بسم الله الرحمن الرحيم
* نرفض المحكمة الجنائية الدولية من حيث المبدأ
* جوهر ازمتنا الوطنية هو تفرد حزب واحد بالسلطة والثروة
* المؤتمر الوطني والحركات المسلحة لا تمثل إلا الفئات القليلة فى دارفور
* مشاكل السودان لا تتجزأ ودارفور افراز للازمة الوطنية الشاملة
حوار: عبد الواحد ابراهيم
لحزب البعث العربى الاشتراكى مواقف متميزة تجاه ما يعتبره تدخلات اجنبية فى شؤون السودان ، والتى لا تقف عند الموقف من المحكمة الجنائية الدولية بما يجعله يقف على مسافة من كثير من القوى السياسية.
ويفسر محاورنا ذلك بمبدئية حزب البعث وانه أي الحزب لا تتأثر اطروحاته سواء كان فى المعارضة او في حكومة الخرطوم .. حاورنا الاستاذ على الريح السنهوري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربى الاشتراكي وامين سر قيادة قطر السودان حول قضايا الراهن السياسى ابتداءاً من موقفه من المحكمة الجنائية الدولية وازمة دارفور الى الموقف من الديمقراطية كخيار للبعث.
وحول قضايا الحزب تطرق الحوار الى ظاهرة الانشقاقات التى لم ينجي منها البعث .
يمر السودان بظروف تنازع وصراعات مع قوى متعددة ولكل اهدافه من استمرارية ذلك الصراع برايك كيف يمكن تدارك الاوضاع وما هى الرؤية للخروج مما نحن فيه كدولة وشعب؟
– من المؤكد ان بلادنا تمر بظرف حرج ومنعطف تاريخى رغم ان عبارة منعطف تاريخى قد استهلكت كثيراً والمشكلة ليست هى مجرد التطور الراهن والمتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية واتهامها لرئيس الدولة ، صحيح ان هذا التطور قد ادى الى تصاعد الازمة ولكن اذا فكرنا في هذه المسألة فإن التحدى الماثل هو ما يواجه السودان ككل ويتجاوزه الى تهديد كل البلدان المستضعفة فى العالم الثالث فهذه المحكمة الجنائية الدولية ، فى ظل الاختلال الراهن لتوازن القوى الدولية، وهيمنة القطبية الاحادية ، انما تمثل احد ادوات قوى الهيمنة ، خاصة امريكا وحلفائها ، شأنها شأن العديد من المنظمات الاقليميه والدولية التى اصبحت واقعة تحت تأثير الولايات المتحدة وضغوطها ، مما افقدها الفاعلية والتوازن والاستقلالية . فالولايات المتحدة ، استخدمت نفوذها ، لإستخدام المحكمة لتحقيق اهدفها وفي ذات الوقت عملت للحيلولة دون محاكمة أي من مواطنيها امامها مهما كانت التهم الموجهة اليهم سواء كانت جرائم حرب او ضد الانسانية او ابادة جماعية او غيرها كل هذا يجعل من هذه المحكمة محكمة موجهة لبلدان بعينها وبالتالى فإن ما يتشدق به الغرب بشأن تقديم العدالة على السلام انما هو كلمة حق اريد بها باطل وهي عبارة عن عدالة انتقائية وليست عدالة شاملة ونحن مع العدالة ومستعدون لتاييد محكمة جنائية دولية لمحاكمة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية، اذا كانت هذه المحكمة شاملة ولا يستثنى منها أحد .. فالجرائم الحقيقية يرتكبها الكبار وبشكل خاص قادة الولايات المتحدة ومسلسل جرائم الامبريالية قديم ومتصل بالتاريخ الحديث فهو لا ينتهى بافغانستان او العراق او فلسطين ولا فيتنام او نجازاكي لذلك نحن نرفض هذه المحكمة من الناحية المبدئية لأنها ليست محكمة لا قرار العدالة الانسانية انما هى محكمة انتقائية وواجب دول العالم الثالث ان تنسحب من هذه المحكمة وان تفضحها وتفند دعاويها.
