منذ مجزرة اسطول الحرية، تفجر جدل واسع ومازال، حول الدور التركي المتعاظم في المنطقة. في خضم هذا الجدل، اثيرت، عربيا وعالميا، تساؤلات كثيرة حول أبعاد هذا الدور وحدوده ومستقبله والموقف العربي المفترض منه، وكذلك مواقف القوى الاقليمية والعالمية المعنية مباشرة بشئون المنطقة.
وقبل هذا، وطوال السنوات القليلة الماضية، يثور الجدل ايضا حول الدور الايراني المتعاظم في المنطقة العربية، وايضا حول ابعاده ومستقبله والموقف العربي منه.
وبداية، وقبل أي شيء، فان حقيقة جوهرية لابد من توضيحها، ولو انها امر بديهي ليس بحاجة إلى توضيح.
نعنى بذلك انه بالنسبة إلينا في الوطن العربي، فان أي دعم للقضية الفلسطينية، وبأي صورة من الصور ايا كانت، ومن جانب أي دولة سواء كانت تركيا او ايران او أي دولة اخرى في العالم، هو بالضرورة موضع ترحيب واشادة عربية.
هذه قضية ليست موضع نقاش. ولهذا، لم يكن غريبا انه بعد مذبحة اسطول الحرية ان يحظى الدور التركي بما حظي به من اعجاب ومن اشادة واسعة من جانب الشعوب العربية.
لكن في نفس الوقت، من الاهمية بمكان بالنسبة إلينا في الوطن العربي ان نضع هذا الدور الايراني والتركي المتعاظم في منطقتنا في اطار اشمل واوسع من هذا.. أي في اطار اشمل واوسع من مجرد ان هذا الدور ينطوي على تأييد او تعاطف مع القضية الفلسطينية.
هنا، فان قضايا كثيرة مسكوت عنها لابد ان نتطرق اليها ونتوقف عندها، وتساؤلات كثيرة ذات طابع استراتيجي لابد ان نطرحها ونحاول الاجابة عنها.
نعني قضايا وتساؤلات من قبيل ما يلي:
في أي سياق استراتيجي بالضبط نضع الدور الايراني والتركي في المنطقة العربية؟
ما هي بالضبط الاهداف والغايات الاستراتيجية البعيدة المدى التي تسعى ايران وتركيا إلى تحقيقها؟
هل هذه الاهداف والغايات الاستراتيجية الايرانية والتركية تصب استراتيجيا في خدمة العرب والمصالح العربية، ام هي على حسابهم؟
ما هو بناء على كل هذا، الموقف العربي المفترض اتخاذه من الدور المتعاظم لايران وتركيا في المنطقة العربية؟
هذه التساؤلات وغيرها مهمة ويجب ان نتوقف عندها.
والمدخل المناسب لمناقشة هذه التساؤلات والقضايا التي تثيرها، هو مناقشة قضية ميزان القوى القائم في المنطقة العربية اليوم والصراع على النفوذ فيها.
} } }
ميزان قوى مختل
هذه القضية ليست جديدة. هي مثارة بإلحاح في السنوات الماضية، وسبق لنا ان ناقشنا بعض جوانبها في اكثر من مقال.
نعني قضية التحول الهائل الذي طرأ على ميزان القوى المتصارعة على القوة والنفوذ والتأثير في المنطقة العربية في السنوات الماضية وخصوصا بعد غزو واحتلال العراق.
الجانب الجوهري هنا معروف، ويتلخص في انه في السنوات الماضية حدث تحول هائل في ميزان القوى في المنطقة العربية لصالح القوى الاجنبية غير العربية، وعلى حساب القوى العربية، وبحيث ان القوى العربية لم يعد لها الكلمة الفصل او الاولى الحاسمة في تقرير شئون ومصائر المنطقة وقضاياها.
وعلى وجه التحديد، اصبحت القوى الاساسية المتصارعة على القوة والنفوذ في المنطقة تتمثل في اربعة، هي اسرائيل وايران وتركيا والولايات المتحدة الامريكية.
