أصدرت جمعيات التيار الديمقراطي ''وعد، المنبر، التجمع القومي'' عدداً من البيانات تشير فيها إلى تنسيق بين أطراف هذا التيار في عدد من الملفات السياسية، وهذا ما يطرح عدداً من التساؤلات إذا ما كانت الجمعيات الثلاث ممثلة في هذا التيار بالتحرك على صعيد العمل السياسي وتنسيق المواقف بشكل أكبر، وهل تخلع بعض مكوناته عباءة التحالف مع التيارات السياسية ذات الطابع الديني، وأخيراً هل سيدخل هذا التيار في تنسيق مشترك في الانتخابات القادمة؟ . من جانبه ، قال رئيس جمعية التجمع القومي الديمقراطي الدكتور حسن العالي أن هناك لقاءات مستمرة بين أطراف التيار الديمقراطي من أجل إشهاره، مشيراً إلى أنه تم تكليف التجمع بالعمل على وثيقة التيار التي تتضمن مبادئه وأهدافه، وأضاف:'' تم إعداد هذه الورقة وتم تقديمها للمنبر التقدمي، ووعد وفي الاجتماع القادم في أول ثلاثاء من الشهر القادم سيتم إشهار هذه الوثيقة إذا ما أقرت من قبل الجميع، وبالتالي سيعمل التيار بشكل تنظيمي، وحالياً الاجتماعات الشهرية التي يحضرها الأمناء العامون ومساعديهم للاستمرار في التأسيس للوثيقة والمواقف المشتركة''. ولفت العالي إلى أن التيار يعمل حالياً على الترتيب للقاء تمهيدي للحوار الوطني، وقال:'' نحن في التجمع نجري اتصالات مع الجمعيات السياسية داخل وخارج البرلمان، لتدارس إمكانية وضع أجندة للحوار الوطني، وهو جزء من أهداف التيار الذي لم يتأسس من منطلق أهداف مؤقتة، وإنما هناك أهداف''. وأكد العالي أن التيار يسعى أيضاً إلى تشكيل قائمة وطنية واسعة للانتخابات القادمة، مشيراً إلى أنه في حال فشل تشكيل هذه القائمة، ستشكل قائمة أخرى بين أعضاء التيار الوطني الديمقراطي، بعد إقرار جميع أعضاء التيار المشاركة في الانتخابات. وتابع العالي:'' أهداف التيار واسعة تنطلق من رؤية واضحة بعد المؤشرات الخطيرة من سيطرة الصبغة الطائفية على العمل السياسي، وطأفنة كل القضايا الوطنية وتراجع العمل الوطني وغلبت النبرة الطائفية على النبرة الوطنية، لذا يقع على عاتق التيار أن يعيد الخطاب الوطني كبديل وطني جامع يطرح رؤيته لمعالجة المشاكل والصعوبات التي تواجه البلد، إذا صح التعبير هو تحالف استراتيجي''. وأكد العالي أن التيار الديمقراطي جزء من التنسيق السداسي وبعض الأمور المطروحة ترحل للتنسيق فيها بين السداسي ولكن مع الحفاظ على كيان هذا التيار، لافتاً إلى أن الخطاب والمواقف سوف تتطور وتنمو، خصوصاً وأن هناك شخصيات راغبة في ولادة هذا التيار، وهو لن يشمل تيارات سياسية فقط وإنما شخصيات وطنية مستقلة مؤمنة بالتيار. من جانب آخر ، قال نائب الأمين العام بالمنبر الديمقراطي التقدمي عبدالنبي سلمان إن البيانات التي أصدرها التيار الديمقراطي هي مؤشر إلى جدية الجمعيات الديمقراطية في التوجه نحو الانتخابات القادمة بقوة أكبر وتنسيق أكبر ومع الآخرين في الحراك السياسي. وأضاف:'' مازلنا في بداية الطريق ومازالت مرحلة التحالف بعيدة، كما أن هذا التيار لن يخرج عن إطار التنسيق مع الجمعيات الست الأخرى في الملفات المشتركة''. وحول القائمة الوطنية المشتركة، قال سلمان:'' لا يوجد توجه نهائي بالدخول إلى قائمة وطنية موحدة، وإن كنا نسعى في التقدمي للدخول بقائمة موحدة، ولكن هذا ستفرزه الأيام القادمة بشكل أوضح''. وحول دور التيار في مواجهة الحراك الطائفي أوضح سلمان:'' نحن في التيار الديمقراطي كأننا نحرث في بحر، في ظل المد الطائفي المتنامي ولكن هذه مسؤولياتنا نحو برلمان بعيد عن التجاذبات الطائفية''. وأكد سلمان أن مستقبل التيار بقدرة مكوناته الأساسية على فهم احتياجات العمل السياسي ومستقبل العملية السياسية في البلد، وأضاف:'' لابد من التفكير الجاد في تشكيل تيار وطني لأنه البديل الأنجح، وكل الأطر الأخرى خصوصاً أطر الإسلام السياسي أثبتت عجزها عن تكوين حركة وطنية حقيقية، وأعتقدأن القوى الديمقراطية مؤهلة شريطة أن تمتلك قرارها بشكل أكبر''. فيما قال نائب الأمين العام فؤاد سيادي إن التيار الديمقراطي هو أحد التكتلات التنسيقية بين الجمعيات السياسية، وأضاف:'' التيار الديمقراطي له ما يميزه عن التيارات الأخرى خصوصاً في بعض الملفات الاجتماعية، والتي لا تتعارض مع أي ملف يعالجه التجمع السداسي''.وتابع:'' التنسيق عمره الآن ستة شهور وهو ليس حديثاً، وهذا التجمع ليس بديلاً عن التجمع السداسي''. وأكد سيادي أن وجود تيار ديمقراطي قوي على الساحة السياسية أصبح ضرورة مجتمعية أكثر منها سياسية، ليخرج البلد والساحة السياسية من البوتقة الطائفية التي ميزت الساحة السياسية في العقد الأخير ومن مشروع تجمعات طائفية بمختلف تلاوينها إلى العمل الوطني. على الصعيد السياسي، قال سيادي:'' للتيار الديمقراطي دور كبير لأنه يتكون من تجمعات أساسية في الساحة السياسية، ولكن إشكالية التيار الديمقراطي في ظروفه الذاتية والموضوعية التي حكمت عليه أن يتراجع عن دوره''. وحول احتمال دخول ''وعد'' في الانتخابات القادمة في قائمة مشتركة مع أطراف التيار، قال سيادي:'' إلى الآن لا يمكن استباق الأمور ولا يمكن الإشاعة إلى موقف مشاركة أو مقاطعة في وعد، والموضوع مازال قيد الدراسة، القائمة الوطنية هي مبدأ وليست موقفاً سياسياً، وهي متطلبات المرحلة القادمة، فيما لو حدث توافق، ولكن إلى الآن لم نحسم الأمور''. وتابع سيادي:'' نطمح أن يكون للتيار الديمقراطي دور أكبر، وعلى قوى المجتمع الأخرى أن تتفهم هذا الدور سواء من جانب السلطة أو الجمعيات السياسية الأخرى، وصدورنا مفتوحة للتيارات التي تتعاطى مع الشأن الوطني بعيداً عن الحسابات والنتائج، لأن كلنا سنفوز أوكلنا سنخسر إذا خسر الوطن''.