بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
حزب البعث العربي الاشتراكي في فلسطين |
شبكة البصرة |
أ. عبدالعزيز أمين موسى عرار مشرف تربوي وباحث ومحاضر جامعي |
مقدمة أهمية البحث: تعتبر الفترة الممتدة بين عامي 1948 ـ 1982 فترة مليئة بالتطورات التي شهدتها القــضية الفلسطينية، وبروز المد القومي العربي، و ظهور حزب البعث الذي نشط في مد فروعه في أقطار عربية عديدة، ومنها فلسطين، الذي بلغ أوج مده الجماهيري في الخمسينيات، التي تعتبر فترة مد وازدهار قومي، ولكنه أخذ يتراجع بعد انفصال الوحدة المصرية السورية عام 1961. وما تلاه من انقلاب شباط / فبراير1966 في القطر السوري. كما شهدت هذه الفترة قيام منظمة التحرير الفلسطينية وعملت على بعث للكيان الفلسطيني، وتجدد نشاط البعث على الساحة الفلسطينية بصورة تنظيمات عسكرية بعد حرب حزيران 1967، ولا زال بعضها ينشط إلى الآن.
أسباب اختيار البحث: بدأ اهتمام الباحث في قراءة دفاتر نسخها معتقلو منظمتي جبهة التحرير العربية والصاعقة منذ اعتقاله عام 1976، ونظرا لقلة المراجع والمصادر التي تناولت حزب البعث بسبب منع الاحتلال لعشرات منها بالتداول والنشر، وأهمها مؤلفات ميشيل عفلق لهذا ظل يواصل اهتمامه و يقرأ ما يستطيع الحصول عليه عن حزب البعث، وبعد التحاقه بكلية الدراسات العليا في قسم التاريخ، وجد أن من الأفضل الكتابة عن حزب البعث في فلسطين وذلك لأن هذا الموضوع لم يلق عناية الباحثين العرب، وهو ما أذكى فيه روح البحث لإخراج هذه الرسالة العلمية، رغم أن بحوثاً ورسائل عديدة تناولت حزب البعث بالدراسة لكنها لم تتعرض للفرع الفلسطيني بالدراسة والتحليل الشامل، وعلى امتداد الفترة التاريخية التي كتب فيها الباحث.
وقد اختار الباحث هذه الفترة لأنها تقع بين مفصلين تاريخيين مُهمين الأول: حرب 1948 والثاني: اجتياح لبنان 1982، حيث تمثل الحرب الأولى بداية ظهور الحزب في فلسطين، بينما تأثرت أوضاع منظمات البعث في فلسطين بعد الظروف الخانقة التي مرت بها (م. ت. ف) إثر اجتياح لبنان في عام 1982.
المنهجية وأسلوب عرض المادة: نهج الباحث المنهج التاريخي الوصفي في جمع المعلومات وكتابتها، وقام بمراجعة مصادر ومراجع عربية وأجنبية في مكتبات عربية في فلسطين مثل: مكتبات الجامعات الفلسطينية مثل: مكتبة جامعة بيرزيت، ومكتبة جامعة النجاح الوطنية، ومكتبات البلديات، وأهمها مكتبة بلدية نابلس، ومراكز البحث، وعلى رأسها مكتبة جمعية الدراسات العربية، و من المكتبات الإسرائيلية مكتبة جامعة حيفا، و مكتبة الجامعة العبرية، وكذلك مراكز التخطيط والبحث، ومنها مركز ترومان في القدس الشرقية، والمكتبة الوطنية في القدس الغربية، ومركز أبحاث جامعة بيرزيت إلى جانب استعانة الباحث بالأمين العام لجبهة التحرير العربية للحصول على وثائق خاصة بالبعث أفادت الدراسة.
