كشف رئيس جمعية التجمع القومي الديمقراطي د. حسن العالي عن سعي جمعيته للمشاركة في الانتخابات المقبلة بمرشحين اثنين للمجلس النيابي، متوقعاً الإعلان الرسمي لقائمة جمعيته خلال الشهرين القادمين، مشيراً إلى غياب العنصر النسائي عن القائمة. وتمنى أن يتم إقرار وثيقة التحالف بين التيار الديمقراطي خلال أسبوعين، وذلك بعد أن تنتهي جمعية المنبر التقدمي من صياغتها، فيما أقر بـ''صعوبة'' التوافق على برنامج انتخابي موحد بين التيار.
وقال ، في حديث لـ''الوطن'' ، إن التجمع القومي يعتبر نفسه جزءاً من المشروع الإصلاحي ويعمل داخله، منتقداً سلوك الانتقائية التي تنتهجها جمعيات التحالف السداسي في اختيار طرح الملفات الوطنية. ودعا العالي لإعادة النظر في الدوائر الانتخابية لإفساح المجال أمام الشخصيات من خارج دوائر الجمعيات الطائفية للوصول للبرلمان ، معتبراً أن من شأن هذه الشخصيات أن تسهم في إعادة التوازن ليس للتمثيل الوطني في البرلمان فحسب، بل التوازن في طرح الملفات السياسية والاقتصادية الهامة بروح وطنية تحافظ على مصلحة البلد بعيداً عن التجاذبات الطائفية. وفيما يلي نص الحوار :
– متى سوف تعلن الجمعية رسمياً عن قائمتها؟ وهل لكم أن تطلعونا على تفاصيل تلك القائمة؟
في الحقيقة الاستعدادات قائمة على أكثر من صعيد، فبعد موافقة الجمعية العمومية على المشاركة تم تشكيل لجنة عليا للانتخابات برئاسة نائب الأمين العام محمود القصاب، وبدأ العمل على وضع لائحة مهام تتركز على اختيار المرشحين المناسبين ودراسة أوضاع الدوائر الانتخابية التي من الممكن النزول فيها، وذلك بموازاة فتح الاتصالات مع القوى السياسية الأخرى لاستشراف آفاق التنسيق، بالإضافة إلى تكوين قاعدة بيانات للعملية الانتخابية للعام ,2010 وتم تشخيص بعض الدوائر بشكل أولي، ولن يتجاوز عدد مرشحينا في كل الأحوال عن اثنين، وأفضل الآن عدم التطرق للأسماء، وخلال الشهرين المقبلين سيتم إعلان أسماء المرشحين.
وثيقة للتيار الديمقراطي - إلى أين وصلت مسودة التيار الديمقراطي؟
توجد حوارات مع جمعيات التيار الوطني، وهي المنبر التقدمي ووعد، وتم الاتفاق من حيث المبدأ خلال هذه الحوارات المشتركة على التنسيق الكامل في الانتخابات، في حين لم نبحث شكل وتفاصيل التنسيق، حيث سيبحث الأمر بشكل تفصيلي في اجتماع قريب بين الجمعيات الثلاث ، والاجتماع المزمع عقده قريباً مرتبط بالإخوة في المنبر التقدمي لأنهم كلفوا بصياغة وثيقة التيار الديمقراطي مع الأخذ بملاحظات جمعيات التيار ومتى ما تم الانتهاء منها سيدعون إلى اجتماع بغية إقرار الوثيقة ومناقشة التنسيق. وأتوقع عقد الاجتماع خلال الأسبوعين القادمين حيث من المؤمل الانتهاء من الوثيقة قريباً، وتشمل الوثيقة في المرحلة الأولى الجمعيات الثلاث ونأمل الموافقة عليها في أسرع فرصة ممكنة لأن بعض جمعيات التيار قد تلجأ إلى المكتب السياسي واللجنة المركزية للحصول على الموافقة ولكننا نمشي بشكل جيد في الموضوع. وبعد أقرار الوثيقة التي سوف تنص بأن الجمعيات الثلاث هي نواة للتيار الوطني الديمقراطي نأمل أن تتشكل آلية من بينها لتباشر الاتصال بكافة أطراف التيار الوطني الديمقراطي من جمعيات وأفراد من خارج إطار الجمعيات الثلاث وذلك للحوار معها حول تشكيل التيارالوطني الديمقراطي في صيغته النهائية.
