بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
· حديث هاديء عن مواقف ايران من دول مجلس التعاون
· ما معنى تجاهل ايران لمطالبة العطية بتوضيح لتصريحات عدائية؟
· لماذ لا تعترف طهران بهذا الفضل التجاري والاقتصادي لمجلس التعاون؟
· بهذه المواقف الاستعلائية.. تستعدي ايران الشعوب الخليجية
· كأنه مطلوب من سوريا ان تضحي بمصالحها في سبيل ايران
لم يعد خافيا ان هناك حالة من عدم الرضا، بل ومن الغضب، من جانب دول مجلس التعاون الخليجي ازاء كثير من المواقف الايرانية المعلنة في الفترة الماضية.
كما نعلم، هذا الغضب خرج الى العلن مؤخرا في الايام القليلة الماضية في تصريحين، التصريح الذي ادلى بها وزير خارجية الكويت المتعلق بتهديدات ايران المتكررة باغلاق مضيق هرمز. وتصريح عبدالرحمن العطية الامين العام لمجلس التعاون ردا على ما قاله مسئول ايراني عن نظم الحكم في دول المجلس والهجوم الذي شنه عليها.
التصريحان هما بالتأكيد مجرد تعبير عن غضب اعم واكبر.
فقد شهدت الفترة الماضية بالفعل عدة مواقف ايرانية معلنة تجاه دول مجلس التعاون وتجاه الدول العربية عموما، هي مواقف غير ودية، بل وعدائية بكل معنى الكلمة.
هذه المواقف تبدو لاول وهلة غير مفهومة، وغير مفهوم مبرراتها بالضبط.
لكن في كل الاحوال، الامر بحاجة الى حديث هاديء عن هذه المواقف الايرانية ومحاولة فهم ما يمكن ان يكون وراءها بالضبط، وتاثيرها على العلاقات بين ايران ودول المجلس عموما.
***
حكاية فارسية
قد يكون من المناسب ان نبدا هذا الحديث بهذه الحكاية الفارسية.
يحكى ان الملك الفارسي كريم خان زند كان جالسا في قصره بشيراز في يوم صيفي شديد الحرارة يستمتع بأكل " الفالودة"، الحلوى الايرانية الشهيرة. في غمرة استمتاعه، التفت الى وزيره وسأله : هل تعتقد ان هناك أي احد في هذا العالم كله يمكن الا يحب الفالودة ويستمتع بأكلها؟
تردد الوزير قليلا، ثم قال : المشكلة يا صاحب الجلالة ان هناك كثيرون حتى خارج قصرك هذا لا يعرفون الفالودة اصلا ولم يتذوقوها طوال حياتهم.
لم يصدق الملك ما قاله وزيره، وطلب منه ان يثبت ذلك.
خرج الوزير من القصر واختار شخصا بسيطا صادفه في الشارع واصطحبه الى القصر. اجلسه في حضرة الملك، وقدموا له الفالودة. وبعد ان انتهى من الاكل، سأله الملك : ما الذي اكلته الان؟
بعد تفكير، قال للملك: انا اعرف فاكهتين من فواكه الجنة كما قالوا لي، التفاح والرمان. وبما ان هذا ليس تفاحا، فلابد انه الرمان.
وبغض النظر عن ان هذه الحكايةتبدو غير منطقية، فليس معقولا ان هناك ايرانيا لا يعرف الرمان، الا انه من زاوية معينة، تبدو هذه الحكاية تعبيرا عن نوع من التفكير تتبناه القيادة الايرانية، او على الاقل تيار مهم فيها، تجاه دول مجلس التعاون وتجاه الدول العربية بصفة عامة.
هذا التيار يبدو انه يفكر بنفس منطق كريم خان.. منطق ان كل من هو خارج " القصر" بل وخارج ايران كلها، لا بد ان يعرف الفالودة بالضرورة، بل ولا بد ان يحبها.
