عقدت الأمانة العامة للتجمع القومي اجتماعاً أعتيادياً مساء يوم الثلاثاء الموافق 7/10/2008 جرى خلاله بحث عدد من الموضوعات والملفات تتعلق بالجوانب التنظيمية والسياسية، كما تم استعراض آخر التطورات السياسية على الصعيدين الوطني والقومي وأنعكاساتها الإقليمية.
وفي أعقاب تلك المناقشات حددت الأمانة العامة رؤيتها ومواقفها السياسية من المستجدات والتطورات على الساحة وكما يلي :
1) توقفت الأمانة العامة امام مختلف البرامج والفعاليات التي ينفذها التجمع في الوقت الحاضر وتلك المخطط لتنفيذها في الفترة القادمة وتقييم مستلزمات نجاحها سواء على صعيد لجنتي المحرق والمحافظة الوسطى، او على صعيد البرامج الثقافية والإعلامية والتعبوية. كما تدارست الأمانة العامة للتجمع الموقف من المقترحات المتداولة بشأن الدوائر الانتخابية، وسوف تخضع هذا الموضوع للمزيد من الدراسة بهدف اتخاذ الموقف الملائم منها.
2) أكدت الأمانة العامة مجدداً على أهمية التنسيق بين الجمعيات السياسية والعمل المشترك في مواجهة العديد من الملفات الوطنية التي تشغل الساحة السياسية، وأكدت حرص التجمع القومي على حضور الاجتماعات التنسيقية سواء السداسية أو اللجنة التنسيقية للجمعيات أو غيرها ودعمه للقرارات والمواقف التي تصدر عن تلك الاجتماعات طالما تصب في خدمة الوطن ووحدته وتعمل على تعميق النهج السلمي للعمل السياسي وترفض كل أعمال التطرف واساليب العنف والمواقف الطائفية.
3) جدد التجمع القومي موقفه الداعم للتيار العربي القومي الإسلامي في البحرين وحرصه على رفد ومساندة كافة الأنشطة والمواقف التي يقوم بها، مع توجيه أعضاءه للمشاركة في هذه الأنشطة، آملا ان يشهد التيار المزيد من التفعيل في مواقفه وفعالياته خلال المرحلة المقبلة.
4) أكدت الأمانة العامة على أهمية أن تتحمل القوى السياسية والشخصيات والرموز الوطنية مسئوليتها التاريخية في الحفاظ على الوحدة الوطنية وصيانتها، وأن تسعى إلى تغليب مصالح الوطن العليا على كل الخلافات الثانوية، كما طالبت هذه القوى والشخصيات بتفعيل حضورها في مواجهة ما يتعرض له الوطن من مخاطر بسبب تعاظم الأستقطاب الطائفي وتزايد الشحن المذهبي بفعل ماتقوم به بعض الصحف وتتناقله بعض المواقع الإعلامية والمنتديات الألكترونية من مسائل وموضوعات تعمق الشرخ الطائفي وتتعارض مع المصلحة الوطنية. وطالبت الأمانة العامة كافة أبناء الوطن ومؤسسات المجتمع بعدم الانجرار وراء المعارك الطائفية المفتعلة، التي تتغذى للأسف من بعض الأختلالات الاجتماعية وفقدان مبدأ المواطنة السليم، وغياب العدالة والمساوة التي تمارس من قبل بعض الجهات الحكومية وغير الحكومية، وفي ظل تنامي حالة الاحتقان السياسي وفقدان الثقة وتفاقم موجة الغلاء التي تعصف بالمواطنين خاصة محدودي الدخل منهم، وجددت الأمانة العامة موقفها الداعم لنشر وتعميم نداء الوحدة الوطنية الذي جرى الإعلان عنه من قبل عدد من الجمعيات والشخصيات السياسية من أجل تحصين المجتمع البحريني ومؤسساته الاجتماعية والسياسية من عدوى الطائفية البغيضة، وأشادت بدعوة جلالة الملك خلال لقاءه مع بعض علماء ورجال الدين بتأسيس مرصد وطني لترشيد الخطاب الديني وتعزيز الوحدة الوطنية.
5) حيت الأمانة العامة في التجمع القومي كافة المعلمين والمعلمات بمناسبة يوم المعلم وأعربت عن صدق تعاطفها ودعمها لكل ما من شأنه رفع شأن المعلمين وحفظ مكانتهم الاجتماعية، وحيت بشكل خاص المدرسين والمدرسات من أعضاء وعضوات التجمع القومي ودعتهم للمشاركة في الحفل التكريمي التي تنظمه اللجنة المهنية والعمالية في التجمع القومي بهذه المناسبة.