خلو القائمة من مرشحة
- لم تطرح أي جمعية سياسية حتى الآن مرشحة للانتخابات المقبلة، فكيف ترون هذه المساءلة؟ وهل ستحتوي قائمة التجمع القومي على مرشحة؟
في الحقيقة لا، كان بودنا أن تدخل ولكن الموضوع مرتبط بمدى الحظوظ الموجودة في الدوائر. فالدوائر التي رأينا فيها لنا بعض الحظوظ للأسف لا يوجد عناصر نسائية فيها للتجمع القومي، ولكن من خلال تنسيقنا سنوجه بقوة لدعم العناصر النسائية التي تقرر المشاركة في الانتخابات.
- ما هي المحافظات التي تعتزمون الدخول بالمنافسة فيها؟
بشكل أولي المحرق والوسطى. الغالبية الساحقة لأعضاء التجمع القومي يتواجدون في دوائر شيعية والتي في أغلبها تقع تحت نفوذ الوفاق.
- هل لديك النية شخصياً بالدخول إلى المعترك الانتخابي، ولماذا؟
لا، سبق وأن صرحت بأنني موجود في الدائرة السابعة بالشمالية والممثل عنها حالياً الدكتور جاسم حسين، وتكاد تكون هذه الدائرة مغلقة على الوفاق، وليست لدي التوجه في تغيير الدائرة الانتخابية من أجل الدخول في المعترك النيابي.
- هل مجلس الشورى يلبي الطموح؟
الشورى في الحقيقة لايلبي طموح الناس، هم يضعون لأنفسهم قيوداً وحواجز وهمية حيث يفترضون أن القيادة السياسية غير راضية عند مناقشة أمر ما، في حين أنه باعتقادي أن هذا التحفظ أو عدم الرضى غير موجودين. نحن بحاجة لتطوير تجربة مجلس الشورى في إطار ما ورد في ميثاق العمل الوطني، حيث يتوجب أن يكون أعضاؤه من ذوي الخبرة والكفاءة إلى جانب شخصيات تمثل مؤسسات المجتمع المدني وصلت إلى مراكز قيادية في تلك المؤسسات عن طريق الانتخاب.
- هل ستدخلون بمرشحين نيابيين أم بلديين أم ستكتفون بالنيابي؟
لقد كانت لدينا تجربة في ,2002 فرأينا أن معايير العمل البلدي تختلف عن معايير الحراك البرلماني، فمعايير البلدي تتمثل في تقديم الخدمات وملاصقة للناس وتلبية احتياجاتهم، ومتابعته همومهم في الجوانب البلدية، بينما مفهومنا للعمل البرلماني هو تمثيل وطني يختلف عن المستوى الذي سيعمل في إطاره، والاعتراف بالإمكانيات الموجودة فضيلة.
مع تجنيس العرب وضد التجنيس العشوائي
- هل ستدخلون الانتخابات بالتنسيق مع التيار الديمقراطي؟ وهل التيار قادر على طرح قائمة موحدة؟
نعم قادر. القائمة ليست نهاية المطاف، ولكني أرى أن الصعوبة تكمن في برنامج القائمة الموحدة التي تعني وجود برنامج انتخابي موحد، فالبرنامج الانتخابي يعكس مواقف سياسية. وبالرغم أننا نتحدث عن تيار ديمقراطي لكن حقيقة هناك تفاوت في المواقف الوطنية من حيث طبيعة الطرح وسقفه، فعلى سبيل المثال نحن نعمل ضمن تحالف أو تنسيق السداسي ولكن توجد لدينا تحفظات كثيرة على بعض المواقف السياسية، نحن لدينا موقف مغاير من التجنيس غير مطابق لبعض القوى السياسية باعتبارنا تنظيم تجمع قومي تحت راية قومية لا تعارض تجنيس الأشقاء العرب ولكن يكون ذلك ضمن مواصفات معينة وليس مفتوحاً، فنحن نعارض التجنيس العشوائي.
