المنشور في الصحافة المحلية في الأيام القليلة الماضية ينذر بحالة يجب التوقف عندها.. الخبر يقول: إن 200 بيت تأثرت، وغزا المطر بأسلحته الرقيقة سقوفها العتيدة في يوم واحد، وأحدث ثقوبا وشقوقا وتصدعات كانت ممرا يسيرا ليفيض المطر غزيرا على هذه البيوت وأصحابها.
هذا الخبر يثير في النفس أكثر من تساؤل حول أسباب الخلل، والى أي مدى تحتاج بيوت قديمة وبيوت آيلة الى إعادة بناء من جديد وليس ترميما.. هذا الوضع يوحي للمتتبع بضرورة تحذير الناس أكثر، لكون القادم سيكون أقسى واكبرمالم تبدأ في الحال (ومن الآن) خطوات التصدي لتصدع جدران البيوت، ووضع موانع لامتدادات المياه على الشواطئ تسبقها دراسات شاملة في هذا الشأن.
اقول: إن ما نشر في الصحافة لا يمثل كل الحقيقة، حيث لم يبلغ عن حالات كل المنازل التي تعرضت لزخات المطر، ومنها بيتي المسكين الكائن في المالكية (غربي مدينة حمد).
"خرت" غرفة الأولاد، ولم يستطع أبنائي النوم في غرفتهم تلك الليلة، وافترشوا الصالة حتى هذه اللحظة.. وقس على ذلك أمثالي عشرات من المواطنين "الغلابة" ليس في القرى فقط بل حتى في مناطق مثل الرفاع ومدينة عيسى والمحرق، وما حادث سقوط جدار منزل بالمحرق على سيارة إلا مثل صارخ يعري هذه المهزلة.
أعتقد ان التحذيرات التي تنطلق من المهتمين والمتابعين والمسئولين أوالصحفيين تقرع نواقيس مخاطر مقبلة سواء على هيئة كوارث طبيعية قاصمة أوتلك التي تنذر بسقوط أمطار غزيرة في السنوات القليلة المقبلة، كما هو الحال فيما يدورفي منتدى كوبنهاجن حول التغيير المناخي، وما يدور من جدال دولي بين مؤيد ومعارض، وبين من يحمّل الدول الصناعية المسئولية، وبين من يحمل المسئولية للبشر أنفسهم في عمليات تلويث البيئة، والتحوط لما ينتج عنه من جراء ذوبان الجبال الجليدية، في وقت كشفت فيه بعض المصادر عن أن بعض هذه الانهيارات قد بدأت!
ونحن لا نزال في هذا البلد في أول السلم، ولا ندري ما الذي نفعله، يمكن بالكلام أعرب المسئولون، لكن في الواقع لم يحدث شيء باتجاه التصدي والحذر للتخفيف من آثار سقوط أمطار غزيرة او من ارتفاع منسوب المياه، ودخولها جزر البحرين، فتلك مصيبة كبرى!
فإذا ما حصلت بالفعل ، فإنه ليس فقط من المتوقع (بل من المؤكد) أن تذوب هذه الجبال الثلجية، فينتج عنها فائض ماء كبير يصب في الأنهار والبحار والخلجان، فيرتفع بذلك منسوب المياه في القيعان والمصبات والشواطئ، وتبحث المياه الزائدة عن أرض لدخولها، والمسطحات الأرضية وخاصة الجزر، ومنها (بعض جزر البحرين) مرشحة لهذا السيناريو القادم مع جعجعة ضارية شرهة وشرسة لايحمد عقباها.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.