واهتم بإجراء مسح معلوماتي، وتصوير مئات الأوراق ناهيك عن نسخ الجزازات وإحضار مؤلفات من خارج فلسطين، ثم جمعت في فصول حسب مخطط البحث، وقام بتقسيمها حسب مستوياتها واعتماد المصادر الأولية ما أمكن، وتجنب الأخذ عن المراجع المشكوك في صحتها. اهتم الباحث بربط الحدث الذي يتناول حزب البعث وتنظيماته، والسياق التاريخي المحيط به وهو ما يفسر وجود العناوين والمضامين التي تناولت علاقاته ومواقفه من الفصائل الفلسطينية الوطنية والأنظمة العربية.
فصول البحث: إحتوى البحث خمسة فصول وهي كالآتي: الفصل الأول: يتحدث هذا الفصل عن ظهور الوعي القومي العربي في القرن التاسع عشر في المشرق العربي، حتى ميلاد حزب البعث في سوريا أوائل الأربعينيات، ويتضمن مباحث أخرى عن دور ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار في تأسيس حزب البعث، وموقف حزب البعث من القضية الفلسطينية، وتطوع قياداته للمشاركة في الحرب العربية ـ الإسرائيلية.
الفصل الثاني: يستعرض نشوء البعث في فلسطين، وامتداده وتوسعه في قطاعات جماهيرية مختلفة، وأشكال الفعاليات التي مارسها، وطرق التعبئة ووسائلها ومصادرها وتنافسه مع الأحزاب الأخرى في استقطاب الجماهير.
الفصل الثالث: يتناول هذا الفصل خلافات قيادات البعث القطرية والقومية وعلاقاته مع حكومتي مصر والأردن، ومدى تأثير الناصرية في حزب البعث، التي أدت إلى طرد عبدالله الريماوي أحد قادة الحزب في المملكة الأردنية الهاشمية، ويبين موقف حزب البعث من الكيان الفلسطيني، ومن منظمة التحرير الفلسطينية.
الفصل الرابع: يبحث هذا الفصل في تأسيس منظمات البعث وفعالياتها ومستويات مشاركتها في الكفاح الفلسطيني، ومسوغات ظهورها، وموقفها من فصائل المقاومة الفلسطينية ومن النظامين الأردني واللبناني، ودورها في أحداث أيلول/ سبتمبر 1970، و حرب لبنان 1976.
الفصل الخامس: يستعرض الباحث في هذا الفصل سلسلة من المبادرات والمشاريع السلمية التي طرحت للتفاوض مع الكيان الصهيوني منذ عام 1948، ومشاريع الأحلاف الاستعمارية التي طرحت للهدف نفسه، مروراً بالمشاريع والمبادرات العربية والفلسطينية والدولية لتحقيق حل للقضية الفلسطينية.
دراسة تحليلية لمصادر البحث ومراجعه: تم تغطية البحث باستخدام مجموعة من المصادر والمراجع المنشورة وغير المنشورة. وهي تختلف في مستوياتها العلمية والمعلوماتية ودرجة الاستفادة منها، و تشمل:
ملفات المخابرات الأردنية في أرشيف إسرائيل: وهي ملفات محفوظة في المكتبة الوطنية في القدس وتشمل: بيانات البعث ومنشوراته وتقارير عن نشاطاته التي كانت محفوظة في ملفات المخابرات الأردنية بمحافظة القدس، وقد رصدتها وجمعتها أجهزة المخابرات في متابعتها لنشاط حزب البعث بين عامي 1950 و 1967، وقد آل مصيرها للوقوع في قبضة قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب حزيران / يونيو1967 ، الذي نقلها بدوره من مقرها إلى الجامعة العبرية، ثم نقلت إلى المكتبة الوطنية في القدس الغربية وتم تحليلها بدراستين: الأولى: قام بها أمنون كوهين في كتابه الأحزاب في الضفة الغربية تحت الحكم الأردني 1948 ـ 1967، الذي كتب فيه عن مختلف الأحزاب دون الاهتمام بحزب البعث كسائر الأحزاب بينما جاءت الدراسة الأخرى التي قام بها أبرهام سيلع في حزب البعث دون سائر الأحزاب، وكلاهما استقى معلوماته من ملفات المخابرات الأردنية إلى جانب مقابلات أجريت مع أشخاص، إلا أن هذه المقابلات ظلت تنقصها الصراحة ؛ بسبب عملهما في الإدارة المدنية للكيان الصهيوني، ويؤخذ على سيلع أنه وصف الحركة الوطنية بالإرهاب أحيانا.
