كان يوم الخميس بتاريخ 20 مارس 2003م بحق يوماً أسود ومظلماً في حياة العراق والعراقيين والأمة العربية، بل في حياة الإنسانية كلها. في فجر ذلك اليوم وقبل خمسة أعوام دقت صافرات الإنذار منذرة بالهجوم الأمريكي الوحشي الغادر على بغداد والمدن العراقية الأخرى، مستهدفة كل هدف عسكري ومدني واقتصادي وثقافي وتاريخي، فلم يُميز ذلك القصف الهمجي المدمر بين تلك الأهداف، وقد حولت القنابل والصواريخ الأمريكية والبريطانية المدارس والكليات والمتاحف والبيوت السكنية إلى أنقاض ودمار. وطوال ثلاثة أسابيع دارت معارك شرسة خاضتها القوات المسلحة العراقية البطلة والقوى الشعبية المساندة، كما حصل ذلك في معركتي «أم قصر«
و«الناصرية«، ومعركة «مطار صدام الدولي«، حتى يوم التاسع من إبريل 2003م عندما تمكن المحتل الأمريكي من التغلغل والوصول إلى بغداد، بعد هذا اليوم أخذت المواجهات مع العدو المحتل منحى آخر، دخلت القوات الغازية بغداد والمدن الأخرى. في الجنوب العراقي كانت القوات المعتدية تفرض سيطرتها بمساعدة بعض القوى العميلة القادمة من إيران، وفي الشمال العراقي تطوعت القوى الكردية بتقديم العون للقوات الغازية لإسقاط المدن الشمالية مثل مدينتي كركوك والموصل وغيرهما من المناطق التي تخضع لسيطرة ميليشيات البشمركة الكردية، وكان هذا الوضع وبكل ما حمله من ألم ومعاناة قد جعل الصورة أكثر وضوحاً. فأصبح هناك خندقان لا ثالث لهما، خندق المقاومة ومعه غالبية شعب العراق، وخندق المحتل ومن سار معه في طريق الخيانة والعمالة. وسرعان ما بدأت هذه الأخيرة بتنفيذ الأهداف المرسومة لها، مستخدمة معاول الهدم والتخريب والحرق والنهب التي عمت كل البلاد، وكان المحتل يتفرج من دون أن يكلف نفسه منع هذا التدمير الحاصل على مرأى ومسمع منه، بل كان ما يشغله فقط وزارة النفط التي سيطرت قواته عليها وأحاطتها بالسياج والحراس، ومنعت الاقتراب منها. أما الوزارات والدوائر الأخرى المتعلقة بهموم الناس وحاجاتهم الإنسانية فقد تركتها تحترق بيد الأوباش والعصابات المدربة لتحقيق السياسات والأهداف المرسومة سلفاً، بعد أن حلت قوات الجيش والشرطة. ومع هذه الخطوة الإجرامية ضاع الأمن وضاع شعب العراق، وضاعت معه كل القيم والأخلاق والتقاليد التي كان شعب العراق العربي قد آمن بها وتمسك بها، وتجذرت في عروقه ووجدانه خلال قرون من الزمن، وميزته بالتماسك والتعايش بين كل مكوناته الاجتماعية. لقد تحول العراق منذ ذلك اليوم المشئوم إلى لعبة بين أيدي المحتلين وشراذم العملاء الانتهازيين واللصوص، وصار العراق مستعمرة أمريكية ــ إيرانية، ولكنها مستعمرة خربة ينعق فيها البوم على أطلالها المحروقة والمنهوبة، فقد أفرغ المحتلون العراق من كل مقومات الحياة الإنسانية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
