• منشورات
    • نشرة الطليعة
  • صور وتسجيلات
    • معرض الصور
    • تسجيلات
  • دراسات واوراق عمل
  • وثائق وتقارير
  • فعاليات وانشطة
  • بيانات
  • مقالات
  • من نحن
    • هوية التجمع
    • الامانة العامة
    • النظام الأساسي
    • برنامج العمل
    • طلب الإنتماء
    • اتصل بنا
  • البداية
التجمع القومي الديمقراطي
  • منشورات
    • نشرة الطليعة
  • صور وتسجيلات
    • معرض الصور
    • تسجيلات
  • دراسات واوراق عمل
  • وثائق وتقارير
  • فعاليات وانشطة
  • بيانات
  • مقالات
  • من نحن
    • هوية التجمع
    • الامانة العامة
    • النظام الأساسي
    • برنامج العمل
    • طلب الإنتماء
    • اتصل بنا
  • البداية
01 يناير 2020

الإسلام السياسي إلى أين؟

...
يناير 1, 2020 16

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 والحركات والأحزاب الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي تتفاوت تجاه الولايات المتحدة الأمريكية. ففيها من تقارب أو تحالف معها، ومنها من عارضها أو حاربها. وكل يتحرك وفق رؤيته للواقع السياسي عبر نهجه الإسلامي. وفي هذه الإطلالة الموجزة نود أن نبحث في مفهوم الإسلام السياسي، والمستقبل الذي ينتظره مثل هذا النهج، سيما وأن تصاعد التناقضات داخل هذه الكتل أو مع بعضها البعض أصبحت مُربكة عند كل متابع.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، أن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عبد العزيز الحكيم قد تحالف والتقى بالبيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، وشدد على ضرورة بقاء القوات الأمريكية بالعراق. علماً أن فلسفة ومبادئ هذه الحركة كانت مضادة لسياسة أمريكا في الشرق الأوسط. كما وأن رئيس حزب الله السيد حسن نصر الله المُعادي لإسرائيل وربيبتها أمريكا لم يتخذ موقفاً ولو ناقداً لبعد العزيز الحكيم، رغم أنهما ينتميان إلى نفس النهج الجهادي المرتبط بمرجعيات إيران. وكذلك بالنسبة إلى صمت مرجعيات النجف حيال هذا الشأن. والأمر نفسه مع رئيس الحزب الإسلامي طارق الهاشمي الذي ارتضى أن يشارك في حكومة لا تستطيع الخروج عن نطاق وأهداف المحتل الأمريكي.

تُرى أين حقيقة الإسلام من كل ذلك؟

هل نحن حقاً في مرحلة الأسلمة السياسية بعد تراجع مرحلة الشيوعية والقومية؟ وإلى أين سوف تقودنا هذه المرحلة وفتنة الطائفية والتبعية والتحالفات الأجنبية قد غرست بذرتها؟ ثم إذا كان الإسلام أكبر من أن يُحصر ضمن حركة أو حزب، فلماذا التشدق به وزجه في السياسة؟ هل الغاية هي السلطة والإسلام هو الوسيلة، أم أن السلطة هي الوسيلة والإسلام هو الغاية؟ وما هي حقيقة هذا التطبيق على أرض الواقع؟

 النظرية والواقع

عندما بدأت حركة الإصلاح الديني بقيادة جمال الدين الأفغاني (1838-1897)، وتلميذه الشيخ محمد عبده (1849-1905). كان الهدف أن الإسلام جدير باستيعاب التقدم العلمي الأوروبي. وأن المسلمين لهم القدرة على بناء حضارة عصرية كما فعلوا في الماضي بعد تفاعلهم مع علوم اليونان والفرس والهنود. ومن هذا المنطلق كان رد الأفغاني على المؤرخ الفرنسي أرنست رينان (1864-1922)، حول ميزة العرب عن المسلمين غير العرب في قوة ثم ضعف الدولة الإسلامية.