في السنوات الماضية، كانت هذه القضية محل اهتمام كثير من الدراسات الاستراتيجية وخصوصا في الغرب التي عالجتها من زوايا وجوانب مختلفة. من المهم بالنسبة إلينا ان نكون على المام بالجوانب التي تثيرها هذه الدراسات، فهي تتطرق الى تفاصيل في غاية الاهمية لابد ان نتوقف عندها.
وسنكتفي هنا بالتوقف عند احدث واهم هذه الدراسات التي تناولت القضية.
الدراسة نشرتها مؤسسة "راند" الامريكية الشهيرة قبل اسابيع قليلة، وتحمل عنوان "التأثير العراقي: الشرق الاوسط بعد حرب العراق".
الدراسة اعدها خمسة من كبار الباحثين، وتم إعدادها اصلا لحساب القوات الجوية الامريكية. وهي دراسة طويلة تقع في 217 صفحة وتدرس مجمل الاوضاع في المنطقة بعد غزو واحتلال العراق حتى اليوم وخصوصا من زاوية التحديات التي تفرضها هذه الاوضاع على الولايات المتحدة، وكيف يجب ان تتعامل معها.
لكن الذي يهمنا هو الاجزاء التي تتعلق بالذات بالقضية التي نناقشها.. قضية توازن القوى في الشرق الاوسط، أي في منطقتنا العربية، كما تعرضه الدراسة.
ونستطيع ان نلخص اهم ما تطرحه الدراسة بهذا الصدد في الجوانب الاساسية التالية:
أولا: انه منذ الحرب العالمية الثانية، كان النظام الاقليمي التقليدي في الشرق الاوسط يحكمه التنافس بين ايران من جانب، وعدة قوى عربية مجتمعة من جانب آخر، وبالاخص العراق والسعودية ومصر وسوريا. وكان هذا التنافس جوهره بالطبع التنافس على لعب دور الريادة الاقليمية والدور الاقليمي الاكثر تاثيرا ونفوذا.
والتنافس بين هذه القوى الاقليمية، كانت تغذيه وتدعمه عسكريا وسياسيا طوال فترة الحرب الباردة، القوتان العالميتان الكبيرتان امريكا والاتحاد السوفيتي. هذا الدعم كان بهدف ضمان الا تبرز قوة اقليمية وحيدة في المنطقة، او كتلة ايديولوجية واحدة، يكون لها وحدها الهيمنة الكاملة في المنطقة.
ثانيا: وهكذا، فانه حتى عام 2003، عام احتلال العراق، كان التوازن الاقليمي في المنطقة يتضمن دوما قوى عربية بالاضافة الى ايران. بمعنى انه كانت هناك دوما قوى عربية لديها القوة والنفوذ والتأثير الفاعل في تطورات ومصائر المنطقة.
لكن بعد احتلال العراق ، والتطورات التي شهدتها المنطقة، حدث تحول جذري في التوازن الاقليمي في المنطقة لصالح الدول غير العربية.
ذلك ان احتلال العراق والتطورات التي تلته كرست انهيار القوى العربية وصعود قوة ايران خصوصا ونفوذها الاقليمي.
أصبحت إيران تملك قوة كبيرة في قلب الشرق الاوسط، من العراق الى لبنان الى غزة.
وتعطي الدراسة اهمية كبيرة لما اسمته بـ "العامل النفسي" ودوره في الخلل الذي طرأ على ميزان القوى في المنطقة. وتقصد هنا ان العوامل النفسية التي ارتبطت بسقوط الدولة العراقية المستقرة، ثم بعد ذلك بسيطرة الحكومات الشيعية في العراق بعلاقاتها وتحالفاتها الطويلة الوطيدة مع ايران، كان له تأثير مهم في الادراك العربي بتعاظم تأثير القوة الايرانية الاقليمية.
وكذلك الامر بالنسبة إلى تركيا التي اصبحت تلعب دورا متعاظما في العراق، ثم دورا اقليميا في المنطقة بعد ذلك.
ثالثا: ان هذا التوجه نحو الهيمنة غير العربية على مقدرات المنطقة يتعزز اكثر واكثر بسبب استمرار غياب قوة عربية قوية ومؤثرة تستطيع مواجهة وموازنة النفوذ الايراني ونفوذ الدول الاخرى كتركيا او غيرها.