باختصار، يمكن القول إن المحتل قد قوض العراق كدولة وأودى بهويته العربية وشطبه من المعادلة العربية، وجعل أرضه مستباحة مكشوفة لكل الطامعين من الدول والقوى الإقليمية لتمارس نفوذها، وتحقق أطماعها التوسعية في اقتطاع حصتها من الغنيمة، سواء في الأرض أو الثروة النفطية! فالاختراقات الإيرانية والتركية لم تعد من الأسرار، فهي تتم في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد. لم يعد في الواقع هناك شيء اسمه «دولة« في العراق، فقد اختفت سمات «الدولة« من الوجود، وحل محلها «دويلة« أو مجرد «سلطة« طائفية يديرها أشخاص فاسدون تسندهم أجهزة منخورة فاسدة، همها الأول استغلال نفوذها وبالإمكانات التي وفرها لها المحتل لتوظيفها في الصراع الطائفي الذي أصبح السمة البارزة في العراق، والذي أحرق الأخضر واليابس في كل مدن العراق وأقضيته. ففي ظل السلطة «الطائفية« غاب القانون وغابت العدالة، وحلت مكانهما شريعة الغاب، فالمعروف أن مثل هذه «الدويلة« تقوم بالأساس على فكرة تدمير كل إمكانية أو فرصة يمكن أن توحد المكونات الاجتماعية في أي بلد أو تسهم في تعزيز التعايش السلمي بينها، فالدولة الطائفية غير معنية بهذه القيم، ولا ترى ذلك أصلاً من مهامها، وأحد أهم العوامل التي تدفع بهذا الاتجاه التدميري هو غياب الشرعية لمثل هذه السلطة الهزيلة التي أوجدها ويديرها المحتل الأمريكي، لأنها في الأصل «وليدة« عدوان واحتلال غير شرعيين، ونتاج مجموعة أكاذيب ساقتها إدارة الشر في واشنطن قبل الاحتلال وبعده. خمسة أعوام وأكاذيب المحتل وحكومته العميلة تتوالد كالفطر وعلى كل المستويات وفي كل الاتجاهات، ولكن الواقع الكارثي الذي أوجدته يفضح بشكل يومي كل تلك الأكاذيب، وخاصة المزاعم حول «العراق النموذج المشع«، فتقديرات المؤسسات العالمية المحايدة وكل تقارير المنظمات الإنسانية والحقوقية تؤكد أن ما يزيد على مليون عراقي قد لقوا حتفهم، وملايين يفوقونهم من الجرحى والمصابين، وأن هناك ما يزيد على خمسة ملايين عراقي مشرد خارج وداخل العراق. أشاعوا الموت والقتل الجماعي في كل ركن وزاوية من العراق، مارسوا سياسة التهجير القسري والتجويع والحرمان من أبسط الخدمات الأساسية، كالصحة والكهرباء والماء، ومع كل هذه المصائب التي أنزلوها بالعراق والعراقيين، هم يتحدثون ــ من دون خجل ــ عن «العراق الجديد«، «عراق القتل« والنهب والسلب. يتحدثون عن «العراق الديمقراطي« في بلد لا يستطيع المواطن فيه أن يتنقل من مدينة إلى أخرى، أو يأمن على بيته وعائلته من القتل أو الخطف أو الاعتداء.