أن جذور هذه "الصحوة" تعود إلى أيام شيخ الأزهر حسن العطار (1776-1835) عند تدريسه اللغة العربية للعلماء الفرنسيين المصاحبين لحملة نابليون بونابرت (1769-1821) على مصر عام 1798. حيث وجد البون الشاسع في المفاهيم العلمية والأفكار العقلية. خصوصاً وأن كثرة تنقلاته بين البلدان العربية جعلته يدرك تماماً مدى التأخر الذي يعيشه العرب عن الأوروبيين. فأطلق عبارته الشهيرة" "أن بلادنا لابد أن تتغير وأن يتجدد بها من العلوم والمعارف ما ليس بها".

هذا النداء لم يكن بعيداً عن دور محمد علي (1805-1848) في تشيد وبناء دولة مصر الحديثة. وإرساله البعثات العلمية إلى أوروبا. ولقد رشح الشيخ العطار تلميذه رفاعه الطهطاوي (1801-1873) كإمام لبعثة مصر الأولى إلى فرنسا بين (1826-1831). إلا أن الأخير لم يقتصر على الواجبات الدينية، بل تعلم الفرنسية بدقة ودرس التاريخ وأطلع على بقية العلوم والأفكار الحديثة. (ربما تكون هنالك توصية أو توجيه من العطار إلى تلميذه). وما أن انتهت البعثة حتى تم تعينه مترجماً، ولقد نقل لنا العديد من الكُتب وألف أُخرى بينها: "المرشد الأمين للبنات والبنين". ورغم المراكز التي شغلها في الترجمة والتعليم والصحافة، إلا أن نظرته إلى السلطة السياسية بقت ضمن نظرة التفكير الإسلامي التقليدي.

كانت مرحلة الطهطاوي تمثل واقعاً مستقلاً بكيانه السياسي والاجتماعي أمام أوروبا. بيد أن مرحلة الأفغاني وعبده كانت مغايرة. حيث بدأت أوروبا بالتكشير عن أنيابها وأطماعها الاستعمارية. فقد احتلت فرنسا أراضي تونس عام 1881. وكذلك احتلال بريطانيا لمصر عام 1882. مما جعل الأفغاني يُركز أكثر على خطورة الاستعمار الأوروبي من جهة. وفهم الإسلام الصحيح وضرورة الوحدة الإسلامية من جهة أخرى.

أن النشاط السياسي والفعال عند الأفغاني، وبالأخص أثناء إقامته في مص بين (1871-1879). نجمت عنها تصادمه مع الخديوي توفيق (1892-1922) الذي أمر بنفيه إلى الهند تحت ضغط القنصل العام البريطاني. ولكن تعاليمه الثورية وأفكاره الإصلاحية والتجديدية؛ تجلت في ثورة أحمد عُرابي (1841-1911) في عام 1882 ضد الخديوي توفيق الذي أباح الاحتلال البريطاني لمصر. إلا أن انكسار الثورة ونفي الشيخ عبده إلى لبنان، قد أثرت أيما تأثير على الجانب السياسي في عملية الإصلاح الديني. حتى أن عبده أسقطها نهائياً من تعاليمه الإصلاحية كشرط من شروط عودته إلى مصر عام 1888.

ورغم أن تلميذ عبده الشيخ رشيد رضا (1865-1935) قد خالف أستاذه ونادى بقيام دولة عربية لا ترتبط بالأتراك وفضل آل سعود على الهاشميين. إلا أن الموقف السياسي برمته قد اهتزت أركانه بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وسيطرت الاستعمار البريطاني والفرنسي على معظم البلدان العربية.

 حركة الإخوان المسلمين

لقد ظهرت حركة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية على يد مؤسسها حسن البنا (1906-1949) في عام 1928. حيث نادى بأن الرأسمالية والشيوعية لا تخدم المسلمين وأن الإسلام هو الحل. وسار على نهج رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده في أهمية تعليم المرأة كيما تأخذ دورها في بناء المجتمع. وهكذا شكل جمعية الأخوات المسلمات. وبما أن طبيعة العمل السياسي توجب المواجهات والصدامات، لذا فأن عناصر من الإخوان قامت باغتيال رئيس الوزراء مصطفى النحاس عام 1949. مما أدى إلى اغتيال حسن البنا على يد رجال الشرطة السرية للملك فاروق (1920-1965).