أفادت هذه المنشورات في تغطية نشاط البعث في الضفة الغربية تحت الحكم الأردني ولكن مما يؤخذ عليها الخلط أحيانا بين منتسبي الأحزاب كأن يكون عضواً في حركة القوميين العرب ويسجل في حزب البعث أو تظل كشوفات المنتسبين للحزب تتكرر في الأسماء حتى وإن هاجر خارج فلسطين أو غاب عنها عدة سنوات، كما أن أشخاصا عديدين كذبوا تقارير المباحث بعد سؤالي لهم وفسروا أن سبب تسجيلهم يرجع لصداقتهم أو حسب مزاجية رجال الأمن، إلا أنها تحتوي على معلومات مفيدة للبحث. كما أن بعضها يضم منشورات الحزب التي جمعها رجال المباحث.
وثائق البعث المنشورة: اعتمد الباحث على وثائق نشرها حزب البعث سواءً أكانت بيانات ونشرات سرية أو تقارير أو تعميمات أو سواها من الوثائق التي يحفل بها كتاب نضال البعث، ويقع في 11 جزءاً تناولت نشاط الحزب في العراق وسوريا ولبنان، على وجه الخصوص وسائر نشاطات البعث في الوطن العربي على وجه العموم، وتغطي الفترة الزمنية الممتدة من عام 1940 ـ 1968، ويؤخذ عليها أنها لم تتناول نشاط البعث في قطري الأردن وفلسطين إلا قليلا ؛ بسبب اشتداد حملة القمع فيهما، واحتلال الضفة الغربية ولجوء البعثيين لحرق الأوراق وإتلافها أمام مطاردة ومداهمة رجال المباحث لبيوتهم. رغم ذلك أمكن الاستفادة منها في تحديد وجهة نظر الحزب وقيادته تجاه خلاف عفلق والريماوي عام 1959 أو تجاه المبادرات والحلول السلمية خاصة أن المبادئ والمواقف تجمعهم في مختلف الأقطار العربية حتى عام 1966.
واعتمد الباحث بيانات صادرة عن حزب البعث في الأردن وسوريا منها: البيان الانتخابي المنشور عام 1956 في المملكة الأردنية الهاشمية، وبيان القيادة القومية لحزب البعث حول المؤتمر القومي السادس عام 1963، وبيان حزب البعث حول حلف بغداد وغيرها من النشرات التي تحتفظ بها مكتبة مركز ترومان في الجامعة العبرية، وكانت هذه المنشورات تصادر من قبل قوات الأمن عند مداهمة بيوت الفلسطينيين ويجري إرسالها إلى هذه المكتبة بعد دراستها.
سلسلة الوثائق العربية وسلسلة الوثائق الفلسطينية العربية: تعتبر سلسلة الوثائق العربية من السجلات الوثائقية المهمة التي تضم البيانات والتصريحات السياسية في مناسبات مختلفة تم توثيقها في الجامعة اللبنانية في بيروت، التي تغطي فترة الأحداث الممتدة بين عامي 1963 ـ 1971 م، وأمكن الاطلاع على المؤتمرات، والمواقف المتناقضة بين القيادات القومية والقطرية في سوريا والعراق، وذات الصلة بفلسطين، بينما تغطي سلسلة كتاب الوثائق الفلسطينية العربية فترة الأحداث المتعلقة بفلسطين بين عامي 1964 ـ 1981 ، ومنها حصل الباحث على سجل للعمليات العسكرية والنشاطات، والمواقف لقادة منظمتي الصاعقة، وجبهة التحرير العربية.
