بيان سياسي صادر عن جبهة التحرير العربية في ذكرى الخامس عشر من ايار "ذكرى يوم النكبة" |
شبكة البصرة |
· العودة حق شخصي ووطني مقدس كفلته القرارات الدولية · وحدة شعبنا الفلسطيني هي الضمانه لتحقيق العودة · استنفار العامل القومي والوطني في مواجهة قوى الشعوبية الطائفية · تحسين اوضاع لاجئي الدول العربية لاتعني التوطين · وقف المفاوضات ضرورة وطنية
جماهير شعبنا المناضل.. يوما بعد يوم تزذاد المعاناه، ويكبر المصاب، ويطول انتظار اللاجئيين الفلسطينيين، في العراق عادوا الى نصب الخيام على الحدود، وقد تجددت نكبتهم واللاجئيين الفلسطينيين في لبنان في فقر مدقع، والبعض يحاول الخروج من الماذق ليجده في غربة ابديه، معاناه اجيال طال انتظارها، اجيال افتقدت الهوية، ومعها فقدت كافة حقوقها الانسانية، وارتهن امرها الى اجهزة المخابرات في دول عديدة. سته ملايين فلسطيني او يزيد في قلق دائم ليس هناك ما يبنى عليه لا ارض يمتلكها ولا قوانيين تسمح ببيت يبنيه، فوجوده مؤقت، ولا حقوق بل واجبات والتزامات عليه التقيد بها بعضهم ممزق بين الهجرة الابدية التي وجد فيها ملجأ الى حين، وبين العودة والامل وان كان في منافي الشتات، والبعض الاخر اختار الهوية بعيدا عن الاهل والوطن واخرون يعيشون لا وطن ولا هوية، حتى ان جواز السفر الفلسطيني يعني مشكلة في المطارات الدولية. في وقت "تتسارع قرارات اسرائيل" في مصادرة الارض لتقيم عليها المستوطنات، ويستمر استيراد المهاجرين، وجدار الفصل العنصري الذي يضغط على صدر شعبنا ترتفع جدرانه يوما بعد يوم وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ربما اصبح من الخيال. هذا في وقت اتخذت بعض الدول من العودة سبيلا لمزيد من حرمان شعبنا فتحت ذريعة العودة منع الفلسطينيين من الحصول على ابسط الحقوق. كما اتخذ من العودة شعارا في سوق المزايدات السياسية، حيث لم يقدم هؤلاء لشعبنا سوى الشعارات وفقط الشعارات. واذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية شكلت الوطن المعنوي لشعبنا في مناطق لجوئه وتحت الاحتلال، فان دخول العامل الاقليمي يعمل على اجهاض هذا التمثيل، ويظهر التحالف الاسرائيلي الايراني بابشع صوره في استهداف المنطقة العربية وفي مقدمتها فلسطين. لذلك فان من اهم القضايا التي تواجه شعبنا هو تحديد القوى المعادية فقد كان والى سنوات قليلة وضوح في الخنادق، قوى رجعية واخرى تقدمية، ومقاومة فلسطينية في مواجهة اسرائيل.
اما الان فالامة العربية تستهدف في قوميتها في عروبتها، فاقامة الدويلات الطائفية اصبحت واقعا في العراق بفعل تحالف امريكي ايراني. ولبنان وتحت ذريعة المقاومة قد تم فرزه طائفيا واصبح مقسم واقعيا. ولفلسطين وتحت نفس الشعار اصبحت حكومتان. لذلك فالمهمة الاولى التي شعبنا هي العودة الى هذا الوضوح، وهي ان ايران ذات الاطماع الامبراطورية اتخذت من الجرح الفلسطيني النازف وسيلة للهيمنة والسيطرة وشق الصف الفلسطيني وتحقيق احلامها الامبراطورية وذريعة للتدخل في الشؤون العربية وتستخدم في ذلك اسلوب الطائفية البشع للوصول الى هذا الهدف وتلتقي في ذلك مع مطامع اسرائيل في السيطرة على مقدرات المنطقة العربية، واجهاض الحلم الفلسطيني في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
الامر الثاني ضرورة استنفار العامل القومي الذي عملت امريكا لاجهاضه باحتلال العراق. وعلى كافة المستويات، الجماهيرية والرسمية. وذلك بايجاد جبهة قومية شعبية تضم كافة القوى والاحزاب لمواجهة المد الشعوبي الطائفي وتعريته وفضح شعاراته المزيفة التي اتخذت من اشرف وسيلة سبيلا لتحقيق اسوأ الاهداف، ونرى ضرورة وضع الامكانات بمختلف اشكالها من اعلامية وسياسية ومادية من اجل تعرية المد الشعوبي وفضح اهدافه وكشف مؤامراته.
والامر الثالث. ان الوحدة الوطنية الفلسطينية كانت ولا زالت الهدف الذي نسعى الى تحقيقه وفي كافة المراحل. واذا كان الحوار في السابق هو السبيل الوحيد لتحقيقها فان ما يحصل على الساحة الفلسطينية الان مختلف تماما فالحوار الفلسطيني الذي انطلق برعاية مصرية وقبل اشهر لايزال يدور في حلقة مفرغة لان العامل الاقليمي يضغط بقوة من اجل عدم الوصول الى اتفاق، وما يجدر ذكره في هذا الصدد ان الحصار الغربي لم يسقط حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت اثر اتفاق مكة وانما اسقطت بفعل عمل عسكري بقرار اقليمي، هذا العامل لا يزال هو المحرك للاحداث وهو الذي يحول دون تحقيق الوحدة الفلسطينية المنشودة، لذلك نرى ضرورة توحيد القوى القومية والوطنية واليسارية والاسلامية الوطنية وتبني برنامج وطني لمواجهة المرحلة الحالية والمقبلة ويكون ذلك بتصليب الموقف الوطني في مواجهة اسرائيل ومقاطعة المفاوضات، وتصعيد المقاومة بكافة اشكالها واحياء الامل الفلسطيني في العودة الذي تراجع بفعل الانقسام الحالي. والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ومنها قرار 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض، كما نشير ان هذا الحق هو حق شخصي و وطني لايمكن التنازل عنه من ايه جهة او سلطة كانت ولا يسقط بتقادم الزمن.
جماهير شعبنا الفلسطيني… ان شعبنا الذي قدم التضحيات وادام استمرار المقاومة بكافة اشكالها ورفض التنازل عن حقه المشروع في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس سيبقى هو الضمانه لاستمرار المسيرة حتى التحرير.
ركاد سالم "ابو محمود" امين عام جبهة التحرير العربية |
|
الخميس 19 جماد الاول 1430 / 14 آيار 2009 |
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.