في الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث الدامية في العراق الجريح، وتفتضح إثره زيف وافتراءات الإدارة الأمريكية ومسوغاتها لاحتلال العراق وآخرها تقرير الاستخبارات الأمريكية حول ما سببه غزو العراق من انتشار العنف والإرهاب في العالم، وبعد أن فشلت كل مخططاتهم وأصبح دعوات الانسحاب واحباطات العار تجلل قادة الاحتلال وعملائهم الصغار ممن جاؤا على ظهر الدبابة الأمريكية أو من قبل لاحقاً بالمحاصصة الطائفية في هذا البلد الذي لم بعرف يوماً هذا الجو المريض المقيت بين أبنائه، يخرج علينا الطالباني عميل أجهزة الاستخبارات العالمية في تصريحاته للصحف الأمريكية، مناديا المجرم بوش ببطل تحرير العراق، ومستجديا بقاء قوات الاحتلال وبناء قواعد عسكرية للأمريكان على أرض العراق الطاهر لأنه يعلم بأن خروجهم تعني نهايته وجميع أعوان الاحتلال ، ومتغنيا بالديمقراطية التي حققها المحتل في العراق!! ديمقراطية القتل والتعذيب وفرق الموت المنتشرة في أرجائه، ديمقراطية المنطقة الخضراء التي تجعلهم لا يجرؤن على الخروج من سياجها!! ديمقراطية سجن أبي غريب التي أمست معروفة للعالم من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه!! فهل استشار هذا المتغني بالديمقراطية الأمريكية شعبه بشأن بقاء قوات المحتل التي يرفضها شعب العراق ويطالب بانسحابها الفوري، إن الطالباني يعمل وفق الرؤية الأمريكية الصهيونية في العراق ولخدمة أسياده وقد جاءت تصريحاته لغرض الاستهلاك الأمريكي الداخلي بعد الضغوط الشديدة التي تعرض لها بوش مؤخراً.
وفي الجانب الآخر تتوالى الضغوط من قبل القوى الطائفية العميلة، حيث تنبري تلك الأحزاب لفرض تقسيم العراق إلى كانتونات طائفية وعرقية تحت مسمى قانون الفيدرالية، حتي ينفردوا بنهب نفط الجنوب وخيراته، ولخدمة الأجندات الإقليمية الحالمة بالهيمنة على أرض العراق. ويجري كل ذلك بالتزامن مع استمرار المحاكمة المهزلة وغير الشرعية للقيادة الشرعية للعراق: الرئيس صدام حسين ورفاقه الأسرى في سجون الاحتلال، حيث تكشف حلقاتها التدخل السافر للأمريكان والحكومة العميلة لتوجيه مساراتها والنيل من وقفة الصمود والتحدي الباسلة لهذه القيادة.
إننا إذ ندعو جميع القوى الحرة في العالم لفضح أبعاد المخطط المحاك للعراق والمنطقة بأكملها، فإن القوى الوطنية السياسية والأهلية في العراق وعموم الوطن العربي تتحمل مسؤولية تاريخية في دحر مخططات تقسيم العراق وإضعافه واستمرار احتلاله ونهب خيراته من خلال دعم مقاومته الوطنية الباسلة ومحاربة القوى الطائفية والعنصرية المقيتة، وفضح عمليات استهداف المدنيين التي تتم بتخطيط من المحتل وقوى الموساد وتخدم اهدافهما لمحاولة تشويه صورة مقاومته الوطنية الشريفة واستهدافها النوعي لقوات الاحتلال، كما أن الحكومات العربية تتحمل المسؤولية الأخلاقية والتاريخية عما آلت إليه أوضاع العراق، لما قدمته من دعم مباشر أو غير مباشر لغزو العراق.
إن المقاومة الوطنية الباسلة تواصل تشديد ضرباتها القوية الحازمة للمحتلين الأمريكان وأذنابهم، وإن النصر لقريب بعون الله وهمة الأبطال من أبناء العراق الصابر المجاهد.
المجد للمقاومة العراقية الباسلة وقيادتها المجاهدة الباسلة.
العار للطالباني عميل الاحتلال ولأعوانه من الأحزاب الطائفية العميلة.
28 سبمتر2006م