بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
منذ صدر كتاب المحامي خليل الدليمي حول القائد الشهيد صدام حسين اتابع ما يكتب عنه دون القدرة على الحصول على الكتاب ذاته لانه لم يدخل حيث اقيم حتى الان. ورغم انني طلبت نسخة منه من المحامي الدليمي ووعدني بارسالها الا انها لم تصلني حتى يوم 2/11/2009. وهذه الحقيقة تجعلنا غير قادرين على اتخاذ موقف كامل وواضح ونهائي من الكتاب لان الضرورة الموضوعية تقول يجب ان يقرأ اولا لاجل ابداء الراي فيه.
ومع ذلك فقد قرأت اجزاء قليلة منشورة في صحف عربية، وجدت فيها ما يستحق التعليق الاولي السريع بانتظار قراءة الكتاب لاعطاء راي تفصيلي فيه. ولعل اهم ما لفت نظري فيما وصل لي منه هو قصة اسر الرئيس الشهيد صدام حسين، فلقد اخبرني شخصيا المحامي خليل الدليمي في صنعاء اثناء اول زيارة له اليها قبل اغتيال الشهيد بالقصة التالية : كان الرئيس الشهيد في بيت في الدور وكان يصلي المغرب حينما دخل صاحب الدار وهو يصرخ : ابو عدي لقد جاء الامريكان، ويقول الدليمي ان الرئيس كان يصلي وكانت رشاشته بعيدة عنه قليلا، ووجد الجنود الامريكان فوق راسه مباشرة وهو جالس. وكان مترجم القوات الامريكية عراقي وقام بشتم الرئيس فضربه الرئيس بلكمة ورد الجنود الامريكيين بضرب الرئيس فنشبت معركة بالأيادي بين الرئيس والقوات الامريكية انتهت بضربات موجعة للرئيس افقدته الوعي.
سألت المحامي الدليمي عن قصة الحفرة التي ادعت قوات الاحتلال ان الرئيس كان مختبأ فيها، فقال : حينما سئلت الرئيس عن الحفرة، سالني الرئيس اي حفرة ياخليل؟ انا كنت اصلي حينما القي القبض علي. هذا ما قاله المحامي خليل الدليمي لي ولاشخاص اخرين في اليمن عراقيين ويمنيين وهم شهود احياء، كما ان المحامي زياد النجداوي عضو هيئة الدفاع اكد لي هذه القصة مؤخرا وبعد صدور الكتاب بقوله انه كان هو وخليل فقط حينما سرد عليهما الرئيس الشهيد قصة اسره التي لم تكن فيها قصة الملجأ التي تسمى (قصة الحفرة) من قبل اعلام الاحتلال.
ان الغريب في الكتاب، طبقا لما نشرته صحف، هو ادخال قصة (الملجأ) حيث ورد ما يلي : (وقد كنت عائدا للتو من تفقد بعض فصائل المقاومة، وأنا منهك من التعب وكان الوقت عصرا فأخذت المصحف الشريف وقرأت بعض الآيات وبقيت حتى الغروب وكانت زوجة هذا الصديق تعد لنا الطعام وعندما حان وقت صلاة المغرب أغلقت المصحف واتجهت إلى مكان الصلاة، وإذ بصاحبي يركض باتجاه الدار صائحاً: "لقد جاؤوا، لقد جاء الأمريكان"، وعلى الفور نزلت إلى الملجأ إلا أن الجنود الأمريكيين اكتشفوا مكاني فقبضوا علي وعندها سمعت أحدهم يقول: "الرئيس بوش يسلم عليك"، ثم قام مترجم أمريكي يتحدث اللهجة العراقية وانهال علي بالضرب المبرح والعبارات البذيئة، وقام الجنود الأمريكان بضربي بأعقاب البنادق،).
ان هذه الفقرة تتناقض مع ما ذكره المحامي الدليمي لي ولاخرين مازالوا حياء، لانها – أي الفقرة – تدعم قصة الحفرة التي روجها الاحتلال، وهي قصة قصد بها تشويه صورة البطل الشهيد، والقصة التي نقلها الينا المحامي الدليمي اعتمدنا عليها في تفسير كيفية وقوع الرئيس القائد في الاسر في كتاباتنا ومحاضراتنا، وغير ذلك، لذلك اعلن هذا للراي العام، وادعوا كل من لديه نسخة من الكتاب، بعثيا او مستقلا او من حزب اخر، الى التدقيق في كل ما ورد فيه ومقارنته بسيرة القائد الشهيد المعروفة وما نقلته جهات اخرى عن الشهيد أثناء اسره، ومنهم المحامين الاخرين، من اجل حماية تاريخ البطل القومي العربي الابرز في التاريخ الحديث ومنع أي تشويه له.
ويجب ان يعلم الجميع بان سيرة القائد الشهيد صدام حسين امانة في اعناق كل وطني عراقي وقومي عربي ومسلم حقيقي، ونحن كنا ومازلنا نراقب ونوثق كل شيء حرصا على ابقاء الحقيقة حية وغير قابلة للتزوير من قبل أي شخص او جهة مهما كانت. ان لدينا مراسلات موثقة منذ سنوات حول الامر مع المحامين في هيئة الدفاع وعائلة الرئيس الشهيد، بالاضافة لملاحظات تكونت منذ بدأت عملية الدفاع عن الشهيد ورفاقه، وسوف اكتب عن ذلك عند قراءة الكتاب كاملا كي لا اكون متعجلا ومعتمدا على نتف لاتكفي للحكم في قضية خطيرة كهذه تخص امة كاملة وتتعلق بقيم النضال والشهادة قبل كل شيء.