سْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أحبائي اروي لكم حكاية حزينة للغاية
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان
كانت هناك صبية رائعة الحسن والجمال
شعرها كخيوط شمس الربيع الدافيء
قسماتها تعطيك أحلى لون من الألوان
عشقها كل البشر من الجنوب إلى الشمال
فتنت الشيخ والأمير والسلطان
غنية بأخلاقها وجمالها وبالأموال
بنوا لها قصران يقطعه نهر عميق كعمق الأجيال
وحدائق نخيل وأشجار زيتون ورمان
كانت سخية تحب الخير والإحسان
أكرمت المحتاج وألبست العاري وأطعمت الجوعان
قصورها دار ضيافة للأحباب والخلان
وفي احد الأيام ولد طفل يتيم
مدقع الفقر رث الملابس حزين
تربى على كرم أهله الكرماء
وتعلم حب وطنه وناسه الاصلاء
فكبر الطفل وأصبح شابا يافعا
وسمع من جدته قصة ألجميلة ست الحسان
فعشقها قبل أن يراها وتراه
وهام بها لكرمها ولسحرها الأخاذ
فقرر الرحيل لبلد البلدان
مهما كلف الأمر من ألام وأحزان
فهام الملهوف الشوارع والجادات
يبحث عن حلم راوده لسنوات
عن ألصبية فاتنة الفاتنات
فكان الجواب هي تريد فارس الفرسان
وليس من يعيش في طي النسيان
فارسا يحميها من شرور العوادي والأزمان
فكان القرار… أن يزيدها حبا بإصرار
وكانت العيون تحوم حولها كالغربان
واستطاع الانتصار على كل الفرسان
وهناك التقت عيناهما فآن الأوان
وعرفت ألجميله من يستحقها ألان
وتأكد الفتى أنها الحضن الدافئ والأمان
فازدانت البلاد بالسعادة والأفراح
ولحبها لمعشوقها أعطته الأملاك والأطيان
فتحول الفتى رجلا غنيا يملك بسالة الشجعان
فأحبها وصانها وعاشوا بسلام ووئام
وبدا للأعداء غيظهم والحسد من الأخوان
فاستكثروا عليه النعمة ببغدان
فتكالبوا عليه الاعاجم والأعراب
فانتفض الفارس البطل الهمام
وامتطى صهوة فرسه الشهباء
وخلع عنه ملابس الأمراء
واستل سيفه ولبس الدرع وحمل الرماح
وقاتلهم دفاعا عن عطر ملهمته الفواح
فغارت عليه جميع القطعان
فصال وجال كما الأسد الجوعان
فقتل الكثير من الضباع والغربان
فغدروا به طمعا الأصحاب والجيران
فسقط السيف وكسر الرمح وكبا الخيل
فأسر البطل العاشق الولهان
فكان يوما حزينا لست الحسان
فقد غاب المحبوب وغاب الحنان
وادلهمت السماء وسقط الثمر من الأشجار
فدبر بليل اسود فاغتاله الأعوان
وساد الصمت الرهيب المكان
ورقصت أسراب النسور الجائعات
فسقطت مملكة الجميلة ولبست الحداد
وأصبحت مملوكة لرعاع السلطان
وهذه نهاية قصة فتى بغدان
الذي دافع عن محبوبته ضد الطغيان
ولا تحزنوا يا أحباب فللقصة بقية
فسوف يولد للفتى ألاف الفتية
سيعيدون البسمة والفرحة إلى جميلة الجميلات
ليعيشون عيشة سعيدة وينسون الآهات
فهل عرفتم أحبابي من هو فتى بغدان
ولكم جائزة هي قبلة من ثغرها البسام
شبكة البصرة
الجمعة 14 ذو الحجة 1429 / 12 كانون الاول 2008
أضف تعليق