العدو اختراق صفوف بعض القوى الوطنية و لحن أغنية " ترتيبات ما بعد التحرير" مستغلا الأوتار الطائفية و المذهبية و الفئوية لإشعال نار الفتنة بين فصائل المقاومة . و بذلك توصل هذا العدو إلى تغيير الأولويات لدى البعض . فعوض أن يبقى الهدف الرئيسي تحرير العراق تصبح من أولويات هذه القوى" ترتيبات ما بعد التحرير" . بطبيعة الحال كل هدف له آلياته ، فإذا كان تحرير العراق يستدعي لحمة القوى الوطنية و وحدتها فإن "ترتيبات ما بعد التحرير" تقتضي شحن الأجواء و إثارة النعرات الطائفية و الفئوية و بالتالي تصفية الأطراف المنافسة لبعضها البعض. فعندها لم يعد الولاء للوطن بل يصبح الولاء للطائفة و للمذهب أو للحزب و النتيجة هي أنه عوضا أن تساعد هذه القوى المناهضة للاحتلال البعث على استعادة قوته و تعزيز جماهيريته الراسخة التي بناها طيلة 35 سنة و التي يحتاج لها العراق لاستكمال مرحلة التحرير ، تقوم هذه القوى بتعميق جراحه التي أثخنت جسمه جراء حملات الاجتثاث التي مارستها و لازالت تمارسها قوات الاحتلال الأمريكي الإيراني.
لقد استغلت هذه "الشخصيات الوطنية " المعادية للبعث أبواق الدعاية التي وفرتها لها قوات الاحتلال الأمريكي الإيراني لإضفاء بعد شعبي على حملة تقزيم البعث. فبـ"روح ديمقراطية" فتحت بعض الشبكات على الانترنيت صفحاتها لتمكين المشاركين من ابداء رأيهم بالإجابة على سؤال هل إن حزب البعث له وزن في الساحة العراقية أم لا و قد عمدت هذه الشبكة على جعل مقال يقزم البعث كأرضية للنقاش.
البعث بقي عصيا لأنه امتداد لفترة ما قبل الاحتلال
إن نطق كلمة بعث في هذه الأيام يعدّ انتصارا كبيرا لحزب البعث يجب تهنئة كل كوادره عليه. لأنه دليل ساطع عن فشل أعتى حملة تعرض لها حزب سياسي مناهض للاحتلال في تاريخ كل حركات التحرر الوطنية . فعندما انطلقت حملة اجتثاث البعث كان الاعتقاد أن بضعة أشهر كافية لمحو اسمه من أفواه و قلوب الناس و ذلك اعتبارا لحجم القوى و الآليات التي تم تجنيدها لإنجاز تلك المهمة. فما الذي حصل ؟ العكس تماما ، إذ بقي البعث صامدا بل أصبح رمزا للجمع بين الصمود الأسطوري من أجل البقاء من جهة و التمسك بثوابت المقاومة من جهة ثانية . و بقي البعث نتيجة لذلك راسخا في عقول و قلوب العراقيين و العرب . و يزداد وزن البعث حين تقترن قيمته الثابتة كقوة مناهضة للاحتلال بإنجازاته في فترة ما قبل الاحتلال. و هذا الموضوع هو كذلك أحد محاور تقزيم البعث. فقد عمدت العديد من "الشخصيات الوطنية" إلى التهجم على أي موقف يربط وزن البعث الحالي بإنجازاته في الفترة التي كان يعدّ فيها مستلزمات المواجهة التاريخية ضد عدو الأمة و الانسانية. فباسم نسيان الماضي و التركيز على الحاضر تسعى هذه الشخصيات إلى إعدام المكاسب البعثية التي جعلت منه قائدا لحركة التحرر العربية . أيعقل أن نفصل لبنات معركة الأمة ضد أعدائها بعضها عن بعض؟ نفس هؤلاء المحللين الذين يرفضون الحديث عن الماضي القريب يستشهدون بتاريخ حركة تحرر غير عربية حتى لا ترتبط الحلقات ببعضها و حتى يتم التهرب من انجازات ساحة الميدان العربية التي رسخت أعظم الدروس في مواجهة المحتلين طيلة عشرات السنين. أيعقل أن نتحدث عن حرب تحرير العراق دون الحديث عن صفحات البطولة التي دوّنها بحروف من ذهب الشعب العراقي العظيم بقيادة نظام صدام حسن الوطني في فترة ما قبل الاحتلال ؟ أيعقل أن نتحدث عن هذه المواجهة التاريخية دون ربطها بتجارب الثورة الفلسطينية و الثورة الجزائرية و التجربة الناصرية؟
إننا جزء من هذه الأمة و العراق جزء من تاريخ جهادي صنعته تضحيات الملايين من أبناء أمتنا في مواجهات مع الأعداء قادها أبطال عرب أمثال صلاح الدين و عمر المختار و عبد القادر الجزائري و عبد الناصر و غيرهم .
