بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من المعروف ان نوري المالكي او "سيد محسن" (كما كان يسمى ايام وجوده في ايران) انه كان احد العناصر القيادية الناشطة في العمل المسلح في حزب الدعوة منذ ثمانينيات القرن الماضي، اي منذ كان لحزب الدعوة نشاطات عسكرية تعتبر حتى في عرف حكومة المالكي الحالية اعمالا "ارهابية" من الدرجة الاولى تصل الى حد اعتبارها اعمال "ابادة جماعية" كما يطالب حاليا نائب رئيس الجمهورية "عادل عبد المهدي"،!، ومن المعروف وفق القانون الدولي فان جرائم الارهاب والابادة الجماعية "لا تسقط بالتقادم"، اي مهما مرّ عليها من زمن فلن يسقط حق المتضررين جرائها في المطالبة بحقوقهم، وهذا يعني ان من حق جميع من تضرر من العمليات الارهابية التي قام بها حزب الدعوة منذ تشكيله والى اليوم ان يرفعوا قضاياهم الى اي محكمة مختصة بمثل هذه الجرائم سواء في امريكا او اوربا او حتى الدول العربية (والمحاكم العراقية لاحقا بعد زوال المالكي وزمرته)، كما بامكانهم رفع تلك القضايا الى محكمة العدل الدولية اذا وجدت جهة قانونية فاعلة تستطيع ان تتبنى التوكل بمثل هذه القضايا.
العمليات "الارهابية" التي قام بها حزب الدعوة كثيرة وهي تنوعت بين الكبيرة التي يمكن ادراجها ضمن تصنيف "الابادة الجماعية"، ومنها الصغيرة التي تختص بقتل احد الاشخاص بتفجير عبوة ناسفة. كما ان منها ما جرت داخل العراق وتصنف بانها "ارهاب محلي"، ومنها ما تعدت العراق حتى طالت دولا عربية واجنبية اي "ارهاب دولي"، لكننا سوف نستعرض هنا بعض العمليات "الارهابية" التي قام بها حزب الدعوة وتحديدا في الفترة بين 1980 و2003، وفق ما نتذكره او تسعفنا به وسائل الاعلام والانترنيت، ومن هذه الاعمال :
– تفجيرات سينما النجوم وسينما الخيام في عام 1981، والتي راح ضحيتها ما يقارب الثلاثمائة شخص عراقي.
– اقتحام "انتحاري" يقود عربة حمل كبيرة "لوري" لمبنى الاذاعة والتلفزيون في الصالحية ومقتل العشرات من الموظفين والمراجعين العراقيين في ثمانينات القرن الماضي.
– تفجير السفارة الامريكية في الكويت في (12121983) وادت الى مقتل سبعة اشخاص وجرح 37 اخرين، وتمت بواسطة شاحنة مفخخة قادها عضو حزب الدعوة "رعد مفتن" وهو مهندس عراقي من اهالي محافظة البصرة وكان يعمل في الكويت (يعني يوجد رابط كبير بينه وبين "ابو مهدي المهندس" وكان مهندسا ايضا ومن اهالي البصرة ويعمل في الكويت وعضو في حزب الدعوة!!)، علما انه في نفس ذلك اليوم حدثت ستة تفجيرات في الكويت منها تفجير سياراة مفخخة امام السفارة الفرنسية، وتفجير عبوة ناسفة في مطار الكويت ادت الى مقتل مواطن مصري، وتفجير عبوة ناسفة في محطة كهرباء الكويت. جميع هذه العمليات تبنتها رسميا منظمة "الجهاد الاسلامي" وهي واجهة خارجية لحزب الدعوة.