بعبارة اخرى، هذا التيار في القيادة الايرانية من الواضح انه يفكر بمنطق ان كل من هو خارج ايران، في العالم العربي او في العالم كله، لا بد ان يكون بالضرورة مع سياسات القيادة الايرانية، وان يكون مقتنعا بما هم مقتنعون به، ولا بد بالتالي ان يتصرف على هذا الاساس.
في هذا المنطق تكمن فيما يبدو مبدئيا احد الاسباب الجوهرية لهذه المواقف الايرانية العدائية تجاه مجلس التعاون والدول العربية.
ولنلق نظرة اكثر تاملا.
***
مواقف عدائية
حين نتحدث عن مواقف عدائية ايرانية تجاه دول مجلس التعاون والدول العربية، نشير هنا الى ما تابعه الكل من مواقف كثيرة معلنة في الفترة الماضية.
على سبيل المثال فقط، نشير الى بعض هذه المواقف.
هناك الموقف الذي تكرر كثيرا وانتقده وزير خارجية الكويت. نعنى التهديد باغلاق مضيق هرمز. ويرتبط بهذا ايضا التهديدات المتكرة باستهداف اهداف عسكرية في دول المجلس، وغيرها من تهديدات مبطنة كثيرة.
والامر هنا هو كما قال الوزير الكويتي بالفعل، ان هذه التهديدات هي استهداف لدول مجلس التعاون قبل ان تكون استهدافا لامريكا. هي تهديدات بالحاق اذى اقتصادي بالدول الخليجية العربية واقتصادياتها واستقرارها الداخلي.
ومن هذه المواقف مثلا، ما حدث مؤخرا عندما تم تنظيم مظاهرات امام سفارة دولة الامارات في طهران تحت دعوى الاحتجاج على تسمية الخليج ب الخليج العربي. وهي المظاهرات التي رفعت فيها شعارات عدائية عنصرية ضد دول الخليج العربية.
وايضا، كان هناك تلك الازمة مع مصر التي فجرها الفيلم عن الرئيس السادات. وهي الخطوة التي لا يمكن ان يقال انها تندرج في اطار أي حرص على العلاقات.
ثم كانت هذه النصريحات التي احتج عليها بشده الامين العام لمجلس التعاون. نعني تصريحات مساعد وزير الخارجية الايراني منوشهر محمدي والتى يتحدث فيها عن شرعية نظم الحكم العربية في الخليج وما اعتبر انها ازمة قادمة في هذا الشأن، واشارته المشبوهة الى دور ايراني متوقع ازاء هذه الازمة كما تصورها.
ولعله ليس من المبالغة ان نربط بين هذه التصريحات وبين ما جرى في الاجتماع الذي عقده مؤخرا الرئيس الايراني نجاد مع سفراء ايران في دول الخليج العربية. ونحن وان كنا لا نعرف بالطبع تفاصيل ما دار في الاجتماع، لكن في حدود ما نشر ن فقد تحدث نجاد عن قرب نهاية ما اسماه " الامبراطورية الامريكية في الخليج" و اعطى توجيهات غامضة للسفراء بان يرتبوا انفسهم ويوجهوا عملهم من هذا المنطلق.
هذه مجرد نماذج لمواقف ايرانية، لكنه تكفي كي تشير الى اتجاه عام تصعيدي وعدائي تجاه دول مجلس التعاون والدول العربية عامة.
***
مواقف غير مفهومة
لاول وهلة تبدو هذه المواقف الايرانية كما اشرنا غير مفهومة، وليس لها أي مبرر ظاهر معقول او مقبول.
فقبل كل شئ، لم تتخذ دول مجلس التعاون أي موقف عدائي تجاه ايران من أي نوع. بل العكس هو الصحيح تماما. ويصح هذا اكثر ما يصح بالنسبة للموقف من الازمة المحتدمة حاليا بين ايران وامريكا والدول الغربية حول القضية النووية، وهي كما هو مفهوم قضية ايران الكبرى اليوم.
دول مجلس التعاون بداية لا دخل لها بداهة في تفجر الازمة ووصولها الى هذا الحد. هي لا تتحمل أي مسئولية هنا.
المهم ان موقف كل دول المجلس بلا أي استثناء هو مع ايران لا ضدها.