ثم جاءت الضربة الثانية للإخوان عندما فشلت محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر (1916-1970) في حادث المنشية عام 1954. حيث هاجمت السلطة مقار وأوكار الحركة. وبعد إدانة ثانية للإخوان بمحاولة إسقاط نظام الحكم، تم تنفيذ الإعدام بثلة من القادة وعلى رأسهم المفكر الإسلامي سيد قطب في عام 1966.

أن نظرية دولة الإسلام وإقامة الشريعة الحقة التي تأثر بها سيد قطب بصورة أو أخرى عبر كتابات المفكر الباكستاني السيد أبو الأعلى المودودي (1903-1970)، والتي توجب التصادم مع أنظمة الحكم العلمانية. حيث أن الأخير اتخذ من هجرة الرسول محمد (ص) من مكة إلى المدينة ومحاربته لقريش؛ مبدأً ومنهجاً يدعو به علانية إلى الجهاد ضد الأنظمة الكافرة ومنها العالم الغربي. ورغم أن حكم الإعدام صدر بحق المودودي، إلا أن ضغط بعض الدول العربية وبالأخص الخليجية على حكومة أيوب خان (1958-1969)، خفف الحكم إلى السجن.

أن الضربات أو الخسارات التي لحقت بحركة الإخوان أجبرتهم على العمل السري ردحاً من الزمن. وبما أن فكر ومبدأ الحركة قد تشعب وتغلغل في عدة بلدان عربية وإسلامية وتحت مسميات أُخرى، فأن نشاط وحيوية الإخوان لم ينقطع. بل خرجت منه بعض الحركات المتشددة والمتطرفة مثل "الجهاد الإسلامي" التي نفذت عملية اغتيال الرئيس أور السادات عام 1981؛ على يد مجموعة الملازم الأول خالد الإسلامبولي، الذي قال في التحقيق: أن السادات لم يقم حكم الشريعة الإسلامية وتصالح مع اليهود.

 ثورة الخميني

رغم أن آية الله الخميني (1900-1989) لم يخطط سراً لقيام ثورة شعبية، ولم يؤسس أو يقود حزباً تنظيمياً يستولي به على السلطة. بل كانت تصريحاته بأننا: "نريد مَلكية دستورية". إلا أن هذا لا يمنع من القول بأنه كان معارضاً بارزاً لسياسة الشاه محمد رضا بهلوي (1919-1980). وأنه تحمل سنوات المنفى على أن لا يرضخ لإرادة الشاه التسلطية.

بعبارة أخرى، أن الثورة الخمينية من حيث المبدأ كانت شبيهة البداية مع ثورة البلاشفة في روسيا ضد الحكم القيصري. حيث أن الانفجار الشعبي أنطلق أولاً ثم لحقت به المعارضة ثانياً. لقد أرتكب الشاه خطأه الفادح وذلك بالسماح لأجهزته القمعية بقتل المحتجين علانية أمام الملأ. فهاجت الجموع وأعلن الشعب ثورته. وكان الخميني من أكثر الرموز الإيرانية مؤهلاً لقيادة الجماهير الثائرة.

ومن بين الأفكار والتنظيرات الجديدة التي أتى بها الخميني هي "ولاية الفقيه" التي تجيز له ولخلفائه بالحكم المتوالي حتى ظهور الإمام المهدي الذي اختفى منذ 1174 سنة ولن يظهر إلا قبيل اليوم الآخر. لكن الحوزة العلمية في النجف الأشرف قد رفضت هذه النظرية لأنها تتعارض مع الشرع العربي الشيعي. ويرى الخميني أيضاً بأن عمل رجل الدين لا ينبغي أن يكون محصوراً على ممارسة الطقوس والعبادات وإلقاء المواعظ والخطب. وإنما عليه المشاركة الفعلية والعملية في معترك الحياة السياسية، وأن يعتلي المناصب الحكومية في دولة النظام الإسلامي.

غير أن الخميني في عملية "تصدير الثورة" ركز على الوجود الشيعي في العالم الإسلامي. مما أحدث شرخاً في العلاقة الإسلامية بين السًنة والشيعة. لأن الخلاف هنا ليس محصوراً بالعقيدة ومبادئها، بقدر ما يتعلق الأمر بالمنهج السياسي والواقع الحياتي المراد تغيره. هذا الخلل قد طال حتى الدستور الإيراني الذي ينص على أن رئيس الدولة يجب أن يكون شيعياً-اثنا عشرياً. هذا يعني أن الشيعي الزيدي أو الإسماعيلي وكذلك عموم أهل السًنة لا يحق لهم التطلع لهذا المنصب ومهما كانت وطنيتهم صادقة خالصة.

