نحن في «أخبار الخليج« لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن ننحط الى المستوى الاخلاقي والمهني المتردي الذي كشف عنه وزير خارجية العراق، وهذا الشخص الذي يعمل بالسفارة العراقية في البحرين عندما طردا مندوب الجريدة، وتلفظا بتلك الألفاظ البذيئة عن الجريدة والمسئولين فيها. هؤلاء لا يستحقون أصلا ان نتوجه إليهم بأي حديث. شيء واحد يعرفه قراؤنا، ولهم هم أن يعرفوه. نحن لا يشرفنا ان نتعامل مع امثالهم اصلا. لا يشرفنا ان نتعامل مع وزير مثل هذا وعاملين في سفارة كهذه، هم جميعا ممثلون لحكومة تابعة لاحتلال همجي وذليلة لسلطة الاحتلال ولا شرعية لها ولا تمثل شعب العراق من قريب أو بعيد.
كيف يمكن ان يكون هؤلاء ممثلون للعراق وشعبه وهم كانوا ولايزالون شركاء مع الاحتلال الهمجي في ذبح وتمزيق العراق واغراقه في الفتن والصراعات الطائفية؟ أن يتطاول أمثال هؤلاء على صرح إعلامي بحريني عربي كبير مثل «أخبار الخليج« ليس بالأمر المستغرب عليهم. وان يقولوا ان «أخبار الخليج« تقف ضد العراق ليس أيضا بالأمر الغريب. ذلك ان العراق بالنسبة إليهم هو عراق الاحتلال الذي هم مدينون له بوظائفهم، والذي لولاه لما كان أحد قد سمع عن نكرات مثلهم أصلا. العراق بالنسبة إليهم هو عراق عملاء الاحتلال، الكارهون لعروبته والساعون للقضاء عليها والى تمزيقه إربا على أسس طائفية وعنصرية. وفي مقدمة هؤلاء المدعو هوشيار زيباري. هذا الكردي العنصري بكراهيته التي يعرفها الجميع للعروبة وتآمره هو وأمثاله عليها، والذي كرس كل جهوده في وزارته كي يصفي الوجود العربي فيها. هذا العراق الذي يقصدونه لن نكون معه أبدا في أي يوم من الأيام. العراق بالنسبة إلينا في «أخبار الخليج« هو عراق العروبة.. هو العراق الموحد.. الذي ينبغي ان يظل موحدا رغم كل ما يفعله الطائفيون والعنصريون والتابعون للاحتلال.. هو العراق الذي لابد ان يتحرر من الاحتلال ومن أذنابه أمثال هؤلاء.. هو العراق الذي لابد ان يعود الى حضن وطنه العربي الكبير ويحتضن كل ابنائه بجميع طوائفهم وانتماءاتهم بلا تمييز. هذا هو العراق الذي طالما دافعنا عنه في هذه الجريدة، وسنظل ندافع عنه الى ان يعود عروبيا حرا أبيا متحررا من الاحتلال ومن كل القوى العميلة التي شاركت في ذبحه. هذا هو العراق الذي لا يخامرنا أدنى شك في انه آت حتما. إذن ما يقوله هؤلاء من بذاءات عن «أخبار الخليج« والعاملين فيها لا قيمة له بالنسبة إلينا. القضية فيما فعلوه أمران: الأول: ان الوزير العراقي وتابعه الكردي مثله في سفارة العراق بما فعلاه وقالاه انتهكا كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، وأساءا إليها والى مؤسسة الخارجية البحرينية التي رعت هذه المناسبة واستضافت هذه الاجتماعات. وهذا أمر نتوقع من وزير خارجيتنا الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن يتعامل معه بما تقتضيه الأصول الدبلوماسية والسياسية في هذه الحالة. والثاني: ان الوزير وتابعه بما فعلاه وبما قالاه أساءا الى صحافة البحرين كلها وكل العاملين فيها، والى تجربتها الصحفية والإعلامية الحرة التي نعتز ونفخر بأننا نعيشها في ظل المشروع الإصلاحي التاريخي لجلالة الملك وقيادة وطننا. صحيح انه ليس متوقعا من أمثال هؤلاء ان يعرفوا معنى الحرية، ولا معنى احترام الرأي والكلمة والصحافة. هل يمكن ان يعرف هذا من اختار ان يكون عبدا للاحتلال، وعبدا للطائفية والعنصرية، ومن هو سعيد بعبوديته؟. لكن إن كانوا لا يعرفون معنى الحرية ومعنى احترام الكلمة والصحافة، فقد كان عليهم على الأقل ان يحترموا البلد الذي احتضن هذا اللقاء وصحافته، والذي أتاح لهم ان يتحدثوا وان يستجدوا دعما عربيا هم لا يستحقونه. وعلى أية حال، فإن كل الإخوة الأعزاء الذين اتصلوا بالجريدة أو أصدروا بيانات تدين ما جرى، قد أعفونا من ان نقول المزيد. السادة نواب الشعب.. والإخوة في جمعية الصحفيين وفي نقابة الصحفيين تحت التأسيس.. والإخوة في الجمعيات التي نددت بما حدث.. كل هؤلاء الإخوة وغيرهم، بما قالوه وضعوا النقاط فوق الحروف، ودافعوا عن كرامة الصحافة في البحرين والعاملين فيها، وعن حرية الكلمة والرأي والموقف. بعد ما قاله هؤلاء الإخوة كلهم وما عبروا عنه من موقف، ليس لدينا مزيد نضيفه.
نشر في : أخبار الخليج