كل دول المجلس اوضحت بجلاء تام وفي كل مناسبة انها ترفض رفضا تاما أي عدوان على ايران.
ودول المجلس اعلنت مرارا انه تؤيد حق ايران في امتلاك الطاقة النووية كما تنص على ذلك المواثيق الدولية.
ودول المجلس اعلنت انها لن تسمح بان تكون اراضيها منطلقا لاي عدوان على ايران.
ودول مجلس التعاون صادقة في مواقفها هذه ليس فقطا حرصا على ايران، وانما حرصا على كل المنطقة. فدول المجلس تدرك تمام الادراك ان أي عدوان على ايران سيعني دمارا هائلا كل دول المنطقة سوف تدفع ثمنه الفادح.
اذن، ان كان هذا هو موقف دول المجلس، فليس هناك أي مبرر مفهوم لاتخاذ هذه المواقف الايرانية العدائية منها، او توجيه أي تهديدات ايرانية من أي نوع لها.
من جانب آخر، فان القيادة الايرانية اعلنت في مناسبات كثيرة حرصها على ان تكون العلاقات جيدة مع دول الخليج العربية وكل الدول العربية، وعلى تطوير التعاون معها في كل المجالات.
فكيف اذن يستقيم هذا الموقف مع هذه المواقف غير الودية؟
وبالاضافة الى هذا، ايران كما هو معلوم للجميع في ازمة عميقة وخطيرة مع امريكا والغرب. والازمة وصلت كما هو معروف الى حد التهديدات الجدية بشن حرب على ايران. وفي افضل الحالات، فان الاحتمالات قائمة بفرض عقوبات قاسية جديدة.
في ظل هذا الوضع، من المفترض بداهة ان ايران بحاجة الى دعم دول الخليج العربية وكل الدول العربية ومساعدتها سياسيا على تجاوز هذه الازمة.
مرة اخرى، كيف يمكن ان يستقيم هذا مع المواقف العدائية في الفترة الماضية؟
اذن، على ضوء هذه العوامل والاعتبارات تبدو المواقف الايرانيية العدائية غير مفهومة ولا مبررة.
فكيف اذن يمكن ان نفسرها؟
***
بحثا عن تفسير
اذا اردنا ان نبحث عن تفسير اساسي جوهري كبير يمكن ان يفسر هذه المواقف الايرانية العدائية تجاه دول مجلس التعاون، فهو يكمن في تقديرنا في نوع التفكير الاستراتيجي الذي اصبح سائدا في ايران فيما يبدو. نعنى التصور الاستراتجي السائد لدور ايران في منطقة الخليج مستقبلا.
والقضية هنا كما كتبنا مرارا انه بعد النفوذ الذي حققته ايران في العراق، وبعد الانجازات التي تقول انها حققتها في المجال النووي والعسكري عموما، اصبحت القيادة الايرانية الحالية تتصرف بمنطق ان من حقها ان تهيمن في هذه المنطقة من العالم مستقبلا.
في اطار مثل هذا التصور الاستراتيجي الايراني، يصبح من الطبيعي ان المطروح ليس تعاونا استراتيجيا مع دول مجلس التعاون على اساس المساواة التامة والمصالح المتبادلة، وانما المطروح هو ان دول المجلس يجب ان تقبل او تعد نفسها للدور الايراني المهيمن.
في هذا التصور بالذات، يكمن هذا الاستعلاء الذي تتعامل به ايران مع دول المجلس، وهذه المواقف العدائية.
وكنموذج لهذا الاستعلاء، لنا ان نتأمل هذا.
الامين العام لمجلس التعاون حين ادان تصريحات مساعد الخارجية الايراني كان يتحدث بداهة باسم كل دول المجلس. والامين العام، طالب ايران اثباتا لحسن النية وحرصا على العلاقات بتوضيح فوري لهذه التصريحات.
لكن حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يهتم أي مسئول ايراني بتقديم أي توضيح. والمعنى الواضح المباشر هنا لا يخفى على احد. ان ايران لا يعنيها ان تغضب دول المجلس او لا تغضب ولا يهمها انتقاداتها. هذه نظرة استعلائية.