على أية حال، كان الخميني يطلق على أمريكا اسم "الشيطان الأكبر" وعلى دول العالم الغربي عبارة "دول الاستكبار العالمي". إلا أن مواجهاته وحروبه كانت ضد المسلمين أكثر من الغربيين. ومنها حرب السنوات الثمانية (1980-1988) ضد العراق. وأحداث الحجيج الإيراني في السعودية لعامي 1986 و1987. واستمرار احتلال الجزر الإماراتية "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى". والتوتر مع دول عربية مهمة كمصر وغيرها، قد ألقت بظلالها على الثورة الخمينية نفسها. أما مسألة دعم الخميني لمنظمة التحرير الفلسطينية. فأن قضية فلسطين كانت ومازالت شماعة للآخرين. فقد علق عليها الخميني عمامته كما علق عليها العسكر العرب بيرياتهم عبر انقلاباتهم المتعددة. واليوم نرى كيف أن حكام طهران يدعمون حركة حماس الإسلامية، بينما الميلشيات الصفوية القادمة من إيران تقتل وتُهجر الفلسطينيين بالعراق.

عموماً ما أن مات الخميني حتى ماتت معه فكرة "الشيطان الأكبر" و "دول الاستكبار العالمي" وبعض المفاهيم التي تتعلق بمناسك الحج. بل أن التعاون الذي كان سرياً بين أمريكا وإيران في احتلال أفغانستان والعراق، صار الآن يزكم الأنوف بعفونته القذرة.

 تنظيم القاعدة

عندما غزا الاتحاد السوفييتي أراضي أفغانستان في عام 1979، بدأ يواجه مقاومة متصاعدة من الحركات الإسلامية ومن المتطوعين الإسلاميين العرب. فقد كان المجاهدون يتلقون دعماً واسعاً حيث السلاح الأمريكي والمال السعودي والمعلومات الاستخبارية الباكستانية. وخلال عشرة سنوات من القتال، لاسيما في النصف الثاني من منها حيث برز اسم أسامة بن لادن (1957-) كقائد عربي جهادي. وأنشأ المعسكرات التدريبية وشارك في عدة معارك أهمها "معركة باكتيا". وبعد اندحار القوات السوفييتية رجع بن لادن إلى وطنه السعودية دونما أن يتدخل في الاقتتال الدائر بين مجاهدي الأمس وأعداء اليوم، رغم أنه توسط فيما بينهم.

وفي حرب الخليج الأولى عام 1981، رفض بن لادن موقف بلاده الرسمي بفتح الحدود واستقبال القوات الأمريكية لضرب العراق. ذهب إلى باكستان ثم إلى أفغانستان وبعد عدة شهور طار إلى السودان حيث المد الإسلامي. وهناك أبدى استعداده في مساعدة الحكومة، فأقام مشاريع إنمائية. وعندما اتحد تنظيمه مع منظمة الجهاد التي يتزعمها أيمن الظاهري، تم تشكيل "القاعدة". وأصبح هذا التنظيم ذا طابع جهادي إسلامي عالمي. حيث شبكاتهم وخلاياهم والمتعاطفون معهم موجودون في عدة بلدان عربية وإسلامية وغربية.

وخلال العقد التاسع من القرن العشرين، نفذ تنظيم القاعدة سلسلة من العمليات حيث ضرب المركز التجاري العالمي في نيويورك عام 1993 والقواعد الأمريكية في الرياض عام 1995 ثم الظهران عام 1996. والسياحة في مصر، أبرزها عملية الأقصر عام 1997. وتفجير السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا عام 1998. وتحت الضغط الأمريكي، خرج أسامة بن لادن من السودان إلى أفغانستان عام 1996، حيث أن حركة طالبان قد اكتسحت معظم البلاد وفرضت نظاماً إسلامياً صارماً.

