فجأة، في الفترة القليلة الماضية، بدأ يسود احساس عام هنا في منطقة الخليج بالخطر.. خطر نشوب الحرب، أي خطر اقدام الولايات المتحدة على شن هجوم عسكري على ايران.
هذا الإحساس نفسه، ساد في الفترة الماضية في كتابات وتوقعات الكثير من المحللين في العالم.
وسواء كان هذا الاحساس العام بخطر الحرب مصيبا ام لا، فان الأمر المؤكد على كل حال، هو ان الصوت العالي المسموع الآن هو صوت المواجهة وطبول الحرب التي تدق لا صوت السلام.
هذا الصوت لا يعلو فقط في المنطقة، لكنه قبل هذا يعلو في امريكا وعلى كل الأصعدة، السياسية والاعلامية.
السؤال هو: لماذا؟.. لماذا تدق طبول الحرب على هذا النحو؟
بعبارة أخرى، ما هي الاسباب، وما هي التطورات والمواقف التي قادت الى ان يصبح خيار الحرب، ان لم يكن متوقعا، فهو على الأقل مطروح بإلحاح؟
بداهة، فان البحث عن اجابة يجب ان يتم في واشنطون وفي طهران . أي في التطورات والمواقف والحسابات الأمريكية من جانب، والإيرانية من جانب آخر.
} } }
مؤشرات الخطر
بالطبع، هذا الإحساس العام بالخطر، وبأن طبول الحرب تدق لم يأت من فراغ، وانما جاء نتيجة لتطورات كثيرة على ارض الواقع، وفي المواقف المعلنة.
كان في مقدمة هذه التطورات ما تم إعلانه مؤخرا من نشر الولايات المتحدة لصواريخ في المنطقة، وما ارتبط بذلك بالضرورة من توقعات وتكهنات مختلفة من مختلف الأطراف، وان كانت كلها تجمع على ان هذه الخطوة هي بداهة خطوة في اتجاه التصعيد العسكري في مواجهة ايران.
ومن اهم مؤشرات التصعيد على صعيد الموقف الرسمي الأمريكي، انه لم يعد هناك حديث سوى عن ممارسة الضغوط على ايران، وعن العمل على تشكيل اجماع دولي لفرض عقوبات جديدة توصف بأنها لابد ان تكون مشددة جدا.
ويندرج في هذا الإطار الضغوط التي يمارسها الكونجرس الأمريكي على ادارة اوباما بالقرار الذي اتخذه مؤخرا بفرض عقوبات جديدة.
وفي الوقت نفسه، نلاحظ في الفترة الماضية ان الحديث في الولايات المتحدة، وعلى صعيد الموقف الرسمي، عن الحل السلمي للأزمة مع ايران، او اليد الممدودة الى ايران، وما شابه ذلك، اختفى تماما تقريبا او كاد يختفي، وعلى عكس الحال في الاشهر التي تلت تولي اوباما السلطة.
ومن الملاحظ مثلا ان اوباما في خطاب "حالة الاتحاد" الذي القاه مؤخرا، وعندما تطرق بايجاز الى موضوع ايران، لم يشر مطلقا الى مسألة الحل السلمي.
ومن اهم مؤشرات التصعيد التي لابد ان يلحظها بسهولة أي متابع دقيق للتطورات على الساحة الفكرية والاعلامية الامريكية، ان هناك تحولا كبيرا في الفترة القليلة الماضية في مواقف النخبة الفكرية والاعلامية نحو التشدد ونحو الدعوة الى المواجهة مع ايران، على نحو ما سنوضح بعد قليل.
هذا من دون ان نتحدث عن تطورات اخرى يرددها بعض المصادر من دون ان يكون هناك مجال للتأكد من صحتها. من قبيل ذلك مثلا ما ذكرته مصادر مؤخرا من ان مدير المخابرات المركزية الامريكية اجتمع في الاسبوع الماضي سرا مع رئيس الموساد الاسرائيلي، وان الاجتماع ناقش خطط شن الهجوم العسكري على ايران.
