تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين عام 48 حيث شهدت أرض فلسطين أبشع مجزرة عرفها التاريخ الإنساني في العصر الحديث وتعرض فيها شعبنا العربي هناك إلى أكبر مأساة لا زالت فصولها وتداعياتها المؤلمة والدامية تتواصل حتى يومنا هذا،عندما قامت العصابات الصهيونية المدعومة من قبل قوى الاستعمار والامبريالية بتنفيذ مشروعها الاستعماري على أرض فلسطين العربي بطرد وتشريد شعبها في بقاع الدنيا وإحلال المهاجرين الصهاينة في المدن والقرى الفلسطينية التي تعرض أهلها للطرد والإقلاع. تمر علينا هذه الذكرى الفاجعة في ظل الظروف العربية الراهنة التي تتسم بالعجز والخضوع وضعف النظام العربي الرسمي الذي يذكرنا بحال الخذلان والفساد اللذين هيأ للنكبة أسبابها، وهي ذات الأوضاع المسئولة اليوم عن ما تمر به القضية الفلسطينية في محاولات التصفية والحصار واستهداف كل القوى الوطنية والقومية ومصادرة حقها في الدفاع عن حريتها وكرامتها وحقها في المقاومة والتحرير لأرضها من الغزاة المحتلين.
وأمام تراجع الحكومات والأنظمة العربية عن تنفيذ التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني وتواطؤ البعض الآخر منها مع الولايات المتحدة وقوى الاحتلال في ممارسة الضغوط وفرض جريمة الحصار والتجويع عليه والدفع به للاستسلام للمشيئة الأمريكية الصهيونية ومشاريعها وأهدافها الاستعمارية عبر ما يسمى اليوم بالمفاوضات غير المباشرة، بالرغم من الغطرسة الصهيونية في رفض وقف الاستيطان والتجويع والحصار، أمام هذه الأوضاع القاسية التي يعيشها الشعب العربي في فلسطين ليس أمام جماهيرنا أمتنا العربية ومنها شعب البحرين وكافة قواه الوطنية والسياسية سوى التمسك بالثوابت الوطنية القومية وتقديم الدعم إلى هذا الشعب المناضل والمجاهد وإلى قيادته الوطنية الرافضة للاحتلال الصهيوني وممارساته الإجرامية ورفض كل محاولات التفريط بالقضية الفلسطينية عبر رفض ومقاومة كافة أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والرياضي، ومقاومة المحاولات لتسويق هذا التطبيع تحت أشكال وأغطية زائفة ومخادعة.
وواجبنا الوطني والقومي يفرض علينا في هذه الذكرى التصدي للمخططات الأمريكية الصهيونية التي تسعى هذه القوى المعادية إلى فرضها علينا في الوقت الذي تطلق فيه يد الصهاينة للامعان في سفك الدم الفلسطيني حيث يصل العدوان الصهيوني الإرهابي إلى ذروة وحشيته ودمويته باغتيال قادة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وتبلغ عنجهية الإدارة الأمريكية المتصهينة ذروة غطرستها في إطلاق يد الصهاينة في التوسع الاستيطاني واغتيال قادة المقاومة والحصار والتجويع وممارسة أخطر أشكال الإرهاب العسكري والسياسي والفكري تحت مزاعم وشعارات كاذبة بمكافحة الإرهاب. لقد أثبتت تجارب أمتنا في صراعها مع أعداءها أن تهج المقاومة والكفاح هو السبيل الوحيد القادر على بلوغ حقوقنا المشروعة ومواجهة كل السياسات والإملاءات الأمريكية الصهيونية، كما أن التجارب تؤكد أن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية بأسرها، مما يوجب علينا في هذه الذكرى ضرورة الوعي للمخططات التي تحاك للنيل من هذه الأمة وهو ما يفرض علينا ضرورة نصرة القضية القومية ونصرة شعبها وتعزيز الصلات النضالية معه من أجل كسر إرادة المعتدين الظالمين وإفشال كل مشاريعهم الاستعمارية العنصرية وإسقاط قلاعهم سواء في فلسطين أو العراق وكل أرجاء الوطن العربي الكبير دفاعاً عن وجودنا وأمننا الوطني والقومي.
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر
المجد والخلود لشهداء فلسطين والأمة العربية
النصر للمقاومة في فلسطين والعراق
التجمع القومي الديمقراطي
المنامة
15 مايو / آيار 2010