ويواصل على الريح قائلاً ( لقد كان الشهيد صدام حسين أول من استخدم تعبير المعايير المزدوجة والانتقائية فى تعامل الدول الكبرى التى هيمنت على القرار بعد الحرب العالمية الثانية والى يومنا هذا ..اما كيف نواجه نحن كشعب السودان هذا التحدى لاخراج بلادنا من الازمة المتفاقمة فان جوهر الازمة هو تفرد حزب واحد هو حزب المؤتمر الوطنى بالسلطة والثروة وتهميشه للقوى السياسية والاجتماعية فى البلاد فقد ورد فى بيان للبعث عقب انقلاب 1989ان نظام الانقاذ هو حل زائف لازمة حقيقيه وأنه بارتكازه على برنامج الجبهة الاسلامية لن يؤدى الا لتفاقم هذه الازمة وتعقيدها ولم يكن هذا رجماً بالغيب وانما قراءة موضوعية لبرنامج الجبهة الاسلامية … ومن ثم تعقدت هذه الازمة باصرار المؤتمر الوطنى والاسلاميين بالانفراد بالسلطة وتهميش القوى السياسية الاخرى والمخرج هو فى تسليم السلطة للشعب وقيام سلطة انتقالية حقيقية من كل القوى السياسية والاجتماعية فى البلاد وفق برنامج يلتزم بالثوابت الوطنية فى الاستقلال والسيادة والتنمية المتوازنة والتحول الديمقراطى هذا هو المخرج .
* لكن لماذا لم تقدموا مبادرة للحل عبر حزبكم او مع بقية الاحزاب للخروج من هذا المأزق؟
ان مطالبة القوى السياسية بأن تلعب دوراً فعالاً فى مواجهة الازمة القائمة هى مطالبة غير موضوعية لأن القوى السياسية لا تملك ان تلعب مثل هذا الدور فى ظل القوانين المقيدة للحريات وفى ظل مصادرة نشاطها وتحجيم دورها وفى ظل نظام يصادر ممتلكاتها اي فى ظل نظام جردها من كل مقومات القوة والاقتدار فكيف تقيد الحركة السياسية بكل هذه القيود ثم يراد لها ان تلعب دورها ثم ان نظام الانقاذ قد دفع القوى السياسية الى زاوية المعارضة الحادة ولم يعد امامها غير النضال لاجبار هذا النظام على تسليم السلطة للشعب او اسقاطة
ولم يترك امامها خياراً ثالثاً.
* أين مبادرة حزب البعث حول دارفور؟
قدمنا مبادرات متعددة وعندما جاء وفد المبادرة القطرية الى نيالا وقرر الالتقاء بكل القوى السياسية لمعرفة موقفها لمعالجة هذه المشكلة تحدث عضو قيادة القطر امين سر تنظيمات الحزب في دارفور الاستاذ شمس الدين احمد صالح وقدم رؤية الحزب ولكن للأسف تم اعتقاله اثر ذلك الاجتماع فالنظام لا يريد ان يستمع لمواقف القوى السياسية الاخرى ونحن نقول ان المؤتمر الوطنى والحركات المسلحة كل منهما يريد ان يحتكر حل مشكلة دارفور وهؤلاء- المؤتمر الوطنى والحركات – لا يمثلون الا فئات محدودة من ابناء دارفور وان الطرفين هما طرفا التصعيد والتصعيد المضاد للازمة فى دارفور بينما هناك الاكثرية الصامتة والتى تمثلها قوى سياسية وقوى اجتماعية واسعة وهى التى تعانى من الحرب والدمار فى دارفور وهذه الاغلبية مغيبة ولا يؤخذ برأيها وعندما تقدم تصوراتها وآراءها تواجه بالاعتقال والحظر اي ان الوضع القائم لا يحترم الا من يحملون السلاح ولكن من يناضلون نضالاً ديمقراطياً سلمياً يجدون انفسهم فى غياهب السجون والمعتقلات.