يبدو أن التحالف بين القاعدة وطالبان لم يكن على أُسس المصالح والمنفعة المشتركة كما هو معروف تقليدياً. إذ بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، عندما هاجمت القاعدة الولايات المتحدة الأمريكية في عقر دارها وضربت أهدافها في نيويورك وواشنطن بالطائرات المدنية المخطوفة، طالبت الإدارة الأمريكية من حكومة طالبان تسليم قادة تنظيم القاعدة وعلى رأسهم أسامة بن لادن بغية محاكمتهم. إلا أن علماء طالبان قالوا: لا نسلم مسلماً. ولكن إن أراد هو تسليم نفسه فليفعل. ثم قالت حكومة طالبان: أن أسامة بن لادن لا أثر له. غير أن هذا الالتزام الإسلامي كلفها حكمها عندما اجتاحت القوات الأمريكية أراضي أفغانستان في تشرين الأول/أكتوبر عام 2001.

وإلى يومنا هذا، لا أحد يعرف مكان أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري ولا حتى زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر (1954-). رغم أن مواجهاتهم للقوات الأمريكية مستمرة سواء في أفغانستان أو العراق. وكذلك ضرباتهم في العالم الغربي نفسه، وشهدت لندن ذلك في تموز/يوليو عام 2005.

 احتلال العراق

من أسوء التقديرات وأغباها هو الاحتلال الأمريكي للعراق. حيث مهدت إدارة الرئيس جورج بوش الأكاذيب والتلفيقات الكثيرة. ومنها أن نظام الرئيس الشهيد صدام حسين (1937-2006) على صلة بتنظيم القاعدة. مستغلة فزع المجتمع الأمريكي من الإرهاب الذي طال بلدهم من ناحية. وضعف الأنظمة العربية من ناحية أخرى.

ودونما أن يكلف نفسه عناء دراسة شيء ما عن تاريخ العراق، أو معرفة الشيء البسيط عن نفسية وتركيبية المجتمع العراقي، نراه قد فضل أن يستمع إلى كلام عملائه الذين اتخذوا من الدبابة الأمريكية مطية توصلهم إلى سدة الحكم ليس إلا. وبعد خمس سنوات من الاحتلال، هل حققت تحالفات أو تعاونات الأحزاب والحركات الإسلامية مع المحتل شيئاً للعراقيين كافة؟

قبل الإجابة على هذا السؤال، يجب أن نشير إلى أن تاريخ العراق السياسي الحديث لم يشهد أن حزباً إسلامياً واحداً حكم البلاد لا بالطرق الديمقراطية ولا بالانقلابات ولا حتى بالثورات. والسبب بكل بساطة أن العراقيين يدركون قبل غيرهم خطورة هذا النهج السياسي في مجتمعهم المتعدد المذاهب والطوائف والأديان. ولذلك لم تنتشر الأحزاب الإسلامية في عموم الشعب مثلما انتشرت الأحزاب العلمانية الوطنية منها والقومية.

فأي حزب إسلامي مهما كانت شعبيته وكثرت قواعده، فأن مركز ثقله يبقى محصوراً ضمن صيغة الانتماء المذهبي. وهكذا فأنك لا تجد عناصر سًنية في حزب الدعوة أو المجلس الأعلى، وكذلك لا تجد عناصر شيعية في الحزب الإسلامي العراقي، أو غيره من خطوط وتيارات الإخوان.

أن التشطير لأبناء المجتمع الواحد لا يخدم مستقبله بتاتاً. والدليل ما يعانيه العراقيون من هذه الأحزاب والحركات والتنظيمات الإسلامية منذ بداية الاحتلال عام 2003 ولحد الآن. حيث تدفع هذه الأحزاب بالبلاد نحو الحرب الأهلية بغية تقسيمه. وإلا ما معنى جواب طارق الهاشمي لمشروع بايدن الأمريكي حول تقسيم العراق، قائلاً: "عقلي معكم وقلبي مع العراق".أو التصريحات والتنقلات المكوكية التي أبداها عمار الحكيم في حينها مع ما يسمى زعماء السُنة في الأنبار. ناهيك بالحديث عن مشروع الأقاليم لعبد العزيز الحكيم، أو دور زعماء الأكراد الطالباني والبرزاني الذين أيدوا فوراً المشروع الأمريكي.