ولدينا مثلاً مواقف مميزة فيما يخص المشروع الإصلاحي فقد أكدنا بأننا جزء من المشروع الإصلاحي ونعمل داخله، وتوجد بعض الملاحظات التي هي بالأساس وردت في ميثاق العمل الوطني ولكن لم يتم تنفيذها بالشكل الصحيح، ومثال ذلك عدم السماح بتشكيل جمعيات على أساس طائفي والتي ورد في الميثاق بأنها تؤسس على أساس وطني، وجملة أخرى من قضايا الإصلاح السياسي والاقتصادي التي لدينا بشأنها رؤى ومواقف وطنية وقومية متميزة تبتعد عن النهج الطائفي ونريد أن نطرحها وفق رؤيتنا الخاصة. وهناك بعض الدوائر الانتخابية التي تحتاج لطرح سياسي معين ما يصعب من الاتفاق على برنامج انتخابي موحد.
- هل القوى الديمقراطية قادرة على الفوز بمقاعد في البرلمان، وما هي المعوقات من وجهة نظركم؟
لقد شاهد الناس وراقبوا مستوى التجاذبات الطائفية التي حصلت في البرلمان الحالي، وفي اعتقادي أن المواطن يتطلع اليوم للمشاركة من أجل التغيير. والجهود المبذولة من قبل التجمع القومي وشخصيات التيار الوطني والشخصيات الوطنية المستقلة لإيصال بعض عناصرها للبرلمان هي بالتأكيد ظاهرة إيجابية ونتطلع لتنال ترحيب فئات واسعة من الشعب، ويجب أن تلقى التشجيع حتى من قبل القيادة السياسية والحكومة لأنها بذلك تسهم في تنوع المنافسة والاجتهادات وبرامج التوعية، ومن شأن وصول هذه الشخصيات للبرلمان إحداث توازن للتمثيل الوطني في البرلمان، وكذلك توازن في طرح الملفات السياسية والاقتصادية المهمة بروح وطنية تحافظ على مصلحة البلد بعيداً عن التجاذبات الطائفية. وإصرار الشخصيات الوطنية على الترشيح رغم الصعوبات أمامها يعكس إصراراً وطنياً ورغبة في التغيير، ومحاولة انتشار القوى الوطنية للترشح في أكثر من دائرة يعتبر مؤشراً ايجابياً. ويجب أن نستمر في هذه المحاولات رغبة في خدمة الوطن. وأرى أن فرص النجاح في 2010 لا تزال ضئيلة، ولكن استمرار المحاولات على المدى المنظور..في انتخابات 2014- 2018 ممكن أن تؤدي إلى اختراق.
أسباب فشل التيارات الديمقراطية
نعلم أن أسباب عدم النجاح يعود الجزء الأكبر منها لأسباب تاريخية، حيث أنه في الوقت التي كانت فيه القوى الوطنية الديمقراطية معرضة للملاحقات والاعتقال، كانت القوى الإسلامية تعمل سياسياً بكل حرية بأغطية دينية وخيرية لتوسيع قواعدها، وها هي تستثمره على نحو واسع اليوم لتحشيد الأصوات لصالحها. والناس مدعوة لمراجعة تجربة وصول القوى الإسلامية الطائفية للبرلمان، حيث نرى أنها صحيح نجحت في إيصال عناصر لها للبرلمان، ألا أنها شبه عاجزة عن طرح برنامج عمل وطني واضح لما بعد البرلمان، وما تمتلكه هو القدرة على تحشيد الناس، ولكنها تتردد وتتجنب طرح خطاب وطني بديل لأنها تقيس الأمور من منظور طائفي ضيق. فالكتل الإسلامية توافقت على مسألة الخمور، وعجزت عن طرح بعض الملفات الأهم مثل حلحلة الملفات المعيشية، وطرح مبادرات لتنويع مصادر دخل البحرين، ومبادرات الإصلاح في الجانب الاجتماعي، وأين موقع الشباب عن البرلمان طوال أربع سنوات، فلم نسمع قضية تمت مناقشتها من أجل الشباب، هل لديهم رؤية لإصلاح التعليم أو القطاع الصحي، فمضى عليهم أكثر من ثمان سنوات، وهل يعقل بأنهم طرحوا مبادرات جيدة والحكومة كلها عطلتها و فشلتها!!.