* بالعودة الى المحكمة الجنائية الدولية وموقفكم منها هل هو سياسى ام قانوني؟
موقفنا موقف مبدئي، نحن لانعتقد ان ثمة قانوناً يحكم العالم وبشكل خاص بعد انهيار المعسكر الشيوعى وتفتت الاتحاد السوفيتى فقد صار القانون الذى يحكم العالم هو قانون القوة وليس حكم القانون وقبل ذلك لم يكن للقانون ذلك النفوذ الكبير طالما كان هناك خمسة فى مجلس الامن يستطيع اي منهم ان يمارس حق النقض بايقاف اي قرار قد يصدر من مجلس الامن ومع ذلك كان هناك قدر من التوازن والشاهد على ذلك ان قضية فلسطين قبل العام 1990 صدرت فيها عشرات القرارات ولم يتمكن هذا المجلس من انفاذ قراراته لأن الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا كانت تستخدم حق النقض لمنع تنفيذ اي قرار لا يخدم المصلحة الصهيونية ومع ذلك نقول انه كان هناك قدر من التوازن ولكن يعد تفكك الاتحاد السوفيتى وانفراد الولايات المتحدة بالقرار السياسى الدولى وتحول التوازن الدولى الى احادية قطبية صار القانون السائد هو قانون القوة والشاهد على ذلك ايضا ان غزو العراق لم يتم بقرار اممى انما تم بغطرسة امبريالية بقيادة الولايات المتحدة وبالتالى فان موقفنا من المحكمة الدولية موقف مبدئي ونحن نطالب بعدالة للجميع وهو ما لا تحققه هذه المحكمة ، فهى محكمة قاصرة.
* تحركت بعض المنظمات الاقليمية للدفاع عن السودان حسب ما تقول ولكن البعض وجه انتقادات للجامعة العربية والاتحاد الافريقى باعتبارهما يدافعان عن الانظمة والتى عادة ما لا تكون انظمة ديمقراطية ما هو رأيكم فى دور هذه المنظمات؟
يا ليتهما دافعا عن الانظمة القائمة فبرأيي ان الجامعة العربية والاتحاد الافريقى وبوضعهما الراهن يظلا عاجزين عن الخروج بموقف ينسجم بالحد الادنى مع مقتضيات المصالح الوطنية للشعوب فى الامة العربية والافريقية.
وهاتان المؤسستان تتأثران بالمشيئة الامريكية ومشيئة الاستعمار الغربى وعوضاً عن اتخاذهما لموقف رافض لاتهامات المحكمة فإن جل جهدهما هو ايقاف هذا القرار لمدة عام وهذا موقف ليس مبدئياً ولا وطنياً عربياً او افريقياً.. اذ كان يتعين عليهما ان يطعنا فى هذه المحكمة اما ان تكون محكمة للجميع او تكون مرفوضة ومن العار على الدول العربية والافريقية ان تقبل بمحكمة خصصت لمحاكمتهم هم فقط وبعض الدول المستهدفة فى أسيا وامريكا اللاتينية.
* مثل هذا الموقف الا يعتبر انحيازاً للحكومة وابتعاداً عن خط المعارضة؟!
نحن لا نخشى فى الحق لومة لائم موقفنا مبدئى تجاه المحكمة الجنائية وتجاه تواجد القوات الدولية فى بلادنا ونحن ضد الاستعمار والوصاية الدولية بل ضد اي دور للاجنبى فى شؤوننا الداخلية ولدينا تحفظاتنا على كثير من ما ورد فى نيفاشا وغيرها من اتفاقيات …ونحن نناضل لاجل استقلال بلادنا بصرف النظر عن النظام القائم ..اما معركتنا مع النظام الوطنى فهى معركتنا نحن يخوضها شعبنا دون تدخل خارجى او استقواء باجنبى ونحن مع التضامن بين الشعوب ولكن ضد اي دور يمكن ان تلعبه الدول ذات التاريخ الاستعمارى فى بلادنا اما منظمات المجتمع المدنى فى اوروبا وفى امريكا المبرأة من عيوب التبعية للاستخبارات فى بلدانها فنحن نرحب بها ونتضامن معها كما نتضامن مع زمبابوى وفنزويلا ونقف فى خندق واحد مع العراق وفلسطين وهناك فرق بين دعم حق الشعوب فى التقدم والاستقلال وبين الوصاية واعطاء دور لدول استعمارية.