رابعا: ومما يفاقم من هذا الوضع، وهذا الخلل في ميزان القوى في المنطقة لصالح الدول غير العربية، استمرار الخلافات الحادة الناشبة بين الدول العربية، وعجزها عن حل او احتواء هذه الخلافات.
ولهذا، فانه مع ان الدول العربية تدرك هذا الخلل في التوازن الاقليمي لغير صالح العرب، ومع انها تدرك ما يمثله خطر صعود ايران كقوة اقليمية في المنطقة على المصالح العربية، فانها عجزت عن بلورة أي استراتيجية او رؤية عربية لتعديل ميزان القوى ولمواجهة الاخطار التي ينطوي عليها هيمنة قوى غير عربية.
هذه هي الصورة التي ترسمها الدراسة الاستراتيجية الامريكية الهامة لميزان القوى في المنطقة العربية اليوم.
والدراسة تجمل هذه الصورة وتلخصها في المحصلة النهائية في امرين:
1 – القوى الفاعلة اليوم في المنطقة وصاحبة التأثير الاكبر والمهم هي قوى غير عربية، وهي تحديدا: ايران وتركيا واسرائيل وامريكا.
2 – انه لا توجد اليوم قوة عربية قادرة وتستطيع تعديل ميزان القوى المختل هذا لصالح العرب. ولا توجد في الافق امكانية بلورة استراتيجية عربية عامة لتعديل ميزان القوى لصالح العرب.
} } }
مسئولية امريكا
وكي تكتمل الصورة فيما يتعلق بقضية ميزان القوى في المنطقة كما يراها المحللون والخبراء، نقدم خلاصة ما جاء في تحليلين آخرين ناقشا نفس القضية. اهمية هذين التحليلين انهما ناقشا القضية في اعقاب مجزرة اسطول الحرية، واحدهما يناقش مسألة التحول في ميزان القوى من زاوية تأثيره على الولايات المتحدة، والثاني من زاوية تأثيره على اسرائيل.
التحليل الاول كتبه اليوت ابرامز، ونشرته مجلة "ويكلي ستاندارد" الامريكية في عدد 21 يونيو. وابرامز كما هو معروف كان نائبا لمستشار الامن القومي في ادارة الرئيس الامريكي السابق بوش، وهو من من غلاة "المحافظين الجدد".
يعتبر ابرامز ان "حادثة" اسطول الحرية جاءت لتكشف عن توجهات اساسية تتعلق بميزان القوى في المنطقة، تعتبر خطيرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.
أكبر مظاهر الخلل التي كشفت عنها "الحادثة" في رأيه انها اظهرت مرة اخرى غياب العرب عن ساحة التأثير في المنطقة. يقول ان "الحادثة اثبتت مرة اخرى ان العرب اصبحوا "موضوعا للفعل" وليسوا فاعلين او مبادرين في تاريخ المنطقة وشئونها".
ويرى ان تركيا استغلت هذا الفراغ القائم. ويقول: "الدول العربية تصبح يوما بعد يوم اكثر خواء، وعاجزة اكثر فأكثر عن الدفاع عن مصالحها في مواجهة الدول التي تساند الاسلاميين. والأكثر سوءا بالنسبة الى العرب ان الدول الاقليمية الهامشية اصبحت مرة اخرى تهيمن على شئون المنطقة. فالأتراك والفرس هم اليوم قوة صاعدة. وهم، مع اسرائيل، اصبحوا الدول المهيمنة في الشرق الاوسط".
وفي رأي ابرامز انه مما يفاقم هذا الخلل وهذا الوضع، سياسات وسلوك ادارة الرئيس الامريكي اوباما في الأشهر الـ17 الماضية. ويفسر ذلك بأن الكل في المنطقة بات يعلم ان ادارة اوباما اصبح هدفها الاساسي الاكبر هو الخروج من العراق، وليس تحقيق استقرار العراق. وبما ان العراق القوي المستقر فقط يمكن ان يكون قوة مقاومة لايران، فان سياسة اوباما هذه وتوجهاتها تعطي الانطباع بأن امريكا لن تواجه او تتصدى للنفوذ الايراني في المنطقة.