– اختطاف الطائرة الكويتية "كاظمة" في "ديسمبر كانون الاول" سنة 1984، حيث قامت مجموعة "ارهابية" من حزب الدعوة باختطاف الطائرة اثناء رحلتها من الكويت الى "كراتشي" واجبارها على الهبوط في "مهرباد" في طهران، استمرت عملية الاختطاف ستة ايام انتهت بقتل اثنين من الرهائن الامريكيين، كانت مطالب الخاطفين هو افراج الحكومة الكويتية عن عناصر حزب الدعوة الاسلامية المتهمين بالتفجيرات الستة التي ضربت الكويت قبل عام في (12121983). علما انه في عام 1988 تم خطف طائرة كويتية اخرى هي طائرة "الجابرية" من نفس العناصر "الارهابية" لحزب الدعوة وحملت نفس مطالبهم بالافراج عن عناصر حزب الدعوة المتهمين بالتفجيرات في الكويت، وانتهت العملية بمقتل شخصين كويتين، امر الخاطفين الطائرة ان تهبط في طهران، ثم انتقلت الى قبرص، واخيرا حطت في الجزائر، كان قائد الطائرة الكابتن العراقي "صبحي نعيم"،
– تفجير موكب امير الكويت بواسطة سيارة مفخخة يقودها "انتحاري" في تاريخ (525 1985) ادت الى اصابة امير الكويت بجروح مع مقتل اربعة من مرافقيه بالاضافة الى جرح 12 شخصا اخرين. تم التعرف على "الانتحاري" وتبين انه عراقي من اعضاء منظمة "حزب الدعوة الاسلامية"، وقد تبنت العملية رسميا اولا منظمة "الجهاد الاسلامي" التابعة لحزب الدعوة، لكنها نفت ذلك لاحقا بعد ان ادت الى اثار سلبية جدا على حزب الدعوة وعلى ايران!!.
– اغتيال "هادي عواد سعيد" مساعد الملحق الثقافي في السفارة العراقية وابنه وهما في منزلهما في الكويت وذلك بتاريخ (131985)، حيث قام اربعة عناصر من حزب الدعوة بالهجوم على المنزل وقتله هو وولده، علما انه كان قد تلقى العديد من التهديدات وهو تفجير سيارة مفخخة خلف فندق المريديان في الكويت بتاريخ (2211986)، والفندق كان يقطنه مجموعة من الاعلاميين والصحفيين لتغطية مؤتمر القمة الاسلامية الذي اقسم حزب الدعوة على اجهاض المؤتمر لانه كان يصب في غير صالح ايران.
– تفجير عبوة ناسفة في (24191987) اسستهدفت مبنى شركة خطوط "بان ام" الامريكية، حيث تبنت العملية منظمة "تحرير المسلمين في الكويت" الشيعية، وهي الاسم البديل لحزب الدعوة الاسلامية، وقد اقسم في ذلك الوقت باستهداف مصالح امريكا واوربا في جميع دول العالم.
– في (2741988) استهدف عبوة ناسفة شركة الخطوط الجوية السعودية في الكويت من قبل حزب الدعوة الاسلامية ردا على قطع السعودية علاقتها الدبلوماسية مع ايران، وكانت النتيجة خسائر مادية مع جرح احد الاشخاص.
اغلب عمليات حزب الدعوة كانت موجهة ضد الكويت، واليوم يريدون من الكويت ان "تغفر" لهم!!.
نزار القباني وبلقيس وحزب الدعوة
في تاريخ (18121981) قام عناصر من منظمة "الجهاد الاسلامي" الشيعية (حزب الدعوة) بتفجير السفارة العراقية في لبنان بواسطة شاحنة مفخخة يقودها احد عناصر حزب الدعوة الا وهو "ابو مريم"، ادى ذلك التفجير الى مقتل العشرات من المواطنيين العراقيين واللبنانيين ومن ضمنهم زوجة الشاعر "نزار القباني" "بلقيس الراوي" والتي انشد فيها الكثير من القصائد، ليس لان بلقيس زوجته، بل لانها كانت احدى "المناضلات" ايام الثورة الفلسطينية لذلك فقد اقيم لها تشييع رسمي حضره ياسر عرفات بنفسه وجرى دفنها في مقبرة الشهداء*.
الاسباب "التافهة" التي من اجلها كان حزب الدعوة يقتل العراقيين!!:
الاسباب التي ادت بحزب الدعوة الى تفجير السفارة العراقية في بيروت بالاضافة الى تفجير وزارة التخطيط العراقية هي كما يذكرها "طالب الحسن" في كتابه "حكومة القرية" ما يلي :
((فكانت العمليات المنظمة للمعارضة الاسلاميه العراقية على اشدها تلاحق رموز السلطه ومؤسساتها المهمه فمن عملية تفجير السفارة العراقية في بيروت التي نفذها ابو مريم الى عملية تفجير وزارة التخطيط في بغداد التي نفذها ابو بلال كانت هاتان العمليتان سببا في تقويض احلام صدام في استضافة مؤتمر عدم الانحياز الذي كان مقررا اقامته في بغداد عام 1982،)).