على اية حال، هذه وغيرها مؤشرات تصعيد، هي التي اعطت الانطباع بأن احتمال نشوب الحرب هو احتمال جدي.
وعودة الى التساؤل الذي طرحناه في البداية عن الاسباب والتطورات التي قادت الى ذلك، لنبدأ بما جرى على الساحة الأمريكية.
} } }
طبول الحرب في أمريكا
كما ذكرت، فان الساحة الفكرية والاعلامية الامريكية شهدت في الفترة القليلة الماضية تحولا كبيرا نحو الدعوة الى التصعيد والمواجهة مع ايران. هذا امر يسهل معرفته من متابعة الكتابات التي تناولت الأزمة في الفترة الماضية.
لا نتحدث هنا عن الكتابات والمواقف التي يعبر عنها افراد اللوبي اليهودي والموالون لإسرائيل في أمريكا. فهؤلاء لم يكفوا في أي وقت عن الدعوة الى شن الحرب على ايران. لكن نتحدث عن التيار العام السائد في الاعلام الامريكي.
هنا ينبغي التوقف بداية عند مقال في غاية الأهمية احدث ولايزال، ضجة كبرى في أمريكا.
المقال كتبه ريتشارد هاس، ونشرته مجلة "نيوزويك" الامريكية الشهيرة في عددها الأخير. والمقال عنوانه حرفيا "كفاية يعني كفاية".
في المقال يقول هاس انه كان من قبل موافقا على النهج الذي اعلن اوباما انه سوف يتبعه مع ايران في بداية توليه السلطة، وهذا النهج يتلخص كما هو معروف في اتباع الطرق الدبلوماسية لحل الأزمة مع ايران، وعلى اعتبار انه لو فشل هذا النهج، فسوف يكون من السهل بعد ذلك تحقيق اجماع دولي لفرض عقوبات مشددة على ايران.
ويذكر هاس انه الآن غير رأيه وتراجع عن موقفه بتأييد هذا النهج. والسبب في ذلك كما يقول هو انه من الواضح ان المحادثات النووية التي تجرى مع ايران اتضح انها محادثات عبثية ولا جدوى منها على الاطلاق ولن تقود الى أي شيء. وواضح كما يرى ان الإيرانيين عازمون على المضي قدما في صنع السلاح النووي.
من جانب آخر، يعتبر الكاتب ان ايران اصبحت في رأيه مهيأة لأن تكون مقبلة على تغيير سياسي جذري في الداخل اكثر من أي وقت مضى منذ اندلاع الثورة الايرانية.
وبناء على ذلك، فان هاس يرى ان الولايات المتحدة يجب ان تغير سياستها جذريا تجاه ايران، وبحيث يكون الهدف الاساسي لهذه السياسة هو التسريع بهذا التغيير الجذري، أي اسقاط النظام الايراني الحالي.
هذا هو ملخص المقال الذي اثار ضجة في أمريكا.
لم يكن غريبا ان يثير المقال كل هذا الاهتمام، وان يعتبره الكثيرون بحد ذاته مؤشرا على تحول جذري في امريكا. وسبب ذلك ببساطة ان ريتشارد هاس كاتب المقال هو رئيس "مجلس الشئون الخارجية" الأمريكي، وهو من اكبر مراكز الابحاث في امريكا، وهو مركز معروف بصلاته القوية تقليديا بدوائر الادارة الامريكية، وبتأثيره ونفوذه الكبيرين اللذين يمارسهما على عملية صنع السياسة في امريكا.
والذي عزز الاعتقاد أن هذا المقال يعكس تحولا جذريا في السياسة الامريكية، انه لم يكن هو الوحيد الذي طرح هذه الفكرة، فكرة ان ادارة اوباما يجب ان يكون جوهر سياستها الآن تجاه ايران هو العمل على اسقاط النظام الحالي.
مثلا، كاتب امريكي كبير آخر، هو روبرت كاجان، وهو من الباحثين الكبار في مؤسسة كارنيجي، طرح الفكرة نفسها في صحيفة "واشنطون بوست" الامريكية.
