يتعالي هذه الأيام ضجيج وصخب المحتل الأمريكي وعملائه للترويج إعلامياً وسياسياً لمعاهدة الانتداب الأمريكي على العراق، وتتوالي التصريحات المتضاربة الكاذبة لتكشف المأزق الخانق الذي وصل إليه المحتل وعمق الأزمة المستعصية التي يعاني منها بعد فشل كل مشاريعه واحتراق كل أوراق أدواته العملية.
واليوم تحاول إدارة بوش المتصهينة ومعها جوقة العملاء الهروب إلى الأمام والأستماته بكل السبل لتمرير اتفاقية الإذعان والاسترقاق هذه بكل ما تحمله من دوافع وأهداف خبيثة تتمثل في ديمومة احتلال العراق وإيجاد الإطار القانوني له ونهب ثرواته النفطية وإقامة قواعد أمريكية ثابتة على أرضه إضافة إلى أطلاق يد قوات الاحتلال والشركات الأمنية المشبوهة في استباحة الدم العراقي الطهور.
لذلك فأن كل الإدعاءات الكاذبة بأن هذه الاتفاقية هي من أجل حماية أمن العراق، ومساعدته اقتصاديا وسياسياً وتباكي وتظاهر العميل المالكي وأركانه حكومته على سيادة العراق خاصة بعد أن تعالى الرفض الهادر لهذه الاتفاقية من قبل أبناء الشعب العراقي وقواه الوطنية وأبطاله ومجاهدوا المقاومة البواسل- أن كل هذه الأكاذيب والمناورات لم تعد تنطلي على أحد، فالشعب العراقي ومعه كل الرأي العام العربي والعالمي باتوا على وعي تام بأن هؤلاء العملاء هم الذين تأمروا على العراق وشاركوا في العدوان عليه واحتلاله وتدمير كل مقومات وأسس الحياة فيه وتسليمه لقمة سائغة للمحتل الأمريكي والشركات الأمريكية الإجرامية لسرقة ثرواته بعد أن جردوه من كل سيادته، ويأتي إعلان الحكومة العميلة في بغداد عن فتح الباب على مصراعيه أمام الشركات الأمريكية وغيرها للسيطرة على بترول العراق بصورة كاملة تأكيداً لهذه الحقيقة التي تكشف مدى الإجرام الذي يمارسه الإحتلال وعملائه بحق العراق والعراقيين.
كما أن العالم كله بات يدرك بأن مزاعم حماية العراق والنظام الديمقراطي فيه ليست سوى كذبة جديدة تضاف إلى سلسلة أكاذيب الإدارة الأمريكية وعملاءها الصغار في حكومة "المنطقة الخضراء" وأنها الديمقراطية التي كلفت الشعب العراقي حياة أكثر من مليون ونصف شهيد وما يزيد على ستة ملايين مهجر داخل وخارج العراق، وتحويل العراق إلى ساحة للإرهاب وبؤره للفساد بعد أن ضربت وحدته الوطنية وعمقت الشرخ الطائفي والعرقي داخل المجتمع العراقي وتفكيك أوصاله لضمان السيطرة عليه عبر مثل هذه الاتفاقية وغيرها من الاتفاقيات التي تصادر سيادة ومصير هذا الشعب العربي.
أن وصول إدارة بوش وقوات الاحتلال إلى أعلى درجات الاستنزاف وانهيار معنويات الجنود الأمريكان وتوالي أخفاقات وهزائم هذه الإدارة واعترافات قادة الجيش الأمريكي في العراق بأنهم يخوضون حرباً خاسرة في مواجهة المقاومة العراقية البطلة، أن كل ذلك قد وضع إدارة بوش أمام أحراجات كبيرة صارت تتعرض لها داخل أمريكا وخارجها. لذلك هي تحاول الخروج من مـأزقها القاتل عبر تقديم هذه الاتفاقية على أنها بديل للاحتلال ومرادف للانسحاب إضافة إلى محاولة تعزيز المركز الانتخابي للجهورين في مواجهة الديمقراطيين في الانتخابات القادمة.
أننا على ثقة تامة بأن كل هذه المحاولات البائسة للإسراع لتوقيع هذه الاتفاقية وما تحمل من مخاطر وشرور على العراق وشعبه، سوف يتم قبرها بإذن الله تعالى على يد الشرفاء من أبناء شعب العراقي ومقاومته الباسلة، كما تم قبر وهزيمة كل مخططات الاحتلال الآثمة حتى بزوغ فجر التحرير والنصر وخروج المحتلين الأمريكان خاسئين مدحورين وتلقى عملائهم الأذلاء جزائهم العادل.
عاش العراق حراً عربياً موحداً مستقلاً
المجد للمقاومة والخلود للشهداء الأبرار