قضيتنا هي الدفاع عن الكيان السوداني ووحدته واستقلاله واستقراره وفى هذا الاطار نتصارع مع النظام ونحن الحزب الوحيد الذى لم يشارك فى مؤسسات النظام.
* ألم يسبق لكم وان تحاورتم مع النظام سواء على مستوى الحزب او قيادات منه؟
سبق وان قام سوار الذهب بتقديم دعوة لنا ولبعض رؤساء الاحزاب بمنزله وحضر البشير وكان لقاء اجتماعي..وفي 4 مارس الجاري استجبنا لدعوة البشير للالتقاء برؤساء الاحزاب فى بيت الضيافة لمناقشة موضوع المحكمة الجنائية الدولية ولم يمنحنا السيد نافع على نافع فرصة التحدث بهذا اللقاء ..لذا لم يحدث بيننا اي حوار بعض قيادات النظام طلبت الحوار معنا ولكنها لم تتقدم خطوة.
مبادرة اهل السودان:
ويواصل على الريح: عندما دعونا لمبادرة أهل السودان لم نشارك لاسباب متعددة فى ذلك الوقت منها اعتقال الاستاذ شمس الدين احمد صالح عضو القيادة لانه طرح وجهة نظر الحزب حول الموضوع . كذلك لم نستشار حول اللجان وتكوينها وآلية عمل المبادرة ومنتهى قراراتها واضافة الى ذلك فاننا نعتقد ان مشاكل السودان لا تتجزأ وان قضية دارفور هي افراز للازمة الوطنية الشامله لا يمكن حلها بمفردها وبمعزل عن القضايا الوطنية الاخرى ..هناك ترابط عضوى بين اجزاء السودان لاننا بلد واحد وشعب واحد ولا يمكن ان نحل مشكلة جزء أو ان يتمتع جزء من الوطن بالتنمية وغيرها بينما يكون الحرمان هو من نصيب بقية افراد الشعب، القضية واحدة والشعب واحد.
* الموقف من الديمقراطية بالنسبة لكم كحزب هل هى خيار نهائى أم ان البعث لا يزال يؤمن بأن القوات المسلحة هى طليعة النضال الوطنى ولا يمانع من خوض تجارب الانقلابات مجدداً؟
نحن لم نؤمن يوماً بأن القوات المسلحة هى طليعة النضال الوطنى لم يصدر هذا فى ادبيات البعث ولا فى مواقفه السياسية، القوات المسلحة هى جزء من هذا الشعب تتأثر بما يتأثر به الشعب وتتفاعل مع قضايا الشعب ولكنها ليست الطليعة بمعنى ان تتقدم على العمال والمزارعين والمثقفين فالطليعة هى الحركة الثورية ذات البرنامج الثورى وليست فئة معينة من فئات الشعب القوات المسلحة بها كل التيارات وكل اطياف المجتمع وكذلك العمال والمزارعين وغيرهم ونحن نؤمن بالديمقراطية وهذا منصوص عليه فى دستور حزب البعث والديمقراطية هى الطريق لحل مشاكل الامة العربية وهى تعبر عن حاجة انسانية عميقة..وعن حق الانسان فى التعبير والانتماء وحقه فى التنظيم…. والتقدم فى أي مجتمع مرتبط بحرية الانسان ونحن نوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المجموع ..لا نؤمن بمصلحة المجموع على حساب الفرد او العكس هناك موازنة دقيقة بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع ونسعى لتوطين الديمقراطية بالمفهوم الذي يعبر عن مصلحة الشعب.