يرى كاجان ان اوباما امامه فرصة تاريخية لا تأتي الا مرة واحدة في كل جيل. هذه الفرصة تتمثل في رأيه في مساعدة الشعب الايراني على تغيير الحكومة الحالية واسقاط النظام. ويعتبر ان اسقاط النظام الايراني سيكون اهم ثاني تطور يشهده العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. ويعتبر ان تغيير النظام الايراني هو هدف اكثر اهمية بكثير جدا من أي اتفاق يمكن التوصل اليه مع النظام الحالي حول البرنامج النووي.
وفي الاتجاه نفسه ايضا، نشرت "واشنطون بوست" افتتاحية ملخصها ان افضل طريقة لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي هو ان تساعد الولايات المتحدة المعارضة الايرانية حتى تنتصر. وذكرت الجريدة انه لهذا، فان ادارة اوباما يجب ان تغير جذريا من استراتيجيتها من التعامل مع النظام الحالي، الى دعم المعارضة والعمل على تغيير النظام.
هذه مجرد امثلة للمزاج العام الذي اصبح سائدا في امريكا اليوم والذي اصبح يميل الى التصعيد والمواجهة مع ايران.
لكن لماذا حدث هذا التحول على الساحة الامريكية؟
} } }
ما وراء التحول
وراء هذا التحول على الساحة الامريكية امور كثيرة طرحها المحللون الامريكيون، وهي مطروحة ايضا على صعيد المواقف الرسمية.
في مقدمة هذه الاعتبارات، انه اصبح هناك اليوم اعتقاد سائد في امريكا بأن ادارة اوباما منحت ايران الوقت والفرصة الكافيين كي تتجاوب مع جهود حل الأزمة النووية سلميا، لكن هذا لم يفض الى أي نتيجة على الاطلاق. بالعكس كانت النتيجة الوحيدة هي اثبات ان ايران نفسها ليست جادة في الحل السلمي.
وبالتالي بالنسبة إلى كثير من المحللين والساسة في امريكا، بمن في ذلك الذين سبق أن تحمسوا للحل السلمي، فانه آن الاوان لأن يفي اوباما بالوعد الذي قطعه، بأنه اذا لم تسفر جهود الحل السلمي عن نتيجة ايجابية، فانه سوف يتبع اسلوب التصعيد والمواجهة، ويعتبرون انه اذا لم يفعل اوباما ذلك الآن، فان النتائج سوف تكون وخيمة بالنسبة الى المصالح الامريكية.
وعلى مستوى ادارة اوباما نفسها، فانها اليوم تجد نفسها في وضع حرج جدا.
الأمر الذي لا شك فيه ان اوباما كان صادقا عندما قال انه سوف يمنح الفرصة للحل السلمي، والامر المؤكد انه لم يرد ابدا ان تصل الامور الى حد ان يصبح خيار المواجهة العسكرية مطروحا.
لكن اوباما اليوم كما هو واضح وصل الى درجة فقدان الثقة الكامل في النيات الايرانية وفي جدية ايران في التجاوب مع جهود الحل.
وفي الوقت نفسه، فانه بسبب قضية الازمة الايرانية وبسبب قضايا اخرى، فان ادارة اوباما متهمة بالضعف والتهاون وعدم القدرة على الحسم.
وادارة اوباما تتعرض لضغوط هائلة كي تغير سياستها من ايران.. ضغوط من الكونجرس ، ومن اللوبي اليهودي طبعا، ومن التيار العام في الاعلام الامريكي في الفترة الاخيرة كما اوضحنا.
وعلى ضوء كل هذا، من الواضح ان ادارة اوباما وصلت، او تكاد تصل، الى نتيجة مؤداها انه آن اوان حسم القضية حسما نهائيا بالتصعيد والمواجهة، ان ثبت ان الخيار السياسي سقط نهائيا.
واذا تأملنا كل تصريحات القادة الامريكيين في الفترة القليلة الماضية، سواء العسكريين او الساسة، فسوف نلحظ بسهولة هذا التوجه.