بعبارة اخرى، يبدو ان القيادة الايرانية تظن انها بمثل هذه المواقف العدائية، وبمثل هذه التهديدات لدول المجلس، تقوم بترهيبها وباشعارها بالدور المهيمن الذي ستلعبه ايران في المنطقة.
هذا جانب. الجانب الآخر، من الواضح ان ايران اصبحت تتصرف بمنطق ان كثيرا من الملفات العربية اصبحت اوراق قوة وضغط بيدها، وبغض النظر عن راي او موقف العرب انفسهم.
وكمجرد مثال على ذلك، لنا ان نتأمل جيدا ما قاله غلام اغازاده نائب الرئيس الايراني في جنيف منذ ايام. قال، مخاطبا الدول الغربية : اذا حدث تقدم في المفاوضات مع ايران، بخصوص القضية النووية طبعا، فانه سيترتب على ذلك حلول لمشاكل اخرى مثل العراق ولبنان واسعار النفط.
الذي اراد ان يقوله للغرب واضح. ان قضايا مثل العراق ولبنان، وهي قضايا عربية، حلها او عدم حلها هو بيد ايران.
بعبارة اخرى، ان كانت ايران تفكر بمنطق ان حل او عدم حل القضايا العربية مرهون بها، وبغض النظر عن موقف العرب، فمن الطبيعي الا يعنيها ان تغضب مواقفها او لا تغضب العرب.
بل لنا ان نتأمل هذا الذي جرى مع الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد الى طهران مؤخرا.
الكل كان يعلم ان الرئيس السوري ذهب الى ايران كي يحاول ان يلعب دورا في مسألة الازمة النووية ولنقل رسالة ما من فرنسا والدول الاوروبية بهذا الخصوص.
لكن الايرانيون لم يخفوا امتعاضهم من هذا. وكتب معلقون ايرانيون صراحة يعبرون عن ذلك.
لم تستطع ايران اطلاقا ان تتقبل فكرة ان يكون الرئيس السوري وسيطا. لماذا؟. لانه بالنسبة اليهم يجب ان يكون معهم على طول الخط بلا نقاش. وقبل هذا، ابدوا امتعاضهم من المفوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة بوساطة تركيا. لماذا؟ لانهم يظنون ان هذا في جانب منه اضعاف لموقف ايران.
كأنه مطلوب من سوريا ان تضحي بمصالحها كما تراها ان تعارض ذلك مع أي مصلحة ايرانية.
وبالاضافة الى كل ما ذكرناه في محاولة لتفسير هذه المواقف الايرانية العدائية هناك عامل آخر. قد يكون بعض القادة الايرانيين يعتقدون انه في نهاية المطاف ستكون امريكا مرغمة على عقد صفقة ما مع ايران على حساب دول مجلس التعاون. ومن ثم، فليس مهما مواقف دول المجلس وما تراه او تريده
***
فضل مجلس التعاون
قبل ان نبدى بعض الملاحظات الختامية حول هذه المواقف الايرانية، من المهم ان نطرح هذا التساؤل:
لماذا لا تعترف ايران بالفضل الاقتصادي لدول مجلس التعاون، ودولة الامارات خصوصا، عليها؟.
دون أي ايضاحات او شروح سأترك المجال هنا لاستاذ ايراني هو صادق زيباكلام، وهو استاذ الدراسات الايرانية في جامعة طهران.
هذا الاستاذ الايراني كتب مؤخرا تحليلا، يهمنا فيه المعلومات والاحصاءات التالية التي اوردها:
* اسبوعيا، تنطلق الى دبي وحدها 40 رحلة جوية من طهران و المدن الايرانية الاخرى مثل مشهد وتبريز وكرمان واصفهان وشيراز.
* اسبوعيا، يتوجه نحو خمسة الاف ايراني الى دول مجلس التعاون لاغراض العمل او للحصول على تاشيرات لدخول امريكا للدراسة او للمتعة.
