أحيت جمعية التجمع القومي الذكرى الأولى لإعدام رئيس العراق السابق صدام حسين بمقرها في الزنج مؤخراً، حيث شهد التأبين مواويل وقصائد رثاء للرئيس صدام بالإضافة إلى معرض لصور تناثرت على حوائط مبنى الجمعية.
وألقى أمين عام التجمع القومي رسول الجشي كلمة بهذه المناسبة قال فيها اليوم: نجتمع لنحيي ذكرى استشهاد المرحوم الشهيد صدام حسين الذي استشهد واقفاً يتحدى جلاديه في مشهد تاريخي جسد الموقف الإنساني الشجاع المؤمن بقضيته وعدالتها والذي استشهد من أجلها رجل خيب ظن جلاديه وألبسهم ثوب الذل والعار.
مضيفاً بأن هذه الميتة التاريخية فوتت الفرصة على جلاديه، إذ دفعت المؤمنين بقضيته إلى المزيد من التضحية، فصدام كان رمز حقبة من الزمن ستدرس فيما بعد وتظهر حقائقها المنيرة من العتمة التي فرضتها ظروف الحرب وآلة الاستعمار الدعائية، وساعد تكالب العملاء في الداخل والخارج وإصرارهم على محوها وتغيير معالمها مستخدمين الآلة الدعائية للمحتل، وذلك بعد أن تكالبوا على هذا السد المنيع الصامد في خطة بدأت منذ الثمانيات بعد انهيار كل السدود الأخرى في المنطقة أمام الإغراء والضغوط، وبقيت تطلعات إسرائيل في السيطرة على المنطقة عاجزة عن تحقيق أهدافها بوجود هذا السد.
متابعاً بأن السنوات الماضية كانت حبلى بالأحداث وأسفرت عن حقائق كانت تختبئ تحت مسميات كثيرة كالطائفية التي برزت على السطح بشكل بشع.
خاتماً حديثه بأن العراق كدولة وطاقات وتاريخ وموارد وإمكانيات عقلية وبشرية مستهدف من قبل الغازي المحتل الذي قام بهذه الأعمال التخريبية التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالعمل العسكري ولكنها تخدم أهدافاً أخرى.
وبدوره أكد عضو جمعية الوسط العربي الإسلامي حمد العثمان في كلمة أناب بها عن الجمعية في التأبين على أن إعدام صدام حسين أثبت بطولة لأحد أبطال الأمة العربية والإسلامية قلما يوجد لها مثيل هذه الأيام، فقد قدم روحه وروح أبنائه رخيصة في سبيل الله والوطن، ولم تثنه عن مبادئه تحالفات قوى الشر والطغيان ضد بلده ولم تهزم إرادته عنصرية الفرص وعدوانيتهم ولم يكسر شوكته تآمر العملاء من بني جلدته ولم تثبط همته مع تواطؤ أشقائه العرب.
وواصل ''مع أول أيام عيد الأضحى المبارك من العام الماضي استشهد صدام حسين وسط تكبيرات المآذن وتسبيحات الملائكة، حينها كانت أنظار المصلين تتطلع إلى خالقها وتعلو صلواتهم عنان السماء مرددة في آن واحد لفظ الجلالة ''الله أكبر'' فهنيئاً لك أبا عدي، حيث كان منتصباً على منصة الشرف مؤمناً ثابتاً على الحق، ولأنه لم يبع العراق لما باعه غيره ولم يقبل الاحتلال في حين قبله غيره ولم يقر دستوراً صهيونياً للعراق أقره غيره، ولم يرض تقسيم العراق كما قسمه سواه، ولم يبارك عملية التفريس أو يسمح بسرقة نفط العراق الذي يسرقونه الآن ولم يدمر التراث أو يقف في وجه النهوض، بل استطاع أن يبني في سنوات قليلة ما يعجزون عن بنائه في قرون''. وأضاف العثمان: كان يُراد لمشهد اغتيال صدام أن يكون علامة انهزام الأمة وانكسارها، لكنه جاء على غير ما يبغون بحيث أصبح مشهداً يجسد معاني البطولة والتضحية المتأصلة في الذات العربية الإسلامية، فهم أرادوه ناراً على الأمة فكان نوراً لجماهيرها.
نشر في : صحيفة الوطن