هذا عما يجري على الساحة الأمريكية، فماذا عن ايران؟
} } }
الحسابات الإيرانية
ما هي بالضبط الحسابات الايرانية في ادارة الازمة؟ ما هي تقديراتها وعلى أي شيء تراهن بالضبط؟
لا احسب ان أي محلل مهما كان عارفا بالأحوال في ايران بمقدوره ان يجيب عن هذا السؤال بدقة.
لكن الواضح في كل الأحوال ان ايران تعاملت باستخفاف شديد مع ادارة اوباما، واهدرت فرصة ثمينة للتسوية السلمية للأزمة فعلا.
طبعا، اتضح هذا كما نعلم من طريقة التعامل الايراني مع الاقتراح العملي المحدد الذي طرح لتسوية الازمة النووية، والمتعلق بتخصيب اليورانيوم في الخارج. مع ان ايران اعلنت في البداية قبولها بالاقتراح مما اثار موجة من التفاؤل، الا انه سرعان ما تابعنا مواقف متضاربة وغير حاسمة وغير واضحة، وقد كان آخر مظاهر ذلك اعلان الرئيس نجاد منذ ايام مجددا قبول الاقتراح، لكن لم يتم ابلاغ وكالة الطاقة الذرية بأي موقف رسمي.
المهم هنا هو ان السلوك الايراني في مجمله اعطى الانطباع الصريح لأمريكا والقوى الكبرى الأخرى بأنها ليست جادة في الحل السلمي، وان كل ما تريده هو فقط اضاعة الوقت، او بالاصح كسب مزيد من الوقت.
ما هي الحسابات المحتملة وراء الموقف الايراني على هذا النحو؟
ربما تبني ايران موقفها على ان شن هجوم عسكري عليها هو امر مستحيل، كما يقول كثير من القادة الايرانيين فعلا في تصريحاتهم العلنية.
لكن جوهر المشكلة في تقديرنا لا يتعلق بالاتفاق حول البرنامج النووي في حد ذاته.
التوصل الى اتفاق بهذا الشأن ليس امرا مستحيلا، والجدل الذي ثار حول اقتراح التخصيب في الخارج يثبت ذلك.
جوهر المشكلة في تقديرنا ان ايران، وفي مقابل التوصل الى مثل هذا الاتفاق حول المسألة النووية، تريد ثمنا سياسيا واستراتيجيا من امريكا يعتبر كبيرا.
طبعا المسئولون الايرانيون لا يقولون هذا في تصريحاتهم العلنية، لكن المؤكد انهم ابلغوا ذلك لدوائر الادارة الامريكية، والكتاب الموالون لايران في امريكا يطرحون هذا صراحة على اية حال.
والثمن السياسي والاستراتيجي الذي تطلبه ايران يتلخص ببساطة في امرين جوهريين:
الأول: ان تعترف امريكا رسميا بشرعية النظام القائم، وان تتعهد بألا تقدم على أي خطوة او عمل في اتجاه تغيير النظام او لدعم القوى المعارضة.
والثاني: ان تعترف امريكا بايران كقوة كبرى مهيمنة في المنطقة، تنسق معها امريكا وترجع اليها في كل شئون المنطقة.
ويبدو ان الحسابات الايرانية قامت، بالإضافة الى الاعتقاد باستحالة اقدام امريكا او اسرائيل على شن الحرب، على اثارة رعب الادارة الامريكية بأنها ان لم تستجب للمطالب الايرانية، فان ايران بمقدورها ان تخرب كل ما تفعله في العراق وافغانستان حتى على صعيد الصراع العربي الاسرائيلي. وكما قلت قبل قليل، فان الكتاب الموالين في ايران يطرحون هذه الامور صراحة في كتاباتهم، غير ان المجال لا يتسع هنا للتفصيل في ذلك.
للأسف، كما قلت، فقد كان من الممكن في بداية عهد اوباما لو تجاوبت ايران بسرعة ووضوح مع اقتراحات الحل السلمي، ان تحصل على بعض المكاسب السياسية على الاقل فيما يتعلق بالتعهد الامريكي بشرعية النظام.