6) طلبت الأمانة العامة في التجمع القومي من الحكومة وأجهزتها المعنية بالتصدي الجاد والمسؤول لكل الأزمات والمشكلات الكبرى التي بدأت تطفح على السطح في البلاد وبشكل يبعث على القلق، بسبب ماتحمله من معاناة إضافية للمواطن الذي بات يرزح تحت كثير من الهموم الاجتماعية وطالبت بوضع الحلول السريعة والعملية لكل هذه المشاكل وعدم الأكتفاء بالوعود والتصريحات الإعلامية، وفي هذا الصدد دعت الأمانة العامة إلى سرعة علاج ظاهرة إنقطاع الكهرباء التي بلغت ذروتها هذا الصيف وطالت جميع المناطق السكنية في البحرين تقريباً واستمرت حتى شهر رمضان المبارك وسببت الكثير من الأضرار والخسائر المادية للمواطنين فوق تحملهم قساوة وشدة وحرارة الصيف. وكذلك انسحاب هذه المعاناة على غيرها من القطاعات الحيوية التي تمس حياة الناس ومستقبلهم مثل مشكلة الإسكان المزمنة وقضايا الصحة العامة والتعليم ومعاناة الإختناقات المرورية وغيرها.
7) توقفت الأمانة العامة أمام ما يدور من أخبار حول التغيير الوزاري المحدود المرتقب، داعية مجددا لاعتماد معايير الكفاءة والنزاهة في أي تغييرات سواء وزارية أو في المناصب الحكومية العليا بعيدا عن أي معيار طائفي أو فئوي. وبمناسبة قرب بدء الدورة البرلمانية الجديدة، طالبت الأمانة العامة الكتل الانتخابية بمغادرة الخنادق الطائفية التي تخندقت فيها طوال الدورة البرلمانية السابقة، وأن تضع مصالح الشعب والوطن فوق أي اعتبار، وأن لا تتحول إلى قاطرة لجر الوطن نحو المزيد من الاحتقان الطائفي.
8) أعربت الأمانة العامة في التجمع القومي عن رفضها التام للدعوة الصادرة عن وزير خارجية البحرين لإنشاء منظمة إقليمية تضم الدول العربية و "الكيان الصهيوني" وإيران وتركيا وترى في هذه الدعوة انتهاكاً صارخاً للثوابت الوطنية والقومية وتمثل دعوة مجانية للتطبيع مع العدو الصهيوني المحتل، وتعد كذلك تفريطاً بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني الشقيق، الذي لايزال يرزخ تحت الإحتلال ويتعرض إلى مجازر وحشية يومية وإلى تشريد وحصار ظالم على يد قوات المحتل الصهيوني. وترى الأمانة العامة أنه لاجدوى من مثل هذه الدعوات والمشاريع التي تستهدف الهوية الوطنية والقومية لأقطار الوطن العربي، ومحاولة لإدخالها عنوة في "تجمعات هلامية" تعمل الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني منذ فترة على تسويقها خدمة لمصالحهما واجندتهما العدوانية في المنطقة. وطالبت الأمانة العامة الدول والحكومات العربية بدعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة والعادلة في تحرير أرضه من دنس المحتل الصهيوني، بدل من إشغال المواطن العربي بهذه المشاريع الخائبة التي لاطائل من وراءها.
9) وعلى الصعيد القومي دعت الأمانة العامة قادة وحكومة الأقطار العربية إلى قراءة كل الأحداث والمستجدات على الساحة الدولية والإقليمية بعيون المصلحة القومية والعمل على توظيف تلك المستجدات لخدمة قضايا الأمة العربية في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها من الأقطار العربية ودعتها إلى إعادة اللحمة للعمل العربي المشترك واسقاط كل المخططات التي تحاك ضد دولها، وترى الأمانة العامة أن مساعدة الشعب العراقي الشقيق ومقاومته البطلة خطوة ضرورية لتخليص العراق من الإحتلال وكل إفرازاته التي قادت إلى تدميرهذا البلد العربي وتمزيق وحدة شعبه ونهب ثرواته. وترى الأمانة العامة أن هذا الطريق وحده يمثل المدخل الحقيقي لمساعدة العراق والعراقيين وليس طريق الخضوع للإملاءات والضغوط الأمريكية وتنفيذ إرادتها بالتهافت على حكومة الإحتلال في بغداد وبالزيارات المتلاحقة والوعود بفتح السفارات. وما يبعث على الدهشة والمرارة أن هذا التسابق غير المبرريأتي في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة الأمريكية أصعب أوقاتها وتمنى فيها بهزائم متتالية على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والإقتصادية ليس أخرها الأزمة المالية والإقتصادية الأخيرة التي عصفت بالإقتصاد الأمريكي والنظام المالي فيها وضربت القواعد الرأسمالية المستوحشة في أكبر معاقلها، وكذلك وهزائمها الكبيرة في العراق بعد أن نزعت المقاومة من يدها روح المبادرة بفعل ضرباتها الموجعة لقواتها المحتلة ولعملائها وإجبارها على إعادة النظر في وجودها على أرض العراق.