رغم توفر هذه الوثائق المنشورة إلا أن منظمات البعث ظلت تنقصها التغطية الكافية بسبب غياب التوثيق الكافي لديها؛ حيث كانت الفائدة محدودة بالحصول على وثائق من قادتها ومسؤوليها.
مصادر ومراجع منشورة: تم استخدام مؤلفات مهمة و مرجعية مثل: كتاب عبد الرحمن الكواكبي أم القرى. وكتاب نجيب عازوري، وكتاب الطهطاوي وكذلك كتابات ساطع الحصري ورجع إلى كتابات بعض الرواد الأوائل الذين انتسبوا للجمعيات السرية العربية مثل: محمد عزة دروزة، وكتاب ذوقان قرقوط ( ميشيل عفلق البدايات الأولى )، الذي يشمل نتاج عفلق الأدبي والسياسي ومواقفه الأولى تجاه قضايا مهمة ومختلفة، وقد أفاد الباحث الإطلاع على كتاب إلياس جوزيف (عفلق في نصف قرن ) الذي يعد تحليلاً لمختلف المراجع والمصادر التي كتبت حول عفلق ودوره في تأسيس حزب البعث، وهو جزء من نقاش دار في لبنان من على صفحات جريدة النهار اللبنانية، وأفاد الباحث في تحديد نشأة البعث في سوريا.
وحتى يتم تحديد البدايات الأولى لنشأة حزب البعث رجع الباحث إلى كتابات مؤسسي البعث أو رعيله الأوائل في سوريا، ومنهم: ميشيل عفلق، وصلاح الدين البيطار وجلال السيد، وهم مؤسسو حزب البعث، ومنهم سامي الجندي، وشبلي العيسمي، والياس فرح، وياسين الحافظ في سوريا وهاني الفكيكي في العراق وعبدالله الريماوي، وناجي علوش، ومنيف الرزاز، وبهجت أبو غربية في الأردن و فلسطين.
تم الرجوع لمؤلفات وكتابات البعثيين الذين يعبرون عن مواقفه، أو من كانت لهم تجربة غنية وسجلوا مذكراتهم، أو شرحوا أفكار البعث فيها.
وتتنوع كتاباتهم من شخص لآخر، يمتاز عفلق بكتابة المقالة السياسية القصيرة، التي تبين أفكار البعث والتي تضمنها كتاب (في سبيل البعث )، وأمكن التعرف على مواقف قيادة البعث عبر مراجعة مقالاته المنشورة في كتاب ( معركة المصير) الذي يحفل بمقالات تشجع على الوحدة بين مصر وسوريا أما كتابه (نقطة البداية )، فهو يوضح أسباب انقلاب 23 شباط/ فبراير 1966، وخلفياته في سوريا ويتعرض له بالهجوم مبينا أن شخصيته كمؤسس للبعث تعرضت للتشويه من قبل قادة الانقلاب، ويسجل رؤية القيادة القومية للكفاح الفلسطيني المسلح، وقضايا الثورة الفلسطينية والموقف من القضية الكردية حتى عام 1972. ودعوة البعثيين للعودة إلى بدايات البعث قبل أن يعتريه التشويه والانطلاق بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967. لقد استخدم الباحث بعض المعلومات المتصلة بالفصل الثالث والرابع، مستعرضا موقف كل فريق من تكتلات البعث، وتياراتها المتصارعة التي قادت إلى الانقلاب الدموي في 23 شباط 1966 في سوريا.
ويقدم كتاب (حزب البعث ) لجلال السيد سجلا تاريخيا لتأسيس الحزب معتمدا على تجربته حتى عام 1966، وأفاد الباحث في الفصل الأول في الكتابة عن تأسيس البعث في سوريا. أما سامي الجندي فقد كتب هو الآخر كتب كتابا بعنوان البعث، وهو عبارة عن مذكرات تعاني من التناقض في بعض النصوص، وخاصة فيما يتعلق بمن هو مؤسس البعث هل هو ميشيل عفلق، أم زكي الأرسوزي ؟
وتم مقارنة بين ما كتبه جلال السيد وصلاح الدين البيطار،وسامي الجندي حول البدايات الأولى للبعث، ووجد أن في كتاباتهم تناقضاً حول من هو المؤسس لحزب البعث .
كان المنشقون عن حزب البعث عام 1966 هم أصحاب الرأي القائل أن زكي الأرسوزي هو مؤسس البعث ،وهم قليلون، ومنهم : سامي الجندي، وهاني الفكيكي، ومطاع صفدي ، كما أن الأرسوزي لا يشير في كتاباته إلى أنه أسس حزبا بهذا الاسم ؛ لذا كان الباحث يميل لما كتبه جلال السيد ،وصلاح الدين البيطار، وشبلي العيسمي ،و مصطفى دندشلي، والقائل أن عفلق والبيطار هما مؤسسا حزب البعث العربي الاشتراكي.
ويعتبر كتاب شبلي العيسمي عن حزب البعث أقربها للبحث التاريخي الذي بين يدي القارئ والذي يقع في ثلاثة أجزاء، وقد استقى معلوماته من وثائق سلسلة نضال حزب البعث ومن تجربته كعضو في القيادة القومية، وبعض المقابلات التي أجراها مع بعثيين خارج سوريا، ويقدم بعض المعلومات عن نشاط البعث في القطر الأردني.
وتعتبر كتابات علوش، ومنها (المسيرة إلى فلسطين ) من المراجع المهمة حول نهج البعث تجاه القضية الفلسطينية، والتي تتسم بروح نقدية وفهم لسياسات البعث وتطورها. كانت فائدة بعض كتابات البعثيين لهذه الأطروحة يعتريها النقص ؛ بسبب أن بعضهم انفصلوا من الحزب أو طردوا منه أو تواصلوا فيه، وأن كتاباتهم لا تخلو من حس عاطفي والحديث عن أفكار وتنظير أيديولوجي كما هو الحال في كتابات الياس فرح، وعبدالله الريماوي، وياسين الحافظ.
بحوث ودراسات أخرى: أفاد الباحث استخدام البحوث والدراسات، والرسائل العلمية المنشورة التي استخدمت في البحث والتي نشرت باللغات المختلفة، ومن أهمها رسالة دكتوراه بعنوان: يقظة العرب، لمؤلفه جورج أنطونيوس، وهي من المراجع الغنية والمبكرة ،التي تناولت الحركة القومية العربية. ورسالة دكتوراه لوجيه كوثراني عن الاتجاهات السياسية والاجتماعية في جبل لبنان، الذي يقدم معلومات مستفيضة حول الحركات السياسية وعلاقتها بالقومية العربية، وأهم ما فيه التحليل الطبقي السياسي للحركة القومية العربية.
ومن المراجع المهمة التي أسهمت في الحديث عن حزب البعث والمترجم عن الفرنسية لمصطفى دندشلي ،وهو رسالة دكتوراه قدمت في جامعة باريس، ويتميز بشموليته وعدم انحيازه إلى أي من أجنحة البعث.
ودرس الباحث بعض مؤلفات عبد الوهاب الكيالي المعروف بجدية بحوثه ورصانتها الذي حرر(مجلة قضايا عربية)، وأخذ عن كتاباته بعض المعلومات حول جبهة التحرير العربية الذي كان يشغل أمين سر اللجنة المركزية للجبهة العربية في عامي 1971 ـ 1972، وقد اغتيل في بيروت عام 1982 م، واعتمد أيضا على كتاب( تاريخ الأردن في القرن العشرين ) ج1 تأليف سليمان الموسى، ومنيب الماضي، والجزء الثاني لمؤلفه سليمان الموسى فقط. ويغطي فترة طويلة من تاريخ الأردن، ويقع في جزأين تقدم معلومات واسعة عن فلسطين والأردن في الفترة التي يتناولها البحث، رغم أنه يحرص على وجهة النظر الرسمية، وُيبدي انحيازا للنظام الأردني في مواقف عديدة.
المذكرات: وهي التي كتبها أشخاص كانوا قياديين في حزب البعث أمثال: جمال الشاعر، ومحمود المعايطة، وبهجت أبو غربية، وأكرم الحوراني، و هاني الفكيكي، ومنيف الرزاز، ومذكرات رئيس الأركان الأردني علي أبو نوار ومن قادة الحزب الشيوعي أمثال: إبراهيم فتاش، ويعقوب زيادين، وآخرين شغلوا مناصب في الجيش.
ويعتبر ما كتبه جمال الشاعر من أفضل ما تناول حزب البعث من مذكرات، وقد نشرها أولاً في الصحف الأردنية، ثم نشرت لاحقا في كتابه (تجربة سياسي )، وأهم ما فيه تتبعه لنشاط البعثيين ومواقفهم في قطر الأردن حتى عام 1980، وهو من الكتب المهمة التي نقل عنها الباحث.
ويعتبر كتاب (التجربة المرة) لمنيف الرزاز من أفضل ما كتب حول الخلاف بين تيارات البعث التي قادت إلى انقلاب 23 شباط / فبراير 1966 في سوريا ؛ بسبب انتخابه أمينا عاما لحزب البعث في هذه الفترة و يغطي هاني الفكيكي تيارات البعث والخلاف بينها منذ عام 1959، والذي كان طرفا فيها في كتابه (تجربتي في أوكار الهزيمة). رغم ذلك يؤخذ عليهما أنهما كانا ضمن الأطراف المتصارعة والتيارات القائمة.
وتضم مذكرات أكرم الحوراني سيرة أحد أبرز قادة البعث، ومن الشخصيات السورية اللامعة والأهم في مذكراته تناوله الأحداث المهمة التي مرت بها سوريا منذ بداية القرن العشرين وحتى التسعينيات منه، وأفاد الباحث في مقارنة ما كتبه من أحداث مع غيره ثم تناوله سيرة البعث بالتفصيل، مما أعان في فهم الأحداث وجلي صورتها.
الدوريات: المجلات والصحف: من أبرزها مجلة شؤون فلسطينية، وجريدة الحياة اللبنانية، وجريدة الجهاد، وجريدة فلسطين، ومجلة الثائر العربي المجلة المركزية لجبهة التحرير العربية، التي صدرت متقطعة منذ عام 1969 حتى عام 1985، ومجلة الطلائع المجلة المركزية لمنظمة الصاعقة، التي توفر للباحث قراءة أعداد قليلة منها، مما أضعف المعلومات عن الصاعقة مقارنة بالجبهة العربية، واستخدم الباحث مجلة الأحرار اللبنانية التي أصدرها حزب البعث المؤيد للعراق في لبنان، وهو ما أفاد في تقميش معلومات الفصل الرابع على وجه الخصوص، لكن انقطاع بعض الأعداد وعدم توفر منشورات عن الفترة الممتدة من عام 1978 ـ 1982 غيّب رصد المعلومات الكافية، وجعل المبحث المتعلق بدور منظمات البعث في الاجتياح الإسرائيلي للبنان ضعيفاً ومعدوماً. وهناك مؤلفات ومراجع ومذكرات استفاد الباحث منها، ولكنها أقل أهمية، واكتفى الباحث في تدوينها في فهرس المراجع.
المقابلات الشخصية: قام الباحث أيضاً بإجراء مقابلات مع مجموعة من الأشخاص الذين كان لهم دور قيادي في حزب البعث، وراعى في اختياره أن تغطي المقابلات مختلف المناطق في فلسطين وأفادت المقابلات في توضيح بعض القضايا التي شابها الغموض واحتاجت تحديد موقف منها، كتحديد موقف من التطورات التي حدثت عام 1957، واتهام البعث بتدبير انقلاب ضد الملك حسين أو تقديم صورة عن نشاطات البعث التي لم تدون.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia. |