فانظروا الى خسة الاهداف وعظيم الخسائر!!، اذا كان حزب الدعوة العراقي قد سفك كل هذه الدماء العراقية من اجل ان يمنع صدام من عقد مؤتمر في بغداد "لا يهش ولا ينش" عديم الجدوى اصلا، فكم نهر من دماء العراقيين سوف تسيل اذا كان لحزب الدعوة اهداف اكبر من مجرد ان يمنع مؤتمرا كهذا؟!!.
عماد مغنية وابو مهدي المهندس والمالكي عناصر مختلفة في منظمة واحدة!!:
يقول البعض ان "عماد مغنية" كان هو وراء عملية تفجير السفارة العراقية في بيروت، لكنا نعلم انه في ذلك الوقت كان عماد مغنية في بداية عمله المسلح، وكان ما يزال مبتداءا وحزب الله ما زال في طور التشكل، وفي ذلك الوقت لم يكن على ساحة الشيعة في الوطن العربي في العراق وخارجه من تنظيم مسلح سوى حزب الدعوة الذي يراسه المالكي حاليا، وتفيد جميع التقارير والمعلومات ان جميع الاعمال التي قام بها مغنية كانت باشراف او معية "ابو مهدي المهندس"، وانها جميعا نفذت باوامر وتمويل وتجهيز تنظيم حزب الدعوة الاسلامي الذي كان قد دمج اهدافه العسكرية للتطابق مع اهداف خميني وايران، وبالتالي فان جميع الاعمال "الارهابية" التي اقترفتها ما تسمى "منظمة الجهاد الاسلامي"، او التي اقترفها "عماد مغنية"، او التي قام بها "ابو مهدي المهندس" هي في الحقيقة متبناة ومدعومة ومجهزة وباوامر من تنظيم حزب الدعوة الاسلامية الحاكم في العراق حاليا والذي يدعي ليل نهار انه ضد الارهاب ويقاتل "الارهابيين" جنبا الى جنب مع "الامريكان"!!.
ماذا على المتضررين ان يفعلوا اليوم؟:
لقد تضرر الكثير من العراقيين وغير العراقيين جراء العمليات "الارهابية التي قام بها حزب الدعوة في العراق وخارجه، وقد كانت وجوه وشخصيات وحتى اسماء عناصر وقيادات حزب الدعوة مخفية ولا احد يعرفها، لكن بعد ان سلمهم الامريكان الحكم في العراق، سارع اولئك "الحمقى" في الكشف عن وجوههم وشخصياتهم وعناوينهم بطريقة "غبية"، حتى اصبح بعضهم يسابق الاخرين في التفاخر بمنجازته "الارهابية" لايام نضالهم "السري"!!، وقد نسو في غمرة النشوة بكرسي الحكم ان ملفاتهم ما زالت مفتوحة، وان ابناء الابرياء الذين سقطوا جراء جرائمهم ما زالوا يبحثون عمن قتل ابائهم، وان جرائم "الارهاب" التي اقترفوها لا تنسى بالتقادم، وان "الشيطان الامريكي" الذي اصبحوا اليوم يلعبون في "فمه" يوشك قريبا ان يغلق ذاك الفم فيبتلعهم بنفس الطريقة التي ابتلع بها من سبقهم ومن سياتي بعدهم!!.
انني ادعو اليوم جميع من تضرر من جرائم حزب الدعوة في العراق وخارجه ان ينتهز فرصة وجود رئيس منظمة الدعوة الاسلامية "نوري المالكي" في امريكا لاجل المطالبة بالقاء القبض عليه ومحاسبته على الجرائم التي اقترفها هو عندما كان مسؤول شبكة العناصر المسلحة لحزب الدعوة وكان اسمه "سيد محسن"، او الجرائم التي ارتكبها تنظيمه منذ ثمانينات القرن الماضي والى اليوم، واخص بالذكر من اولئك الضحايا اولاد الشاعر "نزار القباني" "عمر" و"زينب"، كما ادعو الاخت "نيران السامرائي" بانتهاز هذه الفرصة لرفع قضية اختفاء زوجها "احمد الحجية" الى المحاكم الامريكية باعتبار ان للمالكي علاقة قوية بابي مهدي المهندس، كما ان صاحبه "علي الاديب" هو مسؤول الارتباط مع وزير الرياضة والشباب الحالي "محمد جعفر" ومع "ابي مهدي المهندس" وهم المسؤولون عن عملية خطف اعضاء اللجنة الاولمبية، كما اطالب الكويتيين والامريكيين واللبنانيين الذين تاذوا من عمليات حزب الدعوة برفع قضايا مماثلة لاجل نيل حقوقهم…!!
