في رحاب مصر العروبة، احتضن اتحاد المحامين العرب بالقاهرة يومي 13 و 14 مايو 2005 مؤتمر " الهيئة الشعبية العربية لنصرة العراق "، بمشاركة متميزة للمؤتمرات والاتحادات والمنظمات الشعبية والمهنية القومية، والهيئات الوطنية العاملة لنصرة العراق، وكذا العديد من رجال السياسة والاعلام والفن والثقافة .
وقد وقف المؤتمرون على الوضع في العراق، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والصحي، كما وقفوا على اخر التطورات التي تعرفها القضية العراقية، سواء داخل العراق او على المستوى العربي او الاقليمي او الدولي. واستمعوا الى تقارير عن جرائم الاحتلال وعملائه، وعن محاولات المس بالمقاومة العراقية للاحتلال، بشقيها السياسي والمسلح، وزرع بذور الفتنة، العرقية والمذهبية، واجتثاث الذاكرة العراقية وابادة حضارة العراق ومقومات نمائه، وعن الافتراء على ارادة العراقيين ومحاولات فرض مجلس وطني وحكومة على المقاس، وفي خدمة المحتل، واعتمادا على اختلاق وتركيز الطائفية وزرع اسس الانقسام والتشرذم .
وفي الوقت الذي تشتد فيه مقاومة الاحتلال وعملائه ويقدم الشعب العراقي التضحيات الجسام من اجل الحرية والكرامة، كطليعة للامة العربية والاسلامية جمعاء، وتقف الانظمة العربية والاسلامية بين متواطئ وخائف وصامت، كما يسجل تراجع كبير في تفاعل الجماهير العربية والاسلامية، وعلى المستوى الدولي، مع المقاومة، والانخراط في معركة تحرير العراق ومواجهة المشروع الامريكي الصهيوني الذي يستهدف الامة العربية والاسلامية والانسانية جمعاء .
والمؤتمرون اذ يؤكدون من اعتزازهم بإنجازات المقاومة العراقية ضد الاحتلال وعملائه، السياسية منها والمسلحة، وبمختلف اطيافها ومكوناتها، ويثمنون صمود احرار العراق في مواجهة اعتى قوى الارهاب الدولي والمتآمرين معها من المنتسبين اليها بحكم جنسيتهم او ولاءاتهم :
– يؤكدون دعمهم الكامل للحق المشروع للشعب العراقي في مقاومة الاحتلال وعملائه وفي تحرير بلده واستعادة سيادته الوطنية على كامل ترابه وخيراته، ويدعو الى توسيع دائرة التضامن العربي مع المقاومة العراقية، والى رفدها بكل وسائل الدعم المادي والسياسي والاعلامي، مما يشكل واجبا قوميا، وضرورة لتعزيز الامن القومي العربي، وجزءا اساسيا من عملية المواجهة الشاملة للمشروع الاستعماري، " مشروع الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا " .
– يدينون جرائم الاحتلال، المتعددة الاوجه، وجرائم الابادة الجماعية التي كانت العديد من المدن العراقية مسرحا لها بتنسيق بين الاحتلال وعملائه، كما الشأن بالنسبة لما تعرضت له مدينة الفلوجة ومدينة القائم اللتين اعطى سكانهما، كما سكان النجف والصدر وغيرهما، درسا بليغا للمعتدين في المقاومة . كما يدينون العمليات الارهابية ضد المدنيين وضد القيادات الدينية ودور العبادة والتي تحمل بصمات واضحة للمخابرات الامريكية والصهيونية، والهادفة الى زرع الفتنة وخلق بذور الحرب الطائفية والعرقية وتشويه المقاومة الباسلة .
– يثمنون عاليا الجهود المبذولة من طرف العديد من القيادات والتنظيمات من مختلف شرائح المجتمع العراقي ومذاهبه الدينية وطوائفه العرقية من اجل خلق جبهة عريضة مناهضة للاحتلال وساهرة على تعميق وحدة العراق وعلى احباط مخططات الاحتلال وعملائه، وعلى فتح الحوار الجاد بين كل ابناء العراق في افق التجاوز البناء لكل الاخطاء والملابسات وتعزيز جسور التواصل ومقومات التصدي للاحتلال وصنائعه، من اجل عراق حر ديمقراطي، موحد، باحترام لكل خصائص التعددية فيه ومنخرط في معركة تحرير الامة ونمائها .
– يطالب المؤتمرون بالرحيل الفوري لقوات الاحتلال من العراق ويؤكدون ان رفضهم للاحتلال هو في ذات الوقت رفض قاطع لكل افرازاته، ولكل المحاولات المحمومة لطبخ سيناريوهات سياسية تأخذ اشكالا والوانا مختلفة لكنها تصب في خانة واحدة هي محاولة اصباغ الشرعية على الاحتلال وخدمة اهدافه والمشاركة في جرائمه وتنفيذ مخططاته . وفي هذا الاطار يرفض المؤتمرون ما سمي بالانتخابات الاخيرة وما افرزته من " جمعية وطنية " " ومجلس رئاسة " و " حكومة " وغيرها .
– ويدين المؤتمرون المواقف العربية الرسمية المتخاذلة والمستسلمة للاملاءات الامريكية والصهيونية، والتي سارعت الى العمل على شرعنة الاحتلال وافرازاته . ويدعو المؤتمرون الانظمة العربية الى مراجعة موقفها من هذه المؤسسات، والى اعتبار قوى المقاومة والمناهضة، الممثل الحقيقي للشعب العراقي مع اسنادها وتقديم كل اشكال الدعم لها، الى ان يطرد المحتل وتنظم انتخابات حقيقية، غير مطعون في نزاهتها، وبعيدا عن هيمنة الاحتلال وعملائه .