الهجوم على البعث هو هجوم على القومية العربية
إن سر الهجوم على البعث هو كونه يختزل العديد من الصفات التي تتعارض بشكل كلي مع مصالح النظام الامبريالي العالمي و الحركة الصهيونية العالمية و القوى الاقليمية التي لها مشروع قومي يتحين الفرصة للانقضاض على وطننا . إن كل أنظار هذه القوى متجهة إلى البعث . فالبعث يعني التمسك بثوابت تحرير العراق و نهضة الأمة ، يعني خيار المقاومة المسلحة يعني تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. و باختصار شديد البعث يعني القومية العربية بكل مكوناتها و مبادئها و تجاربها.
الهجوم على البعث هو هجوم على القومية لأن القومية تعني توحيد الوطن و تعني ثروة العرب للعرب و تعني الاعتماد على الذات وتعني منع القوى الاستعمارية أو القوى الاقليمية من حشر أنوفهم في المصالح العربية ، هي تعني كل هذه الشعارات التي رفعها و طبقها صدام حسين. فبتطبيق هذه الشعارات تصبح القوى الاستعمارية و الاقليمية غير قادرة على التجرؤ للاقتراب من حدود الوطن العربي.
البعث اليوم يلخص أكبر و أعظم تجربة خاضها العرب ضد المحتلين طوال عشرات السنين. بل أكثر من ذلك يعتبر البعث تطويرا لكل هذه التجارب.
تجربة البعث هي تطوير لتجارب حركة التحرر العربية
صدام حسين ليس فردا عاديا ، فإضافة إلى كونه القائد االمتمسك بعروبة الأمة و الثابت على المبادئ و الحريص على تحرير الأمة و توحيدها فإنه صاحب نظرة استراتيجية ثاقبة و يمتلك حسا سياسيا استثنائيا منحه القدرة على تفكيك شفرة كل مخططات الأعداء و يمتلك عمق الرؤية و شموليتها مما مكنه من رسم الخطة الاستراتيجية للمواجهة التاريخية مع الأعداء و تحديد كل أدواتها و مستلزماتها. لقد كانت تقديرات صدام حسين لحجم الهجمة صائبة فلم تغب عن تفكيره حقيقة العدو الأمريكي الصهيوني و ما يضمره من شر للعراق و الأمة كما لم يتسرب لذهنه أي وهم عن ترصد القوى الاقليمية لأية عثرة للانقضاض على ثروات الأمة و مقدراتها. لذلك أعد العدة ليس لخوض معركة قصيرة المدى بل أعدّ كل مستلزمات الحرب المتعددة الجولات ضد عدو متعدد الأطراف. و لم يستمد صدام ملامح خطته التي مزجت بين الحرب النظامية و الحرب الشعبية من خياله الخاص بل هي جمع بين التجربة و الابداع .لقد استفاد صدام من دروس الثورة الفلسطينية و الجزائرية ومن تجربة عبد الناصر ثم ركز على نقائصها ليضمن الارتقاء بنتائج هذه المواجهة إلى الأهداف الاستراتيجية التي رسمها رموز الفكر القومي العربي. الإضافة الأساسية التي طبعت المواجهة التاريخية في بلاد الرافدين هي الاعتماد على الذات و عدم الاعتماد على أي طرف خارجي مهما كان حجمه و في أي مرحلة من مراحل المواجهة مع العدو. لقد قال الرئيس الشهيد بأن البعث و الدولة العراقية الوطنية بمساهمة جهود الشعب العراقي العظيم وفروا من السلاح و الأموال ما يكفي لعشرين سنة من المواجهات.كما قال في رسالته للشعب العراقي بتاريخ 28/04/2003 "أقول لكم أن كل الدول المحيطة بالعراق ضد مقاومتكم".