بسم الله الرحمن الرحيم
أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية
يا أبناء شعبنا الأبي
يا أبناء امتنا العربية المجيدة
تمرُ علينا اليومَ الذكرى التاسعة عشرة لاندلاع منازلة أُم المعارك الخالدة في السابع عشر من كانون الثاني عام 1991 لمجابهة العدوان الثلاثيني الغاشم، الذي قادته أميركا وبريطانيا والحلف الأطلسي وثلاثة وثلاثون دولة وثمانية وعشرون جيشاً، أرادوا به تدمير العراق بشن هجومهم الوحشي والذي دامَ خمسة وأربعين يوماً سموه بالقصف التمهيدي في أشنع عملية إيهام وتضليل واستخفاف بالعقل الإنساني، فقصفهم التمهيدي ذاك كان تدميراً شاملاً للبنى التحتية الاقتصادية والارتكازية على امتداد العراق كله من أقصاه الى أقصاه، وشمل المعامل والمصانع والمدارس ودور العبادة بل حتى بيوت الشعر في البوادي، وكان صمود شعبنا وجيشنا الباسل على نحو رائع.
وقد ترافق بدك الكيان الصهيوني وفي قلبه تل أبيب بالصواريخ التي أرعبت جلاوزة الكيان الصهيوني وطار صوابهم والتي بلغ عددها ثلاثة وأربعين صاروخاً وبأمر القائد المقدام شهيد الحج الأكبر قائد منازلة أم المعارك الخالدة الشهيد القائد البطل صدام حسين (رحمه الله) والذي قادَ ومعه قيادة البعث والثورة وكوادر الحزب والدولة وأبناء الشعب البررة هجومهم المقابل الذي أعادَ بأشهر قليلة بناء شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات التي دمرها العدوان الثلاثيني الغاشم، مجابهين في الوقت ذاته الحصار الجائر الذي سبق العدوان ورافقه واستمر بعده وعلى مدى ثلاثة عشر عاماً بابتداع البدائل وتطوير الصناعة والزراعة والخدمات.
ولم يكتف المعتدون الأوباش بذلك كله بل جعلوه توطئة لشن عدوانهم الأميركي الأطلسي الصهيوني الفارسي في العشرين من آذار عام 2003 والذي واجهه هو الآخر أبناء شعبنا وجيشنا البطل بقتال ملحمي في أم قصر عبر الصمود الرائع للواء 45 البطل وبفدائية الحرس الجمهوري وفدائي صدام في معركة المطار وغيرها من المواقع الأخرى.. التي استخدم فيها الغزاة البغاة أبشع أسلحة الفتك والدمار من قبيل القنابل النووية التكتيكية والقنابل العنقودية وغيرها.
يا أبناء شعبنا الصامد، يا مجاهدو المقاومة البواسل
لقد تصديتم للعدوان والاحتلال بصدور عامرةٍ بالإيمان مكنتكم من مواصلة جهادكم الملحمي في معارك الطارمية والقائم والفلوجة والنجف وديالى ونينوى وصلاح الدين وميسان والبصرة وبغداد وما زلتم تواصلون جهادكم المقدس بروح الشعب العراقي وبروح وقيم ومآثر منازلة أم المعارك الخالدة، فَركَعتم المُحتلين الأميركان الأوغاد وأنزلتم بهم الهزيمة الكبرى الماحقة على أرض العراق المباركة كما تصديتم للتغلغل والعدوان الإيراني على جزيرة أم الرصاص واستهداف رأس البيشه وميناء خور العمية وإحتلال حقل الفكه النفطي في ميسان والإعلان السافر عن أطماعهم في شط العرب، فضلاً عن القصف التدميري بالمدفعية الثقيلة والطائرات للمدن والقرى الحدودية في شمال العراق وسرقة النفط العراقي من حقول مجنون وأبي غرب بطريقة الحفر المائل وغيرها، عبر التواطأ المفضوح من قبل المحتلين الأميركان وحكومة المالكي العميلة الذين صمتوا صمت القبور عن ذلك كله وراحوا يقيمون الصخب حول ما يسمونه الانتخابات القادمة لما يُسمى مجلس النواب والتي أمنوا سلفاً مستلزمات تزويرها عبر تغطيتها بتصاعد قمع قوات المحتلين الأميركان وعصابات حكومة المالكي العميلة لأبناء الشعب وشن حملات الاغتيال والاعتقال المنظمة ضدهم ومواصلة تجويعهم وحرمانهم من ابسط الخدمات.
ورغم هذا كله، وردا عليه، فان أن مجاهدي المقاومة الأبطال يواصلون الطرق على رؤوس المحتلين الأميركان وعملائهم الأذلاء بعملياتهم الجهادية المباركة مؤتزرين بحزامهم الجماهيري الواسع والتظاهرات الشعبية المناهضة للاحتلالين الأميركي والإيراني وقمع مرتزقة المالكي العملاء.. وبما وضعنا قاب قوسين أو أدنى من حسم النصر النهائي وتحرير العراق وتوطيد استقلاله والشروع بمسيرة بنائه من جديد على طريق التقدم والنهوض وتحقيق الانبعاث العربي الجديد.
ستبقى ذكرى العدوان الثلاثيني محفزا عظيما لمواصلة النضال ضد المحتلين حتى النصر الحاسم.
المجد والخلود لشهداء منازلة أم المعارك الخالدة وشهداء المقاومة والعراق والامة وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين رحمه الله.
وعاشت المقاومة المجاهدة.
وعاش شعبنا المجاهد وعاشت امتنا العربية المجيدة.
ولرسالتها الخلود.
قيادة قطر العراق
مكتب الثقافة والإعلام
في السابع عشر من كانون الثاني 2010م
بغداد المنصورة بالعز بإذن الله