– ينبه المؤتمرون الى خطورة التغلغل الصهيوني في العراق، ويدينون بشدة هذا التغلغل والقائمين والمتسترين عليه، وكل الادوار القذرة التي يضطلع بها الصهاينة في العراق، من محاولة لطمس هويته واغتيال علمائه وزرع الفتنة بين ابنائه وتنظيم عمليات تستهدف المدنيين وعلماء الدين ودور العبادة فيه، مما يؤكد تلازم المشروع الامريكي والصهيوني في المنطقة، وبالتالي تلازم المواجهة في فلسطين والعراق .
– ينحني المؤتمرون خشوعا امام ارواح شهداء الامة في العراق، ويؤكدون على ضرورة العناية بعائلاتهم. ويحيون باكبار كل الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، ويدعون جميع المنظمات الانسانية ذات الصلة، العربية والاسلامية والدولية، الى العمل على الافراج عنهم، كما يؤكدون الدعوة الى تشكيل لجان اهلية في كل ارجاء الوطن العربي لدعمهم، وبذل كل الجهود المتاحة من اجل اسنادهم والعمل على الافراج عنهم، ومن اجل تعرية جرائم قيادات الاحتلال ضدهم، سواء في ابو غريب او في سجون العار بالعراق .
– يدعو المؤتمرون ابناء الامة العربية والاسلامية وكل احرار العالم الى الرفع من وتيرة دعم كفاح الشعب العراقي من اجل الحرية والكرامة، وفي هذا الاطار يناشدون كل المنظمات والهيئات السياسية والنقابية والمهنية والحقوقية والجمعوية، القطرية والقومية، ان تجعل موضوع العراق نقطة دائمة في جدول اعمال كل اجتماعاتها .
– يدعو المؤتمرون الهيئات المنبثقة عن المؤتمر الى وضع آلية لتجميع المعلومات عن كل مبادرات وفعاليات نصرة العراق على مدى الساحة العربية والاسلامية، من اجل تعميمها. والى تكثيف التواصل مع جالياتنا في المهجر قصد الرفع من مستوى انخراطها في البرامج المختلفة لنصرة العراق وتقديم كافة اشكال الدعم للشعب العراقي المقاوم .
– ويوصي المؤتمرون بضرورة تكثيف جهود اتحاد الاطباء العرب واتحاد الصيادلة العرب، بتنسيق مع الاتحادات والمنظمات القطرية للاطباء والصيادلة، من اجل تقديم الدعم الطبي الضروري لابناء العراق، ومن مختلف الزوايا الواردة في التقرير المقدم من طرف اتحاد الاطباء العرب للمؤتمر، ومن اجل استنهاض المنظمات الاقليمية والدولية ذات الصلة، للعمل على ذات الاهداف.
– يعلن المؤتمرون تبنيهم للقرار الصادر عن المؤتمر السادس عشر للمؤتمر القومي العربي المنعقد بالجزائر، باعتماد قائمة للارهاب الدولي تتصدرها الادارة الامريكية والحكومة البريطانية والكيان الصهيوني العنصري، ويدعون المؤتمر القومي العربي الى استكمال القائمة، سواء بالنسبة للدول او المنظمات او الاشخاص الضالعين في الارهاب الدولي، والى طرحها على هيئة الامم المتحدة وعلى المنظمات الدولية والاقليمية والوطنية المعنية بحقوق الانسان قصد اعتمادها والعمل على محاكمة الارهابيين طبقا للمعايير وبنود القانون الدولي والانساني، كما يدعون كل المتضررين الى تقديم شكاوى ضدهم لدى المحاكم الوطنية والدولية، قصد محاكمتهم وانزال العقوبات المناسبة لجرائمهم، مع مطالبتهم بالتعويض عن جميع الاضرار الفردية والجماعية الناجمة عن اعمالهم الارهابية .
– يدعو المؤتمرون ابناء الامة العربية والاسلامية الى تكثيف حملات مقاطعة البضائع والمؤسسات الامريكية والبريطانية، والى رفض ومقاومة كل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني .
– يطالب المؤتمرون المسؤولين العرب بالوقوف في خندق معركة الامة من اجل الحرية والكرامة والنماء، وبالتخلي عن الخضوع للاملاءات الامريكية والصهيونية، وبخلق شروط التحصين الداخلي والممانعة الحقيقية للمخططات الامريكية – الصهيونية، المعلن منها والخفي، والتي تستهدف الجميع ولا تستثني احدا، الامر الذي يتطلب اطلاق الحريات العامة وحقوق الانسان واعتماد الديمقراطية وسيادة القانون والتوزيع العادل للثروات، والاقتناع بأن المواطن الحر الكريم هو وحده القادر على خلق شروط الاستقرار والنماء، ومواجهة مخططات الاستعباد الاجنبي .
– يقر المؤتمرون مشروع البرنامج العملي المقدم الى المؤتمر بعد التعديلات والاضافات التي اخلت عليه، ويدعون الهيئات المنبثقة عن المؤتمر الى تنسيق جهود اعضاء الهيئة الشعبية العربية لنصرة العراق ومبادراتهم، والى تشكيل لجنة اعلامية عربية من اجل العراق يعهد اليها بتجسيد فقرات البرنامج المتعلقة بالاعلام .
– ويعبر المؤتمرون عن شكرهم العميق لمصر التي استضافت هذا المؤتمر، ولاتحاد المحامين العرب الذي احتضنه ووفر له كل شروط النجاح، من خلال امانته العامة وكل العاملين به .
القاهرة