بسم الله الرحمن الرحيم
أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية
يا أبناء شعبنا الأبي
منذ بروز حقيقة هزيمة المحتلين الأميركان على ارض العراق وشروعهم بتنفيذ خطة اوباما للهروب من المدن صوب (القواعد) حاول المحتلون الأميركان التغطية على هذا الهروب بإظهار التركيز على احتلالهم لأفغانستان ومتطلبات زيادة قواتهم هناك وغيرها من التبريرات الكاذبة لتسويغ هزيمتهم في العراق تحت وطأة الضربات القاصمة للمقاومة الباسلة.. وراحَ اوباما يواصل تصريحاته حول الالتزام بما يُسميه (خطة انسحابه من العراق) والتلويح بـ (الظروف الصعبة) التي سيجابهها العراق، وقد أرسلَ نائبه (جوزيف بايدن) الى العراق قبل أسابيع لمواصلة الضغط على حكومة المالكي العميلة لانجاز ما يُسمونه (المصالحة الوطنية) والتي يعتقد فيها المحتلون الأميركان مدخلاً الى ما يسمونه (الاستقرار) المزعوم الذي يعقب (انسحابهم من العراق).
بيدَ أن حكومة المالكي العميلة تظاهرت عبر تصريحاتها أثناء وبعد مرور زيارة بايدن بعدم سماحها بما أسمته (التدخل في الشؤون الداخلية) وان (المصالحة) شأن عراقي خالص على حد تعبيرات المُصرحين باسمها، وقد ترافقت تلك التصريحات بزيارة العميل المالكي السريعة الى الانبار وتأكيداته على ضرورة (الانجاز الوطني للمصالحة داخل العراق) فهو من جهة يُطمئن الإدارة الأميركية على الالتزام بتنفيذ أملاءاتها ومن جهة أخرى يريد الإيحاء بأنه يعمل بدافع ذاتي لانجاز هذه (المصالحة) لأغراض ودوافع انتخابية تضليلية ليس إلا.
يا أبناء شعبنا المجاهد
أيها الأحرار العرب والأحرار في العالم اجمع
لقد أكدنا هذه الحقائق في بياننا السابق حول دوافع وأهداف زيارة بايدن الى العراق وتصرفات ومواقف حكومة العميل المالكي إزاءها على نحو تضليلي دعائي واستهلاكي في آن واحد وجاءت مُعطيات استدعاء (المالكي) الى واشنطن ومُثوله في حضرة اوباما واجتماعه مع وفده وإعطائه وقت أضافي على نحو منفرد لتؤكد صواب تحليلاتنا واستنتاجنا في بياننا المذكور أعلاه، فقد أدى المالكي فروض الطاعة الولاء كاملة لاوباما وإملاءاته وزار مقبرة القتلى من جنود الاحتلال الأميركي مكافأة لهم لأدوارهم المشينة في ذبح وإبادة الشعب العراقي تعبيراً عن أحط درجات الخسة والعمالة المباشرة للمحتلين الأميركان وتعبير صارخ عن لا وطنية المالكي وحكومته ولا يمكن تبرير هذه الفعلة النكراء المضافة للجرائم النكراء لعملاء المحتلين من أطراف العملية السياسية المخابراتية، وحاول المالكي أن يُغطي مواقفه الشائنة هذه عبر تخرصه في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده اوباما معه في حديقة البيت الأبيض حول ضرورة الاستثمار الأميركي في العراق وعقد (مؤتمر الاستثمار الواسع والكبير) في بغداد في تشرين الأول القادم على حد وصفه وتطرق الى ما اسماه تنفيذ الإطار الستراتيجي بين أميركا والعراق، والمقصود تنفيذ الأهداف الأميركية لاتفاقية الإذعان التي وقعتها حكومة المالكي العميلة مع أميركا أواخر العالم الماضي والتي من شأنها رهن الاقتصاد العراقي لأميركا وارتباطه بعجلة الاقتصاد الرأسمالي العالمي المنهار وما سيجره ذلك على العراق من أضرار إضافية بالغة إضافة الى التدمير الذي ألحقه الاحتلال الأميركي للعراق والذي لن تغطيه توسلات المالكي باوباما وبان كيمون بضرورة إخراج العراق من طائلة البند السابع.
يا أبناء شعبنا المقدام
أن إدارة اوباما وجدت في العملية السياسية المخابراتية التي صنعتها في العراق وفي حكومة المالكي الأداة الطيعة لتنفيذ الأهداف الخبيثة التي عجزَ الاحتلال الأميركي عن تحقيقها ولكي تكون حلقة الوصل مع النظام الإيراني العنصري التوسعي في إطار التواطآت الأميركية الايرانية لتقاسم النفوذ والمصالح عبر تبادل الأدوار وتنسيقها في العراق فوجدت أميركا في حكومة المالكي العميلة المزدوجة لها ولإيران ضالتها المنشودة في تنفيذ المخطط الأميركي الصهيوني الفارسي القائم على المناورة والابتزاز، وقد ظهر ذلك جلياً عبر تكرار تصريحات اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون حول ضرورة استمرار الحوار الأميركي الإيراني وسعي حكومة المالكي العميلة لتوقيع ما يُسمى بالاتفاقية الأمنية بين بريطانيا وحكومة المالكي على غرار اتفاقية الإذعان التي وقعتها مع أميركا وإتاحة المزيد من الفرص للتدخل الإيراني في شط العرب والخليج العربي بالنظر لضعف القوات البريطانية غير المؤهلة بشهادات النواب والساسة البريطانيين أنفسهم سواء في أفغانستان أم في العراق، وبذلك يريدون أن يعقب الاحتلال الإيراني الاحتلال الأميركي للعراق.
أن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، والمقاومة الباسلة بفصائلها كلها وأبناء الشعب جميعهم واعون لهذا المُخطط الخبيث وهم اعدوا العدة لمواجهة أهداف المخطط الأميركي الصهيوني الفارسي وغايات التواطآت الأميركية الايرانية واستخدام القوات البريطانية الضعيفة لخدمة أغراضهم الشريرة بالاستمرار في التوسع في السيطرة على شط العرب وقضم المزيد من الأراضي والمنافذ الحدودية العراقية ومواصلة سرقة النفط العراقي.
ولكن عيون العراقيين ومقاومتهم المجاهدة مُبصرة على نحو واع وحاد، وقد هيأت مستلزمات إفشال هذا المخطط الشرير ومجابهة المحتلين من كل صنف ولون، حتى يعود العراق واحداً حُراً مستقلاً فاعلاً في مسيرة أمته العربية وفي المحيط الإنساني ترفرف على بطاحه وسهوله وجباله واهواره رايات العزة والكرامة الوطنية والقومية والإنسانية.
عاشت المقاومة العراقية الباسلة وعاش الشعب وعاشت الامة العربية المجيدة.
وليخسأ الخاسئون جلاوزة الحلف الأميركي الصهيوني الصفوي وعملائهم من الجواسيس الصغار.
ولرسالة امتنا الخلود.
قيادة قطر العراق
30 / تموز / 2009 م
بغداد المنصورة بالعـز بإذن الله