* بعد فرض العقوبات على ايران، اصبحت دولة الامارات هى المركز والمنفذ التجاري الاول والاكبر لايران. كل السلع التي لا تسطيع ايران استيرادها بسبب العقوبات يوفرها هذا المنفذ. والبنوك الايرانية الخاضعة للعقوبات اصبحت تجري معاملاتها عبر دبي.
* تشير التقديرات الى انه في دبي وحدها توجد خمسة الاف شركة يملكها ايرانيون جزئيا او كليا.
* تشير التقديرات الى ان القطاع الخاص الايراني وحده حول نحو 10 مليارات دولار الى دول مجلس التعاون لحماية ودائعه وارصدته من العقوبات.
* قادة دول مجلس التعاون رحبوا بتوظيف الاف من المختصين الايرانيين في بلادهم من الطيارين والممرضين وخبراء الكمبيوتر والمهندسين والاطباء.. الخ.
ماذا تعنى هذه الحقائق والارقام التي قدمها الاستاذ الايراني؟
تعنى ان دول مجلس التعاون تقف مع ايران وتدعمها تجاريا واقتصاديا في ظل العقوبات المفروضة عليها، بالفعل لا بالقول فقط.
على الاقل، من المفروض ان تعترف ايران بهذا الففضل.
***
.. وفي النهاية
في النهاية، فان عدة ملاحظات نرى من الواجب تسجيلها بشكل هاديء و مخلص من المفترض ان تدركها القيادة الايرانية :
1 – الامر الذي لا شك فيه ان دول مجلس التعاون الخليجي، على المستويات الرسمية والشعبية، راغبة حقا في افضل العلاقات والروابط مع ايران، وليس لها أي مصلحة في اذى يلحق بايران.
هذا على الرغم من المرارة الشديدة في حلوقنا جميعا مما فعلته ايران بالعراق.
ودول مجلس التعاون وهي تعبر عن حرصها على هذه العلاقات الطيبة مع ايران لا تفعل ذلك على مستوى المواقف الرسمية المعلنة فقط، وانما تترجمه عمليا كما راينا.
ازاء هذا، ابسط شئ نتوقعه بالمقابل هو على الاقل الا نسمع عن هذه المواقف الاستعلائية العدائية تجاه دول المجلس.
2 – المفترض ان تدرك القيادة الايرانية انها بمثل هذه المواقف الاستعلائية العدائية، فانها تستعدى الشعوب الخليجية العربية، قبل ان تثير غضب الحكومات.
3 – ان القضية في جوهرها بحسب ما ذكرناه تتعلق بقرار استراتيجي ايراني.
نعنى ان القيادة الايرانية في نهاية المطاف عليها ان تقرر أي نوع من العلاقات الاستراتيجية بالضبط تريدها مع دول مجلس التعاون: هل تريد فعلا علاقات استراتيجية دائمة من التعاون والتنسيق المتبادل يحفظ امن المنطقة واستقرارها، ام تريد علاقات تقوم على الهيمنة الايرانية باي معنى من معاني الهيمنة؟.
4 – ولعله من المناسب الى ان نشير، وهذا ما يراه على أي حال كثير من المحللين في العالم كله، ان الهيمنة التي قد تتصور بعض الاوساط في ايران انه آن اوانها، هي حلم مستحيل. فلا ايران تملك عمليا مقوماتها، ولا العالم سيسمح بها، ولا دول وشعوب المنطقة ستقبل بها.
***
وخلاصة الامر فيما نرى، انه من المفترض ان يدرك قادة ايران انه ليس كل من هو خارج ايران في منطقة الخليج العربي وفي الوطن العربي عموما، يعرف بالضرورة " فالودة" طهران لسياسية.
ومن يعرفها، ليس بالضرورة يحبها، وليس مجبرا على حبها.
ومن لا يحبها، وحتى من يحبها، وحتمت عليه الظروف السياسية والمصالح الوطنية لدولنا ان يستغنى عنها، فان امامه بدائل كثيرة اخرى.
الاثنين 10 شعبان 1429 / 11 آب 2008