اما باقي العراقيين "الفقراء" الذين لا يجدون من ياخذ لهم بحقهم من امثالي ومن قتل في سينما النجوم والخيام وباقي التفجيرات فاقول لهم : "حسبنا الله وهو نعم الوكيل".
…………………………………
* يكتب "القباني" ذات مرة ما يلي : ((والغريب، أن بلقيس، رغم عشرتنا الطويلة الجميلة التي استمرت اثني عشر عاما، ورغم انني كنت اعرف شؤونها الكبيرة والصغيرة، فقد بقيت محتفظة بسر واحد لم تعلنه هي، وانما اعلنه الموت…
…….. عندما رجعنا من الجنازة الى مكتب ابي عمار، بدأ القائد الفلسطيني يتكلم عن بلقيس الراوي… وبدأ اللغز ينكشف.
قال : في آذار 1968، وكنا خارجين من معركة (الكرامة)، جاءتني الى منطقة الاغوار في الاردن فتاة عراقية فارعة القامة، تجر وراءها ضفيرتين ذهبيتين..
وطلبت مع زميلاتها في ثانوية الاعظمية للبنات في بغداد، تدريبهن على حمل السلاح، وقبولهن مقاتلات في صفوف الثورة الفلسطينية.
وبالفعل اعطينا الفتيات العراقيات، ومن بينهن بلقيس، بنادق، واخذناهن الى ساحة الرمي حيث تعلمن اطلاق الرصاص، واساليب القتال.
وكانت الفتيات سعيدات بملاسمة السلاح، وكنا سعداء بأن تنضم الى الثورة الفلسطينية هذه الزهرات من ارض العراق.
… ودارت الايام – يتابع ابو عمار كلامه – وكتب لنا القدر ان نواصل نضالنا في لبنان، كما كتب لبلقيس أن تعمل في سفارة العراق في بيروت.
وذات يوم، كنت مدعوا للعشاء لدى احد الاصدقاء في بيروت، فاذا بالفتاة ذات القامة الفارعة، والضفيرتين الذهبتين.. التي جاءتني متطوعة الى الاغوار قبل عشر سنوات تدخل… وتدخل معها ذكريات نصرنا الجميل في (الكرامة)… وتصافحني بحماسة رفيق السلاح…
والتفت اليّ ابو عمار، والدمعة عالقة باهدابه، وقال : 'هل تعرف يانزار أن الفتاة التي تزوجتها انت، فيما بعد، هي رفيقة السلاح التي جاءتنا الى الاغوار في اذار 1968، واكلنا معها خبزاً.. وزيتوناَ.. وبيضا مسلوقاً'؟
'لذلك يااخي يانزار، نحن نشيعها كمناضلة فلسطينية.. وندفنها الى جانب الشهداء الفلسطينين، ونلفها بالعلمين العراقي والفلسطيني، تكريما للارض التي اطلعتها، وللثورة التي نذرت نفسها لها… '
'ان بلقيس الراوي لم تكن زوجتك، بقدر ماكانت ابنة الثورة الفلسطينية… '
هكذا تكلم ابو عمار.. وفي اليوم الثاني، ذهبت الى مقبرة الشهداء لأزور حبيبتي فوجدت على رخامة قبرها الكتابة التالية :
((الشهيدة بلقيس الراوي
استشهدت في 15/12/1981
يا جبل ما يهزك ريح… يا جبل ما يهزك ريح)).
انتهى الاقتباس.
ولنزار القباني قصيدة في رثاء بلقيس يقول في مطلعها:
شكراً لكم
.. شكراً لكم
فحبيبتي قتلت.. وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت وهل من أمة في الأرض
إلا نحن.. نغتال القصيدة
بلقيس
كانت اجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس
كانت اطول النخلات فى ارض العراق
كانت اذا تمشى..
ترافقها طواويس
وتتبعها أيائل
بلقيس
يا وجعي..
يا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
هل يا ترى..
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل؟.