يوماً أخراً دامياً ومروعاً تعيشه بغداد ليضاف إلى الأيام السوداء والمفجعة التي بانت السمة البارزة في حياة العراقيين منذ ابتلاء هذا الشعب الصابر بالاحتلال وعملائه، لتزداد بذلك قائمة الضحايا بين القتلى والجرحى الأبرياء الذين يدفعون ثمن الصراعات السياسية والمخابراتية بين مكونات ورموز السلطة العملية الفاسدة والفاقدة للشرعية، هذه السلطة التي تحاول جاهدة أخفاء مسؤوليتها ودورها الإجرامي في هذه التفجيرات الكارثية وكل الأعمال الإرهابية التي يذهب ضحيتها الآف العراقيين الأبرياء خاصة وأن هذه التفجيرات الأخيرة والتي سبقتها تحدث في مواقع حكومية حساسة ورقع جغرافية محصنة بقوات وأجهزة الأمن وبالسيطرات الحكومية المنتشرة بكثافة ، بحيث لا يمكن للسيارات الملغومة أو للعصابات التي تمارس القتل والتدمير لا يمكنها العبور دون حماية أو تخاذل من قبل الأجهزة الأمنية الحكومية.
لذلك فأن كل الأكاذيب والافتراءات التي تطلقها السلطة العميلة وتحاول من خلالها إلصاق التهمة بالبعث والمقاومة لتشويه سمعتهما، أو توجيه الاتهام إلى هذه الدولة العربية أو تلك، لم تعد تنطلي على الشعب العراقي الذي عرف وكشف هذا النهج الكاذب المخادع والمشبوه الذي ظل يطبع كل سلوكيات وتصرفات المحتل وعملائه منذ اليوم الأول للاحتلال.
وقد بات الشعب العراقي ومعه كل الرأي العام العالمي يدرك أن كل التفجيرات والأعمال الإرهابية صارت مرتبطة ومتزامنة مع خلافات قوى السلطة العميلة، وصراع أركانها وشخوصها على النفوذ والمكاسب الشخصية والحزبية والطائفية لهذه القوي، الأمر الذي يؤشر بوضوح إلى هوية العاملين والمنفذين لهذه التفجيرات الإجرامية والأهداف الكامنة وراءها.
وهكذا فأن هذه الأعمال الإجرامية بقدر ما تكشف ضعف وهشاشة وخواء دولة الاحتلال وأجهزتها فأنها تؤكد من جديد مدى استهانة هؤلاء العملاء بالدم العراقي واستغلاله في دعايتهم الانتخابية وتسخير إمكانيات الدولة وأجهزتها وميلشياتها لترويع وقتل العراقيين الأبرياء.
أننا إذ ندين وبشدة هذه التفجيرات وكل الأعمال الإرهابية التي تستهدف الناس الأبرياء، فأننا على يقين بأن خلاص العراق من كل الكوارث التي نزلت به، وتخلص الأشقاء العراقيون من معاناتهم المستمرة، لا يمكن أن يتحقق بدون خروج قوات الاحتلال الغازية، وإنهاء كل إفرازات وتداعيات المحتل، خاصة زمر الفساد والشر الذين جلبهم وسلطهم على رقاب الشعب العراقي، هذه الزمر التي لا هم لها اليوم سوى سرقة أموال الشعب وارتكاب الموبقات واستباحة كل المحرمات، بعد أن استطاعت المقاومة العراقية تضييق الخناق حول رقبتها ومحاصرتها وفضح جرائمها.
وأن يوم القصاص لقريب بأذن الله
الأربعاء 8 ديسمبر 2009 التجمع القومي الديمقراطي
مملكة البحرين