هذه هي الحقيقة التي أعد لها صدام حسين جيدا فقد وفر النظام الوطني في عهد صدام حسين زادا بشريا مدربا في المجال العسكري و المخابراتي و السياسي ما يجعله قادرا على التحكم في سفينة المواجهة لضمان إرسائها على شاطئ التحرير كما أعد جيلا عقائديا لا يساوم بالوطن مهما غلت التضحيات. بكل هذا المخزون الاستثنائي و في ظل حصار مطبق دخل البعث و رئيسه الشهيد أعتى مقاومة شعبية في التاريخ الحديث و بهذا الزاد استطاع حزب البعث أن يحافظ على موقفه المبدئي المناهض للاحتلال طيلة سبع سنوات دون أي عثرة أو زلة و تمكن من التحرر من كل الظغوط المهولة التي مورست عليه سواء من خلال حملة اجتثاث البعث التي استهدفته دون غيره أو من خلال حملات الشيطنة التي استهدفت رموز البعث و مبادئه و قيمه.
تزداد جماهيرية البعث و قوته كلما سلك طريق المقاومة
هل يعقل أن يكون هذا البعث الذي أعد كل مستلزمات المواجهة مع أعداء الأمة مختلفا نوعيا عن البعث الذي يخوض سفر المواجهة الشعبية المسلحة ضد الاحتلال؟ بطبيعة الحال ليس هناك اختلافا نوعيا و حتى إن وجد فالتميز لبعث ما بعد الاحتلال لأنه تخلص من أدران الانتهازيين الذين لا تتماشى طبيعتهم المصلحية مع تضحيات المواجهة . مسيرة البعث بعد الاحتلال سطرها عشرات الآلاف من الشهداء و على رأسهم الشهيد صدام حسين و غيرهم من قادة البعث وعشرات الآلاف من الأسرى و المسجونين الذين رفضوا شتى أنواع الترغيب و الترهيب لتركيعهم ولا يزال يسطرها إلى اليوم آلاف من رجال المقاومة الذين بلغ تحديهم حد تصوير عملياتهم الفدائية ضد قوات الاحتلال بصورة آنية و مستمرة تعكس تنامي عملهم الجهادي. إن من يسلك طريق المقاومة و يرفض المساومة و يقدم الشهداء ويتبنى المبادئ القومية و الوطنية و ينبذ الطائفية و المذهبية تزيد جماهيريته و لا تتقلص لأن كل فرد في المجتمع العراقي بل العربي مهما كانت انتماءاته الطائفية أو الجغرافية أو المذهبية سيجد مطامحه مدوّنة في برنامج البعث و أحلامه متحققة في مشروعه التحرري و النهضوي.
و في الأخيرنقول كان من المفروض أن يتفطن أولائك الذين يشككون في وزن البعث و دوره القيادي أنهم سيحاصرون بكثرة البراهين المؤكدة لزيف ادعاءاتهم و من بينها تلك القاعدة العامة التي تقول بأن من يضعف في الميدان تضعف مواقفه السياسية و تنحرف نحو الاستسلام مثلما حصل لمنظمة التحرير الفلسطينية حين أعلنت سنة 1988 قيام الدولة الفلسطينية و نقحت الميثاق الوطني الفلسطيني في اتجاه الاعتراف بالعدو الصهيوني . أما البعث فإن كل بياناته مثل أفعاله متمسكة بالثوابت و رافضة أي مساومة على وحدة العراق و على أي حق من حقوق الشعب العراقي بل حتى في خصوص موقفه من القضية الفلسطينية (أحد أسباب احتلال العراق) فلم يتزحزح البعث عن موقفه الرافض لقرار التقسيم و الاعتراف بالعدو الصهيوني و بناء الدولة على أراضي 67 فقط و العملية السياسية في ظل الاحتلال الصهيوني و بقي متمسكا بالشعار الذي كان يختم به الشهيد صدام حسين خطبه " عاشت فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر"