السودان والمحكمة الجنائية الدولية صوت للعدالة أم سوط للهيمنة
استضاف التجمع القومي الديمقراطي في ملتقى الاثنين الثقافي 23/3/2009م بالزنج المفكر البحريني والوزير السابق علي فخرو للتحدث حول ( السودان والمحكمة الجنائية الدولية صوت للعدالة أم سوط للهيمنة)
وقد أكد الأستاذ علي فخرو أن الخوف من غدر الآخرين وعدم الوثوق بهم أضاع على الأمة العربية 50 عاماً من النضال السياسي، مشيراً إلى أن الحكومات العربية والأحزاب والشخصيات المتحجرة تتحمل ا لجزء الأكبر من هذه المسئولية.
وتحدث فخرو في الملتقى الذي تناول موضوع «محكمة الجنائيات الدولية وإلقاء القبض على الرئيس السوداني عمر البشير»، قائلاً: «انظروا إلى لبنان، هناك اغتيال لرئيس وزراء، وفي كل مكان حدثت اغتيالات ولم يأت أحد ليقول إنه سيقيم محكمة دولية للتفتيش عن القاتل. وهذه الظاهرة تحدث عندما يكون جسم الأمة مترهل وضعيف، وإذا أردنا أن نأخذ العراق كنموذج آخر، فنرى أن هناك جيوشاً جرارة تدخل في حرب لمدة ثلاثة أسابيع بل إنهم دخلوا بعد ذلك في مرحلة الانتقام من كل أتباع الحكم السابق وهذا لم يحدث إلا في الحرب العالمية الثانية». وتابع «لنأتي إلى السودان، فهناك حروب أهلية، ولكن الحروب الأهلية في لبنان مثلا أقسى وأشد ومع ذلك لم يأت أحد ليقول إنه سيقيم محكمة دولية(…) وفي أميركا الجنوبية، حدثت حروب أهلية في 50 سنة الماضية ولم يأت أحد ليقيم محكمة دولية».
وتساءل فخرو «لماذا دارفور ياترى؟ لقد تغيرت الفرصة، إذ ظهر النفط ودخلت الصين في الموضوع». وعاد فخرو ليتحدث عن الفرص التاريخية التي ضاعت من العرب مشيراً إلى أن السودان بعد الاستقلال مباشرة كان بإمكانه أن يتحد مع مصر وحتى لو كان هذا الاتحاد فيدرالياً، وكان السودان ومصر مهيئان لذلك ولو حدث هذا الاتحاد لما تجرأ أحد على القيام بحرب أهلية في دولة لها سيادتها في أطرافها المترامية لا في الجنوب ولا في دارفور.
وأضاف «وهناك فرصة العراق وسوريا وضاع الاتحاد أيضاً، وفرصة مصر وسوريا، واليوم نضيع فرصة تاريخية في تشكيل جبهة مقاومة ضد العدو الصهيوني… إن الفرص تضيع، ومن المؤسف أنه لا توجد أي دولة في العام تقام فيها المحاكم وتقوم دول أخرى بإدارتها».
وتطرق فخرو إلى محاكمة البشير، متسائلاً عن رد الفعل العربي»أين الدول العربية مما يجري، والمؤسف أن الدول العربية هي أقل تأثيراً بمحاكمة البشير، وهذا الموقف المتحجر يصدر بدل أن نسمع عن انسحابها من هذه المحكمة الظالمة، والغريب أن أول موقف صدر من إريتيريا هذه الدولة الصغيرة التي تحدت القرار(…) وأين دور جامعة الدول العربية؟ ونحن لا ننتظر أي رد فعل من جهة مشلولة تماماً، بل إن إحدى الفرص ضاعت من الجامعة نفسها، فقبل 50 سنة تم رفض فكرة تشكيل محكمة عربية تنظر في الأمور العربية، بل كان أمام عمر موسى فرصاً لتقديم استقالته من جهة مشلولة».
جريدة الوسط البحرينية : العدد 2392 الاربعاء 25 مارس 2009 الموافق 28 ربيع الاول 1430 هــ