واليوم بعد مرور هذه الأعوام الخمسة فإن العالم صار يعرف جيداً حجم المكابرة والغرور الذي يطبع ويميز سياسة الإدارة الأمريكية في العراق، كما صار يرى تكرار ذات الأخطاء والاستمرار في المحاولات الفاشلة التي تقود إلى الكوارث والمآسي، فالإنجازات التي تتحدث عنها على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية، هي عبارة عن مجموعة كوارث، ما ان تبدأ بكارثة حتى تنتهي بكارثة جديدة، بسبب الجهل والأوهام التي تعشش في رأس إدارة المحتل، والتي تجعلها تواصل أكاذيبها ورهاناتها الخاسرة على السلطة الخائنة والعميلة التي أوجدتها، وراحت تحقنها من وقتٍ إلى آخر ببعض «الجرعات« و«المنشطات« لتنتفخ هذه «الجثة الهامدة« ولتجميل الصورة البشعة لرموزها وشخوصها. لقد أوصلت المقاومة العراقية البطلة الاحتلال إلى حالة العجز والفشل التامين، واستطاعت أن تجعل الكفة تميل إلى جانبها بعد أن هزمت الاحتلال وحولت مشاريعه إلى محض أوهام، وعمقت فضائحه، وكشفت للعالم كل الأكاذيب والتبريرات الملفقة التي ساقتها للعدوان والغزو، وتأكد العالم اليوم أن القرار الحاسم في الوضع العراقي سوف لن يكون سوى قرار وطني عراقي، وكل محاولة إدارة بوش الالتفات على إرادة الشعب العراقي سوف تصدم بجدار المقاومة العراقية الصلب، فهي وحدها القادرة على حسم الوضع العراقي، وسوف لن تجدي إدارة بوش نفعاً مراهنتها الخاسرة على «حصانها المريض« أو التوكؤ على «عصاتها المنخورة«. لقد وضعت المقاومة العراقية الباسلة إدارة الاحتلال أمام خيارين أحلاهما مر، فإما أن تخضع لإرادة الشعب العراقي ومقاومته وتنسحب وفق شروط المقاومة العراقية المعلنة، وإما أن تكابر وتتجرع الهزيمة العسكرية للمقاومة، بإذن الله على أيدي المقاومة. ونقول هنا في جملة اعتراضية ــ إلى كل الذين اعتادوا قراءة ما ليس مكتوبا وامتهنوا قلب الحقائق وخلط الأوراق ــ إننا هنا نتحدث عن المقاومة التي تنازل وتستهدف قوات الاحتلال وعملاءه وكل مرتزقته، ولسنا معنيين بأولئك الإرهابيين أو من يسمونهم التكفيريين الذين يستهدفون الناس الأبرياء في الأسواق والمساجد والحسينيات، فهؤلاء في الواقع يشوهون صورة المقاومة ويقدمون خدمة ومساندة عملية للمحتل للمضي في مخططاته بتقسيم العراق، وتمزيق صفوف المقاومة، وضرب وحدة العراقيين، فهؤلاء لا يقلون خطراً ومسؤولية عما آل إليه العراق من خراب، فهم يقومون بلعب ذات الأدوار القذرة والخسيسة التي يلعبها عملاء الاحتلال بالعودة بالعراق قروناً إلى الوراء ووضعه في دوامة التفتيت والجهل والمرض.
إننا نتحدث عن المقاومة العراقية الباسلة التي قلبت المعادلة وغيرت المشهد الوطني العراق والمشهد القومي بل المشهد العالمي، فهذه المقاومة باتت من الحقائق المسلم بها، والأمريكان قبل غيرهم يعرفون أنه لولا هذه المقاومة لكان واقع قوات الاحتلال على الأرض، وواقع حال إدارة بوش مختلفين تماماً، فعلى يد هذه المقاومة تحولت كل ادعاءات بوش وزمرته بالنصر إلى هزيمة مهما كابرت في الاعتراف بها، وخاصة بعد أن استباحت العراق طولاً وعرضاً ودمرت دولته وحلت جيشه الباسل، ووضعت كل الخطط، وقامت بكل الخطوات اللازمة لتقسيمه إلى كيانات طائفية هزيلة، وفتحت أبواب العراق على مصاريعها أمام كل الطامعين من كل حدب وصوب وإدخاله في لعبة تقاسم النفوذ والتنافس على سرقة ثرواته النفطية وطمس هويته الوطنية والقومية. فقد كانت المقاومة العراقية بالمرصاد إلى كل هذه المخططات الإجرامية، ففي ظل الظروف والأجواء الاحتلالية والتقسيمية التي يئن تحت وطأتها العراق كانت المقاومة الوطنية تنبري بقوة وببسالة في مواجهة كل هذه المخططات الخبيثة