ولا نود في هذه الإطلالة أن نتطرق إلى التفاصيل وتشعبات الدمار والخراب والتهجير التي عمت أنحاء العراق. فالروح لا تقدر بأي ثمن مادي، فكيف بأرواح مليون ونصف المليون قتيل. والكل مشتركون بزهق أرواح هؤلاء الأبرياء من تنظيم القاعدة إلى الصفويين الجُدد القادمون من إيران، ودور الموساد الإسرائيلي وعملائه. وفوق هذا وذاك السفك الأمريكي اليومي للدماء العراقية.

 خلاصة

أن ما نستنتجه من الدور الذي تقوم به الأحزاب والحركات الإسلامية بالعراق خصوصاً. والتنظيمات الموجودة في أنحاء العالمين العربي والإسلامي عموماً، وما تقوم به من أداء معتدل أو متطرف، متعاون أو مناوئ، فأننا نعيش مرحلة الإسلام السياسي. وبما أن لكل عصر سياسي سمة يتميز بها، حيث كانت "القومية" متميزة بالثورية والمد الجماهيري الصاخب؛ والذي تتوج في الوحدة العربية بين مصر وسوريا والعراق. فأن ميزة الأسلمة السياسية هي المد الطائفي وتكفير الآخرين والقتل على الهوية.

وكذلك التناقضات بين الأحزاب والحركات الإسلامية سواء في التحالف مع المحتل الأمريكي ضد أبناء دينها كما في العراق، أو في محاربتها كما في أفغانستان. علاوة على ضبابية الموقف لذوي النهج الواحد كما في حزب الله بلبنان، والمجلس الأعلى وحزب الدعوة في العراق. فالأول مضاد لأمريكا، بينما الآخران متحالفان معها. بين إيران الإسلامية الرافضة لسياسة أمريكا بالأقوال والمتعاونة معها بالأفعال.

بالاختصار أنه عصر الصدمة لكل مسلم عاقل. أنه عصر "كل الذين يطلبون الرزق من دكانة الإسلام" كما قال نزار القباني في قصيدة "الاستجواب". ومن هنا نستطيع القول في خلاصتنا بأن مستقبل الإسلام السياسي لا ازدهار فيه ولا رفاه ينتظره. وإلا لأصبحت إيران هي النموذج المثالي في العالم الإسلامي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً الخ.

 أن غرس بذرة الطائفية أو التحالفات الأجنبية أو الهجمات التكفيرية لا مستقبل لها طالت مرحلتها أو قصرت. وشواهد التاريخ كثيرة على ذلك، منها خوارج الأزارقة وقرامطة الكوفة وصفوية عباس الأول وغيرهم. 

نشر في : شبكة البصرة
الجمعة 26 ربيع الثاني 1429 / 2 آيار 2008
 

#القدس_تنتصر

aliaalshami4 Alia @aliaalshami4 ·
13 مايو 2021

#القدس_ينتفض
#القدس_ينتفض
#القدس_تنتصر

Mahmoud Refaat @DrMahmoudRefaat

#عاجل | مشاهد من #تل_ابيب الان بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية.. أنفقت #الإمارات و #السعودية مئات مليارات الدولارات لنشر #التطبيع_خيانة وانحنى بعض الإسلاميين في #المغرب وفرطوا بشرفهم وهم منحنون للتطبيع يرقصون له ويجملوه، لكن #فلسطين الأبية حين نطقت أصغت لها كل الشعوب
#غزه_تقاوم

Reply on Twitter 1392686258816749569 Retweet on Twitter 1392686258816749569 Like on Twitter 1392686258816749569 Twitter 1392686258816749569
aliaalshami4 Alia @aliaalshami4 ·
13 مايو 2021

#القدس_تنتصر
#القدس_اقرب

نحو الحرية @hureyaksa

أموال الإمارات تحترق في الحقل الغازي الذي تم استهدافه بصاروخ من غزة.

Reply on Twitter 1392686073420132356 Retweet on Twitter 1392686073420132356 Like on Twitter 1392686073420132356 Twitter 1392686073420132356
Load More
Follow on Instagram

© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.