ويعتقد ابرامز انه ما لم تخطط امريكا جديا لمواجهة ايران والتصدي لها، فان ايران سوف تحصل على الاسلحة النووية، وسوف تزداد هيمنتها ونفوذها في المنطقة. وكذلك الامر بالنسبة إلى تركيا. بمعنى ان التحالف التركي الايراني ونفوذ الدولتين المتصاعد يتطلب في رأيه قيادة امريكية حاسمة وقوية تتصدى لهما.
باختصار، في رأيه ان استمرار ضعف الادارة الامريكية وضعف دورها في المنطقة يخلق فراغا سوف تستمر في ملئه القوى المعادية مثل ايران وتركيا، والمعادية لحلفاء امريكا في المنطقة.
وفي المحصلة النهائية يرى ابرامز ان هناك ضرورة حاسمة لأن تعيد الولايات المتحدة تقييم دورها وسياساتها على هذا الاساس. وما لم يحدث هذا، فان المعركة الدموية على متن السفينة مرمرة التي استمرت نصف ساعة فقط، سوف تتلوها معارك اخرى في المنطقة اكبر واكثر دموية، حسب رأيه.
} } }
لا خطر على إسرائيل؟
التحليل الآخر كتبه جورج فريدمان، وهو محلل استراتيجي امريكي معروف، ونشره في اعقاب مجزرة اسطول الحرية تحت عنوان "العرب والاسرائيليون والتوازن الاستراتيجي". وهو يناقش حادثة اسطول الحرية من زاوية محددة، هي الى أي تحد يمثل ما كشفت عنه من أبعاد استراتيجية وما يمكن ان يترتب عليها تهديدا لاسرائيل؟
وهو ايضا يذهب الى ان الحادثة كشفت عن الخلل الاستراتيجي في المنطقة. وهو يعتبر ان هذا الخلل هو لصالح اسرائيل. ومن ثم، فان كل الضجة التي احاطت بقضية اسطول الحرية لا تحمل في النهاية أي تهديد استراتيجي لاسرائيل.
والتبرير الرئيسي لوجهة نظره هذه يقوم على ان اعداء اسرائيل الاقليميين بينهم انقسامات وخلافات حادة وعميقة، بحيث انه لا يوجد أي تحالف اقليمي فعال ضد اسرائيل، وليس من الوارد ان يتشكل مثل هذا التحالف في المستقبل المنظور.
وينطبق هذا في رأيه اساسا على الدول العربية التي يعتبر انها عاجزة تماما عن تشكيل ولو حتى تحالف جزئي ضد اسرائيل.
ويركز بالاضافة الى هذا على الانقسام والخلاف الحاد بين الفلسطينيين انفسهم، وانقسامهم بين معسكرين متصارعين، فتح في جانب وسيطرتها على الضفة، وحماس في الجانب الآخر وسيطرتها على غزة.
هذا الانقسام في رأي الكاتب هو جغرافي وايديولوجي حاد، لكن اخطر ما فيه في رأيه هو ان فتح وحماس اصبحتا تلعبان "لعبة صفرية". بمعنى انه وأخذا في الاعتبار عجزهما عن التوحد وتشكيل تحالف، والرغبة المتبادلة في افشال كل طرف للآخر، فان أي نصر لأحدهما اصبح يعتبر هزيمة للآخر.
ويعني هذا انه بغض النظر عن التصريحات العلنية لفتح، فانها تعتبر ان التركيز الدولي الحالي على غزة بعد اسطول الحرية، بمثابة اضعاف لها، أي لفتح. ويعني هذا في رأيه انه عند نقطة معينة، فان فتح سوف تسعى الى التقليل من شأن المكاسب السياسية التي حصلت عليها حماس بعد عملية اسطول الحرية.
ويعني هذا كله في المحصلة النهائية كما يرى الكاتب انه حتى من دون ان تسعى اسرائيل الى استغلال الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس، فان درجة العمق والحدة التى وصل اليها تعني عمليا ان التهديد الذي يمثله الفلسطينيون لاسرائيل قد انتهى.
