بسم الله الرحمن الرحيم
امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة حرية اشتراكية
ياأبناء شعبنا الصابر
ها هي مقاومتكم الباسلة للاحتلال تَدخُل عامها السادس، والمحتلون الأميركان وعملائهم المزدوجين لهم ولإيران يُواصلون مَنهجهم ألتدميري لتفتيت وإنهاك العراق مُستهدفين نَسيجَهُ الاجتماعي المتين، فبعد إن لعَبوا على وتر الاقتتال الطائفي والتهجير ألقسري لجئوا الى لعبة تسعير الاقتتال بين أبناء الطائفة الواحدة، كما فعلوا في الانبار وديالى ونينوى وكربلاء والنجف والديوانية والبصرة وبجولات متناوبة هنا وهناك.. وتحت مُسميات مُستهجنة بدعم قوات الاحتلال الأميركي من قبيل (مطارق الأقوياء) و(المعركة الحاسمة) و(وثبة الأسد).. وأخيرها وليس آخرها مَسخرة (صولة الفرسان) في البصرة والتي جاءت في أعقاب زيارة (أحمدي نجاد) و(ديك تشيني)، وتصاعد الصراع بين أطراف جوقة العملاء من الميليشيات الإجرامية على مغانم تهريب النفط والمخدرات وسرقة المال العام وتصاعد الصراع على مواقع النفوذ والسلطة.. والتنافس على خدمة مخططات أميركا وإيران.
وباسم (صولة الفرسان) هذه ويا لسخرية المسميات ذَهبَ العميل المالكي وجوقة بطانته الى البصرة.. في الرابع والعشرين من شهر آذار الماضي.. باسم (محاربة الجريمة المنظمة) وصيانة سيادة القانون لتبدأ معركة تصفية الحسابات مع عصابات جيش المهدي وهي في حقيقتها معركة بينهم وبين عصابات (بدر) وحزب الدعوة وبغطاء ما يُسمى بالحكومة وبدعم إيران لكل الأطراف المتصارعة (ودعم المجرم بوش لحكومة المالكي العميلة).
وكان أبناء شعبنا الطيبون ضحايا الاقتتال بين هذه العصابات الذي يَدور في الشوارع والأزقة والذي لم ينحصر في البصرة، بل اندلع في الديوانية وكربلاء و واسط وبابل.. وبغداد وغيرها من مدن العراق وراحَ ضحيته المئات من الشهداء والجرحى والمعتقلين من أبناء شعبنا الصابر الذين لا ناقةَ لهم ولا جملَ في هذا الاقتتال المريب في دَوافعه وأهدافه الشريرة.. بل قاسوا الأمرين من تكرار لعبة (حظر التجوال).. والتصاعد الجنوني في أسعار المواد الغذائية بل وشحتها فضلاً عن انعدام خدمات الكهرباء والماء والوقود.
ياأبناء شعبنا المغوار
إن هؤلاء العملاء الخونة يُريدون عبر ذلك كله تشتيت جُهودكم وإضعاف جهادكم لكي يمضي المُحتلون الأميركان والبريطانيون والنظام الإيراني في تنفيذ مخططهم الشرير في إدامة الاحتلال وتمزيق العراق واستمرار نهب ثرواته.
وليس اعتباطا أن يَهرع جلاوزة الاقتتالَ (الميليشياوي) ورئيس عصابة (بدر) ونائب رئيس عصابة الدعوة الى إيران للاجتماع بالمجرم مقتدى الصدر بأشراف قاسم سليماني مسؤول الملف الأمني في قوات القدس الإيرانية، ومن ثم يُعلنوا عن (هدنة مؤقتة) للتفاهم على تقاسم المغانم والنفوذ، وسَط إستمرار الاقتتال بينهم هنا وهناك! وعودة العميل المالكي الى بغداد في الوقت الذي واصلت فيه فصائل المقاومة البطلة جهادها الملحمي بوجه قوات الاحتلال الأميركي التي تصاعدت خسائرها الى الضعف حتى بأرقامهم المُعلنَة الكاذبة، وهو السبيل الوحيد لتخليص أبناء شعبنا الصامد من معاناته القاسية التي تفاقمت جراء الاقتتال بين الميليشيات الإجرامية العميلة، وهو رَهنٌ بالمضي قُدماً الى أمام على طريق رَص صفوف المقاومة الباسلة وتصعيد القوى الوطنية والقومية والإسلامية المناهضة للاحتلال لجهادها القتالي والسياسي والإعلامي باتجاه المزيد من الفضح لجرائم المُحتلين وعُملائهم وتأجيج نقمة أبناء شعبنا المكافح وصَبها في مجاريها الصحيحة.. في تعزيز وحدة أبناء شعبنا الأبي وتصعيد أفعاله الجهادية باتجاه التحرير والاستقلال التام والناجز والانطلاق الى مسارات النهوض الحضاري الرحبة.
ياأبناء شعبنا الغيارى
لقد شاهدتم بأم عيونكم وسمعتم بآذانكم المواقف الخسيسة لأطراف ما يُسمى العملية السياسية و (مجلس النواب).. و(رئاسة الجمهورية).. فمجلس النواب يَعجز عن الاجتماع.. ويتضارب رعاعه بالأيدي.. والطالباني يَعتكف في منتجع دوكان.. ينتظر ما يؤول إليه صراع العصابات وما ستوكل له من أدوار يحددها له أسياده الأميركان والإيرانيون على حَد سواء، ويستمر مُسلسل إنهاك أبناء شعبنا بتجويعه وإبادته لينعم سَقط المتاع بسرقاتهم ونزواتهم واستهتارهم بمصير الشعب الذي لن يستكين وسَيواصل جهاده المُقدس لطرد المُحتلين.. ومحاكمة المُجرمين الذين وَلغَوا في دَمهِ الطاهر واستباحوا كرامته وسرقوا أمواله وأرجعوه قرناً الى الوراء الى خانة التخلف والجهل والمرض ولكن هيهات هيهات.
فها هم مجاهدو البعث وفصائل المقاومة كلها والوطنيون والقوميون والإسلاميون كلهم ومعهم الشعب العراقي يواصلون سَيرهم في طريق الجهاد والاصطفاف الوطني النبيل لإجهاض مُخطَطَ المُحتلين وأذنابهم وإعادة وجَه العراق المشرق الناهض بدوره الوطني والقومي والإنساني المتميز على مر التاريخ.
وبوحدة فوهات بنادق المقاومة وأقلام الكتاب والمثقفين الشرفاء وسواعد البناة من العمال والفلاحين والمعلمين والمدرسين والأطباء والمهندسين والمحامين وسائر شرائح أبناء شعبنا الصابر تسطع صورة العراق الزاهية ويتألق بناؤه الوطني ونضاله القومي وإسهامه الفاعل في بناء صرح الحضارة الإنسانية.
والله اكبر.
وما النصر إلا من عند الله.
أوائل نيسان / 2008
بغداد المنصورة بالعز بأذن الله
نشر في : شبكة البصرة