أحيت جمعية التجمع القومي الديمقراطي في مساء يوم الأحد المصادف 30 ديسمبر 2007م الذكرى الأولى لاستشهاد الشهيد الرئيس صدام حسين " رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته " وذلك في مقر التجمع الكائن بمنطقة الزنج، وقد حضرها جمعاًٌ من أعضاء التجمع القومي وأصدقائهم ومن المواطنين.
وقد استهل إحياء الذكرى بتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، تلاه وقفة حداد وتلاوة سورة الفاتحة على روح الفقيد وعلى أرواح شهداء أمتنا العربية.
وبعد ذلك ألقى الأستاذ رسول الجشي الأمين العام للتجمع القومي الديمقراطي كلمة الجمعية، هذا نصها :
نجتمع هذه الأمسية لنحي ذكرى استشهادالمرحوم الشهيد صدام حسين الذي استشهد واقفاً يتحدى جلاديه في مشهد تاريخي جسد الموقف الإنساني الشجاع، المؤمن بقضيته وعدالتها، والذي استشهد من أجلها رجلٌ خيب ظن جلاديه وألبسهم ثوب الذل والعار وهو يودع الحياة مكرراً شهادة المؤمن بالله والمؤمن بقضيته. إن هذه الميتة التاريخية فوتت الفرصة على جلاديه، إذ دفعت مؤيديه والمؤمنين بقضيته إلى المزيد من التضحية. لقد كان رمزاً لحقبة من الزمن ستدرس فيما بعد، وستظهر حقائقها المنيرة من العتمة التي فرضتها ظروف حرب وآلة الاستعمار الدعائية.
كان لتلك الحقبة مالها وما عليها، وقد ساعد تكالب العملاء في الداخل والخارج من أجل محوها وتغيير معالمها، وذلك لأن مخططاتهم في المنطقة لا يمكن لها أن تمر أمام هذا السد المنيع الصامد، لذلك تكالبوا عليها في خطة بدأت منذ الثمانينات بعد أن انهارت كل السدود الأخرى في المنطقة أمام الإغراء والضغوط، وبعد أن عجز العدو الصهيوني عن تحقيق أهدافه في المنطقة.
لقد كانت السنوات الماضية حبلى بالأحداث، وأسفرت عن حقائق كانت تختبئ تحت مسميات كثيرة، فالعراق الذي عرفناه لعقود بعيداً عن الطائفية التي تبرز الآن على السطح بشكل بشع، ناهيك عن التداعيات الأخر، لقد كان العراق كل العراق دولة وطاقات وتاريخ وموارد وإمكانيات عقلية وبشرية مستهدفاً، مما دفع الغازي والمحتل فيما بعد للقيام بأعمال تخريبية لا علاقة لها بالعمل العسكري من قريب أو بعيد، ولكنها تخدم أهدافاً أخرى.
وبعد هذه الكلمة ألقي الأستاذ حمد العثمان ممثل جمعية الوسط العربي الإسلامي كلمة الجمعية، وقال فيها " مع فجر هذا اليوم يكون قد أنقضى عامٌ كاملٌ على رحيل رجل من الرجال المؤمنين الأوفياء، وبطلٌ من أبطال الأمة العربية والإسلامية قلّما بدا له مثيلاٌ هذه الأيام، قدّم روحه وأرواح أبنائه رخيصةً في سبيل الله والوطن. لم تثنيه عن مبادئه تحالفات قوى الشر والطغيان ضد بلده، ولم تهزم إرادته عنصرية الفرس وعدوانيتهم، ولم تكسر شوكته تآمر العملاء من أبناء جلدته، ولم تثبّط همته تواطئ أشقائه العرب، أنه المناضل المجاهد البطل الشهيد الرئيس صدام حسين المجيد ". وقد أشادت الكلمة بالمجاهد الشهيد مشيرة إلى أن " صدام حسين لم يبع العراق كما باعوه، ولم يقبل الاحتلال كما قبلوه، ولم يقر الدستور الصهيوني كما أقروه، ولم يرضى بتقسيم العراق كما قسموه، ولم يشارك في عمليات التفريس، ولم يسرق النفط كما سرقوه، ولم يبدد الثروات الوطنية، ولم يشعل الفتن الطائفية والعرقية كما فعلوا، ولم ينشر الفساد، ولم ينشر الفوضى في البلاد، ولم يدمر التراث، بل استطاع صدام حسين أن يبني في سنوات قلائل ما يعجزوا هم عن بنائه في قرون، استطاع أن يبني دولة موحدة ذات قوة عسكرية واقتصادية وعلمية وثقافية كانت مصدر تهديد كبير للعدو الصهيوني ".
وشاركت الأستاذة سميرة رجب عضو مجلس الشورى في إحياء هذه الذكرى بكلمة أشارت فيها إلى أن " أهم أحد الأسباب التي كانت خلف غزو العراق واحتلاله وتدميره هو بدء امتلاكه القوة العلمية، وامتلاكه للعقل الذي تم تفعيله في بناء صرح العراق العلمي الذي وصل إلى مراحل متقدمة جداً في بناء برنامجه النووي الذي أطلق عليه علماء العراق أسم ( البرنامج الوطني )، هذا البرنامج الذي تم بناؤه وتطويره بعقول وجهود عربية صرفة دون الاستعانة بأية خبرة أجنبية ". وقد أشارت في كلمتها إلى سلسلة من الأحداث المتعاقبة التي حدثت في الفترة ما بين أعوام 1979م حتى 1981م، ومنها – تدمير العدو الصهيوني لمفاعل تموز في 7 يونيو – حزيران 1981م، اغتيال مجموعة من العلماء العراقيين والعرب والأجانب العاملين في المجال النووي العراقي. حيث أن هذه الأحداث تعتبر جرائم تهدف إلى منع العرب من امتلاك ناصية هذا العلم، هذا العلم الذي سيكون أحد أسلحة العرب لمواجهة العدو الصهيوني الذي أجازت له القوة الأمريكية والغربية أن يمتلك السلاح النووي ومنعته عن الأقطار العربية، لاعتقاد هذه القوة أن العرب لو نجحوا في امتلاك هذا الصرح العلمي والنهضوي سيشكل خطراً على مصالحهم وهيمنتهم على موارد وثروات المنطقة ".
وبعد ذلك تم عرض مجموعة من الشرائط المصورة لعدد من القصائد والأناشيد التي أشادت بالرئيس الشهيد وبثورة 17 تموز المجيدة وقياداتها الوطنية والقومية. وقد أصدر التجمع القومي بالمناسبة ملحقاً خاصاً من نشرته " الطليعة ط احتوت على عدد من المواضيع في الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس صدام حسين، كما تم توزيع عدد من الصور للرئيس الشهيد على الحضور.
وقد أصدرت جمعية الوسط العربي الإسلامي وجمعية التجمع القومي الديمقراطي بياناً في هذه المناسبة، أشاد فيه بالفقيد وبدوره النضالي والجهادي في ترسيخ الوحدة الوطنية العراقية وفي بناء العراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري والثقافي، كما أكدا دعمهما للمقاومة العربية مشيدة بالانتصارات التي حققتها وتحققها في منازلاتها الميمونة مع أعداء العراق المحتلين.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.