والخلاصة التي ينتهي اليها الكاتب من تحليله للتوازن الاستراتيجي الحالي في المنطقة على هذا النحو هي انه رغم ان الخلاف بين تركيا واسرائيل هو حقيقي وجاد، فان تركيا لا تستطيع عمليا ممارسة أي ضغوط فعلية على اسرائيل تتجاوز مجال الرأي العام والدبلوماسية. وسبب هذا كما اوضح هو الخلافات والانقسامات الحادة بين الدول العربية بالذات والتي تجعل في نهاية المطاف من المستحيل تشكيل أي شكل من اشكال التحالف ضد اسرائيل.
} } }
ما بعد العرب؟
هذه اذن هي خلاصة الافكار المطروحة عن ميزان القوى في المنطقة العربية، وصراع القوى المختلفة على النفوذ والتأثير.
وهذه الأفكار التي تطرحها دراسات استراتيجية وكتاب ومحللون، والتي عرضت لبعض منها، هي بوجه عام صحيحة، حتى وان اختلفنا مع بعض التفصيلات هنا او هناك.
والأمر اذن كما نرى ان مذبحة اسطول الحرية، وما رافقها وما تلاها من ردود افعال، ومن احاديث عن دور تركيا كقوة اقليمية رائدة في المنطقة العربية، جاءت في جانب اساسي منها لتؤكد الخلل الرهيب في ميزان القوى وفي القدرة على التأثير والنفوذ، لغير صالح العرب والدول العربية.
والذي حدث كما نرى ونعلم جميعا وكما طرحته مثل هذه الدراسات والكتابات، ومثلها العشرات بالمناسبة لا يتسع المجال لعرضها جميعا، هو ان الدول العربية بعجزها، وبخلافاتها وانقساماتها العبثية، تركت فراغا هائلا تقدمت قوى مثل ايران وتركيا كي تملأه وكي تكون قوى تسعى للسيطرة في المنطقة ولعب ادوار قيادية في تقرير مصائرها وشئونها.. وقد انضمت ايران وتركيا في ذلك الى اسرائيل وامريكا بقوتهما التقليدية المعروفة في المنطقة.
وانتهى بنا الأمر الى انه لم تعد هناك قوة عربية منفردة، ولا قوة عربية جماعية مجتمعة، قادرة على اخذ زمام المبادرة والتأثير في تقرير شئون منطقتنا العربية ومصائرها. بل ان الدول العربية لم تعد حتى قادرة على ان تصوغ وتطرح استراتيجية او رؤية عربية لقضايانا تعيد زمام المبادرة الى العرب.
واضيف الى العجز العربي على هذا النحو، عجز امريكي، وضعف اظهرته ادارة اوباما على نحو ما اظهرته الكتابات التي اشرت اليها.
بعبارة اخرى، جاءت مذبحة اسطول الحرية وما ارتبط بها من حديث عن دور تركي متعاظم في المنطقة، ومن قبله حديث عن دور ايراني متعاظم، لتعيد الى الاذهان تلك النظرية التي طرحها البعض في الغرب منذ سنوات، وسبق ان تحدثت عنها في بعض المحاضرات والكتابات. اعني نظرية ما اسموه بـ "عالم ما بعد العرب وما بعد العروبة".
كانت الفكرة الجوهرية في نظريتهم هي ان العالم العربي انتهى كقوة عربية، والدول العربية لم تعد طرفا في تقرير مصائر المنطقة ومقدراتها، وان ميزان القوة والسيطرة في المنطقة العربية انتقل الى قوى اقليمية وخارجية اجنبية غير عربية.
هل هذا الذي يجري في منطقتنا العربية اليوم يثبت اذن صحة هذه النظرية؟.. هل هذا الذي نشهده هو تجليات لعالم ما بعد العرب وما بعد العروبة؟
} } }
في المقال القادم بإذن الله سوف نواصل النقاش حول هذه القضية.
وسوف نتوقف خصوصا عند الاهداف والغايات الاستراتيجية لكل من تركيا وايران، وهل هي على حسابنا نحن العرب؟ ام ما هي القضية هنا بالضبط؟
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.