الدوائر الحالية لا تخدم التيار
- هل وضع الدوائر الانتخابية الحالية يخدم قوى التيار الديمقراطي بالوصول إلى البرلمان؟
تكونت لدينا قناعة بضرورة مراجعة التجربة البرلمانية من حيث نظام الانتخابات والدوائر الانتخابية لأنها إذا ظلت بهذه الحالة ومن حيث صوت لكل مرشح بنفس الدائرة، فأننا سوف نظل ندور بنفس الحلقة المفرغة التي شهدناها طوال السنوات الثمان الماضية، وخاصة السنوات الأربع الماضية التي لنا برلمان طائفي بامتياز لم يستطع أن يقدم شيئاً ملموساً إلى المجتمع. صحيح أن هذا البرلمان من حيث الأصوات العددية يعكس الوضع السياسي الراهن للمجتمع، ولكن من حيث التطلعات والبرامج الوطنية الواضحة والإمكانيات الكامنة والكفاءات والقدرات على خدمة الشعب هذا البرلمان لا يمثل هذه العناصر بل هو يمثل وضعاً قائماً ومفروضاً على الجميع وقد أثبت أنه يضر بالجميع بما فيه الحكم. نحن نوجه دعوة للحكم لإعادة النظر في البرلمان، اليوم ليس المطروح تعديلات دستورية اليوم مطروح حلحلة طريقة الانتخاب والدوائر الانتخابية لإفساح المجال للوصول إلى عناصر لديها تطلعات وهموم الشعب البحريني، قد لا يكون لديها في الوقت الحاضر ثقل من ناحية الأصوات ولكن لديها ثقل من ناحية التمثيل الوطني، للأسف الكثير من الكتل النيابية التي دخلت البرلمان تراعي مصالحها أكثر من أن تراعي مصالح الناس، وكانت تسعى لمساومة الحكم على بعض المصالح الذاتية لا المصلحة العامة. والمطلوب تنويع تمثيل الشعب داخل البرلمان وإفساح المجال أمام المترشحين الذين يحملون هموم الناس خصوصاً الطاقات الجيدة والمتمكنة والمخلصة بما يكسر من حدة الطائفية.
- هل يوجد تحالف مع جمعيات السداسي لانتخابات 2010 وماهي ملامح اجتماع 29 مايو الجاري؟
اجتماع 29 دوري وليس من اجل التنسيق للتحالف ، وعملياً التنسيق قائم على عدد من الملفات وليست كل الملفات، لايوجد تحالف أساساً للانتخابات 2010 وهو أمر حسم، فالوفاق لاتزال على نفس مواقفها من 18 دائرة، فيما بعض الدوائر غير المحسومة لهم ولديهم أصوات فيها فقط ينسقون مع بعض القوى ومنها وعد، والعمل الإسلامي لم يحدد موقفه حتى الآن من الانتخابات، الإخاء اتخذت قرار عدم المشاركة، المنبر والوفاق سيدخلون في منافسة على دائرتين، وهكذا أن خارطة التنافس في الدائرة الواحدة قد تزيد.
نعارض طريقة طرح الوفاق للملفات
- التنسيق السداسي بين الجمعيات الست، هل يسير بالشكل والآلية التي تطمحون إليها؟
حراك التنسيق السداسي في الحقيقة محصور على بعض الملفات الوطنية، ولكن التركيز على هذه الملفات دون غيرها من الملفات الوطنية يسير لمصلحة الوفاق باعتبار أنها تريد إثارة هذا الملف دون الملف الثاني على سبيل المثال التجنيس والتمييز هي ملفات وطنية لانختلف عليها ولكن لماذا التركيز على هذا الملف دون الآخر، يعني أنها تسير ضمن توجه معين، أملاك الدولة مثلاً كان بالإمكان أن يأتوا للجمعيات الست منذ البداية لكن لما انتهت دورة البرلمان أصبح هناك اتصال بالجمعيات لإثارة هذا الملف، أنا لا أتهم أحداً نهائياً ولكن أقول إن طريقة الانتقائية في اختيار الملفات الوطنية التي نركز عليها يساهم في فتح المجال لتوجيه التهم إلينا بأننا نسير خلف الوفاق في طرح هذه الملفات، غير لو كان التنسيق السداسي من البداية وضع له برنامج وطني للملفات المهمة التي لها علاقة بالوفاق والتي ليست لها علاقة بها، فالمهم علاقتها بالناس بغض النظر عن حساسيتها. لم نعارض أي ملف تطرحه الوفاق، وإنما نعارض طريقة التعامل مع هذه الملفات. فالتجاذب الطائفي يدخل في هذه الملفات من خلال الطرح، فمثلاً ملف التجنيس قلنا لهم يجب عدم طرحه على أنه ملف يستهدف الشيعة فقط، فتكلموا عن التجنيس العشوائي لأنه يضر بمصلحة البلد ككل من جميع النواحي، ولكن هذه النظرة لم يتم تجاوزها. كما أن موضوع الاضطرابات الأمنية في الشارع والتخريب لا يرضى به أحد ونحن نعارضه على طول الخط وهذا يشوش على عمل الجمعيات السياسية. فكما نطالب بإطلاق سراح المعتقلين بالمقابل نحن نرفض أي عمليات تخريب والتعرض لأمن الوطن، فالناس تعبت من الإشكالات الأمنية.