* بعض المراقبين يرون ان حزبكم لا يمارس الديمقراطية فى داخل جهازه التنظيمى وطالت فترة عقد مؤتمراته بم ترد؟
من يقولون هذا الكلام لا يطالعون الصحف ولا يتابعون حركة الحزب، نحن عقدنا المؤتمر العام للحزب في الشهر السابع 2007 واعلنا ذلك امام الملأ في مؤتمر صحفي وكان ذلك تتويجاً للمؤتمرات الفرعية التى انعقدت فى انحاء السودان المختلفة ونحن نعقد مؤتمراتنا بشكل سرى.. وكل مؤتمراتنا سوف تعقد بطريقة سرية ولا يوجد حزب فى العالم يعقد مؤتمره علنياً والمؤتمرات العلنية هى مجرد جلسات احتفالية ولكن المؤتمرات الحقيقية تعقد سراً حتى المؤتمر الوطنى الحاكم لا يعقد مؤتمره علناً وما يعلنه يعلنه بعد ان يعقد مؤتمره سراً ثم يدعو القوى السياسية للاحتفال بعقد مؤتمره الذى عقده بصورة سرية عن طريق جلسة افتتاحية شكلية.
* لكن مؤتمركم لم يكن ملموساً للناس ما قولكم فى ذلك؟
لاننا لا نعقد مؤتمرنا من اجل الاحتفالات ونحن حزب صودرت ممتلكاته وحركته مقيدة وعليك ان تعلم على سبيل المثال اننا لم نحظ بالتصديق لاقامة مهرجان سياسى حول غزة فى يوم 17/ يناير الماضى فالبلاد لا تزال تحكمها قوانين مقيدة للحريات.
* وماذا بشأن الازمة الداخلية فى حزب البعث ؟
لا توجد ازمة داخلية فى حزب البعث.
لكن هناك انشقاقات فى صفوف الحزب ظهرت فى السبعينات والتسعينات؟
اذا كنت تتحدث عن تكتل العام 76 فهذه مسألة عولجت فى حينها وانتهت الى بعض العناصر التى ليس لها وجود منظم ثم تكتل 99وهذا انتهى الى مجموعة صغيرة من الناس ليس لها اي تأثير ولكن حزب البعث حزب موحد فى كل تنظيماته ولا يعاني من اي ازمة داخلية.
* هل تنكر وجود بعثيين خارج الحزب وانكم فقدتم بعض القيادات؟
من الطبيعى ان تفقد الاحزاب بعض عناصرها وكل الاحزاب السودانية وفى منعطفات معينة فقدت بعض عناصرها.. واي منعطف يأتى على اي حركة_ حتى الحركات التقليدية يختلف فيها الناس _ بعضهم يتحمل النضال وبعضهم لا يتحمل النضال فينزلق الى مواقف اخرى هذه الظاهرة طبيعية فى كل الاحزاب السياسية سيما اذا وجدت هذه العناصر المنزلقة بعض التشجيع من القوى والاجهزة . ومن يذهب الى الجامعات والاقاليم والاحياء مثلاً فلن يجد غير حزب البعث العربى الاشتراكى اما الذين يتحدثون عن انشقاق بالحزب فلا وجود لهم.
* هم حملوكم المسؤولية باعتبار القيادة مغتربة عن واقع الحزب وجل اعضاء القيادة تتواجد خارج السودان؟
من تعنيهم اختلفوا مع قيادة الحزب داخل السودان وليس مع القيادة القومية وعندما يحصل خلاف فى اي قيادة من قيادات الحزب في الاقطار فدور القيادة القومية هو ان تحسم هذا الخلاف وفق الاسس والمبادئ الحزبية ونظام الحزب الداخلى وهذا ما تم والدليل على صحة موقف القيادة القومية والقيادة بالداخل ان الحزب كله وقف مع موقف القيادة بالداخل.
