الثلاثين من آذار ذكرى ملحمة من ملاحم النضال الوطني الفلسطيني ضد السياسة الاستيطانية التوسعية الصهيونية، في مثل هذا اليوم وقبل ثلاثين عاماً هب أبناء الشعب الفلسطيني هبة رجلٌ واحد ضد مصادرة القوات الصهيونية لعشرين دونماً من الأراضي الفلسطينية لبلديات ( دير حنا وسخنين وعرابة وغيرها في منطقة الجليل الفلسطينية )، فسقط على إثر ذلك عدد من الشهداء والكثير من الجرحى.
إن يوم الأرض لم يكن وليد مصادرة دفعة جديدة من الأراضي الفلسطينية، واغتيال عدد من أبنائه، بل كان تتويجاً لتحركات ونضالات جماهيرية طويلة ضد السياسات التعسفية والعنصرية الصهيونية، وما زالت هذه السياسات مستمرة مستهترة بالمشاعر العربية والدينية الإنسانية، والإصرار على الاستمرار في عملية تهويد أراضي فلسطين العربية. ورغم تصاعد هذه الهجمات البربرية للمستوطنين وقوات الاحتلال الصهيونية الذين يشنون حرباً لإبادة الشعب الفلسطيني، وبالرغم من إجراءات الحصار، وسياسة العقوبات الجماعية، وممارسة الاغتيال والتدمير، فإن أبناء فلسطين العربية ما زالوا يُسطرون أروع معاني البطولة والتضحية والفداء، ويخلدون المآثر الناصعة في سجل التاريخ، وما زالوا يكافحون من أجل وجودهم العربي المبين، وحقهم في الحياة والحرية، والعودة والاستقلال.
وتهل هذه الذكرى والقدس وبغداد واقعتان في الأسر والتكبيل، شقيقتان في البؤس والحرمان من السيادة والحرية والاستقلال، فما زالتا تتألمان من سياسة أعدائها المحتلين، هذا الاحتلال الذي جعل من فلسطين والعراق تعيشان في بِركٍ من الدماء، برصاص قوات الاحتلال الاستيطانية الصهيونية وبفرق الموت الصفوية البغيضة. كما تكتسب هذه الذكرى معنى خاصاً متميزاً، بعد أن أعطى الشعب الفلسطيني صوته لمن يخوض غمار النضال والكفاح ضد الاحتلال الصهيوني.
سيبقى يوم الأرض رمزاً شامخاً لفلسطين وللأمة العربية وجماهيرها، رمزاً لوحدة فلسطين التي لم ولن تنل منها كل عوامل القهر والتمزق، وسيبقى يوماً بطولياً قدمت فيه فلسطين تضحيات غالية من أجل الدفاع عن الأرض وتصفية الوجود الصهيوني العنصري الاستيطاني. وها هي إرادة المقاومة العراقية والفلسطينية تجتمعان وتتحدان ضد المحتل وأهدافه وسياساته، معلنتا الاستمرار في نهجهما المبارك في منازلة أعداء الأمة أين ما كانوا ومن كانوا، وأن تراب هذه الأمة سيتخضب بدماء أبنائها الأحرار الميامين، لتجبل وتحشذ تصميم وإرادة هؤلاء المناضلين الغيارى على تمسكهم بأرضهم وافتدائها بالروح والدم.
عاشت فلسطين حرة عربية
عاشت المقاومة العربية في العراق وفلسطين
المجد والخلود لشهداء أمتنا العربية، والخزي والعار لأعدائها.
30 مارس ــ آذار 2006م
المنامة ــ مملكة البحرين.