منافسة الوفاق حق مشروع
- ما رأيكم في دعوة ''وعد'' بعدم منافسة الوفاق في الدوائر التي تعتزم طرح مرشحين فيها ؟
كما سبق أن ذكرت، نحن 90٪ من أعضائنا في دوائر شيعية والمنبر التقدمي نفس الشيء. إذن أين نذهب؟ هذا البلد الذي عشنا فيه وهذه الفرجان التي تربينا فيها، أنا تربيت في المنامة في فريق كانو والفاضل، ولا يزال أفراد كثير من العائلة يعيشون هناك، ولدينا مأتم للنساء وآخر للرجال، ولو ترشحت هناك لحصلت على أصوات لا بأس بها. مبدأ عدم مزاحمة الوفاق إذا توفرت لدينا الخيارات ولكن إذا ضاقت الخيارات مع هذا الوضع الموجود والوفاق غير مستعدة للتفاهم على هذه القضية، ومن حق الكل التنافس في الدوائر التي يرونها مناسبة.
- اجتماعات التيار الديمقراطي متوقفة أم أنها مستمرة؟
اجتماعاتنا مستمرة، ولكن بعض الظروف هي التي تعطل عملنا، ولكن الكل حريص على تشكيل التيار وإنجاحه وتثبيت أرجله على الساحة الوطنية في ظل هذه الغمامة الطائفية التي تتسع يوماً بعد يوم، فلا بديل أمام التيار الوطني إلا أن يشرع في تقوية نفسه وطرح برنامج وطني متوازن يلبي طموح الناس ويستقطب عدداً أكبر، ويكون خطاباً متوازناً ومعتدلاً يبحث عن قواسم مشتركة للخروج برؤى واضحة لتطوير عملية الإصلاح في البلد انطلاقاً من أفق وطني حريص على مصلحة الوطن.اليوم نواة التيار الوطني هي جمعيات عملت في البحرين منذ الخمسينات ولها تاريخ وطني لا أحد يشكك في نزاهتها وانتمائها الوطني، لديها القدرة على طرح البدائل وندعو لدعمها للوصول للبرلمان.
خطورة التجاذبات والتخندقات
- هل لديك كلمة أخيرة تريد إيضاحها من خلال هذه المقابلة؟
نعتبر قضية الانغماس في العمل الطائفي بكل أشكاله وهذه التجاذبات والتخندقات جداً خطيرة على مستقبل البحرين، خصوصاً وأننا بلد صغير ولن يكتب لنا أي نجاح في المستقبل إذا لم يتوحد الشعب، ويجب العمل من خلال الرجوع لفترة الخمسينات فترة الاتحاد الوطني والستينات لا نفرق بين سني وشيعي في حياتنا العائلية والاجتماعية في كل أنواع المعيشة، ولكن للأسف البرلمان أسهم في إبراز الجانب السلبي البغيض وهو الموضوع الطائفي، واقصد الطائفية السياسية وليست الدينية، فالأولى خطيرة جداً ورأينا في العراق ماذا أحدثت، فهناك قوى دولية عندها توجه عام للوطن العربي يتمثل في إثارة الفتنة الطائفية وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم، ولهيب العراق قريب منا، فعلينا كقوى وطنية أن نعي ذلك، صحيح نحن منغمسون في القضايا المحلية ولكن مسألة الهوية العربية للبحرين والأخطار التي تهدد الوحدة الوطنية والانتماء إلى الأمة العربية مسائل يجب ألا نساوم عليها ويجب الاتفاق على خطورة هذا الجانب. والتجمع القومي يرى في كل العوامل التي تهدد الوحدة وتضعف انتماء البحرين بالأمة العربية خطاً أحمر لا يجب تجاوزه