التي تستهدف تقسيم العراق وإدامة احتلاله وانتهاك كرامته وسرقة ثرواته. ورغم قوة أمريكا وجبروتها وغرورها، فقد وضعت المقاومة هذه القوة على أول الطريق الذي سوف تتدحرج فيه تلك القوة إلى القبح والحضيض مثلما كل إمبراطوريات الشر في العالم. وعلى الرغم من عظمة إنجاز المقاومة التي استطاعت إفشال وهزيمة المشروع الأمريكي ــ الصهيوني، ورغم إيماننا بقدرة وقوة هذه المقاومة على إنجاز وعدها بمقاتلة كل المحتلين الأوغاد وعملائهم الصغار وتحقيق استقلال العراق مهما طال أمد الصراع وتعاظمت الصعاب، نقول رغم كل ذلك، فإن هذه المقاومة لم تجد الاستجابات المناسبة في محيطها العربي، سواء على صعيد المؤازرة السياسية والإعلامية أو على صعيد تقديم الدعم المادي الذي يمكن أن يرفدها بالطاقات للاستمرار على مواصلة مشروعها الوطني بمواجهة المحتلين وإفشال أهدافهم الإجرامية. نحن هنا لا نتحدث عن الدول والأنظمة العربية، فقد ظل دورها دائماً سلبياً بل غائباً بشكل يبعث على الدهشة والمرارة، وواضح أنه بسبب عجزها وانغلاق رؤيتها السياسية والقومية، وبسبب خوفها وإذعانها لإرادة وإملاءات الإدارة الأمريكية بشكل دائم، فإن هذه الدول للأسف غير قادرة وغير راغبة في تجاوز هذه المواقف السلبية، لذلك فهي عاجزة عن التقاط ما يجب التقاطه من إنجاز المقاومة، ولو من باب الدفاع والمحافظة على وجودها ذاته.
إننا نتوجه بحديثنا هذا، ونخاطب به القوى والأحزاب الوطنية والقومية، وكذلك المنظمات والأوساط الإعلامية والفكرية والثقافية التي تحمل أهدافا إنسانية وأخلاقية رافضة العدوان والاحتلال، فهذه وحدها هي القادرة على إجبار الأنظمة الرسمية إلى تصحيح خطيئة تواطؤ بعضها وصمت البعض الآخر منها، وإعادة التوازن في مواقفها، وتهيئة الأجواء والأرض العربية لتكوين احتضان شعبي وطني وقومي لهذه المقاومة، استجابة لوحدة المصير القومي العربي، فهذه المواقف وحدها هي السليمة والمطلوبة وفق المقاييس القومية الصحيحة، فكما هو معروف في كل تاريخ وأدبيات المقاومات في العالم، أنه من أهم قواعد انتصار العمل المقاوم ضد أي احتلال هو أن تتلقى أي مقاومة وطنية في أي قطر عربي يتعرض للاحتلال (فلسطين – العراق – لبنان) مساندة قومية شعبية أو رسمية لإعطائها الفاعلية والقوة في رفد الجانب العسكري بعوامل سياسية ومادية وإعلامية، لذلك فإن واجب القوى الوطنية والقومية والإسلامية العمل على تكريس شرعية المقاومة العراقية على شتى المستويات في مواجهة التزوير الإعلامي والسياسي الذي تمارسه الإدارة الأمريكية وعملاؤها وأبواقها ضد المقاومة، فلم تتعرض في التاريخ أي مقاومة في أي بلد لمثل ما تعرضت له المقاومة العراقية، فقد جوبهت هذه المقاومة بالشكوك والاتهامات، واستطاعت أمريكا بقوة إعلامها وكل أجهزة الكذب والتضليل التابعة لها في المنطقة تصوير المقاومة على أنها «إرهاب« من أجل منع الاعتراف بشرعية أعمالها، فقد وجدنا ولاحظنا على مدى خمسة أعوام من عمر الاحتلال – كيف تعامل الإعلام العربي وبعض كتاب المرحلة الأمريكية الصهيونية مع أعمال ومنجزات هذه المقاومة، فالسمة البارزة لهذا التعامل هي التجاهل أو التشويه المتعمد لها في أذهان جماهير الأمة العربية لمنع أي استجابة أو تعاطف مع هذه المقاومة من قبل هذه الجماهير على مستوى أقطار الوطن العربي كافة، فقد رأينا كيف أن بعض الفضائيات العربية عندما تبث شريطا يظهر العجلة أو المدرعة الأمريكية وهي تتطاير إلى أشلاء تصر هذه الفضائية على أنها لم تتأكد من صحة الشريط المعروض من مصادر مستقلة كأنها عندما تنشر الأخبار والمعلومات الأمريكية تكون قد تيقنت من صحتها أو حقيقتها.