* حتى هذه القيادة القومية وجهت لها انتقادات وما حدث فى السودان حدث فى اليمن والاردن نفس الانشقاقات بم تروون؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة حزب البعث العربى الاشتراكى هو حزب واحد فى كل الوطن العربى ومن يخرج عليه فى أي جزء من الوطن العربى يكون خارجاً عن حزب البعث العربى الاشتراكى ككل ، نحن نواجه تحديات عالمية ووطنية.. نحن نخوض صراعاً ضد الامبريالية العالمية وضد الصهيونية العالمية وضد الانظمة المرتبطة بالامبريالية اليس بمقدور هؤلاء ان يجدوا واحداً من هنا او هناك ليخرجوهم من الحزب ومن ثم يسوقونهم ويروجون لهم.. كما ان المسيرة التى يقودها حزب البعث منذ الاربعينيات هل بمقدور كل من ارتبط بها ان يظل مخلصاً للمبادئ والافكار الى المنتهى ؟ حتى فى الاسلام الناس يدعون الله الى حسن الخاتمة, وبطبيعة الحال هناك عناصر لا تستطيع ان تلتزم بهذه المسيرة وبكل مقتضياتها ومتطلباتها فى أي منطقة من المناطق , ثم هل هذه الظاهرة خاصة بحزب البعث؟ انظر للساحة السياسية السودانية .. كل حزب قد تشقق
الى احزاب عدة نحن لم نتشقق الى عدة احزاب نحن الحزب المركزى والاساس وهناك مجرد عناصر خارجه على الحزب.
* هل انتفت صفة كونهم بعثيين اولئك الذين اشرت لهم بأنهم هنا وهناك؟
لابد من ملاحظة ان حزب البعث لا يضم كل البعثيين فالبعثيون اكثر كثيراً من المرتبطين بالحزب وهناك اعداد كبيرة من ابناء شعبنا نؤمن بمبادئ وافكار البعث لان فكر البعث هو فكر الفطرة السليمة وكل من له فطرة سليمة يؤمن انه من حق الامة العربية ان تتوحد وان تتحرر وان تتقدم وان تسود فيها العدالة الاجتماعية هذا هو فكر البعث وهو ينسجم مع الفطرة السليمة.. والمنظمون فى البعث هم العناصر التى آلت على نفسها ان تضحى وتناضل بشكل منظم فى سبيل المبادئ وان نتحمل المسؤولية ، ان تختلف بعض العناصر مع الحزب وتتمسك بعقيدة الحزب هذا وارد وبعضها يعود الى صفوف الحزب بعد حين من الزمن ولا استطيع ان ألغى وجود هؤلاء المتمسكون بعقيدة الحزب وفكره .. وهناك من اختلف مع الحزب وتخلى عن عقيدته
هل بذلت جهود معهم ؟
نعم بذلت جهود معهم ..انك لن تهدى من تشاء …الله يهدي من يشاء. وعندما يخرج حزبي على الحزب يراجع ويناقش من قبل قيادته المختصة ومن يستجيب يعود للحزب بعد ان يقدم نقد ذاتي .. تنظر القيادات فى طلبه وترى ان كان صادقاً فى عودته مخلصاً لمبادئ الحزب فى فترة خروجه على الحزب ولم يرتبط بقوى معادية او مارس دوراً فيه اساءة للحزب.ومن لا يستجيب يفصل ومن يفصل لا يعود للحزب الا وفق نظام خاص بالحزب ان يعود فرداً ويطلب .
* هناك من يتهم حزبكم بالجمود خاصة مسألة خطة السياسى وانكم لا تتنازلون تكتيكيا من اجل الاهداف العامة بهم؟
التطورات اثبتت صحة مواقف حزب البعث قوميا ووطنيا ..اذا كان الواقع قد اثبت صحتها فلماذا نتنازل عنها اما على صعيد المرونة والتكتيكات فنحن حزب يرجع الى الحق اذا ما وجده دون وجل او تعنت .. ففى مسألة المحكمة الجنائية مثلاً تلاحظ المنهج الجدلى للحزب.. فنحن نرفض المحكمة وندافع عن الوطن ونناهض النظام فى نفس الوقت.. نحن لا نعتبر الدفاع عن الوطن دفاعاً عن النظام.. ولا نعتقد ان كل من يناهض النظام يصبح صديقاً لنا انما ننظر للأمر نظرة تحليلية ونتخذ مواقفنا بتبصر لمصلحة بلدنا ومصلحة وطننا العربى ومصلحة الانسانية.