بيان سياسي
صادر عن جبهة التحرير العربية في الذكرى 66 للنكبة
أيها الرفاق جماهير شعبنا المناضل
لقاء مصالح الامبراطورية البريطانية مع المصلحة الصهيونية تجسدت في موافقة الحكومة البريطانية المبدأية على مذكرة الوزير البريطاني الصهيوني هربرت صمويل عام 1908 في انشاء دولة يهودية في فلسطين قريبة من قناة السويس وتشكل فاصلاً بين شرق الوطن العربي وغربه وقد تمخضت المفاوضات عن ما سمي وعد بلفور. حيث التزمت صاحبة الجلالة ملكة بريطانيا في 2 تشرين الثاني 1917 باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وبعد واحد وثلاثين عاماً من الانتداب البريطاني على فلسطين ودعم الهجرة الصهيونية وتسليح العصابات الصهيونية في وقت فرضت حكومة بريطانيا الاحكام العرفية على الثوار الفلسطينيين, اعلنت بريطانيا تاريخ 15 ايار 1948 موعداً لانسحابها من فلسطين بعد ان اطمأنت الى قوة العصابات الصهيونية المتمثلة بجيش الهاغاناة الذي شارك في الحرب العالمية الثانية الى جانب الحلفاء اضافة الى عصابات الارهاب الصهيوني كالشتيرن والارغون
وما أشبه اليوم بالأمس حيث تلتقي المصالح الامبريالية الاميركية"وريثة بريطانيا" مع المصالح الصهيونية في دعم الكيان الصهيوني وامداده بوسائل القوة والمنعة والتفوق على الدول العربية مجتمعة.
وكما كانت بريطانيا تمارس وصاية غير معلنة على الأنظمة العربية في عام 1948 فإنّ الولايات المتحدة تمارس اليوم نفس الهيمنة على الانظمة العربية التي رهنت نفسها للارادة الاميركية ووضعت نفسها في الخندق الاميركي وبغض النظر عن من يكون في البيت الابيض الاميركي فان الالتزام بدعم وحماية اسرائيل هي اولوية في السياسة الاميركية. ومن هذا المبدأ فقد احتكرت اميركا لنفسها ملف الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. والمتابع للمجريات ومنذ اتفاق اوسلو وحتى اليوم يجد ان المفاوضات تدور في حلقة مفرغة من خارطة الطريق الى اتفاق اطار وتراجع عنه الى اطار عمل دون ان تحقق لشعبنا الفلسطيني اي تقدم على طريق اقامة دولته المستقلة على الاراضي المحتلة عام 1967 بعاصمتها القدس وهي لا تمثل اكثر في 22% من اراضي فلسطين التاريخية.
لذا فاننا ندعو ان يكون الخامس عشر من ايار يوماً للتمرد على الهيمنة الاميركية في وصايتها على ملف الصراع الفلسطيني الصهيوني, ونرى ضرورة التوجه الى المؤسسات الدولية وان خطوة القيادة الفلسطينية بالتوقيع على عضوية خمسة عشرة مؤسسة دولية هي خطوة ضرورة ان تتبع بخطوات وذلك بالحصول على عضوية كافة المؤسسات الدولية وعددها 63 مؤسسة بعد أن أقرت الجمعية العمومية في 29 تشرين ثاني 2012 عضوية فلسطين في الامم المتحدة والعمل على فضح السياسة العنصرية الصهيونية القائمة على هدم البيوت ومصادرة الاراضي واقامة المستوطنات وهي مخالفة للقوانين الدولية
والأمر الثاني: وبما ان المصالحة قد وضعت على سكة الانجاز والمشاورات جارية من اجل تشكيل حكومة التكنوقراط من اجل اعمار غزة وانجاز الوحدة الوطنية مما يمهد الطريق لعودة المقاومة بكافة اشكالها وبما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية وتشكيل لجان موحدة لتصعيد المقاومة الشعبية.
الامر الثالث: التوجه الى القوى والاحزاب الوطنية والثورية في الوطن العربي والقوى الدولية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية لحشد الدعم لمقاومة الاحتلال وفضح ممارساته وبالمقابل الخروج من دائرة الانظمة العربية الدائرة في الفلك الاميركي
الامر الرابع: ان على شعبنا ممارسة كافة اشكال المقاطعة في مواجهة اغراق السوق الفلسطينية بالبضائع الاسرائيلية وتدفيع الاحتلال ثمناً باهظاً لاحتلاله ليس كما هو الحال الآن, فان الاحتلال الصهيوني يجني المليارات من الدولارات جراء احتلاله للاراضي الفلسطينية
الامر الخامس: وضع خطة اسكان تقوم على اساس امني لمواجهة تمدد المستوطنات على الاراضي الفلسطينية. كما انه من المؤلم حقاً ان نرى العامل الفلسطيني ان يلجأ مضطراً للعمل في بناء المستوطنات على ارضه لذلك نرى ضرورة التنسيق مع الدول العربية وتحديداً الخليجية لايجاد بدائل عمل لعمالنا هناك.
الامر السادس : اعمار الريف الفلسطيني ووضع خطة نهوض في انعاش القرى الفلسطينية حيث ترى الزحف الحاصل من القرى والتجمع في المدن الكبرى وهجر الارض مما يترك مجالاً للمستوطنين لمزيد من السيطرة على الاراضي الفلسطينية
سابعاً: التوقف عن التنسيق الامني وتغيير مهمة السلطة من ادارية الى نضالية اي وضع الخطط وعلى كافة المستويات لمواجهة التواجد الصهيوني على ارضنا المحتلة.
أخيراً ان شعبنا الفلسطيني الذي قاوم الهجرة الصهيونية الاول الى فلسطين وخاض عام 1936 اطول اضراب في العالم وواجه الاحتلال في االانتفاضتين الاولى والثانية قادر على ان يحبط المخطط الصهيوني الامبريالي وتحقيق اهداف شعبنا في العودة والحرية واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وثورة حتى التحرير
الأمانة العامة
الجبهة التحرير العربية
15/5/2014م