لذلك نحن نندهش ولا نفهم مواقف بعض القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية في تعاملها مع المقاومة العراقية، فهي للأسف مواقف تتسم في الكثير من الأحيان بالازدواجية في حدها الأدنى، وخارجة عن ثوابت الأمة في حدها الأعلى، فالذين يقفون مع المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية – وهذا موقف حق وواجب – والذين يحرمون التعامل مع العدو الصهيوني وعملائه – وهذا موقف سليم بالمقاييس الوطنية والمبدئية – لا نفهم كيف تقف ذات القوى والشخصيات موقفاً متردداً أو متخاذلاً من المقاومة العراقية فما يجوز في وضع فلسطين ولبنان يجب أن يكون جائزاً في قضية احتلال العراق ومقاومة المحتل، وما هو مرفوض في فلسطين ولبنان يجب أن يكون مرفوضاً في العراق؛ فليس مقبولاً البتة أن تكون هذه الانتقائية أو الازدواجية في التعامل مع المحتل هنا أو هناك، أو المقاومة في هذا القطر أو ذاك. فقد فرضت المقاومة العراقية بنفسها شرعيتها القتالية وهو ما يجعلها صاحبة القرار في الأوضاع الراهنة والمستقبلية التي تخص العراق، فالواجب إذًا يحتم علينا فك الحصار عن هذه المقاومة وتقديم الدعم لها على كل المستويات لتأكيد شرعيتها السياسية والقانونية. فالولايات المتحدة الأمريكية قد توصلت إلى قناعة تامة بأن المقاومة العراقية هي الطرف الوحيد القادر على حسم الوضع العراقي، وأنها عاجلاً أو آجلاً سوف تقر بهذه الحقيقة بعد أن تتيقن بأن لا سبيل أمامها للخروج من الورطة العراقية سوى هذا الاعتراف، وأنه لا جدوى من الاستمرار في العناد والمكابرة والتعويل على الزمر الخائبة والفاشلة التي أوجدتها. ترى هل نحن عاجزون عن إدراك هذه الحقيقة ونتصرف على الأرض وفق هذه الحقيقة فقط قبل فوات الأوان وبما يخدم المصلحة القومية العُليا وتتدارك الدول والقوى العربية أخطاءها وخطاياها التي ارتكبتها بحق العراق ومقاومته الباسلة، وتعمل على إنصاف الشعب العراقي المظلوم وإنقاذه من فك الوحوش المفترسة التي تفتك به؟ فالمقاومة العراقية استطاعت أن تثبت – لدرجة اليقين – أنها قادرة على مواجهة قوة أمريكا وتمريغ أنفها في وحل الهزيمة المرة، وأنها استطاعت بتضحياتها الكبيرة أن توقف وتلجم «الثور« الأمريكي الهائج على المستويين العالمي والإقليمي بعد أن عرت مكامن الضعف فيه وجرته إلى هوةٍ سحيقة لا قرار فيها، لذا فإنه ينبغي استثمار هذه الفرصة التاريخية التي تقدمها المقاومة العراقية الباسلة من أجل تصويب الموقف وإعادة قراءة مجمل التطورات العربية والإقليمية والعالمية بما يعزز من قدرة الممانعة العربية وتحرير إرادة الأمة من الذل والخنوع، والعمل على حماية أمننا الوطني والقومي الذي بات مهدداً على أكثر من جهة وعلى يد أكثر من طرف سواء كان في الغرب أم في الشرق، فهي أطراف لم تعد تخفي أطماعها ونفوذها وأهدافها في تقسيم وتقاسم العراق.
نشر في : أخبار الخليج