لكن التطورات في الاشهر الماضية اثبتت ان الحسابات الايرانية كانت خاطئة، وان هذه "الصفقة السياسية" التي تريدها لا يمكن القبول بها، وان الثمن السياسي والاستراتيجي الذي تطلبه لا يمكن ان تدفعه امريكا.
فمن جانب، جاءت الاضطرابات الداخلية التي اندلعت في ايران في اعقاب الانتخابات لتحدث كما شرحنا تحولا جذريا في التفكير الامريكي العام والموقف من النظام. ببساطة لم يعد مطروحا على الاطلاق ان تقدم امريكا تعهدا بالاعتراف بشرعية النظام. بالعكس كما ذكرت، اصبح تغيير النظام هدفا مطروحا بقوة على الساحة الامريكية.
ومن جانب آخر، فان ادارة اوباما اصبحت مستعدة لتجاهل قضايا مثل الصراع العربي الاسرائيلي برمته حتى العراق، ولم يعد يهمها كثيرا تهديدات ايران بهذا الخصوص.
ومن جانب ثالث، من الواضح ان ادارة اوباما توصلت الى نتيجة حاسمة بأنها لا يمكن ان تتخلى عن الدول العربية الصديقة لها في سبيل تقديم تنازلات لايران.
} } }
.. والخلاصة
هذه اذن هي مجمل المواقف والتطورات التي قادتنا الى وضع اصبحت فيه طبول الحرب تدق في امريكا وفي الخليج.
ما هي الخلاصات العامة التي يمكن ان نصل اليها من كل هذا؟
يهمنا خصوصا تأكيد الجوانب التالية:
أولا: فيما يتعلق بالسؤال الذي لابد انه يشغل الكل: هل معنى هذا ان الحرب قادمة فعلا؟ بالطبع، لا احد بمقدوره ان يجزم بأي شيء قاطع هنا. هناك البعض مثلا ممن يرون ان كل هذا التصعيد من جانب امريكا يندرج في اطار ممارسة الضغوط على ايران كي تقبل بالحل السلمي للأزمة.
لكن الأمر المؤكد انه حتى لو كان هذا التقدير صحيحا اليوم، فانه لن يصبح كذلك في الغد.
نعني ان احتمال الحرب اليوم اصبح احتمالا جديا اكثر من أي وقت مضى منذ اندلاع الأزمة.
ثانيا: ان المسئولين في ايران يعلمون حتما انه لو اندلعت الحرب لا قدر الله، فان امريكا هي قوة عسكرية همجية.
نعني انه لو اقدمت امريكا على شن الحرب فعلا، فان هدفها سيكون التدمير الهمجي الهائل للقدرات الايرانية، ولن يقتصر الامر على منشآت نووية او عسكرية، وانما سوف يمتد الى كل مقومات القدرة الاقتصادية الايرانية.
بالطبع، من الممكن ان تهاجم ايران فعلا كما تهدد قواعد او سفنا امريكية في الخليج، او حتى تطلق صواريخ على اسرائيل، لكن كل هذا لن يقارن ابدا بحجم الدمار الذي يمكن ان يحل بايران، هذا اخذا في الاعتبار انه في حالة الهجوم العسكري، سيكون احد الاهداف الاساسية كما اوضحنا هو ان يمهد هذا الهجوم لاسقاط النظام.
ثالثا: في تقديرنا ان الوقت لم يفت بعد كي تتجنب ايران مثل هذا الهجوم العسكري.
والطريق الى ذلك ببساطة شديدة هو ان تتجاوب بالسرعة الممكنة مع الجهود المطروحة لحل الازمة النووية سلميا، وان تتخلى في نفس الوقت عن طلبها التنازلات وخصوصا فيما يتعلق بالدور المهيمن في المنطقة الذي تتطلع إلى ان تلعبه وتريد من امريكا ان تقر به.
نقول كل هذا من منطلق الحرص على ايران التي تهمنا بالطبع قبل أي اعتبار آخر، ومن منطلق ان دول المنطقة كلها لا تريد ابدا حربا جديدة بكل ما يرتبط بذلك من اهوال وخراب سوف يطول الجميع.